الذكاء الاصطناعي يُشخِّص أمراض القلب عبر مسح العين

الباحثة الرئيسية للدراسة ويني هو ومشرفتها ليزا تشوتينغ تشو (جامعة ملبورن)
الباحثة الرئيسية للدراسة ويني هو ومشرفتها ليزا تشوتينغ تشو (جامعة ملبورن)
TT
20

الذكاء الاصطناعي يُشخِّص أمراض القلب عبر مسح العين

الباحثة الرئيسية للدراسة ويني هو ومشرفتها ليزا تشوتينغ تشو (جامعة ملبورن)
الباحثة الرئيسية للدراسة ويني هو ومشرفتها ليزا تشوتينغ تشو (جامعة ملبورن)

اختبرت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين من جامعة ملبورن الأسترالية، استخدام مسح لشبكية العين مدعوم بالذكاء الاصطناعي لفحص المرضى داخل العيادات الطبية، من أجل الكشف عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وخلُصت نتائج الدراسة المنشورة في دورية «إن بي جيه ديجيتال ميديسين»، إلى أنه يمكن دمج مسح شبكية العين السريع وغير الجراحي المدعوم بالذكاء الاصطناعي بسهولة في مراكز الرعاية الصحية الأولية للكشف عن خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وكذلك السكتات الدماغية.

قالت الدكتورة ويني هو، الباحثة في مركز أبحاث العيون بجامعة ملبورن الأسترالية، والمؤلفة الأولى للدراسة: «إن سهولة استخدام كاميرا شبكية العين والقبول الكبير من قِبل الأطباء والمرضى، يُظهران إمكانية دمجها في سير عمل العيادات لفحص المرضى قبل مواعيدهم مع طبيبهم العام».

وأضافت ويني في بيان منشور، الثلاثاء، على موقع الجامعة: «على الرغم من ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتحسين الدِّقة لدى بعض فئات المرضى، خصوصاً الرجال الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً».

شملت الدراسة 361 شخصاً، تتراوح أعمارهم بين 45 و70 عاماً، كانوا مرضى في عيادتين عامتين، وخضعوا لتقييم كامل أو جزئي لمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل فحص ضغط الدم أو الكولسترول، خلال الأشهر الستة السابقة.

وخضع كلُّ مريض لفحص بالعين باستخدام كاميرا مسحت الأوعية الدموية في الجزء الخلفي من العين، وتلقُّوا تقريراً آنياً مُولَّداً بواسطة الذكاء الاصطناعي عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أنهم قُيِّموا باستخدام أداة شائعة الاستخدام للمخاطر السريرية، التى تأخذ في الاعتبار العمر، والجنس، وحالة التدخين، وضغط الدم، والسكري، وإجمالي الكولسترول.

وقد قُورنت المخاطر المحسوبة من صور شبكية العين بمخطط مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية التابع لمنظمة الصحة العالمية، لقياس العلاقة بين الطريقتين. ومن ثَمَّ جرى التحقق من صحة كلا النهجين من خلال أكثر من 27 ألف سجل من البنك الحيوي البريطاني. وكشفت النتائج عن أن درجات فحص شبكية العين أظهرت دقة مماثلة لدرجات مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في التنبؤ بخطر الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، على مدى 10 سنوات.

وخلُصت الدراسة إلى وجود علاقة بين دقة فحص شبكية العين ودرجات المخاطر التي وضعتها منظمة الصحة العالمية. وأظهرت وجود قدرة مماثلة بين فحص شبكية العين وطريقة منظمة الصحة العالمية في التنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، أو السكتة الدماغية على مدى عشر سنوات، مقارنة ببيانات البنك الحيوي البريطاني.

يُمكن دمج مسح شبكية العين السريع في مراكز الرعاية الصحية (جامعة أيرزونا)
يُمكن دمج مسح شبكية العين السريع في مراكز الرعاية الصحية (جامعة أيرزونا)

قال الدكتور مالكولم كلارك، الطبيب العام في كامبرويل، وأحد المشاركين في الدراسة: «إن فحص شبكية العين لديه إمكانات كبيرة في تقييم مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية».

وأضاف يمكن استخدام فحص شبكية العين، في المستقبل، بوصفها أداة فرز مبكِّر لتنبيه الأطباء العامين إلى المرضى الذين يحتاجون إلى مزيد من الفحوصات أو الاختبارات، مشدداً على أنه «يُمكن أن يُصبح هذا جزءاً من الفحوصات الصحية الدورية».

وقالت ليزا تشوتينغ تشو، الأستاذة المساعدة في جامعة ملبورن، والمشرفة على الدراسة، إن دمج فحوصات العين القائمة على الذكاء الاصطناعي في سَير عمل العيادات العامة يُمثِّل خطوة مهمة نحو الصحة العامة الدقيقة.

وأضافت: «نحن نبني مساراً مستقبلياً يُمكن أن يُوفر فحصاً منخفض التكلفة وقابلاً للتطوير ومنصفاً لأمراض القلب والأوعية الدموية للجميع، بما في ذلك سكان المجتمعات النائية والمحرومة».


مقالات ذات صلة

عبر الروبوتات والمسيّرات... الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح الحياة اليومية في الصين

تكنولوجيا رافق الروبوتات مدربون من البشر وكان على بعضهم دعم الآلات جسدياً أثناء السباق (رويترز) play-circle

عبر الروبوتات والمسيّرات... الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح الحياة اليومية في الصين

الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد خطوط برمجية غير مرئية، بل صار يتجسد في آلات تسير، تطهو، تراقب وتغني -مرحباً بمرحلة «الذكاء الاصطناعي المجسّد».

الاقتصاد تظهر صفحة بحث «غوغل» من خلال عدسة مكبرة في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

وزارة العدل الأميركية تقاضي «غوغل» لإجبارها على بيع متصفح «كروم»

تواجه شركة «غوغل»، التابعة لشركة «ألفابت»، محاكمة تاريخية يوم الاثنين، حيث تسعى وزارة العدل الأميركية إلى إجبار عملاق التكنولوجيا على بيع متصفح «كروم».

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا )
خاص الرؤية المستقبلية لـ«غوغل» ترتكز على تعدد الوسائط وتعاون العوامل الذكية وديمقراطية بناء حلول الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

خاص ما بعد النماذج الضخمة... «غوغل» تمهّد لعصر الذكاء التعاوني متعدد الوسائط

«غوغل» تكشف في «كلاود نكست 2025» عن تحول الذكاء الاصطناعي من النماذج إلى الإنتاج، مؤكدة أن العوامل الذكية تقود مستقبل الأعمال والابتكار.

نسيم رمضان (لاس فيغاس)
يوميات الشرق «شيشة» ماكرون (إنستغرام)

أبرز 10 «إفيهات» صنعها المصريون بالذكاء الاصطناعي

برع مصريون في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعبير عن حسهم الساخر وطباعهم الكوميدية في مجالات السياسة والرياضة والفن.

رحاب عليوة (القاهرة )
المشرق العربي الجيش الإسرائيلي يستخدم جرافات «روب دوزر» في محاولة لتعزيز عملياته وتقليل المخاطر على قواته (أرشيفية)

الجيش الإسرائيلي يستخدم جرافات من دون سائق لتقليل المخاطر على قواته

بدأ الجيش الإسرائيلي خلال الحرب في غزة استخدام جرافات «روب دوزر» التي تعمل من دون سائق، ويمكن تشغيلها عن بُعد في محاولة لتقليل المخاطر على قواته.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

40 فناناً عربياً يستكشفون في الرياض الحدود بين الإنسان والآلة

أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
TT
20

40 فناناً عربياً يستكشفون في الرياض الحدود بين الإنسان والآلة

أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)

سلّط معرض ⁧فني، انطلق في الرياض الاثنين، الضوء على فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، من خلال أعمال تتيح للجمهور خوض تجربة فنية فريدة، واكتشاف عالم يعيد فيه الفنانون العرب تشكيل التكنولوجيا بالفن، وتأمل الحدود بين الإنسان والآلة.

ويقدم معرض «مكننة» الذي افتتح أبوابه في مركز الدرعية لفنون المستقبل، رؤية استثنائية على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، وعلى ممارسات فن الإعلام الجديد في العالم العربي، بمشاركة أكثر من 40 فناناً عربياً لاستكشاف تصوراتهم في توظيف التقنيات المعاصرة للتعبير الفني، وتكيفهم معها للتفاعل مع التغيرات الاجتماعية والتراث الثقافي والتحديات المعاصرة.

ويحتفي المعرض بإبداعات فناني الإعلام الجديد العرب، ويضعهم في قلب الحوار العالمي حول تأثير التكنولوجيا على الفن والمجتمع، من خلال 4 رحلات فكرية، هي «مكننة، الاستقلالية، التموجات، الغليتش»، وهي موضوعات تتقاطع فيها الهموم الفنية المتكررة عبر الأجيال، والجغرافيا، والأنماط التكنولوجية، واختيرت لاستكشاف الحضور العربي في قلب الحوارات الرقمية المعاصرة.

اكتشاف عالم يعيد فيه الفنانون العرب تشكيل التكنولوجيا بالفن (مركز الدرعية)
اكتشاف عالم يعيد فيه الفنانون العرب تشكيل التكنولوجيا بالفن (مركز الدرعية)

70 عملاً فنياً لـ40 فناناً عربياً

افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل، أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معرضه الفني الثاني «مَكْنَنَة... أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي».

ويقدّم المعرض التاريخ الغني لفنون الوسائط الجديدة في العالم العربي من خلال أكثر من 70 عملاً فنياً لأكثر من 40 فناناً من الروّاد العرب في هذا المجال، ويستلهم عنوانه من الكلمة العربية «مَكْنَنَة»، التي تعني إحالة العمل إلى الآلة، أو أن تكون جزءاً منه، ويطرح تساؤلاً جوهرياً حول كيفية تعامل الفنانين العرب مع التكنولوجيا، وكيف أعادوا توظيفها وتحدّوها لصياغة مفرداتهم الإبداعية الخاصة.

وتتفاعل الأعمال المختارة مع سياقات اجتماعية وسياسية راهنة، بدءاً من الاحتجاجات الرقمية، ومنطق الآلة، وصولاً إلى حفظ الذاكرة، والبيئات التخيلية، وجماليات الغليتشات.

70 عملاً فنياً لـ40 فناناً عربياً في المعرض (مركز الدرعية)
70 عملاً فنياً لـ40 فناناً عربياً في المعرض (مركز الدرعية)

رؤية استثنائية على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي (الشرق الأوسط)
رؤية استثنائية على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي (الشرق الأوسط)

ريادة سعودية في احتضان الفنون الرقمية

إلى جانب ما يعكسه معرض «مكننة» من تاريخ غني للفنانين العرب الذين خاضوا تجارب مع وسائط تكنولوجية غير تقليدية، في إطار التجدد والتفاعل مع قضايا العصر، يمثل المعرض من جهة أخرى ريادة السعودية في احتضان الفنون الرقمية، وجهود قطاعها الثقافي للاحتفاء بريادة الفنانين العرب، وفتح الأبواب أمام المبتكرين في مجالي الفن والتكنولوجيا عبر طيف ملهم من المواهب والأعمال الفنية.

المعرض الثاني لأول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مركز الدرعية)
المعرض الثاني لأول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مركز الدرعية)

ويفتح المعرض آفاق التأمل في مستقبل الفنون الرقمية والوسائط الجديدة، في أروقة أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو مركز الدرعية لفنون المستقبل، الذي انطلق كصرح للفنون والبحوث والتعليم، يهدف إلى ريادة الآفاق الجديدة للممارسة الإبداعية في تخصصات متنوعة، يتقاطع فيها الفن مع العلوم والتكنولوجيا.

وأُسّس المركز السعودي ليكون مساحة للمُبدعين من حول العالم للتعاون والتفكير والابتكار، مركّزاً على البحث والتوثيق وإنتاج الأعمال الفنية الجديدة المُلهمة.

ويقدّم المركز فرصةً للفنانين والباحثين للمشاركة في أنشطته المقرّرة، من فعاليات عامة وبرامج تعليمية وبرامج إقامة للفنانين والباحثين، إسهاماً منه في إثراء المشهد الفني في السعودية، وتعزيز مكانتها كوُجهة عالمية لفنون الوسائط الجديدة والرقمية، مع إبراز مواهب الفنانين الفاعلين في المنطقة ليتركوا بصمتهم المؤثرة في الفن والعلوم والتكنولوجيا.