إجبار منظمات غير حكومية دولية على «تعليق أنشطتها» في ليبيا

تعرّض العاملون معها للتهديد أو أرغموا على الاستقالة

طلب الدبلوماسيون الأجانب من سلطات حكومة الوحدة «ضمان سلامة جميع العاملين في الإغاثة الإنسانية في ليبيا» (الوحدة)
طلب الدبلوماسيون الأجانب من سلطات حكومة الوحدة «ضمان سلامة جميع العاملين في الإغاثة الإنسانية في ليبيا» (الوحدة)
TT
20

إجبار منظمات غير حكومية دولية على «تعليق أنشطتها» في ليبيا

طلب الدبلوماسيون الأجانب من سلطات حكومة الوحدة «ضمان سلامة جميع العاملين في الإغاثة الإنسانية في ليبيا» (الوحدة)
طلب الدبلوماسيون الأجانب من سلطات حكومة الوحدة «ضمان سلامة جميع العاملين في الإغاثة الإنسانية في ليبيا» (الوحدة)

أجبرت ما لا يقل عن ست منظمات إنسانية دولية تعمل في ليبيا على تعليق أنشطتها، وتعرّض العاملون معها للتهديد، أو أرغموا على الاستقالة، وفقاً لرسالة وجّهها سفراء أجانب إلى السلطات وحصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء.

وجاء في نصّ الرسالة أنه «في الفترة من 13 إلى 27 مارس (آذار)، استدعى جهاز الأمن الداخلي ما لا يقل عن 18 من العاملين... مع ست منظمات دولية غير حكومية للاستجواب، وصادر من البعض جوازات سفرهم، وأجبرهم على الاستقالة من وظائفهم، والتوقيع على تعهدات بعدم العمل مجدداً، وأغلق عدداً من مكاتبهم» في طرابلس.

وعبّر الموقعون «عن بالغ قلقنا إزاء الإجراءات المتخذة ضد العاملين لدى المنظمات الدولية غير الحكومية، وعمال الإغاثة الإنسانية من قِبل جهاز الأمن الداخلي».

ووفقاً لمصدر مقرب من الملف، تشمل قائمة المنظمات المتضررة «المجلس النرويجي للاجئين» (NRC)، و«المجلس الدنماركي للاجئين» (DRC)، ومنظمة «تير دي زوم» (أرض الإنسان). وقال المجلس النرويجي للاجئين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنه لا يمكنه التعليق على الموضوع.

وبحسب الرسالة، فقد تعرَّض الموظفون للاستجواب، وتمّ سحب جوازات السفر من بعضهم، في حين اضطر آخرون إلى الاستقالة، وتوقيع التزامات بعدم العمل مجدداً مع أي منظمة غير حكومية دولية.

ووقَّع الرسالة 17 سفيراً، منهم سفراء فرنسا، وبريطانيا، وإسبانيا، وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ممثل الأمم المتحدة في ليبيا.

وأشارت الرسالة الموجهة إلى وزير الخارجية الليبي، الطاهر الباعور، والمؤرخة في 27 مارس الماضي، إلى أن هذه المنظمات علّقت لحماية موظفيها «أعمالها كافة بشكل تام، بينما ارتأت الكثير من المنظمات الأخرى تعليق نشاطاتها إجراءً احترازياً».

وبحسب المصدر المقرب من الملف، فقد طُلب من الموظفين الأجانب للمنظمات غير الحكومية الدولية مغادرة ليبيا، ولم يعد بإمكان الموظفين الأجانب الموجودين خارج البلاد العودة إليها.

وتم تعليق منح التأشيرات للعاملين الأجانب في المجال الإنساني منذ يوليو (تموز) 2022 حتى ديسمبر (كانون الأول) 2023، لكن الأنشطة استمرت مع الموظفين المحليين، أو أولئك الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة، وفقاً للمصدر ذاته.

وطلب الدبلوماسيون الأجانب من السلطات «ضمان سلامة جميع العاملين في الإغاثة الإنسانية في ليبيا وأمنهم، وصون كرامتهم، بموجب المبادئ الدولية الإنسانية. وإرجاع جوازات السفر إلى أصحابها الموظفين».

يشار إلى أنه منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات، وتدير شؤونها حالياً حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتعترف بها الأمم المتحدة، والأخرى في بنغازي (شرق)، برئاسة أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.


مقالات ذات صلة

ليبيا: سجن 7 مدانين في محاولة اغتيال مستشار الدبيبة

شمال افريقيا جانب من اللقاء الليبي- البريطاني في طرابلس لبحث سبل مكافحة الفساد (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في ليبيا)

ليبيا: سجن 7 مدانين في محاولة اغتيال مستشار الدبيبة

من دون أن يكشف النائب العام الليبي أسماء المدانين السبعة، وإن كانوا يحاكمون غيابياً أم أنهم قيد الحبس، أوضح أنه صدرت بحقهم أحكام متفاوتة لتورطهم في القضية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا خالد حفتر خلال لقائه القائم بأعمال سفارة أميركا في ليبيا (السفارة عبر إكس)

​أميركا ما بين بنغازي وطرابلس... مساعٍ لدعم البعثة و«توحيد المؤسسات»

تتحدث الولايات المتحدة مجدداً عن أنها مستمرة بالتواصل مع الضباط العسكريين في أنحاء ليبيا فيما يجري برنت القائم بأعمال سفارتها جولات بين بنغازي وطرابلس.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (المجلس)

​خلافات أفرقاء ليبيا «لا تزال تعرقل» التوصّل لـ«ميزانية موحدة»

يتصاعد الجدل في ليبيا راهناً بشأن مدى إقرار «ميزانية موحدة» لضبط عملية الإنفاق المالي بين الحكومتين المتنازعتين على السلطة

جاكلين زاهر
شمال افريقيا جانب من محادثات المنفي وتيتيه (المجلس الرئاسي)

«الأوروبي» لدعم البعثة الأممية لتحقيق الاستقرار في ليبيا

بحث رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا هانا تيتيه تكثيف المساعي الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة بالبلاد

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا لجنة السياسة النقدية بالمصرف المركزي برئاسة عيسى (المصرف المركزي الليبي)

حجم إنفاق حكومتي ليبيا يثير تساؤلات حول إنجازاتهما

وسط مطالب بسرعة تشكيل «حكومة موحدة»، وإقرار ميزانية عامة لكل ليبيا، لا تزال صدمة «الإنفاق الكبير» للحكومتين تلقي بظلالها على البلاد.

جاكلين زاهر (القاهرة)

وزير الخارجية المصري يبحث تطورات غزة خلال زيارته تركيا

محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيره المجري الخميس في القاهرة قبل توجهه إلى تركيا (الخارجية المصرية)
محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيره المجري الخميس في القاهرة قبل توجهه إلى تركيا (الخارجية المصرية)
TT
20

وزير الخارجية المصري يبحث تطورات غزة خلال زيارته تركيا

محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيره المجري الخميس في القاهرة قبل توجهه إلى تركيا (الخارجية المصرية)
محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيره المجري الخميس في القاهرة قبل توجهه إلى تركيا (الخارجية المصرية)

توجَّه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الخميس، إلى مدينة أنطاليا التركية، للمشاركة في الدورة الرابعة لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي يعقد خلال الفترة من 11 إلى 13 أبريل (نيسان) الحالي.

ووفق بيان لوزارة الخارجية المصرية، فإن عبد العاطي سيُشارك في عدد من الجلسات الخاصة بالمنتدى، كما يعقد لقاءات ثنائية على هامش المنتدى مع عدد من نظرائه، ويشارك في اجتماع مجموعة الاتصال العربية الإسلامية حول غزة.

وقبيل مغادرته القاهرة، أجرى عبد العاطي محادثات مع نظيره المجري بيتر سيارتو، تناولت تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين. ووفق إفادة لـ«الخارجية المصرية»، أكد الوزيران «ضرورة العمل لزيادة التبادل التجاري»، كما ثمَّنا «تطور مشروعات التعاون الثنائي، والتطور في التعاون الاقتصادي، لا سيما على المستوى الصناعي».

وجاءت المحادثات المصرية - المجرية، بالتزامن مع انعقاد «الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المشتركة، في الفترة من 8 حتى 10 أبريل الحالي»، وكذلك «منتدى الأعمال المشترك، بحضور وزيري التجارة والتعاون الدولي المصريين، وبمشاركة وفد رجال أعمال مجري يُمثل 21 شركة، مع ممثلي 95 شركة مصرية»، حسب «الخارجية المصرية».

وأعرب وزيرا خارجية البلدين عن تطلعهما لـ«قيام الشركات المجرية بضخ استثمارات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر»، إلى جانب «تعزيز التعاون في قطاع السياحة والطيران».

ويُشكل الجانب الاقتصادي والتبادل التجاري أولوية في مسار العلاقات المصرية - المجرية، وفق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي، الذي أوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «القاهرة تسعى لاستعادة وجودها في أسواق شرق أوروبا»، مشيراً إلى أن «المجر من بين دول الاتحاد الأوروبي الذي تطورت علاقاته مع مصر مؤخراً إلى مستوى الشراكة».

وعلى الصعيد الإقليمي، تناولت المحادثات تطورات الأوضاع في غزة، وأكد وزير الخارجية المصري «رفض بلاده الكامل للعدوان الإسرائيلي على القطاع، ومنع نفاذ المساعدات الإنسانية والإيوائية والتصعيد الجاري بالضفة الغربية»، كما أعاد تأكيد رفض بلاده «تهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مسمى».

وأشار عبد العاطي، إلى «الخطة العربية - الإسلامية»، لعملية التعافي المبكر، وإعادة الإعمار في غزة، مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم، وأكد ضرورة «التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية، من خلال حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

كما تناولت المحادثات المصرية - المجرية «التطورات في سوريا ولبنان، إلى جانب أمن الملاحة في منطقة البحر الأحمر»، حسب «الخارجية المصرية».