كوريا الجنوبية: الرسوم الجمركية الأميركية عبء كبير على الاقتصاد

لوحة إلكترونية في غرفة تداول بنك هانا في سيول تظهر انخفاض مؤشر أسعار الأسهم الكوري المركب القياسي (إ.ب.أ)
لوحة إلكترونية في غرفة تداول بنك هانا في سيول تظهر انخفاض مؤشر أسعار الأسهم الكوري المركب القياسي (إ.ب.أ)
TT
20

كوريا الجنوبية: الرسوم الجمركية الأميركية عبء كبير على الاقتصاد

لوحة إلكترونية في غرفة تداول بنك هانا في سيول تظهر انخفاض مؤشر أسعار الأسهم الكوري المركب القياسي (إ.ب.أ)
لوحة إلكترونية في غرفة تداول بنك هانا في سيول تظهر انخفاض مؤشر أسعار الأسهم الكوري المركب القياسي (إ.ب.أ)

قال الرئيس الكوري الجنوبي بالإنابة، هان دوك سو، يوم الخميس، إن الرسوم الجمركية الأميركية قد تُشكل عبئاً كبيراً على الاقتصاد، داعياً إلى إجراء محادثات مع المسؤولين الأميركيين لحماية اقتصادهم المعتمد على التصدير من تأثير الرسوم.

وقال إن الحكومة تعتزم الإعلان عن إجراءات دعم طارئة لصناعة السيارات بحلول الأسبوع المقبل، وفقاً لوكالة «يونهاب» للأنباء.

وفي وقت سابق يوم الخميس، دعا هان إلى إجراء محادثات مع المسؤولين الأميركيين لحماية اقتصادهم المعتمد على التصدير من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية. وصرّح بأن وزير التجارة الكوري الجنوبي يعتزم زيارة الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن لإجراء مفاوضات، وفقاً للوكالة.

وذكر بيان صادر عن وزارة الصناعة أن هان طلب من وزير الصناعة تحليل محتوى الرسوم الجمركية والتفاوض بنشاط مع واشنطن لتقليل تأثيرها.

وقال هان في اجتماع مع وزير المالية وكبار المسؤولين: «مع تحول الحرب التجارية العالمية إلى واقع، يجب على الحكومة بذل كل ما في وسعها للتغلب على الأزمة التجارية».

ووصف وزير الصناعة آن دوك-جيون الرسوم الجمركية الجديدة بأنها «مؤسفة»، لكنه قال إن سيول ستواصل التشاور مع كبار المسؤولين الأميركيين ومسؤولي العمل بشأن الرسوم الجمركية.

وخص ترمب في خطابه بالذكر حليفتي واشنطن الأمنيتين الآسيويتين، كوريا الجنوبية واليابان، متهماً إياهما بأنهما من أسوأ المخالفين لممارساتهما التجارية غير العادلة ضد الولايات المتحدة. وقال محللون في سيول إن فرض ترمب للرسوم الجمركية على نطاق واسع سيُلحق ضربة موجعة برابع أكبر اقتصاد في آسيا.

وصرح بارك سانغ هيون، الخبير الاقتصادي في شركة «آي إم» للأوراق المالية، في مذكرة: «من الواضح أن منتجات التصدير الرئيسية، مثل السيارات، ستتضرر بشدة، كما ستتضرر الصادرات إلى الولايات المتحدة عبر قواعد الإنتاج في فيتنام بشدة».

وقدّر بنك «سيتي» أن تقلص الرسوم الجمركية الجديدة الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الجنوبية بنسبة 0.16 في المائة هذا العام، مما يُهدد توقعات نموها الاقتصادي البالغة 1 في المائة.


مقالات ذات صلة

إعفاءات ترمب الجمركية ترفع العقود الآجلة لـ«وول ستريت»

الاقتصاد متداول يعمل على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)

إعفاءات ترمب الجمركية ترفع العقود الآجلة لـ«وول ستريت»

ارتفعت العقود الآجلة لـ«وول ستريت» يوم الاثنين، بعدما قرر البيت الأبيض إعفاء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجمركية المتبادلة المفروضة على الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

فوضى الرسوم تهيمن على اجتماع «المركزي الأوروبي» يوم الخميس

يجتمع البنك المركزي الأوروبي، الخميس، وسط تركيز كامل على تداعيات فوضى الرسوم الجمركية، وما إذا كانت تستدعي مزيداً من خفض أسعار الفائدة، من قبل صانعي السياسات.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت )
الاقتصاد شاحنة تسير بمحطة حاويات داخل ميناء إنتشون في كوريا الجنوبية (رويترز)

كوريا الجنوبية وفيتنام تعززان التعاون الاقتصادي تحسباً لـ«رسوم ترمب»

اتفقت كوريا الجنوبية وفيتنام، يوم الاثنين، على توسيع أطر التعاون الاقتصادي بينهما، في وقت يسابق فيه البلدان الزمن لتقليل تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (هانوي)
الاقتصاد مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)

تكنولوجيا الصين تُنعش الأسهم الأوروبية بعد إعفاءات ترمب الجمركية

صعد المؤشر الأوروبي العام «ستوكس 600» بنسبة 1.6 في المائة، بحلول الساعة 07:09 (بتوقيت غرينتش)، بعدما أنهى تعاملات الأسبوع الماضي على انخفاض للأسبوع الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دونالد ترمب يحيّي الجماهير أثناء حضوره بطولة «يو إف سي 314» بمركز كاسيا في ميامي بولاية فلوريدا (د.ب.أ)

ترمب يلوّح برسوم جمركية على أشباه الموصلات ويَعد بمرونة «محدودة»

صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الأحد، بأنه سيعلن، خلال الأسبوع المقبل، معدل الرسوم الجمركية على واردات أشباه الموصلات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

صادرات الصين سبقت الرسوم الجمركية

آلاف السيارات الكهربائية في طريقها للتصدير بميناء شنغهاي الصيني (رويترز)
آلاف السيارات الكهربائية في طريقها للتصدير بميناء شنغهاي الصيني (رويترز)
TT
20

صادرات الصين سبقت الرسوم الجمركية

آلاف السيارات الكهربائية في طريقها للتصدير بميناء شنغهاي الصيني (رويترز)
آلاف السيارات الكهربائية في طريقها للتصدير بميناء شنغهاي الصيني (رويترز)

سجلت صادرات الصين ارتفاعاً كبيراً في مارس (آذار) بعد أن سارعت المصانع إلى تصدير شحناتها قبل دخول أحدث الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ، إلا أن تنامي حدة الحرب التجارية الصينية الأميركية يلقي بظلال على النظرة المستقبلية للمصانع والنمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ورفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى مستويات هائلة يرى كثير من الاقتصاديين أنه سيؤثر بشدة على تدفقات التجارة العالمية والاستثمار التجاري.

وارتفعت الصادرات 12.4 في المائة على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى لها في خمسة أشهر، متجاوزة بفارق كبير نمواً بنسبة 4.4 في المائة توقعه اقتصاديون في استطلاع رأي أجرته «رويترز».

وكانت الصادرات قد زادت 2.3 في المائة في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط).

وتسببت الضبابية التي تكتنف حركة التجارة في هزة بالأسواق المالية هذا الشهر بعد أن أعلن ترمب فرض رسوم جمركية شاملة على كثير من الدول في الثاني من أبريل (نيسان)، وعلق بشكل غير متوقع الرسوم الجمركية المرتفعة على مجموعة من الدول لاحقاً، لكنه فرض رسوماً أشد على الصين، وصفتها بكين بأنها «نكتة».

ونوه اقتصاديون إلى أن بريق أرقام الصادرات في مارس سيخفت في مواجهة التوقعات التي تسوء بصورة سريعة. وقال جوليان إيفانز - بريتشارد، مدير شؤون الاقتصاد الصيني لدى «كابيتال إيكونوميكس» في مذكرة للعملاء: «نمو الصادرات تسارع في مارس مع اندفاع المصنعين لشحن البضائع إلى الولايات المتحدة».

وأضاف: «لكن من المتوقع أن تنخفض الشحنات خلال الأشهر والفصول المقبلة... نعتقد أن الصادرات الصينية قد تحتاج سنوات لتستعيد مستوياتها الحالية».

وفرض ترمب رسوماً جمركية بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة اعتباراً من الرابع من فبراير، ثم فرض رسوماً جمركية أخرى بنسبة 10 في المائة في مارس، متهماً بكين بالتقصير في وقف تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.

ورفعت جولة واشنطن الجديدة من الرسوم الجمركية الرسوم الجمركية على الصين إلى مستوى غير مسبوق بلغ 145 في المائة، مما دفع بكين إلى زيادة الرسوم على السلع الأميركية إلى 125 في المائة في ظل حرب تجارية متصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.

كما سلطت البيانات الجديدة، الاثنين، الضوء على ضعف في الطلب المحلي بالصين، مما يعني أن مهمة صناع السياسات في التحصين ضد أي تباطؤ تجاري حاد لن تكون سهلة. وانخفضت الشحنات الواردة 4.3 في المائة مقارنة مع توقعات بانخفاض متوقع باثنين في المائة في استطلاع «رويترز».

وشهدت الأسواق في الصين ارتفاعاً طفيفاً، لكنّ جزءاً كبيراً من النشاط ارتبط برسائل متباينة من ترمب مطلع الأسبوع بشأن إعفاءات على الجوالات الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.

وارتفعت مؤشرات الأسهم الصينية وهونغ كونغ يوم الاثنين، مع صعود أسهم التكنولوجيا بعد التحرك الأميركي، في حين تأثر قطاع الرقائق الإلكترونية سلباً بمخاوف الأمن القومي. وارتفع مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.2 في المائة، بينما ارتفع مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 0.8 في المائة عند الإغلاق، بعد أن خسر الأخير 3.1 في المائة الأسبوع الماضي.

وارتفع مؤشر «هانغ سنغ القياسي» في هونغ كونغ بنسبة 2.4 في المائة بعد أن خسر 8.5 في المائة الأسبوع الماضي. وارتفع مؤشر «هانغ سنغ للتكنولوجيا» بنسبة 2.3 في المائة.

واستثنت إدارة ترمب الجوالات الذكية وأجهزة الكمبيوتر وغير ذلك من الأجهزة الإلكترونية المستوردة بشكل كبير من الصين من الرسوم الجمركية الباهظة، مشيرة إلى أن هذه السلع ستخضع لرسوم جمركية منفصلة، ​​إلى جانب أشباه الموصلات، التي قد تُفرض في غضون شهر.

وارتفعت أسهم موردي «أبل» في الصين بفضل التحسن المؤقت. وقفز مؤشر «سي إس آي» للإلكترونيات بنسبة 0.3 في المائة. وارتفع سهم «فوكسكون»، الشريك الرئيس لتجميع «أبل»، بأكثر من 4 في المائة قبل أن يغلق مرتفعاً بنسبة 0.7 في المائة.

كما قفز مؤشر السيارات الشامل بنسبة 3 في المائة، مما دفع الأسواق للارتفاع. وفي ظل تراجع المكاسب، انخفض مؤشر «سي إس آي» لأشباه الموصلات بنسبة تصل إلى 0.9 في المائة بعد أن صرّح ترمب بأن الرقائق الصينية ستواجه تحقيقاً أمنياً وطنياً خلال الأسبوع المقبل.

وصرّح لي شودينغ، مستشار المستثمرين في «غالاكسي للأوراق المالية»، بأن أنباء إعفاء الجوالات الذكية وأجهزة الكمبيوتر «تعزز التوقعات بتحسن محتمل في العلاقات التجارية، بل وحتى احتمالية إجراء مفاوضات تجارية». وأضاف أن بيانات القروض لشهر مارس كانت أفضل من المتوقع، و«نتوقع تطبيقاً مكثفاً للسياسات» لدعم الاقتصاد.