مصر: نمو الناتج المحلي الإجمالي 4.3 % في الربع الثاني من العام المالي الجاري

بنايات تحت الإنشاء بوسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبدالفتاح فرج)
بنايات تحت الإنشاء بوسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبدالفتاح فرج)
TT
20

مصر: نمو الناتج المحلي الإجمالي 4.3 % في الربع الثاني من العام المالي الجاري

بنايات تحت الإنشاء بوسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبدالفتاح فرج)
بنايات تحت الإنشاء بوسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبدالفتاح فرج)

ارتفع نمو الناتج المحلي الإجمالي في مصر إلى 4.3 في المائة خلال الربع الثاني من السنة المالية 2024-2025 مقابل 2.3 في المائة في الربع المماثل من العام السابق.

وقالت وزارة التخطيط المصرية، الأربعاء، في بيان صحافي، إن هذا النمو يرجع إلى «تبني الحكومة سياسات واضحة من أجل ترسيخ استقرار الاقتصاد الكلي إلى جانب تعزيز حوكمة الإنفاق الاستثماري».

وبشأن استثمارات القطاع الخاص، ذكرت الوزارة أن الاستثمارات الخاصة تجاوزت الاستثمارات العامة في الربع الثاني وتخطت مساهمتها 50 في المائة من إجمالي الاستثمارات، فيما انخفضت نسبة الاستثمار العام إلى أقل من 40 في المائة، مما يعكس استمرار التحول في هيكل الاستثمار في مصر.

وأكدت وزيرة التخطيط المصرية رانيا المشاط، في هذا الصدد، أن «القطاع الخاص يقوم بدورٍ محوري في قيادة عملية التنمية، حيث ارتفعت استثماراته بنسبة 35.4 في المائة خلال الربع الثاني، متجاوزةً الاستثمارات العامة للربع الثاني على التوالي، مما يؤكد فاعلية السياسات التي تستهدف تمكين القطاع الخاص وتعزيز مشاركته في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وحوكمة الاستثمارات العامة لإفساح المجال للاستثمارات المحلية والأجنبية»، موضحةً أن تلك المؤشرات تحققت رغم استمرار التوترات الجيوسياسية والتحديات العالمية، وانكماش عدد من القطاعات الرئيسية مثل قناة السويس والاستخراجات.

وتلقى النمو دعماً من عدة قطاعات، بما في ذلك نشاط الصناعات التحويلية غير النفطية الذي ارتفع 17.74 في المائة، ونشاط السياحة الذي زاد 18 في المائة. وتبدأ السنة المالية في مصر في الأول من يوليو (تموز).

وانكمش نشاط بعض القطاعات في الربع الثاني من السنة المالية 2024-2025، مثل نشاط قناة السويس الذي انخفض 70 في المائة «نتيجة للتوترات الجيوسياسية في منطقة باب المندب».

وتراجع نمو نشاط الاستخراجات 9.2 في المائة على خلفية انخفاض نشاط استخراج النفط 7.5 في المائة، ونشاط الغاز 19.6 في المائة.

وقالت المشاط إن «استمرار تعافي النمو الاقتصادي ليسجل 4.3 في المائة في الربع الثاني من 2025-2024، (يأتي) بدعم من استقرار الاقتصاد الكلي مقابل 2.3 في المائة في الفترة المقابلة». ولفتت إلى أن «السياسات التصحيحية المالية والنقدية التي نفَّذتها الحكومة وخفض الاستثمارات العامة، رسَّخت استقرار الاقتصاد الكلي وعززت تعافي النمو»

وأشارت الوزيرة إلى الأداء القوي للصناعات التحويلية غير البترولية وقطاعات السياحة والاتصالات، مؤكدةً: «ماضون في تحويل هيكل الاقتصاد المصري نحو القطاعات القابلة للتبادل التجاري والتصنيع».

وقادت الصناعات التحويلية غير البترولية النمو الاقتصادي بمعدل 17.74 في المائة، مقابل 11.56 في المائة انكماشاً في الفترة المقابلة، «بدعم زيادة الإنتاج وتسهيلات الإفراج الجمركي».

وتوقعت آفاقاً مستقبلية «إيجابية لنمو الناتج المحلي الإجمالي بدعم استقرار الاقتصاد الكلي والإصلاحات الهيكلية، وتنويع هيكل الاقتصاد المصري».


مقالات ذات صلة

الجنيه المصري يواصل تراجعه ويسجل 51.72 أمام الدولار

الاقتصاد أوراق نقدية من فئة الجنيه المصري والدولار الأميركي (أ.ف.ب)

الجنيه المصري يواصل تراجعه ويسجل 51.72 أمام الدولار

واصل الجنيه المصري تراجعه أمام الدولار الأميركي، خلال تعاملات يوم الاثنين، ليصل إلى مستوى قياسي منخفض جديد بلغ 51.72.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد صورة مكبَّرة للدولار الأميركي على واجهة مكتب صرافة بوسط القاهرة (رويترز)

الجنيه المصري في أدنى مستوياته بسبب صدمة ترمب

تراجعت قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأميركي، خلال تعاملات الأحد، بنسبة تتخطى 1.34 في المائة، ليصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند 51.19، حسب البنك المركزي.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد فنادق وبنوك ومكاتب على نهر النيل في القاهرة (رويترز)

ارتفاع صافي الأصول الأجنبية في مصر خلال فبراير

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن صافي الأصول الأجنبية في البلاد ارتفع 1.48 مليار دولار في فبراير، وهي الزيادة الثانية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد خط سكة حديد وحاويات في ميناء أكتوبر الجاف (رئاسة مجلس الوزراء المصري)

وزارة النقل المصرية تطرح 4 موانئ جافة للاستثمار

أعلنت وزارة النقل المصرية، ممثلةً في الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، طرح 4 موانئ جافة أمام المستثمرين ورجال الأعمال والمصدرين والمنتجين كافة، للاستثمار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حاويات تعبر قناة السويس (رويترز)

مصر تشدد على ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر

دعت مصر إلى ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إن «بلاده تكبدت خسائر اقتصادية كبيرة»، بسبب التوترات الأمنية.

أحمد إمبابي (القاهرة )

ترمب: الصين كانت ستوافق على صفقة «تيك توك» لولا الرسوم

شعار «تيك توك» على هاتف ذكي.... وفي الخلفية عَلَمَا أميركا والصين (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» على هاتف ذكي.... وفي الخلفية عَلَمَا أميركا والصين (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب: الصين كانت ستوافق على صفقة «تيك توك» لولا الرسوم

شعار «تيك توك» على هاتف ذكي.... وفي الخلفية عَلَمَا أميركا والصين (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» على هاتف ذكي.... وفي الخلفية عَلَمَا أميركا والصين (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مساء الأحد، أن الصين كانت ستوافق على صفقة لبيع «تيك توك» لولا الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على بكين الأسبوع الماضي.

وقال ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»: «لو كنت قد منحتهم خفضاً صغيراً في الرسوم الجمركية، لكانوا قد وافقوا على الاتفاق في 15 دقيقة. هذا يظهر لكم قوة الرسوم الجمركية، أليس كذلك؟».

وتواجه منصة مشاركة مقاطع الفيديو القصيرة التي تقول إن لديها نحو 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، خطر الحظر في أميركا لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأميركي، على خلفية سِرية البيانات التي تجمعها من مستخدميها. ولا يزال مصير التطبيق المحبب لدى الشباب في الولايات المتحدة غير مؤكد.

ووقّع الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، قانوناً اعتمدته غالبية ساحقة في الكونغرس، وصدر في عام 2024، لإجبار «بايت دانس» على بيع التطبيق تحت طائلة الحظر على الأراضي الأميركية، وقد دخل حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي؛ أي عشية تنصيب دونالد ترمب.

ومع توليه الرئاسة في 20 يناير، جمّد ترمب العمل بالقانون ومنح «بايت دانس» مهلة 75 يوماً، قابلة للتمديد، لبيع أنشطتها الأميركية، وانقضت هذه المهلة في 5 أبريل (نيسان) الحالي. وقد أرجئ الآن الموعد النهائي إلى 19 يونيو (حزيران) المقبل.

وحذرت المجموعة الصينية، الجمعة، بأن «قضايا رئيسية لا تزال بحاجة إلى حل»، مؤكدةً بذلك حدوث مناقشات، لكنها أشارت إلى أن أي صفقة يجب أن «يوافَق عليها وفقاً للقانون الصيني».

وتتناقض هذه اللهجة مع تصريحات ترمب ونائبه جي دي فانس اللذين كانا قد أكدا مراراً في الأيام الأخيرة أنه سيُتوصل إلى اتفاق نهائي قبل الموعد النهائي في 5 أبريل الحالي.

ومن جهة أخرى، صرّح متحدثٌ باسم وزارة الخارجية الصينية، يوم الاثنين، بأنّ التهديدات والضغوط ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين، وذلك بعد وصفه «الرسوم الجمركية» التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ«التَّنَمُّرية».

وقال المتحدث باسم الوزارة، لين جيان، في مؤتمر صحافي دوري إنّ هذه الرسوم «نموذجٌ للأحادية والحمائية والتنمر الاقتصادي». وأضاف أنّ الرسوم الجمركية الأميركية التي تفرضها باسم «المعاملة بالمثل» لا تخدم سوى مصالحها الخاصة على حساب الدول الأخرى.

وفي الأسبوع الماضي، فرض ترمب رسوماً جمركية إضافية بنسبة 34 في المائة على السلع الصينية، في جزء من الرسوم الباهظة المفروضة على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين، ليصل إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة على الصين هذا العام إلى 54 في المائة. وردّت الصين بسلسلة من الإجراءات المضادة.

وأحال لين مسألة ما إذا كانت الصين ستشارك في مفاوضات مع الولايات المتحدة إلى هيئات أخرى. يُذكر أن موظفي الجمارك الأميركية يُحصّلون منذ يوم السبت الرسوم الجمركية الأحادية التي فرضها ترمب بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات من كثير من الدول.

وقال لين: «إن إساءة استخدام الولايات المتحدة الرسوم الجمركية تُعادل حرمان الدول، خصوصاً دول الجنوب العالمي، من حقها في التنمية»، مُشيراً إلى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في كل دولة، ومعاناة الدول الأقل نمواً من تأثير أكبر. وأضاف أنه ينبغي على جميع الدول «التمسك بالتشاور، والبناء المشترك، والتشارك، والتعددية الحقيقية».

وسترفع الصين الرسوم الجمركية المتبادلة بينها وبين أميركا، بوصفها «مصدر قلق تجاري جديداً» في اجتماع منظمة التجارة العالمية يوم 9 أبريل الحالي، وفقاً لوثيقة صادرة عن المنظمة، مما عَدّته مصادر تجارية خطوة نحو بناء تحالف أوسع لمعارضتها.

وقدمت الصين بالفعل شكوى رسمية إلى هيئة الرقابة التي تتخذ من جنيف مقراً لها. كما حثّ لين الدول على «التعاون في معارضة جميع أشكال الأحادية والحمائية، وحماية النظام الدولي ونظام التجارة متعدد الأطراف، وفقاً لقيم الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، على التوالي».