الأمم المتحدة: نصف اليمنيين على قيد الحياة بفضل المساعدات

أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 300 %

الحرب التي أشعلها الحوثيون تسببت في تدمير اقتصاد البلد ونظامه الصحي وبنيته التحتية (إعلام محلي)
الحرب التي أشعلها الحوثيون تسببت في تدمير اقتصاد البلد ونظامه الصحي وبنيته التحتية (إعلام محلي)
TT
20

الأمم المتحدة: نصف اليمنيين على قيد الحياة بفضل المساعدات

الحرب التي أشعلها الحوثيون تسببت في تدمير اقتصاد البلد ونظامه الصحي وبنيته التحتية (إعلام محلي)
الحرب التي أشعلها الحوثيون تسببت في تدمير اقتصاد البلد ونظامه الصحي وبنيته التحتية (إعلام محلي)

مع دخول الصراع في اليمن، الذي فجّره انقلاب الجماعة الحوثية على الحكومة الشرعية، عامه الحادي عشر، نبَّهت الأمم المتحدة إلى أن نصف سكان هذا البلد يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، محذرة من أن جيلاً كاملاً يكافح وسط أسوأ أزمة إنسانية، حيث ارتفعت أسعار السلع الغذائية بنسبة 300 في المائة.

وذكر ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في اليمن، بيتر هوكينز، أن الصراع في اليمن وصل إلى مرحلة مأساوية، وقال: «هناك أكثر من عقد من الحرب المستمرة إلى حد كبير، مع فترات قصيرة وهشة من انخفاض الأعمال العدائية؛ ما أدى إلى سرقة الطفولة، وتحطيم المستقبل، وترك جيل كامل يكافح من أجل البقاء».

وبحسب المسؤول الأممي، فإنه يرفع أصوات ملايين الأطفال المحاصرين في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية الممتدة في العالم - وهي أزمة تتسم بالجوع والحرمان، مع تصعيد مقلق حالياً.

وقال هوكينز إن طفلاً من كل طفلين في اليمن دون سن الخامسة يعاني سوء التغذية الحاد، ومن بينهم أكثر من 537 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي حالة «مؤلمة ومهددة للحياة»، ويمكن الوقاية منها تماماً.

600 ألف طفل يعانون سوء التغذية (الأمم المتحدة)
600 ألف طفل يعانون سوء التغذية (الأمم المتحدة)

ووفق المنظمة المعنية بالطفولة، فإن سوء التغذية يضعف جهاز المناعة، ويُعيق النمو، ويحرم الأطفال من إمكاناتهم. وإن الأزمة في اليمن لا تقتصر على الجانب الصحي فحسب، بل إن سوء التغذية يُمثل حكماً بالإعدام على الآلاف. وبينت أن ما يثير القلق هو وجود 1.4 مليون امرأة حامل ومرضعة تعاني سوء التغذية؛ ما يؤدي إلى استمرار حلقة مفرغة من المعاناة بين الأجيال.

وفي تقرير المنظمة عن وضع الطفولة، قالت إن هذه «الكارثة» ليست طبيعية، حيث أدى أكثر من عقد من الصراع إلى تدمير اقتصاد البلد ونظامه الصحي وبنيته التحتية، وإنه وحتى خلال فترات انخفاض العنف، ظلت العواقب الهيكلية للصراع - وخاصة على الأطفال - وخيمة.

وفي حين يعتمد أكثر من نصف السكان على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة - بحسب التقرير - ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 300 في المائة منذ عام 2015، كما أن المواني والطرق الحيوية - شرايين الحياة للغذاء والدواء - متضررة أو محاصرة.

جهود للمساعدة

على الرغم من هذه الظروف التشغيلية الصعبة للغاية والخطيرة في كثير من الأحيان، أكدت «يونيسف» أنها موجودة في اليمن على الأرض، وتعمل على تقديم الخدمات للأطفال. وأنها خلال هذا العام ستواصل دعم 3200 مرفق صحي، وعلاج 600 ألف طفل يعانون سوء التغذية، و70 فريقاً متنقلاً، و42 ألف عامل صحي مجتمعي، و27 مركزاً للتغذية العلاجية.

لكن (يونيسف) ذكرت أنه ولكي يستمر هذا الجهد، فإنها في حاجة إلى تمويل مستدام، وإلا، فإن 7.6 مليون شخص في اليمن معرّضون لخطر عدم الحصول على الرعاية الصحية الأولية؛ لأن النداء الذي أطلقته المنظمة للعام الحالي لم يُمول سوى بـ25 في المائة، وحذرت من أنه ومن دون موارد عاجلة، لن تتمكن من مواصلة تقديم حتى الحد الأدنى من الخدمات التي تستطيع تقديمها في ظل الاحتياجات المتزايدة.

الفرق الطبية المتنقلة لعبت دوراً حيوياً في علاج سوء التغذية (الأمم المتحدة)
الفرق الطبية المتنقلة لعبت دوراً حيوياً في علاج سوء التغذية (الأمم المتحدة)

وجزمت المنظمة الأممية بأن قدرتها على مواصلة الدعم يعتمد على تمويل خطة الاستجابة بالكامل، حيث تحتاج المنظمة إلى 157 مليون دولار إضافية لتغطية الاستجابة خلال العام الحالي.

وأكدت الحاجة إلى استثمار مستدام في مكافحة جميع أشكال سوء التغذية والأمراض ونقص التعليم وأشكال المعاناة الأخرى التي يضطر الأطفال في اليمن إلى تحملها.

ودعت «يونيسف» في تقريرها جميع أطراف النزاع في اليمن إلى السماح بإيصال المساعدات دون عوائق، وتمكين العاملين في المجال الإنساني من القيام بما يجيدونه من إنقاذ للأرواح.

الحاجة للسلام

في حين دعت «يونيسف» إلى إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني المعتقلين لدى الحوثيين منذ نحو عشرة أشهر، قالت إن الأهم من ذلك هو وقف الحرب.

وأكدت في تقريرها أن أطفال اليمن لا يستطيعون الانتظار عقداً آخر، وأنهم في حاجة إلى السلام والعدالة. لأن النزاع المطول، والأزمة الاقتصادية، وانهيار النظام الصحي، يعرض المزيد من الأطفال للمرض والضعف.

جيل كامل من اليمنيين يكافح للبقاء على قيد الحياة (الأمم المتحدة)
جيل كامل من اليمنيين يكافح للبقاء على قيد الحياة (الأمم المتحدة)

وأوضحت أن ما يقرب من نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون التقزم، نتيجة لنقص التغذية المزمن أو المتكرر، والذي يرتبط عادة بالفقر، وسوء صحة الأم وتغذيتها، والمرض المتكرر، أو الطعام والرعاية غير الملائمين في وقت مبكر من حياة الطفل.

ونبَّه التقرير إلى أن التقزم يمنع الأطفال من الوصول إلى إمكاناتهم البدنية والإدراكية، وبالتالي فإنهم سيعانون تأخر النمو الإدراكي، ومشاكل في المهارات الحركية الدقيقة، وفي فهم ما يقوله الآخرون، وصعوبة في حل المشكلات، وتأخر في تعلم المهارات الاجتماعية، ومشاكل في النطق أو تأخر في القدرة على الكلام.

وشددت «يونيسف» على الحاجة إلى تعزيز جهود التغذية الوقائية، والترويج بشكل أفضل للرضاعة الطبيعية؛ لأن الكثير من النساء والأطفال يفتقدون القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية؛ ما يسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز التوعية والخدمات المجتمعية.


مقالات ذات صلة

حملة ترمب ضد الحوثيين تشتد... وأعنف الضربات في صعدة وصنعاء

العالم العربي مقاتلة أميركية تنطلق من على متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

حملة ترمب ضد الحوثيين تشتد... وأعنف الضربات في صعدة وصنعاء

اشتدَّت الحملة الأميركية التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب ضد الحوثيين في أسبوعها الثالث؛ وتركزت أحدث الضربات الليلية على صعدة وصنعاء، وصولاً إلى جزيرة كمران.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي طفلة يمنية تشتري دمية من متجر ألعاب أطفال قبيل عيد الفطر (رويترز)

تبعات التصعيد الحوثي تحرم سكان صنعاء من البهجة بالعيد

استقبل سكان العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء عيد الفطر وسط أوضاع سيئة، جعلت أغلبيتهم يفضلون البقاء مع عائلاتهم، جرَّاء الفقر والتصعيد الحوثي والضربات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي المنظمات الإغاثية تواجه طلبات زائدة للمساعدات في مواقع النزوح (الأمم المتحدة)

تحذير دولي من خطر تدنّي تمويل الاستجابة الإنسانية في اليمن

كشفت بيانات إغاثية أن اليمن الذي أنهى عشر سنوات من الحرب التي أشعلها الحوثيون سيواجه تحديات غير مسبوقة خلال هذا العام بسبب نقص تمويل الاستجابة الإنسانية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)

ضربات أميركية ليلية تستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء وحجة

ضربت غارات أميركية مواقع للحوثيين في صنعاء وحجة ليل الأحد- الإثنين، استمراراً للحملة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب ضد الجماعة التي هددت بالمزيد من التصعيد.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي محلات بيع أدوات إنتاج الطاقة الشمسية انتشرت في اليمن منذ بداية سنوات الحرب (رويترز)

12 % من اليمنيين فقط يعتمدون على الكهرباء العمومية

أكد تقرير دولي أن 76 في المائة من اليمنيين حصلوا في 2022 على الكهرباء، لكن لم يعتمد سوى 12 في المائة منهم على الكهرباء من الشبكة العمومية.

محمد ناصر (تعز)

الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات «ترومان» للمرة الثالثة

سفن حربية أميركية توجه ضربات نحو مواقع حوثية في اليمن (أرشيفية - رويترز)
سفن حربية أميركية توجه ضربات نحو مواقع حوثية في اليمن (أرشيفية - رويترز)
TT
20

الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات «ترومان» للمرة الثالثة

سفن حربية أميركية توجه ضربات نحو مواقع حوثية في اليمن (أرشيفية - رويترز)
سفن حربية أميركية توجه ضربات نحو مواقع حوثية في اليمن (أرشيفية - رويترز)

أعلنت جماعة الحوثي، فجر اليوم الأربعاء استهداف حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» في البحر الأحمر وقطع بحرية «معادية»، بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة.

وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان «استهدفنا بالصواريخ والطائرات المسيرة القطع الحربية المعادية في البحر الأحمر وعلى رأسها حاملة الطائرات الأميركية ترومان». وأضاف أن هذا الاشتباك مع القطع الحربية «المعادية» هو الثالث خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأكد سريع أن العمليات «ستستمر بوتيرة متصاعدة ضد العدو الأميركي باستهداف قطعه الحربية في منطقة العمليات المعلن عنها». وقال «تهدف عملياتنا إلى إيقاف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ولن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها».

وفي 11 آذار (مارس) الماضي، أعلن الحوثيون استئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، «مساندة لغزة» عقب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل.