مصر تكثف جهود التغطية الصحية لمنظومة «التأمين الشامل»

الإعلان عن إجراء 3.1 مليون فحص طبي للمستفيدين

فحص طبي للمستفيدين من منظومة «التأمين الصحي الشامل» في مصر (مجلس الوزراء المصري)
فحص طبي للمستفيدين من منظومة «التأمين الصحي الشامل» في مصر (مجلس الوزراء المصري)
TT
20

مصر تكثف جهود التغطية الصحية لمنظومة «التأمين الشامل»

فحص طبي للمستفيدين من منظومة «التأمين الصحي الشامل» في مصر (مجلس الوزراء المصري)
فحص طبي للمستفيدين من منظومة «التأمين الصحي الشامل» في مصر (مجلس الوزراء المصري)

تُكثف الحكومة المصرية جهود التغطية الصحية لمنظومة «التأمين الصحي الشامل»، وأعلنت «الهيئة العامة للرعاية الصحية»، الخميس، إجراء 3.1 مليون فحص طبي شامل للمستفيدين بمحافظات تطبيق المنظومة «بورسعيد، والأقصر، والإسماعيلية، وجنوب سيناء، والسويس، وأسوان» وذلك منذ إطلاق المنظومة حتى الآن.

وتسعى مصر إلى تطبيق نظام «التأمين الصحي الشامل» على كل مواطنيها.

وأقر مجلس النواب قانون «التأمين الصحي الشامل» عام 2018، وخضع لتعديلات تشريعية لاحقة في بعض مواده، وبدأت الحكومة تطبيقه منذ عام 2019 تدريجياً على مراحل مختلفة للوصول إلى تغطية المحافظات كافة.

وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في فبراير (شباط) الماضي، إن «تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، تحول جوهري في مفهوم الرعاية الصحية، ويعد تطبيقاً للآليات التعاهدية لميثاق حقوق الإنسان».

11 نوعاً من الفحوص الدورية للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة للمصريين (مجلس الوزراء المصري)
11 نوعاً من الفحوص الدورية للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة للمصريين (مجلس الوزراء المصري)

وحسب إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري» نقلاً عن «الهيئة العامة للرعاية الصحية»، (حكومية تتبع وزارة الصحة)، الخميس، فإن الفحص الطبي الشامل يُجرى بشكل دوري ومجاني لجميع المستفيدين من نظام التأمين الصحي الشامل، ويشمل مجموعة من الفحوصات الإكلينيكية والتحاليل المعملية، بدءاً من التقييم التمريضي وقياس العلامات الحيوية، مروراً بفحص طبيب الأسرة وطبيب الأسنان، وصولاً إلى إجراء مجموعة من التحاليل الطبية وفحوصات الدم، بما يسهم في تعزيز الوقاية والاكتشاف المبكر للأمراض.

وأضافت «الهيئة» أنه يتم تقديم الفحص الطبي الشامل من خلال 285 وحدة ومركزاً لطب الأسرة تابعة للهيئة بمحافظات التأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلى العيادات الطبية المتنقلة وحملات طرق الأبواب، التي تستهدف المنتفعين غير القادرين على الوصول إلى الوحدات الصحية، لضمان حصول الجميع على خدمات الفحص الطبي المجاني دون أي عوائق.

الفحص الطبي الشامل للمصريين يقدَّم من خلال 285 وحدة ومركزاً (مجلس الوزراء المصري)
الفحص الطبي الشامل للمصريين يقدَّم من خلال 285 وحدة ومركزاً (مجلس الوزراء المصري)

وذكر رئيس الوزراء المصري في تصريحات سابقة، أن «تكلفة تجهيز ورفع كفاءة المنشآت الصحية خلال تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بالمرحلة الأولى في 6 محافظات، أكثر من 51 مليار جنيه لتغطية 6 ملايين مواطن بالخدمات الصحية»، متوقعاً «إنفاق نحو 115 مليار جنيه لتجهيز محافظات المرحلة الثانية».

و«بلغت نسبة الإنفاق الحكومي على قطاع الصحة في موازنة العام المالي الحالي (2024 - 2025) نحو 496 مليار جنيه». وأكد وزير المالية، أحمد كجوك، نهاية الشهر الماضي، «زيادة الإنفاق على قطاع الصحة في موازنة العام المالي الجديد (2025 - 202) بهدف تحسين الخدمات المقدمة». وتأتي التأكيدات الحكومية في ظل شكاوى متكررة من مصريين خلال السنوات الماضية من إهمال في قطاع الصحة.

رئيس «الهيئة العامة للرعاية الصحية»، أحمد السبكي، قال، الخميس، إن «الفحص الطبي الشامل، هو حق لكل مواطن مستفيد من خدمات منظومة التأمين الصحي الشامل، ويعد أداة رئيسية في الاكتشاف المبكر للأمراض المزمنة، مما يسهم في تقليل مخاطرها ومضاعفاتها، وذلك تماشياً مع المبادرات الرئاسية تحت شعار 100مليون صحة». وأوضح أن «الفحص الطبي الشامل يشمل 11 نوعاً من الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة».


مقالات ذات صلة

مصر: 4 أفلام تحجز مواقعها مبكراً في سباق موسم «الصيف»

يوميات الشرق كريم عبد العزيز وإياد نصار بأحد مشاهد فيلم «المشروع x» (الشركة المنتجة)

مصر: 4 أفلام تحجز مواقعها مبكراً في سباق موسم «الصيف»

أعلنت شركات إنتاج مصرية عن مواعيد طرح أحدث أفلامها في موسم عيد الأضحى والصيف، ومن أبرزها فيلم «المشروع x» للنجم كريم عبد العزيز.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق أحد الأفلام المشاركة في مهرجان أسوان لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)

 32 دولة تتنافس في مهرجان «أسوان لأفلام المرأة»

يخوض المنافسة على جوائز مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة المقرر عقدها في الفترة من 2 إلى 7 مايو المقبل، بأسوان (جنوب مصر) 61 فيلماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس المصري يشهد حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية (الرئاسة المصرية)

السيسي يدعو للارتقاء بالخطاب الديني لمكافحة الفكر المتطرف

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أئمة الدين الإسلامي في بلاده إلى الارتقاء بالخطاب الديني، وتطوير آليات التواصل، بهدف مكافحة ودحض الفكر المتطرف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره اللبناني يوسف رجي في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر تؤكد دعمها الكامل لجهود رئيس لبنان وحكومته لاستعادة الأمن والاستقرار بالبلاد

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، أن مصر تدعم بشكل كامل جهود الرئيس اللبناني جوزيف عون وحكومته لاستعادة الأمن والاستقرار بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أسر مصرية اتجهت للحدائق في عيد «شم النسيم» (محافظة القليوبية)

شواطئ ومتنزهات مصر تستقبل المحتفلين بـ«شم النسيم»

استقبلت شواطئ مصر ومتنزهاتها عدداً كبيراً من الأسر المصرية، خلال «شم النسيم»، الذي يعدّ من أقدم الأعياد الشعبية في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)

الفاشر: مدينة تئن تحت النار والجوع وانسداد الأفق

فرار آلاف النازحين بعد هجمات «الدعم السريع»
0 seconds of 35 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:35
00:35
 
TT
20

الفاشر: مدينة تئن تحت النار والجوع وانسداد الأفق

صورة من الأقمار الاصطناعية لمدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور (أ.ف.ب)
صورة من الأقمار الاصطناعية لمدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور (أ.ف.ب)

بين سندان الموت تحت القصف والجوع والمرض، ومطرقة النزوح إلى المجهول، يواجه مئات الآلاف من سكان مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، والمخيمات حولها، واقعاً إنسانياً مؤلماً، فالموت العاجل أو «البطيء» يتهددهم إن بقوا في مدينتهم أو نزحوا إلى مكان آخر.

ما يُثير الأسى والحزن هو وقوع السكان بين خيارين؛ أحلاهما مر، فبين رفض القوات المشتركة التي تُقاتل مع الجيش، السماح للسكان بالفرار، وتدعوهم إلى البقاء والقتال «دفاعاً عن الأرض والعرض»، تعمد «قوات الدعم السريع»، التي تطالب السكان بالخروج إلى مناطق آمنة، بقصف المدينة والمخيمات غير مبالية بالدمار وهتك الأرواح وسفك الدماء.

قصف وحصار

وتشهد مدينة الفاشر المحاصرة منذ أكثر من عام ونصف العام عمليات حربية وقتالية بين الجيش والقوات المشتركة المتحالفة معه من جانب و«قوات الدعم السريع»، التي تفرض حصاراً مشدداً على المدينة التي يُقدر عدد سكانها بنحو مليون شخص، إضافة إلى نحو نصف مليون آخرين جاءوا إلى المدينة من مخيمات النزوح القديمة، منذ حرب دارفور 2003، ويعيشون حول المدينة.

بعد انسحاب «قوات الدعم السريع» من وسط البلاد والعاصمة الخرطوم، شددت حصارها على المدينة وما حولها، ونتج عن الحصار ندرة وارتفاع جنوني في أسعار السلع الغذائية، وتوقفت الخدمات الأساسية، وشحّت الأدوية المنقذة للحياة، وعجزت المنظمات الإنسانية عن إيصال المساعدات والإغاثات للسكان المحاصرين.

كما تصاعدت حدّة المواجهات العسكرية، واتّسع نطاق العمليات، سواء عبر القصف المدفعي، أو ضربات المسيّرات الحربية، أو الغارات الجوية، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين. وبلغت المخاطر ذروتها مع اندلاع المعارك في مخيّم زمزم للنازحين، الذي يبعد نحو 12 كيلومتراً عن مركز مدينة الفاشر.

