استنفار في مستشفيات صنعاء لاستقبال ضحايا الغارات الأميركية

الجماعة مستمرة في التكتم على خسائرها العسكرية

استنفار في مستشفيات صنعاء لاستقبال ضحايا الغارات الأميركية
TT
20

استنفار في مستشفيات صنعاء لاستقبال ضحايا الغارات الأميركية

استنفار في مستشفيات صنعاء لاستقبال ضحايا الغارات الأميركية

استقبلت مستشفيات يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين في العاصمة المختطفة صنعاء، خلال الأيام الأخيرة، عشرات القتلى والجرحى العسكريين الذين سقطوا جراء الغارات الأميركية المكثفة التي استهدفت مواقع في صنعاء وريفها، وفقاً لمصادر مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط».

وأفادت المصادر بأن الجماعة الحوثية، المدعومة من إيران، فرضت طوقاً أمنياً مشدداً حول عدة مستشفيات خاضعة لسيطرتها، مثل المستشفى العسكري، ومستشفى الشرطة، ومستشفى المؤيد، ومستشفى القدس العسكري، ومستشفى «48»، إلى جانب منشآت صحية أخرى في صنعاء، وذلك عقب استقبالها عناصر تعرضوا لإصابات بالغة أو لقوا مصرعهم جراء الضربات الأخيرة.

وفي خطوة لإفساح المجال أمام استقبال جرحاهم وصرعاهم، قام الحوثيون -بحسب المصادر- بنقل عشرات المرضى المدنيين من بعض هذه المستشفيات إلى أخرى تقع تحت سيطرتهم في صنعاء. كما نقلوا أعداداً من جثث القتلى إلى ثلاجات الموتى وسط إجراءات أمنية مشددة، في ظل تكتم على حجم خسائرهم العسكرية.

مستشفى الشرطة الخاضع للجماعة الحوثية في صنعاء (فيسبوك)
مستشفى الشرطة الخاضع للجماعة الحوثية في صنعاء (فيسبوك)

وفقاً للمصادر الطبية، فقد استقبل المستشفى العسكري ومستشفى القدس ومستشفى «48» نحو 43 قيادياً وعنصراً حوثياً بين قتيل وجريح منذ مطلع الأسبوع الحالي. وتم نقلهم من عدة مناطق في صنعاء وريفها، بعد استهداف مواقعهم بسلسلة من الغارات الأميركية المركزة.

ضغوط على الطواقم

أفاد عاملون في القطاع الطبي بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة نقلت خلال الأيام القليلة الماضية أجهزة ومعدات طبية من مستشفيات كبرى -مثل مستشفى الثورة والجمهوري والكويت- إلى المستشفيات التي استقبلت قياداتها العسكرية المصابة.

كما استدعت الجماعة أطباء من مختلف التخصصات للعمل في هذه المستشفيات، إلى جانب تجنيد عشرات العاملين الصحيين الذين تثق بولائهم المطلق، والذين سبق أن خضعوا لدورات تعبئة طائفية، وعسكرية.

من آثار غارات أميركية استهدفت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (الشرق الأوسط)
من آثار غارات أميركية استهدفت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (الشرق الأوسط)

وكشف أحد العاملين الصحيين في المستشفى العسكري بصنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، أنهم يعملون حالياً في أربع مناوبات يومية نظراً لتزايد أعداد الجرحى الحوثيين الذين يتم نقلهم تباعاً إلى المستشفى، حيث يعاني معظمهم من إصابات خطيرة.

وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن بعض المصابين يصلون للمستشفى متوفين بالفعل، ويتم وضعهم في ثلاجات المشفى، أو نقلهم إلى مستشفيات أخرى. وأضاف أن قيادات حوثية تدير المستشفى شددت مراراً على الطواقم الطبية بعدم تسريب أي معلومات حول أعداد القتلى والجرحى، محذرة من تعرض المخالفين لعقوبات قاسية.

تكتم على الخسائر

لا يزال الحوثيون يخفون حجم خسائرهم الفعلية، سواء على مستوى القيادات المستهدفة، أو القدرات العسكرية التي تضررت جراء الضربات. ورغم ذلك، يتوقع مراقبون أن تكون الغارات استهدفت مواقع استراتيجية، من بينها مخابئ محصنة تحتوي على أسلحة، وصواريخ، ومسيرات، إلى جانب مراكز قيادة، وتحصينات في الجبال، والكهوف التي استحدثها الحوثيون بعد اجتياحهم لصنعاء.

من آثار ضربة استهدفت موقعاً للحوثيين في صنعاء (الشرق الأوسط)
من آثار ضربة استهدفت موقعاً للحوثيين في صنعاء (الشرق الأوسط)

وتقول السلطات الصحية الخاضعة لسيطرة الجماعة إن الضربات الأميركية، منذ منتصف مارس (آذار)، أسفرت عن سقوط 61 قتيلاً، ونحو 140 جريحاً، بينهم نساء وأطفال. إلا أن هذه الأرقام لم يتم تأكيدها من مصادر مستقلة.

وتوشك الحملة العسكرية الأميركية ضد الحوثيين على دخول أسبوعها الرابع، حيث تواصلت الغارات على صنعاء وريفها، وصعدة، حيث المعقل الرئيس، إلى جانب محافظتي حجة، والحديدة، وصولاً إلى إب، وتعز.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر الجيش بشن الحملة في 15 مارس الجاري، بهدف إرغام الحوثيين على وقف تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، متوعداً باستخدام «القوة المميتة» و«القضاء عليهم تماماً»، دون تحديد سقف زمني لانتهاء العمليات.


مقالات ذات صلة

الغارات الأميركية تتصاعد في مأرب وتمتد إلى صعدة والحديدة والبيضاء

العالم العربي حملة ترمب ضد الحوثيين مستمرة للأسبوع الخامس (أ.ب)

الغارات الأميركية تتصاعد في مأرب وتمتد إلى صعدة والحديدة والبيضاء

تصاعدت الضربات الأميركية على مواقع الجماعة الحوثية في مأرب، وامتدت إلى معقلها الرئيسي في صعدة، وصولاً إلى الحديدة غرباً، والبيضاء في الجنوب الشرقي من صنعاء.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مساعدات مقدمة لليمن من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عبر «اليونيسف» (الأمم المتحدة)

منظمة دولية تحذر من خطر توقف المساعدات الأميركية في اليمن

حذرت منظمة العفو الدولية من أن توقف المساعدات الأميركية يعرض ملايين اليمنيين للخطر، واتهمت الحوثيين بمفاقمة الأزمة الإنسانية من خلال استهداف عمال الإغاثة

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي مقاتلة أميركية تقلع فوق متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ب)

الجيش الأميركي يشن غارات جديدة على اليمن

شن الجيش الأميركي، في وقت متأخر من مساء السبت، 10 غارات جوية على شمال اليمن،  مستهدفاً مواقع متعددة، حسبما أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي يمنيون يتظاهرون دعماً لغزة وتنديداً بالغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)

قيادي «حوثي»: أي تحرك عسكري بري ضد اليمن سيقابل «بجحيم وفشل»

قال القيادي الحوثي محمد علي الحوثي، اليوم السبت، إن أي تحرك عسكري بري ضد اليمن لن يحقق النجاح بل سيقابل «بجحيم وفشل».

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مقاتلتان أميركيتان في نطاق عمل القيادة المركزية التي تتولى ضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

ضربات ترمب تتوالى على الحوثيين وتزداد كثافة في مأرب

استهلَّت حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الحوثيين أسبوعها الخامس بتكثيف الضربات على خطوط متقدمة للجماعة في مأرب، وصولاً إلى أهداف أخرى في صنعاء والحديدة.

علي ربيع (عدن)

الحوثيون يعلنون مقتل 5 في غارات أميركية على صنعاء

عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)
عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)
TT
20

الحوثيون يعلنون مقتل 5 في غارات أميركية على صنعاء

عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)
عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)

أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي أنيس الأصبحي، اليوم (الأحد)، ارتفاع عدد ضحايا القصف الأميركي على صنعاء إلى خمسة قتلى و13 مصاباً.

وقال الأصبحي في بيان إن غارات الطيران الأميركي استهدفت مصنع السواري بمنطقة متنة في بني مطر، مشيراً إلى أن حصيلة الضحايا «غير نهائية».

وقالت الجماعة، في وقت سابق اليوم، إنها أطلقت صاروخين باليستيين باتجاه مطار بن غوريون وهدف عسكري في إسرائيل، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه صاروخاً أُطلق من اليمن.

وقالت الجماعة، في بيان، إنها نفّذت «عملية عسكرية نوعية، وذلك بصاروخينِ باليستيينِ؛ أحدُهما فرطُ صوتي نوعُ (فلسطين 2)، استهدفَ قاعدة سودت ميخا في منطقة شرق أسدود المحتلة، والصاروخُ الآخرُ نوع (ذو الفقار) استهدفَ مطارَ بن غوريون في منطقة يافا المحتلة».

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في وقت سابق، اليوم، أنه اعترض، «على ما يبدو»، مقذوفاً أُطلق من اليمن، بعدما انطلقت صافرات الإنذار على نطاق واسع في مدينتَي القدس وتل أبيب ومحيطهما.