كيف يحسن الضوء الأزرق الصباحي نوم كبار السن ونشاطهم اليومي؟

النشاط الاجتماعي يؤخر إصابة كبار السن بالخرف لمدة 5 سنوات (أرشيفية - رويترز)
النشاط الاجتماعي يؤخر إصابة كبار السن بالخرف لمدة 5 سنوات (أرشيفية - رويترز)
TT
20

كيف يحسن الضوء الأزرق الصباحي نوم كبار السن ونشاطهم اليومي؟

النشاط الاجتماعي يؤخر إصابة كبار السن بالخرف لمدة 5 سنوات (أرشيفية - رويترز)
النشاط الاجتماعي يؤخر إصابة كبار السن بالخرف لمدة 5 سنوات (أرشيفية - رويترز)

تزداد صعوبة الحصول على نوم هانئ ليلاً، والشعور بالراحة التامة في اليوم التالي مع التقدم ​​في السن.

ويقول موقع «كونفرزيشن» إن كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فأكثر عادةً ما يكون نومهم أقل عمقاً ويستيقظون كثيراً في الليل، كما أنهم ينامون فترات أقصر، ويستيقظون مبكراً في الصباح ويشعرون بالنعاس خلال النهار.

ويلعب الضوء، خصوصاً الضوء المُعزز باللون الأزرق الذي يحتوي على كمية أكبر من الألوان الزرقاء، مثل ضوء منتصف النهار، دوراً مهماً في جودة نومنا، وذلك لأن توقيت نومنا وجودته يتأثران بساعة أجسامنا الداخلية في الدماغ التي تعرف بالساعة البيولوجية التي تعتمد على الضوء والظلام للبقاء متزامنين مع البيئة الخارجية.

كبار السن الذين يأخذون قيلولة مفرطة في النهار دون سبب واضح قد يعانون مشاكل صحية كامنة كانقطاع النفس النومي أو علامات مبكرة على التدهور المعرفي (متداولة)
كبار السن الذين يأخذون قيلولة مفرطة في النهار دون سبب واضح قد يعانون مشاكل صحية كامنة كانقطاع النفس النومي أو علامات مبكرة على التدهور المعرفي (متداولة)

وأضاف أن البشر يمتلكون مستقبلات ضوئية متخصصة، وهي خلايا استشعار الضوء على شبكية العين في الجزء الخلفي من العين شديدة الحساسية للضوء الأزرق، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أننا تطورنا لنرى السماء الزرقاء الساطعة الطبيعية خلال النهار، بدلاً من الأضواء الكهربائية الداخلية في الليل التي تكون أقل سطوعاً بكثير أو زرقاء، ولكن مع تقدمنا ​​في العمر، تتغير أعيننا: تصبح العدسة أكثر سمكاً واصفراراً، ويقل حجم بؤبؤ العين وعدد المستقبلات الضوئية، وبالتالي يصل ضوء أقل إلى الساعة البيولوجية في دماغنا، مما يُصعّب ضبط وتنظيم دورات النوم والاستيقاظ.

ولفت إلى أن الضوء الكهربائي والشاشات الساطعة تخدع ساعتنا البيولوجية وتجعلها تعتقد أنها لا تزال ترى ضوء النهار، ويُسهم الضوء الساطع في الليل بشكل أكبر في حدوث اضطرابات في نظامنا اليومي ونوعية النوم وتوقيته.

وقال إن هناك دراسةً نشرت في مجلة «جيرو ساينس» خلصت إلى أن تحسين الإضاءة الداخلية يمكن أن يُوفر حلاً أسهل وبتكلفة معقولة وبدون أدوية لهذه المشاكل.

البقاء مستيقظاً

واعتمدت الدراسة على مشاركة عدد من كبار السن (فوق 60 عاماً) الذين يعانون من مشاكل في النوم، وطلب منهم اتباع روتين علاج بالضوء، حيث قاموا بتعريض أنفسهم للضوء الأزرق في المنزل، من خلال الجلوس أمام صناديق ضوئية، وأمضوا ساعتين كل صباح ومساء معرضين إما للضوء الأزرق المُعزز أو الضوء الأبيض العادي أثناء ممارستهم أنشطتهم المعتادة، مثل القراءة أو مشاهدة التلفزيون، وارتدوا أجهزة تتبع على معاصمهم لقياس مستويات نشاطهم وأنماط نومهم.

ووجد أن الأشخاص الذين تعرضوا لساعات أطول من الضوء الأزرق في الصباح حصلوا على نوم أفضل ونشاط يومي أكثر استقراراً، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تحسن تزامن ساعتهم البيولوجية مع البيئة الخارجية.

وحسب الموقع، تُعد النتائج مثيرةً للاهتمام بشكل خاص، لأنه على الرغم من الاختلافات بين المشاركين، حيث بدأ الأشخاص الصباحيون العلاج بالضوء بشكل طبيعي في وقت مبكر، بينما أرجأه الأشخاص الليليون فإنها تتوافق مع نتائج الدراسات المختبرية، مما يُسلط الضوء على الإمكانات الواقعية لتدخلات الضوء المنزلية لتحسين النوم.

للضوء الساطع فوائده (جامعة تيمبل)
للضوء الساطع فوائده (جامعة تيمبل)

كما وجدت أن أولئك الذين قضوا وقتاً أطول في الهواء الطلق تحت ضوء النهار الطبيعي كانوا أكثر نشاطاً خلال النهار وناموا في وقت مبكر.

وقد يعود ذلك إلى أن الضوء الساطع يُبقينا متيقظين خلال النهار، مما يجعلنا أكثر تعباً بشكل طبيعي بحلول وقت النوم.

الضوء والظلام

لا يقتصر التعرّض الجيد للضوء على الضوء الساطع في الصباح فحسب، بل يشمل أيضاً الحصول على ما يكفي من الظلام ليلاً.

أظهرت الدراسة أن من قضوا وقتاً أطول في التعرض للضوء في المساء، سواءً كان أزرق أو أبيض، عانوا في الواقع من تدهور في النوم، واستغرقوا وقتاً أطول للنوم، وقضوا ليالي أكثر إرهاقاً.

ويمكن تفسير ذلك بالتأثيرات المنشطة للضوء وتثبيط هرمون الليل، الميلاتونين، الذي يمكن أن يؤخر عملية الاسترخاء الطبيعية في الجسم.

ولفت الموقع إلى أن مشكلات النوم ليست مُحبطة فحسب، بل قد تؤدي أيضاً إلى مشكلات صحية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري، والاكتئاب والقلق، والتدهور المعرفي، وانخفاض الإنتاجية.

وتابع أنه في حين أننا لا نستطيع حل العديد من مشكلات النوم التي تُصيب الناس، يُمكننا تقديم حل مُحتمل للبعض: التعرض لمزيد من ضوء الصباح - بفتح الستائر، أو الخروج للتنزه، أو حتى استخدام مصدر ضوء ساطع مُعزز باللون الأزرق في الداخل.


مقالات ذات صلة

هل تعاني من ارتفاع مستمر في مستويات الكورتيزول؟ 5 طرق لمحاربة ذلك

صحتك قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)

هل تعاني من ارتفاع مستمر في مستويات الكورتيزول؟ 5 طرق لمحاربة ذلك

إذا كانت مستويات الكورتيزول لديك مرتفعة باستمرار، فلا تعتبر ذلك أمراً طبيعياً، بل عليك اتخاذ بعض الخطوات للسيطرة عليها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)

ابتكار طلاء قاتل لفيروسات الإنفلونزا و«كورونا»

طوّر علماء بكلية الصيدلة بجامعة نوتنغهام الإنجليزية منتجاً جديداً من الراتنج الذي يستخدم في عمليات طلاء مجموعة متنوعة من الأسطح للقضاء على البكتيريا

صحتك يستخدم الباحثون أساليب مبتكرة لدراسة دور خصائص البروتين الدهني عالي الكثافة في صحة القلب (شترستوك)

عندما يصبح الكوليسترول الجيد... ضارّاً

وجد باحثون أن بعض مكونات الكوليسترول «الجيد» أو البروتينات الدهنية عالية الكثافة قد تكون سبباً لزيادة انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
صحتك التستوستيرون هو هرمون جنسي ويُعدّ هرمون الذكورة الرئيسي لدى الرجل (أ.ب)

منها ضعف التركيز... 6 علامات لانخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجال

قصور الغدد التناسلية، كما يُعرف أيضاً بنقص هرمون التستوستيرون (TD)، هو مشكلة قد تصيب الكثير من الرجال في مرحلة ما من حياتهم، من دون أن يدركوا الأمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق  مركبات PFAS تنتشر في كل مكان لدرجة أنه لا توجد طريقة لتجنبها تمامًا (إ.ب.أ)

بسبب مضارها المحتملة... كيف تقلّل من تعرضك لـ«المواد الكيميائية الدائمة»؟

يستخدم المصنّعون «PFAS» وهي فئة تضم نحو 15 ألف مادة كيميائية على نطاق واسع في منتجاتهم لخصائصها المقاومة للالتصاق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل تعاني من ارتفاع مستمر في مستويات الكورتيزول؟ 5 طرق لمحاربة ذلك

قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)
قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)
TT
20

هل تعاني من ارتفاع مستمر في مستويات الكورتيزول؟ 5 طرق لمحاربة ذلك

قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)
قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)

إذا كانت مستويات الكورتيزول لديك مرتفعة باستمرار، فلا تعتبر ذلك أمراً طبيعياً، بل عليك اتخاذ بعض الخطوات للسيطرة عليها، حيث إن تكرار الارتفاع يومياً قد يُسبب القلق والتوتر ومشاكل نفسية أخرى. يمكنك البدء بتحسين جودة نومك، لأن قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول. أضف أنشطة مُهدئة كالتأمل أو التنفس العميق إلى روتينك اليومي، وتناول وجبات متوازنة غنية بالبروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات المُعقدة للحفاظ على مستوى السكر في الدم.

وهنا، يمكنك الاطلاع على تفاصيل 5 خطوات لمحاربة هذه الحالة:

الاهتمام بنومك

تعتبر قلة النوم من أبرز محفزات ارتفاع مستوى الكورتيزول. احرص على الحصول على 7-9 ساعات من النوم المتواصل والمريح. حدّد موعداً منتظماً للنوم، وقلل من وقت استخدامك للشاشات قبل النوم، واتبع روتيناً هادئاً يُشير إلى أن جسمك أصبح جاهزاً للاسترخاء.

ممارسة أنشطة مهدئة

مارس بانتظام أنشطة تُنشّط جهازك العصبي الباراسمبثاوي - وضع «الراحة والهضم». التأمل، والتنفس العميق، وتدوين اليوميات، والتمدد، وقضاء الوقت في الطبيعة، كلها طرق بسيطة لكنها فعّالة لخفض مستوى الكورتيزول وتهدئة عقلك.

تناول الوجبات الغذائية

ارتفاع وانخفاض سكر الدم قد يرفع مستوى الكورتيزول. تناول وجبات غنية بالبروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة بانتظام. تجنب تخطي الوجبات، وقلل من تناول الكافيين والسكر والأطعمة المصنعة، لأنها قد تزيد من إجهاد جسمك.

ممارسة الرياضة

تساعد التمارين الرياضية على خفض مستوى الكورتيزول مع مرور الوقت، لكن الإفراط في التدريبات المكثفة قد يؤدي إلى نتائج عكسية. ركّز على حركات معتدلة وممتعة كالمشي، وتمارين القوة، واليوغا، والسباحة. استمع إلى جسمك وخصص أياماً للتعافي.

إدارة التوتر

غالباً ما ينشأ التوتر المزمن من الإفراط في الالتزام أو إرضاء الآخرين. تعلم كيف تحمي طاقتك بوضع حدود صحية في العمل والمنزل والعلاقات. قول «لا» هو شكل من أشكال العناية بالنفس ويساعد في تقليل الضغوطات غير الضرورية.