ممرات آمنة

نشطت دعوات لفتح ممرات آمنة لخروج المواطنين، وتبنت حركتان مسلحتان، ضمن تحالف «تأسيس» الموالي لـ«قوات الدعم السريع»، هما «تجمع قوى تحرير السودان»، بقيادة عضو مجلس السيادة السابق، الطاهر حجر، و«حركة تحرير السودان»، بزعامة عضو «السيادة» السابق، الدكتور الهادي إدريس، عمليات إخلاء للمدنيين. وأعلنت «قوات الدعم السريع» استعدادها لـ«تأمين عمليات النزوح».

وواجهت دعوة إجلاء المدينة «رفضاً» قوياً من الجيش والقوات المشتركة، ونقلت صحيفة «دارفور 24»، أن الجيش والقوات المشتركة المتحالفة معه ومقاتلين متطوعين تحت مسمى «المقاومة الشعبية»، منعوا مجموعة من المواطنين من المغادرة، في حين نشطت منصات التواصل الاجتماعي الموالية للجيش لحث المواطنين على البقاء في المدينة ومعسكرات النازحين، للدفاع عما سمّوه «الأرض والعرض».

وقال المتحدث باسم «المنسقية العامة للنازحين واللاجئين»، (جماعة أهلية طوعية)، آدم رجال، في بيان إن القوات المشتركة والجيش اعتقلوا قادة ونشطاء من النازحين في مخيم أبو شوك، واتهموهم بتحريض السكان على مغادرة منازلهم ومخيماتهم، و«التعاون» مع «قوات الدعم السريع».

واتهم رجال الجيش والقوات المشتركة بتحويل المواطنين إلى «دروع بشرية»، وبفرض طوق عسكري حول المخيم لمنع مغادرتهم، دون مراعاة للظروف القاسية التي يعيشونها، بما في ذلك المجاعة وندرة مياه الشرب، وارتفاع أسعار السلع الرئيسية وقصف الطيران الحربي والمسيّرات والرصاص.

أوضاع حرجة

في آخر تقاريره، ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، أن نحو 400 - 450 ألف شخص في معسكرات مثل زمزم وأبو شوك نزحوا نحو منطقة طويلة، ومناطق أخرى حول جبل مرة.

وقال إن حركة النزوح أصبحت «سريعة وغير متوقعة»، بسبب الأعمال العدائية المستمرة من طرفي النزاع، والمخاوف من هجوم واسع النطاق على الفاشر، من قبل «قوات الدعم السريع»، وتفاقم وتزايد مستويات انعدام الأمن الغذائي.

وأكد النازح آدم عبد الله آدم إجبارهم على «التهجير القسري» بقوله: «هناك من طلبوا منا مغادرة معسكر زمزم»، (يقصد «قوات الدعم السريع»)، دون أن يسميهم: «هؤلاء نقلونا إلى منطقة طويلة».

وقالت النازحة من الفاشر، أماني الطيب إبراهيم، إنهم هربوا خوفاً من «التدوين» (القصف بالدانات) العشوائي، التي تتم عبر «قوات الدعم السريع»، والجوع وانعدام الغذاء والدواء. وتابعت: «رطل السكر بلغ سعر 8 آلاف جنيه (نحو 3 دولارات)، والملح 7 آلاف، وقطعة الصابون 5 آلاف، نحن بلا دخل، ولدينا أطفال بحاجة لرعاية وأكل وشرب».

وقالت نازحة أخرى -رفضت ذكر اسمها- إنهم نزحوا هرباً من المعاناة، وقلة الطعام، وانعدام العلاج، ومن قصف «قوات الدعم السريع» العشوائي، وتابعت: «نحن الآن بحاجة للطعام والماء ومواد الإيواء».

ازدواج معايير

وطالب نشطاء وسياسيون بفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين من الفاشر، وعدّوا منعهم الخروج من الفاشر أو إجبارهم على النزوح «جريمة ضد الإنسانية»، وطالبوا بتدخل عاجل يحفظ حياة المتبقين من الجوع والمرض والقتال، وقارنوا وضعهم بالمواطنين في الخرطوم والوسط، عندما سمحوا لهم بالنزوح، ومغادرة مناطق القتال، دون الطلب منهم الدفاع عما أطلقت عليه الدعاية الحربية «الدفاع عن الأرض والعرض».

وأبدى نازحون غضبهم مما سمّوه «المعايير المزدوجة»، وقال أحدهم: «حين كانت الحرب في الخرطوم نادوا السكان بالإخلاء، أما نحن فإما أن نموت تحت القصف وإما نموت في العراء».

وعضد الناشط السياسي د. عزام عبد الله في تحليله السياسي واسع الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي، ما ذهب إليه النازح، بقوله: «إن فتح ممرات آمنة للمواطنين حق مشروع... حين اندلعت الحرب في الخرطوم نزح ثلاثة أرباع سكانها، لأنها منطقة صراع، وهذا ما حصل أيضاً في مدينة ود مدني... لماذا يسمح للمدنيين هناك بالنزوح، ويمنعونه هنا».