تباين أداء الأسهم الآسيوية وسط تراجع «وول ستريت» ومخاوف الأسواق

متداول عملات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» بمقر بنك هانا في سيول (أ.ب)
متداول عملات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» بمقر بنك هانا في سيول (أ.ب)
TT
20

تباين أداء الأسهم الآسيوية وسط تراجع «وول ستريت» ومخاوف الأسواق

متداول عملات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» بمقر بنك هانا في سيول (أ.ب)
متداول عملات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» بمقر بنك هانا في سيول (أ.ب)

شهدت الأسهم الآسيوية تبايناً في أدائها، الجمعة، متأثرةً بتراجع «وول ستريت» واستمرار حالة عدم اليقين التي أحدثها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وفي حين استقرت العقود الآجلة الأميركية نسبياً، سجلت أسعار النفط ارتفاعاً.

وواصلت الأسواق الصينية خسائرها لليوم الثاني على التوالي، حيث تراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 1.9 في المائة ليغلق عند 23.772.39 نقطة، بعد أن أبقت الصين على أسعار الفائدة الرئيسية للإقراض دون تغيير؛ ما دفع المستثمرين إلى بيع أسهم التكنولوجيا لجني الأرباح بعد مكاسبها الأخيرة. كذلك، انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.2 في المائة ليصل إلى 3.369.42 نقطة، وفق «رويترز».

وفي اليابان، انخفض مؤشر «نيكي 225» بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 37.677.06 نقطة، مع استئناف التداول بعد عطلة يوم الخميس. وجاء ذلك بعد إعلان الحكومة عن انخفاض معدل التضخم الأساسي بأقل من المتوقع، متأثراً بارتفاع أسعار الأرز نتيجة نقص الإمدادات.

أما في بقية الأسواق الآسيوية، فقد ارتفع مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 2.643.13 نقطة، كما صعد مؤشر «ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200» الأسترالي بنسبة 0.2 في المائة ليغلق عند 7.931.20 نقطة. وفي المقابل، حقق مؤشر بورصة «بانكوك» ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1 في المائة، بينما تراجع مؤشر «تايكس» التايواني بنسبة 0.8 في المائة.

«وول ستريت» تحت ضغط التقلبات

شهدت «وول ستريت» تقلبات حادة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تذبذبت أسعار الأسهم بفعل المخاوف بشأن تأثير السياسات التجارية لترمب على الاقتصاد. وانخفض الخميس مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة ليغلق عند 5.662.89 نقطة، بينما تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بأقل من 0.1 في المائة ليصل إلى 41.953.32 نقطة، وانخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 17.691.63 نقطة.

وتلقت الأسهم دفعة إيجابية الأربعاء بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي أكد على أن الاقتصاد لا يزال قوياً بما يكفي للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. وقد دعمت بيانات جديدة هذا الرأي، حيث أظهرت التقارير أن طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة جاءت أقل من توقعات الاقتصاديين، كما سجلت مبيعات المنازل القائمة نمواً يفوق التوقعات، وأظهر قطاع التصنيع في منطقة وسط المحيط الأطلسي أداءً أفضل من المتوقع.

مع ذلك، شدد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، على أن حالة عدم اليقين الشديدة تجعل من الصعب التنبؤ بالمسار المستقبلي للأسواق، ليس فقط بسبب الحرب التجارية، لكن أيضاً بسبب تأثير سياسات تقليص حجم الحكومة الفيدرالية.

أداء الشركات وتحركات الأسهم

شهدت سوق الأسهم الأميركية موجة تراجع تجاوزت 10 في المائة عن أعلى مستوياته الأخيرة، مع ارتفاع الأسعار بوتيرة أسرع من نمو أرباح الشركات؛ ما أثار مخاوف بشأن المبالغة في تقييم الأسهم.

في المقابل، ارتفعت أسهم مطاعم «داردن» بنسبة 5.8 في المائة بعد إعلانها عن أرباح متوافقة مع توقعات المحللين، رغم التحديات التي تواجهها الشركة المشغلة لسلاسل مثل «أوليف غاردن» و«روثز كريس ستيك هاوس».

وعلى الجانب الآخر، سجلت «أكسنتشر» إحدى أكبر الخسائر في السوق، حيث تراجع سهمها بنسبة 7.3 في المائة رغم تحقيقها أرباحاً وإيرادات أفضل من المتوقع. ويعود القلق إلى احتمال تأثر إيراداتها من الحكومة الأميركية، خصوصاً مع توجهات إيلون ماسك نحو خفض الإنفاق الفيدرالي؛ إذ شكلت العقود الحكومية 17 في المائة من إيرادات الشركة في أميركا الشمالية خلال العام المالي الماضي.

وفي أوروبا، انخفض مؤشر «فوتسي 100» البريطاني الخميس بنسبة 0.1 في المائة، بعد أن قرر بنك إنجلترا الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير.


مقالات ذات صلة

الأسهم الأميركية تسجل أسوأ ربع منذ 2022 مع ازدياد مخاوف الرسوم

الاقتصاد متداولون في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

الأسهم الأميركية تسجل أسوأ ربع منذ 2022 مع ازدياد مخاوف الرسوم

سجلت أسهم وول ستريت أسوأ أداء ربع سنوي لها منذ ما يقرب من 3 سنوات وسط مخاوف من أن تؤدي تعريفات دونالد ترمب إلى فترة من الركود التضخمي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شاشات تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب وسعر الصرف الأجنبي بين الدولار والوون الكوري الجنوبي (أ.ب)

ارتفاع الأسهم الآسيوية وانخفاض العملات مع اقتراب رسوم ترمب

تعافت أسواق الأسهم في تايلاند وتايوان وكوريا الجنوبية، يوم الثلاثاء، من أدنى مستوياتها في عدة أشهر التي سجلتها بالجلسة السابقة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد مؤشر داو جونز على شاشة بورصة نيويورك (أرشيفية - رويترز)

رسوم ترمب تهز العقود الآجلة للأسهم الأميركية

تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية يوم الاثنين، مع إحجام المستثمرين عن الأصول الخطرة وسط مخاوف متزايدة من خطط ترمب الجمركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أحد المشاة أمام لوحة إلكترونية تعرض الأرقام في بورصة طوكيو (أ.ف.ب)

أسواق الأسهم العالمية تتراجع مع اقتراب رسوم ترمب

تراجعت الأسواق العالمية، يوم الاثنين؛ بسبب مخاوف من تصاعد حرب تجارية عالمية قبل إعلان دونالد ترمب المتوقع عن حزمة من الرسوم الجمركية الإضافية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون من كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات في بنك هانا بسيول (إ.ب.أ)

تراجع الأسهم الآسيوية مع ازدياد المخاوف بشأن الركود بسبب رسوم ترمب

تراجعت أسواق الأسهم الآسيوية، يوم الاثنين، مع ابتعاد المتداولين عن الأصول الخطرة في الاقتصادات الناشئة المعتمدة على التجارة.

«الشرق الأوسط» (سيول)

العالم يترقب رسوم «يوم تحرير» أميركا


 ترمب  ينزل من طائرة الرئاسة في ويست بالم بيتش في فلوريدا (رويترز)
ترمب ينزل من طائرة الرئاسة في ويست بالم بيتش في فلوريدا (رويترز)
TT
20

العالم يترقب رسوم «يوم تحرير» أميركا


 ترمب  ينزل من طائرة الرئاسة في ويست بالم بيتش في فلوريدا (رويترز)
ترمب ينزل من طائرة الرئاسة في ويست بالم بيتش في فلوريدا (رويترز)

يُطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الأربعاء)، ما يبدو أنها أكبر سياسة تجارية له حتى الآن، وهي الرسوم الجمركية المتبادَلة، مسمياً هذا اليوم بأنه «يوم التحرير» للتجارة الأميركية.

ويترقب العالم هذا اليوم لمعرفة تفاصيل خطط ترمب التي سيكشف عنها في مؤتمر صحافي، اليوم، وفقاً للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت.

وفي وقت بقيت تفاصيل هذه الخطة غامضة، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن أن مسؤولين في إدارة ترمب وضعوا إطاراً لتطبيق رسوم جمركية بنسبة 20 في المائة على غالبية الواردات.

وحذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد السريع على رسوم ترمب. وقالت: «لا نرغب بالضرورة في الرد، لكن إذا لزم الأمر، فلدينا خطة محكمة للرد وسنستخدمها». وكانت أميركا قد استوردت من الاتحاد الأوروبي العام الماضي، بما قيمته 606 مليارات دولار، وصدّرت بضائع بقيمة 370 مليار دولار إلى الاتحاد.