دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أئمة الدين الإسلامي في بلاده إلى الارتقاء بالخطاب الديني، وتطوير آليات التواصل، بهدف مكافحة ودحض الفكر المتطرف، وترسيخ الوعي بالقضايا الفكرية والتحديات الراهنة، مقترحاً استخدام المساجد، إلى جانب كونها أماكن للعبادة، في تقديم خدمات تعليمية للطلاب.
وشارك السيسي، الثلاثاء، في حفل تخرُّج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من «الأكاديمية العسكرية المصرية»، بمركز «المنارة» للمؤتمرات الدولية في القاهرة.
وضمت الدفعة الجديدة من الأئمة 550 إماماً، واستمرت 24 أسبوعاً، في إطار تنفيذ توجيهات السيسي لوزارة الأوقاف بالتنسيق مع المؤسسات المَعنيّة، بما فيها الأكاديمية العسكرية، لوضع برنامج تدريبي متكامل يهدف إلى تعزيز قدرات الأئمة، ويسهم في الارتقاء بالخطاب الديني، وتطوير آليات التواصل، لمكافحة ودحض الفكر المتطرف، فضلاً عن ترسيخ الوعي والمعرفة بمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة، بحسب المتحدث الرئاسي المصري.
وتبنَّى السيسي، منذ وصوله للحكم عام 2014، مبادرة لتجديد الخطاب الديني، ضمن خطة واسعة لمواجهة الجماعات المتشددة، ومنها «الإخوان المسلمون» التي تصنفها السلطات «جماعة إرهابية».
وفي كلمته بالحفل، قال السيسي إنه وجَّه بعمل برنامج تدريبي متكامل يُعْنى بصقل مهارات الأئمة علمياً وثقافياً وسلوكياً، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع.
وأكد الرئيس المصري الحاجة إلى «خطاب ديني مستنير، وفكرٍ رشيد، وكلمة مسؤولة»، مشدداً على أن «تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين، أغنياء بالعلم، واسعي الأفق، مدركين التحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عمليةٍ للناس، تداوي مشكلاتهم، وتتصدى لتحدياتهم، بما يُحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة».
ولا تنحصر مهمة تجديد الخطاب الديني في تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب، وفق السيسي، الذي دعا إلى «تقديم صورة مشرقة حقيقية للدين».
واقترح، في نهاية كلمته، استخدام المساجد، إلى جانب كونها أماكن للعبادة، لتقديم خدمات تعليمية للطلاب، مشدداً على ضرورة الاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت، ومشيراً إلى أن الدورة التي حصل عليها الأئمة في الأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون في علم النفس والاجتماع والإعلام وكل المجالات ذات الصلة.
وجدد السيسي تعازيه بوفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مؤكداً أن «الإنسانية خسرت بوفاته قامة كبيرة».