القصّة الخلفية لأصعب مهام «بوند» الجديد

أسماء لبطولة السلسلة المقبلة... بينها تونسي

«سكايفول»: أعلى إيراد لـ«بوند»... (مترو غولدوين ماير)
«سكايفول»: أعلى إيراد لـ«بوند»... (مترو غولدوين ماير)
TT
20

القصّة الخلفية لأصعب مهام «بوند» الجديد

«سكايفول»: أعلى إيراد لـ«بوند»... (مترو غولدوين ماير)
«سكايفول»: أعلى إيراد لـ«بوند»... (مترو غولدوين ماير)

ليس هناك من سيناريو مكتوب للفيلم الـ26 من سلسلة «جيمس بوند». ما هو موجود تكتُّم شديد بالنسبة إلى الخيارات المطروحة، وماهية ذلك الجاسوس الأشهر حول العالم، وكيف سيلتقي وكيف سيختلف مع الصورة الكلاسيكية لـ«بوند» السابق.

«سيكون مختلفاً». أكد رئيس إدارة «أمازون» جيف بيزوس باقتضاب، بادئاً جولة من الاستشارات بين كبار موظفيه بشأن من يستطيع الإمساك بزمام ما يمكن عدّها أضخم عملية إنتاجية في القرن الـ21 بعدما تكلّف رفع يد المنتجَين السابقَين ومالكي كل حقوق «بوند»، باربرا بروكولي ومايكل ج. ويلسون 10 مليارات و800 مليون دولار، وفق معظم المصادر. هذا أكبر بملياري دولار من المبلغ الذي دفعته «أمازون» لشركة «مترو غولدوين ماير» نظير شرائها الشركة الشهيرة وكل ما تملكه من أرشيف ومشروعات.

«بوند» بالليزر

لم تكن الصفقة بردت بعد عندما تقدّم كل من ديڤيد هايمن وإيمي باسكال بأوراق اعتمادهما للمهمة الصعبة المنتظرة، وهي قيادة المهام الإنتاجية بكاملها لإرساء «جيمس بوند جديد». الأول لديه سلسلة «هاري بوتر» المعروفة. في حين أنتجت إيمي باسكال سلسلة «سبايدر - مان». وكلتا السلسلتين من بين الأنجح التي شهدتها السينما منذ مطلع التسعينات. هايمن سيكون جديداً على «بوند» بصفته مشروع عمل، بيد أن إيمي كانت رئيسة شركة «سوني» حتى عام 2015، ووزّعت بضعة «أفلام بوندية» من بينها «سكايفول» (2012) ‪ الذي حقق ملياراً و108 ملايين دولار، وهو أعلى إيراد من بين كل أفلام «بوند» منذ إطلاقها في عام 1962

دانيال كريغ وراف فاينس في آخر «بوند»: «لا وقت للموت»... (مترو غولدوين ماير)
دانيال كريغ وراف فاينس في آخر «بوند»: «لا وقت للموت»... (مترو غولدوين ماير)

خوف كثير من النقاد والمعجبين بشخصية هذا الجاسوس، الذي لا يهاب الموت، ينبع من حقيقة أن «أمازون» ستعيد صياغة الأفلام التالية من السلسلة كما لو كانت تنتج «أفلام الكوميكس»... ستغطيه بالمؤثرات البصرية، وقد تجعله يُحلِّق في الفضاء من دون مظلة، أو يُسلّح بأدوات تطلِق ما تطلقه سيوف «ستار وورز» الليزرية، أو ربما ستُطلب منه مهاجمة إيران أو حتى روسيا.

والنموذج التي تسير عليه «هوليوود» في مسلسلات الـ«سوبر هيرو» و«أفلام الكوميكس» محفوظ عن ظهر قلب ومستنسخ على أكثر من وجه. عملية شراء «بوند»، وهذا ما يجب تأكيده، لا تتضمن بقاءه كما كان؛ بل تطويره لمفهوم جديد، حتى وإن حوفظ على أساليب شخصيته في التعامل مع نفسه وسواه.

في كل الأحوال، من المنتظر لـ«بوند» أن يتخلّى عن «بريطانيّته» ويحمل علماً أميركياً ممهوراً بالمدة السياسية الحادّة التي يتبناها الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب.

هناك نيّات مختلفة وأفكار كثيرة مطروحة. جيمس بوند سيبقى، بيد أن هناك تفرّعات مذهلة (بعضها مخيف)... مثلاً قد يُحوَّل بعد حين إلى مسلسل من الرسوم المتحركة أو إلى لعبة فيديو (كما فعلت «ديزني» منذ اشترت حقوق «ستار وورز» من مالكها السابق جورج لوكاس). كذلك من المحتمل ابتداع شخصية «بوند» أنثى، وربما «بوند وشريك له» على طريقة «باتمان وروبِن».

شون كونري في «من روسيا مع الحب»... (إي أو إن برودكشنز)
شون كونري في «من روسيا مع الحب»... (إي أو إن برودكشنز)

مسألة هوية

«بوند» السابق، شخصاً، لم يكن بريئاً من الميول السياسية، خصوصاً في المرحلة التي سبقت انهيار الحكم الشيوعي في روسيا وبلدان أخرى. أشرار «دكتور نو» و«من روسيا مع الحب» و«ثندربول» (الذي أعيد إنتاجه من دون «بروكولي - ويلسون» تحت عنوان «Never Say Never Again» سنة 1983) كانوا معادين للنظم الغربية حتى وإن كانوا مستقلين سياسياً عن النظام الشيوعي. هذا باستثناء «من روسيا مع الحب» الذي هاجم الاتحاد السوڤياتي بشكل مباشر. «بوند» كان ممثل العالم الحر في ظل الحرب الباردة بين الشرق والغرب في الستينات. هذه الحرب لا تختلف كثيراً عن الحرب الباردة بينهما اليوم إلا من حيث أن البرودة ليست في أدنى درجاتها.

في الأفلام التي أُنتجت بدءاً من السبعينات صارت محاور القتال والمهام الصعبة لـ«بوند» تشمل جهات مختلفة، بعضها يسعى لإشعال حرب بين روسيا والصين، وبعضها يريد استعمار الفضاء، وبعضها يتحدّث عن منظّمات لديها قدرات نووية تهاجم بها «العالم الحر».

في هذا القرن، وُضع «جيمس بوند»، أمام أعداء جدد، ومواقف يطرح فيها «بوند» السؤال بشأن نفسه في زمن لم يعد فيه العالم كما كان سابقاً. إنه سؤال عن هويّته مع ملامح من القلق النفسي الناتج عن كثرة الأهداف المنوطة به وميله إلى الخروج عن أوامر المؤسسة التي ينتمي إليها.

الفيلم الأخير لـ«جيمس بوند»؛ وهو «لا وقت للموت (No Time to Die)» سبق الصفقة المبرمة بين «أمازون» والمنتجين البريطانيين اللذين وقفا وراء كل أفلام السلسلة (باستثناء «كازينو رويال» سنة 1967 و«أبداً... لا تقل أبداً»)؛ إذ شاهدنا «بوند»، كما أداه دانيال كريغ، يترك مخابرات صاحبة الجلالة وينتقل إلى العمل لمصلحة «وكالة المخابرات المركزية - سي آي إيه (Central Intelligence Ageny)» الأميركية‪.

الممثل التونسي مروان كنزاري (نتفليكس)
الممثل التونسي مروان كنزاري (نتفليكس)

هذا يؤكد أن «بوند» المقبل سيكون عميلاً أميركياً بامتياز.

من سيكون؟

لكن من سيمثل هذا «البوند الجديد»؟

سيتوقّف ذلك على ما إذا كان التفضيل سيتوجه إلى تعيين ممثل أميركي من باب التجديد، أم سيواصل التوجه السابق فيبقى بريطانياً لكنه يعمل لمصلحة الولايات المتحدة ومخابراتها.

كذلك من المحتمل اختيار ممثل أسود البشرة (بريطاني أو أميركي) إلحاقاً بسلسلة «بلاك بانثر».

«مجلة ڤارايتي» الأميركية نشرت قائمة بأكثر من 40 ممثلاً تعتقد أن على «أمازون» اختيار أحدهم؛ من بينهم الممثل التونسي الأصل مروان كنزاري (احتمال ضئيل)، وممثل سلسلة «سوبرمان» الأخيرة هنري كاڤيل... ومن بينهم الهندي نيكاش باتل، ودڤ باتل (بطل فيلم «Slumdog Millionaire»). ومن ثَمّ هناك الأفرو - أميركي جون بوييغا الذي سبق أن ظهر في نسخة 2006 من «كازينو رويال» أمام دانيال كريغ.

من بين الوجوه غير المألوفة ريتشارد مادن (قاد حلقات «Game of Thrones»)، وكالوم تيرنر (The Boys in the Boat)، والبريطاني الأسمر لوسيان لاڤيزكاونت (المسلسل التلفزيوني «Graner Hill»).

ومن النساء لاشانا لينش، الممثلة السمراء التي ظهرت في فيلم «بوند» الأخير. كذلك الممثلة الأفرو - أميركية ميكايلا كويل من الرعيل التلفزيوني أيضاً في حلقات «مرآة سوداء (Black Mirror)».

اختيار «جيمس بوند» أمر حاسم؛ لأنه سيعني أكثر من مجرد اسم جديد في هذا الدور. الشرط الأول هو تمتعه بـ«الكاريزما» التي تنقلت من شون كونري حتى دانيال كريغ، شاملة معظم الآخرين الذين لعبوا الدور على الشاشة (بينهم روجر مور وتيموثي دالتون وبيرس بروسنان، ولو بدرجات مختلفة).

إذا جرى الاختيار جيداً، فسترتفع حظوظ السلسلة الجديدة. أما إذا فشل، فستبتلع «أمازون» الطعم بقيمة 200 مليون دولار (تكلفة متوقعة لأي «بوند» جديد) بالإضافة إلى ما دفعته للاستحواذ على حقوق هذه الشخصية الأشهر.


مقالات ذات صلة

سيطرة نسائية على جوائز مهرجان «جمعية الفيلم» بمصر

يوميات الشرق لقطة جماعية للفائزين بحفل ختام المهرجان (إدارة المهرجان)

سيطرة نسائية على جوائز مهرجان «جمعية الفيلم» بمصر

استحوذ فيلما «رحلة 404» لمنى زكي، و«الهوى سلطان» لمنة شلبي، على نصيب الأسد من جوائز الدورة الـ51 لمهرجان جمعية الفيلم بمصر.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق يتَّخذ الفيلم الإيطالي من الحرب العالمية الثانية خلفية تاريخية له (نتفليكس)

«قطار الأطفال»... رحلة إنسانية إلى الزمن السينمائي الجميل

ليس فيلم «قطار الأطفال» من الصنف الذي يضيِّع وقت المشاهد. فيه من الثراء الإنساني والتاريخي والسينمائي ما يكفي لإشباع العين والفكر معاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق كريم عبد العزيز وإياد نصار بأحد مشاهد فيلم «المشروع x» (الشركة المنتجة)

مصر: 4 أفلام تحجز مواقعها مبكراً في سباق موسم «الصيف»

أعلنت شركات إنتاج مصرية عن مواعيد طرح أحدث أفلامها في موسم عيد الأضحى والصيف، ومن أبرزها فيلم «المشروع x» للنجم كريم عبد العزيز.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق عصام عمر وأحمد مالك وطه دسوقي وأحمد داش خلال العرض الخاص للفيلم (فيسبوك - طه دسوقي)

«سيكو سيكو»... سينما الشباب تحقِّق طفرة في «شباك التذاكر» بمصر

حقق فيلم «سيكو سيكو» طفرة كبيرة في «شباك التذاكر» بمصر، بعد حصوله على إيرادات تجاوزت 130 مليون جنيه، منذ بداية عرضه قبل 22 يوماً.

داليا ماهر (القاهرة )
سينما الطلاب في فيلم «فخر السويدي» الذين تجمعهم مغامرات مضحكة (الشركة المنتجة)

من شباك التذاكر إلى «مهرجان أفلام السعودية»... الكوميديا الشبابية تكسب الرهان

يحافظ الفيلم الكوميدي السعودي «شباب البومب 2» على تصدّر شباك التذاكر السعودي، محققاً إيرادات تجاوزت 2.77 مليون ريال.

إيمان الخطاف (الدمام)

ابتكار طلاء قاتل لفيروسات الإنفلونزا و«كورونا»

يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)
يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)
TT
20

ابتكار طلاء قاتل لفيروسات الإنفلونزا و«كورونا»

يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)
يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)

طوّر علماء بكلية الصيدلة بجامعة نوتنغهام الإنجليزية منتجاً جديداً من «الراتنج» الذي يستخدم في عمليات طلاء مجموعة متنوعة من الأسطح، للقضاء على البكتيريا والفيروسات بفاعلية.

ووفق نتائج دراسة جديدة نُشرت، الأربعاء، في دورية «ساينتفيك روبرتس»، فإن المنتج الجديد يحتوي على مادة الكلورهيكسيدين القاتلة للبكتيريا والفيروسات، التي يستخدمها أطباء الأسنان لتنظيف الفم وعلاج الالتهابات قبل العمليات الجراحية.

وتتفاعل الكلورهيكسيدين مع سطح الخلية الجرثومية، حيث تقوم بتدمير غشاء الخلية وقتل الجراثيم.

طبق باحثو الدراسة استخدام الطلاء على مجموعة متنوعة من الأسطح للقضاء على البكتيريا والفيروسات، بما في ذلك الأنواع التي يصعب القضاء عليها، مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين MRSA)) وفيروسات الإنفلونزا وفيروسات «كورونا» المسببة للإصابة بـ«كوفيد - 19».

قالت الدكتورة فيليسيتي دي كوجان، الأستاذة المشاركة في العلوم الصيدلانية للأدوية البيولوجية، التي قادت هذه الدراسة: «من المثير للاهتمام للغاية أن نرى هذا البحث يُطبّق عملياً. في بحثنا دمجنا المطهر في بوليمرات الطلاء لإنشاء طلاء جديد مضاد للميكروبات يتميز بالفاعلية، كما أنه لا ينتشر في البيئة ولا يتسرب من السطح عند لمسه».

وأضافت في تصريح نشر، الأربعاء، على موقع الجامعة: «أظهرت هذه الدراسة بوضوح أن الأسطح المطلية بهذا الطلاء خالية من البكتيريا، وأن أثر هذا الطلاء ينشط بمجرد جفافه»، وأكدت أنه سهل التطبيق وفعّال من حيث التكلفة.

أسطح من دون ميكروبات

ووفق الدراسة، يمكن تطبيق الطلاء الجديد على مجموعة متنوعة من الأسطح البلاستيكية والصلبة غير المسامية لتوفير طبقة مضادة للميكروبات.

ويمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا، خصوصاً في البيئات الطبية، من أسرة المستشفيات ومقاعد المراحيض. وكذلك الأسطح التي تُلمس كثيراً في الأماكن العامة، مثل الطائرات والمقاعد وطاولات الطعام. وتستطيع بعض الأنواع الميكروبية البقاء على قيد الحياة على الرغم من إجراءات التنظيف المُحسنة المعتادة.

ويمكن لهذه الكائنات الدقيقة البقاء على قيد الحياة، وأن تبقى معدية على الأسطح، لفترات طويلة، قد تصل أحياناً إلى عدة أشهر.

عمل الفريق البحثي مع شركة Indestructible Paint لإنشاء نموذج أولي لطلاء مضاد للميكروبات باستخدام هذه المادة الجديدة، ووجدوا أنها تنشط بفاعلية عند تجفيفها لقتل مجموعة من مسببات الأمراض. وهو ما علق عليه برايان نورتون، المدير الإداري للشركة: «نسعى دائماً إلى ابتكار طرق جديدة لمنتجاتنا، وهذه المادة تتيح لنا فرصة ابتكار منتج قد يُحدث تأثيراً إيجابياً في منع نمو وانتشار البكتيريا والفيروسات في بيئات متنوعة».

وأضاف: «نعمل في كثير من القطاعات، حيث يُمثل هذا المنتج فائدة كبيرة، على سبيل المثال، في طلاء مقاعد الطائرات وطاولات الطعام، وهي مناطق معروفة بنمو البكتيريا. لا يزال العمل في مراحله الأولى، لكننا نتطلع إلى إجراء مزيد من الاختبارات بهدف طرحه تجارياً».