تعهد الاتحاد الأوروبي بدعم جهود البعثة الأممية لتحقيق الاستقرار في ليبيا، فيما بحث رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، تكثيف المساعي الرامية لتسوية سياسية شاملة في البلاد، تؤدي إلى إجراء الانتخابات، وسط حديث أميركي جديد عن دعم الجهود الليبية لتوحيد المؤسسات العسكرية.
وتعهد القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمي برنت، مواصلة بلاده التواصل مع الضباط العسكريين في جميع أنحاء ليبيا، ودعم جهود توحيد المؤسسات العسكرية، عادّاً أن وجود مؤسسات أمنية موحدة ومهنية يُعدّ أساساً للاستقرار والسلام الدائم، وتعزيز الازدهار في ليبيا.
وأوضح برنت، في بيان عبر منصة «إكس» أنه بحث الأربعاء في بنغازي مع رئيس أركان الوحدات الأمنية بالجيش الوطني، خالد حفتر، سُبل التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وليبيا.

وتزامن الاجتماع مع إعلان الجيش الوطني عن حملة مداهمات نفذتها غرفة عمليات إعادة تنظيم الجنوب لأوكار تجار الخمور والمخدرات، وتهريب البشر في مدينة سبها، ضمن الجهود المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وفرض سيادة القانون.
في غضون ذلك، قال سفير الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، إنه بحث مع تيتيه، المشهد السياسي والاقتصادي والأمني في ليبيا، ولقاءاتها الأخيرة مع الشركاء الليبيين والدوليين، ودور اللجنة الاستشارية التابعة للبعثة، مشيراً إلى اتفاقهما على أهمية الحفاظ على التنسيق الوثيق.
وكانت تيتيه قد أحاطت المنفي، مساء الثلاثاء، بنتائج زياراتها الداخلية والخارجية، التي تهدف إلى تعزيز جهود بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، وتكثيف المساعي الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة، تؤدي إلى إجراء الانتخابات. كما ناقشا مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في أنحاء البلاد كافة، والوضع الاقتصادي والمالي، مع التأكيد على أهمية الاستمرار في تبني مبدأ الشفافية، والإفصاح عن عرض البيانات المالية، بما يُعزز الثقة بين المواطن والمؤسسات العامة وتكامل المؤسسات، ويضمن الرقابة الفاعلة على الإنفاق في جميع أنحاء البلاد، ويعزز فرص العمل لمعالجة القصور والأخطاء.
وقال المنفي إنهما بحثا أيضاً سُبل المساهمة في تنفيذ قرارات مجلس الأمن وتوصيات لجنة العقوبات المنبثقة عنه، والمؤسسات المنبثقة عن الأمم المتحدة لتعزيز حقوق الإنسان، وملاحقة المتورطين في شبكات الجريمة المنظمة والتهريب والاتجار بالبشر، مشيراً إلى التأكيد على ضرورة احترام القوانين الليبية ذات الصلة بالهجرة، والاستمرار في العمل المشترك في معالجة شاملة لملف المهاجرين.
كما أكدت تيتيه، الأربعاء، على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الليبيات في قيادة التغيير بالبلاد، وقالت خلال مشاركتها في فعاليات النسخة الحالية من برنامج «رائدات»، بعد إتمام دورة في إعداد الحملات الإعلامية برعاية الحكومة البريطانية، إن الشابات يمكن أن يكنَّ المحرك الأساسي للتغيير والقوة الدافعة لإحداث فارق ملموس في مجتمعاتهن.

من جهته، أوضح رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، الأربعاء، في طرابلس، أن المفوضية ماضية في تنفيذ خطتها العملياتية؛ وفق الجدول الزمني المحدد، لتنفيذ المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية، مشدداً على أهمية التكامل بين الإدارات والمكاتب لضمان نجاح هذا الاستحقاق الوطني.
وأعلنت «المفوضية» دخول العملية الانتخابية مرحلة متقدمة، وأدرجت الاجتماع الموسع، الذي ترأسه السايح بحضور فريق دعم الانتخابات بالأمم المتحدة، في إطار التزامها بإجراء انتخابات نزيهة، تعكس إرادة الناخبين في البلديات المستهدفة.
في شأن آخر، أعلنت حكومة الوحدة «المؤقتة» قيام فريق خبراء الاتحاد الأوروبي، من مالطا وفنلندا وإستونيا، بالتنسيق مع بلدية الأصابعة والمركز الوطني لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بمعاينات ميدانية لتقييم الأضرار البيئية والبشرية، والوقوف على الأسباب الفنية لاندلاع الحرائق التي اجتاحت المنطقة أخيراً.
كما ذكرت «الوحدة» أن وفداً، برئاسة وزير المواصلات محمد الشهوبي، ناقش مع الرئيس التشادي محمد إدريس، خلال زيارة رسمية، التعاون في مجال النقل الجوي، وتفعيل الرحلات المباشرة بين البلدين، مشيرة إلى بحث تطوير آليات التعاون العسكري والأمني، خصوصاً فيما يتعلق بتأمين الحدود المشتركة.