مؤشر «فيدرالي» رئيسي يثير إنذار ركود حاد على غرار 2008

بعد رسوم ترمب

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT
20

مؤشر «فيدرالي» رئيسي يثير إنذار ركود حاد على غرار 2008

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

شهد أحد المؤشرات المفضلة لدى «الاحتياطي الفيدرالي» تدهوراً هذا الأسبوع بسرعة تدهوره نفسها في عام 2008، في أحدث دلالة على استعداد مستثمري السندات لتباطؤ اقتصادي حاد نتيجة الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وهناك العديد من المقاييس التي يعتمد عليها الاقتصاديون والمستثمرون للتنبؤ بالتباطؤ الاقتصادي. على سبيل المثال، يعد الفرق بين عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين وعشر سنوات من المؤشرات الأساسية في سوق السندات، وفق «رويترز».

ويُقال إن رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، يفضل متابعة الفرق بين عوائد سندات الخزانة لأجل ثلاثة أشهر والعائد المتوقع لها خلال 18 شهراً. الأساس المنطقي لهذا الفارق هو أنه يعكس بشكل أفضل توقعات أسعار الفائدة على المدى القريب، على عكس الفجوة بين سندات الخزانة لأجل عامين وعشر سنوات.

وعندما يلوح الركود الاقتصادي في الأفق، يضيق هذا الفارق وقد يتحول إلى سلبي. ومع ذلك، فقد قلبت دورة رفع أسعار الفائدة التي بدأها «الاحتياطي الفيدرالي» في مارس (آذار) 2022 هذا الفارق إلى منطقة سلبية، واستمر في هذا الاتجاه مع الارتفاع المستمر لعوائد سندات الخزانة.

ويوم الجمعة، بلغ الفارق بين العوائد سالب 113 نقطة أساس، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. والأهم من ذلك، أن الفارق يتجه نحو أكبر زيادة له في يوم واحد منذ أواخر عام 2008، عندما هزت الأزمة المالية العالمية الأسواق. وفي مذكرة يوم الجمعة، صرح جوردان روتشستر، رئيس قسم استراتيجية الدخل الثابت والعملات والسلع لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في بنك «ميزوهو»: «عادةً ما يستغرق الأمر من 3 إلى 18 شهراً بعد آخر رفع لأسعار الفائدة من (الاحتياطي الفيدرالي) حتى بداية الركود... وصلنا الآن إلى 21 شهراً وما زلنا ننتظر. هل انتهى زمن الهبوط السلس؟».

من جانبه، صرح بنك الاستثمار «جي بي مورغان»، يوم الجمعة، بأن خطر حدوث ركود اقتصادي أميركي وعالمي هذا العام قد ارتفع من 40 في المائة إلى 60 في المائة بناءً على الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترمب.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أشارت العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأميركية إلى أن المتداولين كانوا يتوقعون أن يخفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة بمقدار 65 نقطة أساس أخرى هذا العام ثم يوقفها. والآن، يتوقعون تخفيضات بمقدار 100 نقطة أساس بحلول ديسمبر (كانون الأول)، مع خفض إضافي قدره 25 نقطة أساس خلال الربع الأول من عام 2026. وفي حال تحقق ذلك، فسترتفع أسعار الفائدة الأميركية إلى نطاق يتراوح بين 2.75 في المائة و3.35 في المائة، وهو ما يقارب المعدلات التي كانت عليها قبل عامين ونصف العام.

وانخفضت أسهم البنوك، التي عادة ما تحقق أداءً جيداً مع ارتفاع أسعار الفائدة، بشكل حاد في جميع أنحاء العالم يوم الجمعة، وسط تزايد المخاوف من الركود وتوقعات بخفض أسعار الفائدة بشكل أعمق.

ورسمت أسواق المشتقات للبنوك المركزية الأخرى صورة مماثلة، حيث يتوقع أن يقوم كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات أخرى هذا العام، مقارنة بنحو مرتين في التوقعات السابقة. وفي هذا السياق، قال جاي ميلر، كبير استراتيجيي السوق في مجموعة «زيورخ» للتأمين: «ظن العديد من المستثمرين أن ترمب سيستخدم الرسوم الجمركية أداة تفاوض ثم يخفف من تهديداته، لكن من الواضح أن الأمر لم يكن كذلك. هذه أسلحة قاسية وغير مدروسة تسعى لتغيير شكل التجارة، لكنها على الأرجح ستؤدي إلى نتائج عكسية، مما يسبب التضخم ويقلص الدخل الحقيقي في الولايات المتحدة. وبالتالي، فإنها تخلق حلقة مفرغة وخطيرة».


مقالات ذات صلة

باول: «الفيدرالي» سيبقى على موقفه حتى تتضح الصورة بشأن تأثير الرسوم

الاقتصاد باول يلقي كلمته خلال فعالية للنادي الاقتصادي بشيكاغو (أ.ف.ب)

باول: «الفيدرالي» سيبقى على موقفه حتى تتضح الصورة بشأن تأثير الرسوم

أعرب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، عن قلقه من أن يجد البنك المركزي نفسه في مأزق بين السيطرة على التضخم ودعم النمو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث في مؤتمر صحافي (رويترز)

البيت الأبيض يستعد لإجراء مقابلات لخلافة رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»

سيبدأ البيت الأبيض بإجراء مقابلات مع المرشحين هذا الخريف لخلافة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو (أيار) 2026.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
الاقتصاد لوري لوغان تتحدث في مؤتمر الجمعية الوطنية للاقتصاديات التجارية في دالاس بولاية تكساس (أرشيفية - رويترز)

رئيسة «فيدرالي» دالاس تحذر من تأثير الرسوم على التضخم والبطالة

قالت لوري لوغان، رئيسة «الاحتياطي الفيدرالي» في دالاس، في تصريحاتها، الخميس، إن الرسوم الجمركية المرتفعة عن المتوقع من المرجح أن تزيد كلاً من البطالة والتضخم.

«الشرق الأوسط» (دالاس)
الاقتصاد ترمب يلوح بيده لدى وصوله إلى البيت الأبيض على متن الطائرة «مارين وان» 6 أبريل 2025 (أ.ب)

ترمب: دول العالم تتواصل مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن «دول العالم تتواصل مع الولايات المتحدة» بشأن الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى إعلانه الرسوم الجمركية الجديدة في حديقة البيت الأبيض مساء الأربعاء (رويترز)

ترمب: يجب على «الاحتياطي الفيدرالي» خفض أسعار الفائدة

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب «الاحتياطي الفيدرالي» إلى خفض أسعار الفائدة.


عائدات سندات اليورو تسجل ارتفاعاً طفيفاً قبيل قرار «المركزي الأوروبي»

أوراق نقدية جديدة من فئتي 100 و200 يورو في فيينا (رويترز)
أوراق نقدية جديدة من فئتي 100 و200 يورو في فيينا (رويترز)
TT
20

عائدات سندات اليورو تسجل ارتفاعاً طفيفاً قبيل قرار «المركزي الأوروبي»

أوراق نقدية جديدة من فئتي 100 و200 يورو في فيينا (رويترز)
أوراق نقدية جديدة من فئتي 100 و200 يورو في فيينا (رويترز)

سجلت عائدات سندات حكومات منطقة اليورو ارتفاعاً طفيفاً يوم الخميس، في وقت يترقب فيه المستثمرون قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في وقت لاحق من اليوم، مع تركيزهم على أي مؤشرات بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على التوقعات المستقبلية للسياسة النقدية.

وتتطلع الأسواق إلى ما إذا كان «المركزي الأوروبي» سيُبقي على إشارته إلى أن أسعار الفائدة لا تزال «مقيدة»، وهي العبارة التي توحي بأن الاتجاه السائد لا يزال يميل نحو المزيد من التيسير النقدي. كما سيركز المستثمرون على أي إشارات تتعلق بتأثير الحواجز التجارية على الاقتصاد، وفق «رويترز».

وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو المؤشر المرجعي في منطقة اليورو، بنقطة أساس واحدة ليصل إلى 2.51 في المائة، بعد تراجعه بمقدار 4 نقاط أساس في اليوم السابق.

وفي الولايات المتحدة، تراجعت عائدات سندات الخزانة يوم الأربعاء؛ حيث انخفض العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار 4.5 نقطة أساس، بعد تصريحات لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أثارت مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي واستمرار ضغوط التضخم.

من جهتها، ارتفعت عوائد السندات الإيطالية بمقدار 3 نقاط أساس لتبلغ 3.73 في المائة، فيما ظلت الفجوة بينها وبين نظيرتها الألمانية –التي تُعد مقياساً لعلاوة المخاطرة التي يطلبها المستثمرون مقابل الاحتفاظ بالديون الإيطالية – مستقرة عند 116 نقطة أساس. وكانت وكالة «ستاندرد آند بورز» قد رفعت الأسبوع الماضي التصنيف الائتماني طويل الأجل لإيطاليا من «بي بي بي» إلى «بي بي بي بلس».

وظلت توقعات السوق بشأن مسار أسعار الفائدة لدى البنك المركزي الأوروبي مستقرة إلى حد كبير هذا الأسبوع؛ حيث يُسعر المستثمرون الآن احتمال وصول سعر فائدة الودائع إلى 1.67 في المائة بحلول ديسمبر (كانون الأول)، وهو ما يعكس توقعات بثلاثة تخفيضات للفائدة من المستوى الحالي البالغ 2.5 في المائة، مع وجود احتمال بنسبة 30 في المائة لاتخاذ خطوة رابعة للتيسير.

أما العائد على السندات الألمانية لأجل عامين – الذي يُعد الأكثر حساسية لتوقعات أسعار الفائدة – فقد ارتفع نقطة أساس واحدة ليصل إلى 1.75 في المائة.