مع ترقب إعلان «يوم التحرير»... الذهب يواصل مكاسبه ملاذاً آمناً

زينة ذهبية معروضة بمتجر ذهب في بانكوك (إ.ب.أ)
زينة ذهبية معروضة بمتجر ذهب في بانكوك (إ.ب.أ)
TT
20

مع ترقب إعلان «يوم التحرير»... الذهب يواصل مكاسبه ملاذاً آمناً

زينة ذهبية معروضة بمتجر ذهب في بانكوك (إ.ب.أ)
زينة ذهبية معروضة بمتجر ذهب في بانكوك (إ.ب.أ)

واصلت أسعار الذهب مكاسبها يوم الأربعاء، بعد أن سجلت مستوى قياسياً مرتفعاً في الجلسة السابقة؛ حيث لجأ المستثمرون إلى الملاذ الآمن، تحسباً للتأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأميركية المتبادلة.

فقد ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 3116.72 دولار للأونصة، بدءاً من الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش. وكان سعر السبائك قد لامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3148.88 دولار يوم الثلاثاء. واستقرت العقود الآجلة للذهب الأميركي عند 3116.72 دولار.

وقال فيليب نيومان، المدير الإداري لشركة «ميتالز فوكس»: «السبب الرئيسي لهذه الارتفاعات القياسية المتتالية هو شراء الملاذ الآمن، ولا يُظهر عدم اليقين الجيوسياسي الذي يُعزز هذا الوضع أي بوادر انحسار».

وأضاف أن تباطؤ الاقتصاد الأميركي، والارتفاع المحتمل في التضخم، وخفض أسعار الفائدة، قد يُمهِّد الطريق لوصول الذهب إلى 3300 دولار في الأشهر المقبلة.

وقد سادت حالة من الترقب قبل فرض الرسوم الجمركية الأميركية في وقت لاحق من يوم الأربعاء، والذي وصفه الرئيس دونالد ترمب بأنه «يوم التحرير». وقد تُفاقم سياسات ترمب الجمركية التضخم، وتُبطئ النمو الاقتصادي، وتُفاقم النزاعات التجارية.

يزدهر الذهب، بوصفه وسيلة تحوُّط ضد عدم الاستقرار العالمي والتضخم، في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

وأكد البيت الأبيض فرض رسوم جمركية جديدة، على الرغم من أنه لم يُقدِّم أي تفاصيل عن حجمها أو نطاقها. كما عزز ارتفاع أسعار السبائك الطلب القوي من البنوك المركزية، وتوقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، وعدم الاستقرار الجيوسياسي في الشرق الأوسط وأوروبا، وزيادة التدفقات إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب.

وصرح أكاش دوشي، الرئيس العالمي لاستراتيجية الذهب في شركة «ستيت ستريت غلوبال أدفايزرز»: «قد يختبر السوق مستوى 3400 دولار للأونصة خلال الأشهر التسعة المقبلة في حال صعود السوق».

يشعر مسؤولو «الاحتياطي الفيدرالي» بالقلق من احتمال تراجع التوظيف، ولكن خطر التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية يحد من قدرتهم على اتخاذ أي إجراء حيال ذلك.

وتنتظر الأسواق تقرير التوظيف الصادر عن «ADP» في وقت لاحق من يوم الأربعاء، وتقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره يوم الجمعة.

وارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.2 في المائة، ليصل إلى 33.80 دولار للأونصة، وارتفع البلاتين بنسبة 0.8 في المائة ليصل إلى 987.31 دولار، وتقدم البلاديوم بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 987.00 دولار.


مقالات ذات صلة

الذهب يواصل صعوده القياسي في ظل الحرب التجارية... وتحذيرات باول

الاقتصاد عرض سبائك الذهب في متجر للمجوهرات الذهبية في مدينة شانديغار بشمال الهند (رويترز)

الذهب يواصل صعوده القياسي في ظل الحرب التجارية... وتحذيرات باول

واصل الذهب ارتفاعه القياسي يوم الخميس مع لجوء المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن وسط تصاعد النزاع التجاري العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عرض قطعة ذهبية على أحد الزبائن بمتجر للمجوهرات داخل سوق الذهب في دبي (إ.ب.أ)

الذهب إلى أسعار قياسية على وقع حرب الرسوم

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي، أمس (الأربعاء)، حيث تخطت 3300 دولار للأونصة، للمرة الأولى في تاريخها، ما يعكس بحث المستثمرين عن الأمان وسط حالة عميقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية مكدسة في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

الذهب يتجاوز مستوى 3300 دولار للمرة الأولى في تاريخه

واصل سعر الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة مع بداية الجلسة الأوروبية يوم الأربعاء، متجاوزاً مستوى 3300 دولار للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عرض قطعة ذهبية على أحد الزبائن بمتجر للمجوهرات داخل سوق الذهب في دبي (إ.ب.أ)

الذهب يخترق مستوى تاريخياً جديداً وسط مخاوف النمو الاقتصادي العالمي

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الأربعاء، مدفوعة بضعف الدولار، وتوترات الحرب التجارية، والمخاوف بشأن النمو العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موظف يحمل قطعة من المجوهرات الذهبية في سوق باندا آتشيه بإندونيسيا (أ.ف.ب)

الذهب يرتفع مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية

ارتفع الذهب يوم الثلاثاء وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شكوك حول استقلالية «الفيدرالي» تُضعف الدولار

ورقة نقدية من الدولار الأميركي ورسم بياني للأسهم المتراجعة في هذه الصورة التوضيحية (أرشيفية - رويترز)
ورقة نقدية من الدولار الأميركي ورسم بياني للأسهم المتراجعة في هذه الصورة التوضيحية (أرشيفية - رويترز)
TT
20

شكوك حول استقلالية «الفيدرالي» تُضعف الدولار

ورقة نقدية من الدولار الأميركي ورسم بياني للأسهم المتراجعة في هذه الصورة التوضيحية (أرشيفية - رويترز)
ورقة نقدية من الدولار الأميركي ورسم بياني للأسهم المتراجعة في هذه الصورة التوضيحية (أرشيفية - رويترز)

تراجع الدولار يوم الاثنين مع تضرر ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي من جديد بسبب خطط الرئيس دونالد ترمب لإعادة هيكلة «الاحتياطي الفيدرالي»، مما قد يُثير شكوكاً حول استقلالية البنك المركزي.

وصرح كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، يوم الجمعة، بأن الرئيس وفريقه يواصلون دراسة إمكانية إقالة رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول، وذلك بعد يوم واحد فقط من تصريح ترمب بأن إقالة باول «لا يمكن أن تتم بالسرعة الكافية» ودعوته «الاحتياطي الفيدرالي» إلى خفض أسعار الفائدة، وفق «رويترز».

وانخفض الدولار إلى أدنى مستوى له في عقد مقابل الفرنك السويسري، وتجاوز اليورو 1.15 دولار، بينما استعاد الدولار النيوزيلندي مستوى 0.6000 دولار لأول مرة منذ أكثر من خمسة أشهر.

وشهدت التعاملات نشاطاً خفيفاً مع إغلاق معظم الأسواق الأوروبية وأسواق أستراليا وهونغ كونغ بمناسبة عيد الفصح. وكانت معظم الأسواق العالمية مغلقة يوم الجمعة بمناسبة عطلة رسمية.

باول لا يقدم تقاريره مباشرة إلى ترمب، وبالتالي لا يستطيع ترمب فعلياً أن يقيله. لا يمكن عزله من منصبه إلا بموجب إجراءات معينة، والتي قد يظن المرء أنها تنطوي على حواجز أعلى... ولكن هل يستطيع الرئيس أن يمهد الطريق لتقويض استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي المفترض؟ قال فيشنو فاراثان، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي لمنطقة آسيا باستثناء اليابان في بنك ميزوهو: «بالتأكيد، يمكنه ذلك». وأضاف: «أرى أنهم ليسوا بحاجة لإقالة باول فوراً. كل ما عليك فعله هو خلق انطباع بأنك قادر على تغيير النظرة إلى استقلال الاحتياطي الفيدرالي جذرياً».

ومقابل الفرنك السويسري، انخفض الدولار أكثر من 1 في المائة إلى أدنى مستوى في عشر سنوات عند 0.80695، في حين بلغ اليورو ذروته عند 1.153525 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.

كما سجل الدولار أدنى مستوى في سبعة أشهر عند 140.615 ين. وأظهرت بيانات من لجنة تداول السلع الآجلة أن صافي المراكز الطويلة في الين الياباني وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال الأسبوع المنتهي في 15 أبريل (نيسان).

وارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول) عند 1.3395 دولار أميركي، بينما سجل الدولار الأسترالي أعلى مستوى له في أربعة أشهر عند 0.6430 دولار أميركي.

وقال فاراثان: «إنه في الواقع بوفيه مفتوح لأي متشائم بشأن الدولار... من حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن الضرر الناجم عن الرسوم الجمركية إلى فقدان الثقة حتى قبل أنباء باول».

وأدت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترمب وعدم اليقين بشأن سياساته التجارية إلى تدهور حاد في الأسواق العالمية، وأضعفت آفاق أكبر اقتصاد في العالم، مما أدى بدوره إلى إضعاف الدولار مع سحب المستثمرين أموالهم من الأصول الأميركية.

ومقابل سلة من العملات، انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات عند 98.164 يوم الاثنين. وقفز الدولار النيوزيلندي بأكثر من 1 في المائة ليصل إلى 0.6013 دولار أميركي. في سياقٍ آخر، ارتفع اليوان الصيني في السوق المحلية إلى أعلى مستوى له في أسبوعين قبل أن يقلص بعض مكاسبه ليستقر عند 7.2904 للدولار. كما لامس نظيره في السوق الخارجية أعلى مستوى له في أسبوع عند 7.2835 للدولار.