اتفاق طاجيكي - قرغيزي - أوزبكي ينهي توتراً حدودياً محتملاً

السفير كريمي لـ«الشرق الأوسط»: دوشنبه مرت بمسيرة شاقة من المفاوضات مع جارتَيها

الرؤساء الطاجيكي والقرغيزي والأوزبكي يضعون أيديهم فوق بعضها إيذاناً بإنهاء الخلاف الحدودي (الشرق الأوسط)
الرؤساء الطاجيكي والقرغيزي والأوزبكي يضعون أيديهم فوق بعضها إيذاناً بإنهاء الخلاف الحدودي (الشرق الأوسط)
TT
20

اتفاق طاجيكي - قرغيزي - أوزبكي ينهي توتراً حدودياً محتملاً

الرؤساء الطاجيكي والقرغيزي والأوزبكي يضعون أيديهم فوق بعضها إيذاناً بإنهاء الخلاف الحدودي (الشرق الأوسط)
الرؤساء الطاجيكي والقرغيزي والأوزبكي يضعون أيديهم فوق بعضها إيذاناً بإنهاء الخلاف الحدودي (الشرق الأوسط)

وقّع رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان، ونظيراه القرغيزي صادير جباروف، والأوزبكي شوكت ميرضيايف، الاثنين، معاهدة بشأن نقطة اتصال الحدود بين الدول الثلاث، في خطوة من شأنها إنهاء أي بوادر توتر محتملة، كما جرى توقيع «إعلان خوجند» حول الصداقة الأبدية بين الدول الثلاث.

ورحّبت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها، الثلاثاء، بهذا الاتفاق، معبّرة عن خالص التهاني لحكومات الدول الثلاث، ومتمنيةً دوام الاستقرار والازدهار لهم.

بدوره، هنأ حسين طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، الدول الثلاث على هذا الإنجاز التاريخي، الذي يُتوّج مسار ترسيم الحدود بينها، ويعطي دفعة جديدة للعلاقات الاستراتيجية، متطلعاً لأن يسهم في تعزيز أسس الأمن والاستقرار والتعاون والتكامل الاقتصادي بين دول المنطقة.

من جانبه، رحب جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، بالإعلان والمعاهدة، معرباً عن تطلعه إلى أن يكون تحديد نقطة الالتقاء الحدودية المشتركة «منعطفاً تاريخياً في طي صفحة الخلافات الحدودية، ومنطلقاً لبناء علاقات استراتيجية تحقق الأمن والاستقرار، بما يعزز جوانب الازدهار والتنمية، ويعود بالخير على شعوبهم».

ويمثل التوقيع على معاهدة تحديد نقطة التقاء الحدود الثلاثية نهايةً لمسار ترسيم الحدود بين طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان، وخاتمة لحقبة من المفاوضات على القضايا الحدودية التي كانت قائمة بين هذه البلدان على مدى أكثر من ثلاثة عقود.

رؤساء طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان لحظة تلاوة اتفاقية الحدود (الشرق الأوسط)
رؤساء طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان لحظة تلاوة اتفاقية الحدود (الشرق الأوسط)

وشهد الرؤساء الطاجيكي والقرغيزي والأوزبكي، خلال اجتماع ثلاثي، مراسم تدشين نصب لنقطة التقاء الحدود الثلاثية في المنطقة الحدودية المشتركة بين بلدانهم الثلاثة.

وقال سفير طاجيكستان لدى السعودية أكرم كريمي، لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتفاق الثلاثي بين زعماء طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان يأتي بعد مسيرة شاقة من المفاوضات والمباحثات خاضتها طاجيكستان مع جارتَيها بشأن تحديد وترسيم الحدود المشتركة»، مضيفاً أن اتفاقات سابقة حول ترسيم الحدود كانت قد أُبرمت على المستوى الثنائي مع كل من أوزبكستان وقرغيزستان.

وأضاف السفير الطاجيكي أن هذا الحدث يعد منعطفاً تاريخياً مفصلياً، ومنطلقاً جديداً للعلاقات الاستراتيجية بين البلدان الثلاثة الواقعة في آسيا الوسطى المعروفة قديماً بمنطقة ما وراء النهر. وتابع أن الاتفاق يمثل ركيزة مهمة لتوطيد الأمن والاستقرار في منطقة آسيا الوسطى ككل، كما يمهد الطريق نحو تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بين بلدان المنطقة، بما يحقق طموحات شعوبها في التنمية المشتركة والرفاهية والازدهار.

وذكر السفير كريمي أيضاً أن شعوب آسيا الوسطى - الطاجيك والأوزبك والقرغيز والكازاخ والتركمان - تعايَشَت في المنطقة عبر قرون عديدة في أجواء من الإخاء والمودة والوحدة، وهي عازمة الآن على استكمال مسيرة التكامل والوحدة، متمسكة بقيمها الروحية والدينية والحضارية والثقافية المشتركة، علماً بأن كافة أبناء هذه الشعوب مسلمون من أتباع المذهب الحنفي، ولا توجد بينهم صراعات طائفية، وإن كانت تختلف لغاتهم ولهجاتهم.

وحول توقيت التوقيع على الاتفاق، شدد كريمي على أن التوقيع جاء في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، وفي أيام تحيي شعوب المنطقة كلها بلا استثناء الاحتفال بـ«النوروز» - عيد رأس السنة واستقبال الربيع وانطلاق موسم انتعاش الطبيعة - الأمر الذي له رمزيته لدى هذه الشعوب الشقيقة.

يُذكر أن جمهوريات طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان، بالإضافة إلى كازاخستان وتركمانستان، تشكلت في عشرينات القرن الماضي ضمن دولة الاتحاد السوفياتي المترامية الأطراف، وهي أعلنت استقلالها واحدة تلو الأخرى عام 1991، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، وورثت خلافاتها الحدودية من تلك الحقبة.


مقالات ذات صلة

اثنان من الكرادلة يلغيان مشاركتهما في انتخاب البابا الجديد بسبب المرض

العالم كرادلة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بعد وفاة البابا فرنسيس 22 أبريل 2025 (رويترز)

اثنان من الكرادلة يلغيان مشاركتهما في انتخاب البابا الجديد بسبب المرض

ألغى اثنان من الكرادلة يحق لهما التصويت في الانتخابات المقبلة لاختيار بابا جديد مشاركتهما في المجمع السري لانتخاب البابا.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع حكومته في البيت الأبيض بحضور وزير دفاعه بيت هيغسيث (أ.ب)

هل يكفي دعم ترمب لحماية وزير الدفاع؟

لا يزال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث «المثير للجدل»، يحظى بدعم الرئيس دونالد ترمب بمواجهة اتهامات بالتسريبات والأخطاء وقلة الاحترافية.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين خلال احتفال البيت الأبيض بعيد الفصح في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بواشنطن في 21 أبريل 2025 (أ.ب)

ترمب: الاجتماعات بشأن إيران وأوكرانيا وروسيا «جيدة»

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إن الاجتماعات التي عقدتها وفود أميركية بغية التوصل إلى اتفاقات بشأن إيران وأوكرانيا وروسيا كانت جيدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي البابا فرنسيس يلوّح بيده للمؤمنين خلال مقابلته العامة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان 20 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ) play-circle

البابا فرنسيس... وقفات تاريخية داعمة للفلسطينيين ونداءات أخيرة لإنهاء الحرب في غزة

مع وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الاثنين، يستذكر العالم صوتاً حاضراً دائماً للدفاع عن قضايا العالم الأكثر إلحاحاً، وإحدى أبرزها موقفه من القضية الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
آسيا رئيس الوزراء فيليتي تيو (الثاني إلى اليمين) وكبار الشخصيات يحتفلون بتركيب أجهزة الصراف الآلي في توفالو (حساب رئيس الوزراء الرسمي بـ«فيسبوك»)

دولة نائية في المحيط الهادئ تحصل على ماكينات صراف آلي لأول مرة

كشفت دولة توفالو عن أول أجهزة صراف آلي تصل لها، وعدّته «إنجازاً عظيماً» و«تحولاً مهماً».

«الشرق الأوسط» (توفالو)

مخاوف من مقتل 20 شخصاً في هجوم بكشمير الهندية

أمرت الشرطة الهندية المركبات السياحية التي كانت عالقة على الطريق إلى باهالجام بالمغادرة بعد حادثة أطلق فيها مهاجمون النار عشوائياً على السياح الذين يزورون باهالغام في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير الثلاثاء 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب)
أمرت الشرطة الهندية المركبات السياحية التي كانت عالقة على الطريق إلى باهالجام بالمغادرة بعد حادثة أطلق فيها مهاجمون النار عشوائياً على السياح الذين يزورون باهالغام في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير الثلاثاء 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب)
TT
20

مخاوف من مقتل 20 شخصاً في هجوم بكشمير الهندية

أمرت الشرطة الهندية المركبات السياحية التي كانت عالقة على الطريق إلى باهالجام بالمغادرة بعد حادثة أطلق فيها مهاجمون النار عشوائياً على السياح الذين يزورون باهالغام في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير الثلاثاء 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب)
أمرت الشرطة الهندية المركبات السياحية التي كانت عالقة على الطريق إلى باهالجام بالمغادرة بعد حادثة أطلق فيها مهاجمون النار عشوائياً على السياح الذين يزورون باهالغام في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير الثلاثاء 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب)

قالت ثلاثة مصادر أمنية إن هناك مخاوف من مقتل 20 شخصاً على الأقل بعد أن أطلق من يشتبه في أنهم مسلحون النار على سياح في منطقة جامو وكشمير الهندية اليوم في هجوم هو الأسوأ على المدنيين بالمنطقة منذ سنوات.

ووقع الهجوم في باهالجام، وهي مقصد سياحي شهير يجذب آلاف الزوار كل صيف مع تراجع عنف الجماعات المتطرفة المسلحة في السنوات القليلة الماضية.

يحمل مسعفون سائحاً مصاباً في مستشفى في أنانتناج جنوب سريناغار بالهند 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب.أ )
يحمل مسعفون سائحاً مصاباً في مستشفى في أنانتناج جنوب سريناغار بالهند 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب.أ )

وقال أحد المصادر إن عدد القتلى بلغ 20، فيما ذكر المصدر الثاني أن العدد يصل إلى 24 قتيلاً، بينما صرح الثالث بأن 26 شخصاً لقوا حتفهم في الهجوم.

ورفضت المصادر الثلاثة الكشف عن هوياتها لأنه غير مصرح لها بالتحدث إلى وسائل الإعلام.

وقال عمر عبد الله رئيس وزراء منطقة جامو وكشمير في منشور على منصة «إكس»: «ما زلنا نعمل على تحديد عدد القتلى، لذا لا أريد الخوض في هذه التفاصيل... لكن هذا الهجوم هو أكبر بكثير من أي هجوم تعرض له المدنيون في السنوات القليلة الماضية».

ولم تُعرف جنسيات القتلى حتى الآن.

وأعلنت جماعة مسلحة غير معروفة تُدعى «مقاومة كشمير» مسؤوليتها عن الهجوم في رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعبرت الجماعة في رسالتها عن استيائها من توطين أكثر من 85 ألف «أجنبي» في المنطقة، مما يحدث «تغييراً في التركيبة السكانية».

وأضافت: «نتيجة لذلك، سيُوجه العنف نحو أولئك الذين يحاولون الاستيطان بالمخالفة للقانون».

جندي هندي شبه عسكري يقف حارساً في مستشفى حكومي في أنانتناج جنوب سريناغار بالهند 22 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
جندي هندي شبه عسكري يقف حارساً في مستشفى حكومي في أنانتناج جنوب سريناغار بالهند 22 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من مصدر هذه الرسالة بشكل مستقل. وتشهد المنطقة الواقعة في جبال الهيمالايا وتتقاسم الهند وباكستان السيطرة عليها أعمال عنف منذ اندلاع تمرد مناهض للهند في عام 1989. وقُتل عشرات الآلاف خلال وقائع العنف التي تراجعت حدتها في السنوات القليلة الماضية.

ولم تتوقف تماماً الهجمات على السائحين في كشمير لكنها انحسرت في السنوات الماضية.

ووقع آخر هجوم كبير في هذه المنطقة في يونيو (حزيران) حينما هاجم مسلحون حافلة تقل مجموعة من الزوار الهندوس، مما أدى إلى سقوطها في واد عميق ومقتل ما لا يقل عن تسعة ركاب وإصابة 33.

عاجل الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن