في أعقاب الاستقرار الذي تُشير إليه استطلاعات الرأي في شعبية نفتالي بنيت، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، التي تجعله منافساً وحيداً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بين صفوف المعارضة، قرَّر قادة حزب «الليكود» الحاكم تنظيم حملة إعلامية واسعة لتحطيم شعبيته.
وتأتي الحملة بعدما أعلن بنيت رسمياً، قبل أيام، تشكيل حزب أطلق عليه اسماً مؤقتاً هو «بنيت 2026»، ويقصد به الاقتناع بأن نتنياهو سيبقى على الأرجح في الحكم حتى نهاية الدورة الحالية للكنيست في أكتوبر (تشرين الأول) 2026.
وفي إطار هذه الحملة، تم اختيار عضو الكنيست أفيخاي بوارون، ليطرح مشروع قانون جديداً يدعى «قانون بنيت»، يمنع بموجبه رئيس أي حزب جديد من جمع الأموال للترشح مرة أخرى، إذا كان في السابق عضواً في حزب تراكمت الديون عليه. والغرض من ذلك منع بنيت من الترشح للكنيست (البرلمان)، علماً بأنه كان رئيساً لحزب «يمينا» الذي تم حله وهو مديون بمبلغ 14 مليون شيقل للدولة (الدولار يساوي 3.7 شيقل). ومع أن حزب «الليكود» بدوره مديون للدولة بمبلغ 50 مليون شيقل، فإنه لا يتردد في منع حزب بنيت بالحجة نفسها التي تنطبق عليه.

يُذكر أن الاستطلاع الأسبوعي لصحيفة «معاريف»، الذي يجريه معهد لزار للبحوث، وبمشاركة «بانيل فور أول»، أشار اليوم الجمعة إلى أن حزباً برئاسة بنيت سيسحق حزب «الليكود» وائتلافه الحكومي، وسيستطيع تشكيل حكومة ذات أكثرية 65 مقعداً من دون الأحزاب العربية، في حين يهبط ائتلاف «الليكود» من 68 مقعداً لديه اليوم إلى 45 مقعداً.
وقد طرح الاستطلاع على الجمهور السؤال: «لو أجريت الانتخابات للكنيست اليوم وبقيت الخريطة الحزبية كما هي، لمن كنت ستصوت؟»، وفيما لو خاضت الأحزاب القائمة حالياً الانتخابات؟ ثم سُئل كيف سيصوت في حال انضمام بنيت للمعركة. فاتضح أن الجمهور لا يثق بالأحزاب المعارضة الحالية، لكنه يثق بالمرشح بنيت، إذا قرر خوض المعركة. وهكذا جاءت النتائج:
من دون بنيت: «الليكود» برئاسة نتنياهو يرتفع عن الأسبوع الماضي من 23 إلى 24 مقعداً (له اليوم 32 مقعداً)، حزب «اليهود الروس» برئاسة أفيغدور ليبرمان يهبط من 17 في الأسبوع الماضي إلى 16 مقعداً (يوجد له اليوم 6 مقاعد)، حزب «المعسكر الرسمي» بقيادة بيني غانتس يهبط من 17 في الأسبوع الماضي إلى 16 (يوجد له اليوم 8 مقاعد، لكن الاستطلاعات منحته 41 مقعداً قبل سنة)، وحزب «يش عتيد» برئاسة يائير لبيد يُحافظ على نتيجة الأسبوع الماضي 14 مقعداً (له اليوم 24)، وحزب اليسار الصهيوني «الديمقراطيون» برئاسة الجنرال يائير جولان يهبط من 14 إلى 13 مقعداً (يوجد له اليوم 4 مقاعد)، وحزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين بقيادة أريه درعي 10 مقاعد (له اليوم 10)، وحزب «عظمة يهودية» بقيادة إيتمار بن غفير يهبط بمقعد واحد من 10 إلى 9 مقاعد (يوجد له اليوم 6 مقاعد)، وحزب «يهدوت هتوراة» للمتدينين الأشكناز يهبط من 7 إلى 6 مقاعد (يوجد له اليوم 7)، وتكتل الحزبين العربيين، «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» و«الحركة العربية للتغيير» بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي يحافظ على قوته 5 مقاعد (له اليوم 5 مقاعد) و«القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية» بقيادة النائب منصور عباس ترتفع من 4 إلى 5 مقاعد (5 مقاعد). أما حزب «الصهيونية الدينية» بقيادة سموتريتش الذي دلَّت النتائج على سقوطه في الأسبوع الماضي، فقد عاد ليحظى بأربعة مقاعد (يوجد له اليوم 8 مقاعد).

وهكذا، تهبط أحزاب المعارضة الصهيونية من 61 في الأسبوع الماضي إلى 57 مقعداً، ولن تستطيع تشكيل حكومة ثابتة من دون الأحزاب العربية. في حين يرتفع ائتلاف نتنياهو عن الأسبوع الماضي من 50 إلى 53 مقعداً.
أما في حالة تنافس حزب برئاسة نفتالي بنيت، فإن النتائج ستكون على النحو التالي: بنيت 29 مقعداً (27 في استطلاع الأسبوع الماضي)، «الليكود» 21 (19 في الأسبوع الماضي)، «الديمقراطيون» 10 (12)، «يوجد مستقبل» 9 (9)، «إسرائيل بيتنا» 9 (9)، «شاس» 9 (9)، «المعسكر الرسمي» 8 (8)، «عظمة يهودية» 8 (8)، «يهدوت هتوراة» 7 (7)، «الجبهة/العربية» 5 (5)، «الموحدة» 5 (4)، وحزب سموتريتش لا يُعبر نسبة الحسم ويسقط.
وبهذه النتائج ترتفع كتل الائتلاف في استطلاع هذا الأسبوع من 44 مقعداً في الأسبوع الماضي إلى 45 اليوم، مقابل 75 مقعداً للمعارضة، بينها 10 مقاعد للأحزاب العربية. ويستطيع نفتالي بنيت تشكيل الحكومة.
وتطرَّق الاستطلاع إلى قضايا أخرى، ودلَّت نتائجه على أن 48 في المائة من الجمهور في إسرائيل ترى أن استمرار الحرب على غزة يعرقل احتمال استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، في حين عدَّ 41 في المائة أن استمرار الحرب يُسهم في استعادة الأسرى، وقال 11 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة.