تقرير: زوجة وزير الدفاع الأميركي حضرت اجتماعات حساسة مع مسؤولين عسكريين أجانب

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (أ.ب)
TT
20

تقرير: زوجة وزير الدفاع الأميركي حضرت اجتماعات حساسة مع مسؤولين عسكريين أجانب

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (أ.ب)

كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، الذي يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب مشاركته تفاصيل حول ضربة عسكرية على الحوثيين في دردشة جماعية على تطبيق سيغنال، أحضر زوجته، وهي منتجة سابقة في قناة «فوكس نيوز»، إلى اجتماعين مع مسؤولين عسكريين أجانب، حيث نوقشت معلومات حساسة.

ووفقاً لعدة أشخاص حضروا أو كانوا على دراية بالأمر، عُقد أحد الاجتماعين في وزارة الدفاع (البنتاغون) في 6 مارس (آذار) بين هيغسيث ووزير الدفاع البريطاني جون هيلي، في لحظة حساسة لحلف الناتو، بعد يوم واحد من إعلان الولايات المتحدة قطع تبادل المعلومات الاستخباراتية العسكرية مع أوكرانيا.

النائب الأميركي راجا كريشنامورثي يشير إلى رسائل نصية لوزير الدفاع بيت هيغسيث خلال جلسة استماع سنوية لتقييم التهديدات العالمية في مبنى مكتب لونغورث هاوس بعد تسريب «محادثات سيغنال» (أ.ف.ب)
النائب الأميركي راجا كريشنامورثي يشير إلى رسائل نصية لوزير الدفاع بيت هيغسيث خلال جلسة استماع سنوية لتقييم التهديدات العالمية في مبنى مكتب لونغورث هاوس بعد تسريب «محادثات سيغنال» (أ.ف.ب)

وناقشت المجموعة التي اجتمعت في البنتاغون، والتي ضمّت توني راداكين، قائد القوات المسلحة البريطانية، السبب وراء هذا القرار، بالإضافة إلى التعاون العسكري المستقبلي بين الحليفين.

ووفقاً لمسؤولي الدفاع وأشخاص مطلعين على الاجتماع، يمكن للوزير الأميركي دعوة أي شخص لحضور اجتماعات مع نظرائه الزائرين، ولكن عادةً ما تقتصر قوائم الحضور بعناية على من يحتاجون إلى الحضور، ويُتوقع عادةً من الحضور امتلاك تصاريح أمنية نظراً لطبيعة المناقشات الدقيقة، وغالباً ما تكون هناك حراسة أمنية بالقرب من مكان الاجتماع لإبعاد الحضور غير المدعوين.

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع إن زوجة هيغسيث، جينيفر، ليست موظفة في الوزارة، وليس من غير المألوف أن تمتلك أزواج كبار المسؤولين تصاريح أمنية منخفضة المستوى، لكن متحدثاً باسم البنتاغون رفض الإفصاح عما إذا كانت جينيفر تمتلك واحداً.

وكذلك حضرت جينيفر أيضاً اجتماعاً الشهر الماضي في مقر الناتو في بروكسل، حيث ناقش مسؤولو الدفاع دعمهم لأوكرانيا.

وكان اجتماع بروكسل، الذي عُقد على هامش مؤتمر وزراء دفاع الناتو في فبراير (شباط)، بمثابة تجمع لمجموعة تقودها الولايات المتحدة، تضم نحو 50 دولة، تجتمع دورياً لتنسيق إنتاج وتسليم الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم لأوكرانيا. وفي المناقشات المغلقة، تعرض معلومات سرية، مثل التبرعات لأوكرانيا، التي لا يرغبون في كشفها.

ووفقاً لأشخاص مطلعين على كلا الاجتماعين، لم يكن بعض الحضور الأجانب في الاجتماعات على دراية بجينيفر هيغسيث، وقالوا إن آخرين فوجئوا بحضورها، لكنهم مضوا قدماً دون إبداء أي اعتراضات.

ولم يتضح بعد ما إذا كان وجودها قد أثّر على ما نوقش في أي من الجلستين.

وأثار أعضاء في الكونغرس من كلا الحزبين مخاوف بشأن تعامل هيغسيث مع معلومات عسكرية حساسة، عقب الكشف عن استخدامه هو ومسؤولين آخرين في الإدارة محادثة جماعية على منصة سيغنال للمراسلة، ضمّت صحافياً، لمناقشة وتنفيذ ضربة على الحوثيين في اليمن.

ووجّه السيناتور روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، والسيناتور جاك ريد، العضو الديمقراطي البارز في اللجنة، رسالة يوم الأربعاء يطلبان فيها من المفتش العام لوزارة الدفاع فتح تحقيق في المحادثة.

ويصطحب كبار مسؤولي وزارة الدفاع زوجاتهم أحياناً في رحلات رسمية ومناسبات احتفالية. ففي مؤتمر صحافي عُقد خلال مؤتمر حلف (الناتو) في بروكسل، صرّح هيغسيث للصحافيين بأن جينيفر انضمت إليه و«التقت بعائلات جنود أميركيين» في بلجيكا وألمانيا.

لكن من النادر أن يحضر الأزواج، وهم مواطنون عاديون، اجتماعات الأمن القومي، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين في وزارة الدفاع.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير الدفاع بيت هيغسيث في البيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير الدفاع بيت هيغسيث في البيت الأبيض (أ.ب)

وقال تشاك هاغل، وزير الدفاع السابق في عهد الرئيس باراك أوباما: «عندما تُعقد اجتماعات مع وزراء أو مسؤولين رفيعي المستوى في حلف الناتو، غالباً ما تتضمن هذه الاجتماعات محادثات أمنية حساسة». وأضاف: «إذا كنت ستناقش قضايا أمنية قومية بالغة السرية، فعليك أن تكون انتقائياً للغاية. ما مدى أهمية الشخص الذي تدعوه؟»

وذكر أن حضور زوجة الوزير في مثل هذه المحادثات «يُرسل رسالة إلى الوزارة؛ لماذا يفعل الوزير ذلك؟ إنه يُثير قلق الموظفين بشأن ما يجب قوله ولمن. إنه يُثير قضية لا داعي لطرحها».

وقال مسؤول سابق رفيع المستوى في إدارة أوباما إن بيل كلينتون لم يحضر أي اجتماع مع وزير الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون.

وفي إدارة ترمب السابقة، واجه مايك بومبيو التدقيق بشأن دور زوجته، سوزان، عندما كان رئيساً لوكالة المخابرات المركزية، ثم وزارة الخارجية.

وشاركت سوزان في الفعاليات الاجتماعية لوكالة المخابرات المركزية، وشغلت منصباً فخرياً في إدارة تدعم أفراد عائلات العاملين بالوكالة، وعملت غالباً بالقرب من زوجها في المخابرات، وهو ما أقرّ به متحدث باسم الوكالة في عام 2018 رداً على تقارير وسائل الإعلام.

كما وافقت على طلبات لموظفي وزارة الخارجية نيابة عن زوجها، بما في ذلك بعض الأعمال ذات الطابع الشخصي، التي وجدها تقرير المفتش العام للوكالة «غير مناسبة».

بيت هيغسيث (أ.ب)
بيت هيغسيث (أ.ب)

وبالنسبة لهيغسيث، يشارك فرد ثانٍ من أفراد أسرته في أعمال الوزارة أيضاً حيث انضم شقيقه الأصغر فيليب هيغسيث، وهو منتج بودكاست، مؤخراً إلى وزارة الأمن الداخلي كحلقة وصل مع وزارة الدفاع، وفقاً للمتحدثة باسم البنتاغون كينغسلي ويلسون.

وقالت ويلسون إن فيليب يسافر حالياً مع هيغسيث في جولة لزيارة حلفاء وقواعد أميركية في آسيا.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ مدير وكالة الأمن القومي الجنرال تيموثي هو يدلي بشهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ بواشنطن العاصمة (رويترز)

ترمب يقيل مدير وكالة الأمن القومي ومسؤولين أمنيين واستخباريين

عُرفت لومر بتبنّيها نظرية أن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 كانت مؤامرة داخلية.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في البنتاغون (أ.ف.ب) play-circle

تحقيق في البنتاغون بشأن استخدام وزير الدفاع تطبيق «سيغنال»

أفادت مذكرة رسمية بأنّ مكتب المفتّش العام في البنتاغون سيجري تحقيقاً حول استخدام وزير الدفاع بيت هيغسيث تطبيق المراسلة «سيغنال» لمناقشة الهجوم على اليمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال زيارة لقاعدة بيرل هاربور (حسابه عبر منصة إكس) play-circle

«واشنطن بوست»: وزير الدفاع الأميركي يعيد توجيه أولويات الجيش لردع الصين

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مذكرة داخلية سرية، أعدها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، تعيد توجيه أولويات الجيش لتركز على ردع الصين.

الولايات المتحدة​ فيل هيغسيث (أ.ب)

شقيق وزير الدفاع الأميركي يتولى دوراً مهماً في وزارة الأمن الداخلي

أكد مكتب وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، أن الشقيق الأصغر للوزير يشغل منصباً مهماً بوصفه ضابط اتصال مع البنتاغون ومستشارا رفيع المستوى في وزارة الأمن الداخلي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير: ماسك وجّه نداءات مباشرة إلى ترمب لإلغاء الرسوم الجمركية الجديدة

الملياردير الأميركي إيلون ماسك يظهر خلف الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك يظهر خلف الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

تقرير: ماسك وجّه نداءات مباشرة إلى ترمب لإلغاء الرسوم الجمركية الجديدة

الملياردير الأميركي إيلون ماسك يظهر خلف الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك يظهر خلف الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض (رويترز)

أطلق الملياردير الأميركي إيلون ماسك وابلاً من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال عطلة نهاية الأسبوع، ينتقد فيها أحد كبار مستشاري البيت الأبيض في خطة الرئيس دونالد ترمب الجمركية الجديدة. كما وجّه ماسك نداءات شخصية ومباشرة إلى الرئيس، وفق صحيفة «واشنطن بوست».

لم تُحقق محاولة التدخل، التي أكدها شخصان مطلعان على الأمر تحدثا شرط عدم الكشف عن هويتيهما لمناقشة محادثات خاصة، نجاحاً حتى الآن؛ فقد هدد ترمب يوم الاثنين بإضافة رسوم جمركية جديدة بنسبة 50 في المائة على الواردات من الصين، بالإضافة إلى الضرائب البالغة 34 في المائة التي أعلن عنها الأسبوع الماضي. وقد أشار الرئيس إلى انفتاحه على المفاوضات بشأن بعض جوانب سياسته.

في غضون ذلك، نشر ماسك مقطع فيديو على موقع «إكس»؛ الذي يملكه، مظهراً الاقتصادي المحافظ الراحل ميلتون فريدمان يتحدث عن فوائد التعاون التجاري الدولي - «التحكم غير الشخصي في الأسعار»، كما وصفها - مُفصّلاً مصادر المواد التي تدخل في صناعة قلم رصاص خشبي بسيط.

يُمثل عدم اتفاق ماسك مع ترمب بشأن أولوية إدارية بارزة أبرز خلاف بين الرئيس وأحد مستشاريه الأساسيين، الذي أنفق نحو 290 مليون دولار لدعمه وجمهوريين آخرين في انتخابات العام الماضي، ويقود جهود وزارة الكفاءة الحكومية. كما اختلف ماسك مع أعضاء آخرين في ائتلاف ترمب بشأن قضايا مثل تأشيرات «إتش وَن بي (H1-B)» للمهاجرين المَهَرة، ونهج الوزارة في الإنفاق الحكومي.

ويوم السبت، استهدف ماسك المسؤول في الإدارة الذي لعب دوراً رئيسياً في تطوير خطط التعريفات الجمركية، مستشار البيت الأبيض للتجارة، بيتر نافارو. وكتب الملياردير: «إن الحصول على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد أمرٌ سيئ، وليس أمراً جيداً».

وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، في بيان: «لقد شكّل الرئيس فريقاً متميزاً من الأفراد الموهوبين وذوي الخبرة العالية الذين يطرحون أفكاراً مختلفة، مدركين أن الرئيس ترمب هو صانع القرار النهائي». وأضافت: «عندما يتخذ قراراً، يسلك الجميع اتجاهاً واحد لتنفيذه. ولهذا السبب؛ أنجزت هذه الإدارة في شهرين أكثر مما أنجزته الإدارة السابقة في 4 سنوات».

وفي مقابلة مع نائب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو سالفيني، خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال ماسك أيضاً إنه يود رؤية «منطقة تجارة حرة» بين أوروبا والولايات المتحدة: «في نهاية المطاف؛ آمل أن يُتفق على أن كلاً من أوروبا والولايات المتحدة يجب أن تتجها، من وجهة نظري، نحو وضع خالٍ من التعريفات الجمركية».

كما صرّح ماسك بأنه يود أن يتمتع الناس بحرية أكبر في التنقل بين دول أوروبا والولايات المتحدة والعمل في أيٍّ منهما؛ «إذا رغبوا في ذلك». وقال: «هذه بالتأكيد نصيحتي للرئيس».

لطالما رأى ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات الكهربائية «تسلا»، أن الرسوم الجمركية تضر بأهداف أعمال الشركة التي تُعَدّ كل من الولايات المتحدة والصين مركزين رئيسيين لها للتصنيع والاستهلاك. إلا إن محللين يرون أن شركات تصنيع السيارات الأخرى ستتضرر أكثر على الأرجح من الرسوم الجمركية الجديدة.

لكن ماسك عارض الرسوم الجمركية منذ ولاية ترمب الأولى على الأقل، عندما رفعت «تسلا» دعوى قضائية سعياً لإلغاء الضريبة على وارداتها من الصين إلى الولايات المتحدة.

وقال شخصان مطلعان على الأمر إن كثيراً من قادة الأعمال والتكنولوجيا الذين دعموا ترشح ترمب صُدموا بقرار الرئيس المضي قدماً في فرض مثل هذه التعريفات الجمركية الباهظة، كما شعروا بخيبة أمل مماثلة لعدم قدرتهم على ممارسة مزيد من التأثير على السياسة.

ونشر المستثمر جو لونسديل، وهو أحد أصدقاء ماسك، على موقع «إكس» أنه جادل «الأصدقاء في الإدارة» في الأيام الأخيرة بأن التعريفات الجمركية ستضر بالشركات الأميركية أكثر من الشركات الصينية.

وأغلق سهم «تسلا» عند 233.29 دولار أميركي للسهم يوم الاثنين، بانخفاض تجاوز 2.5 في المائة. وحتى الآن هذا العام فَقَدَ السهم أكثر من 38 في المائة من قيمته.