استهدافات متبادلة للبنى التحتية الروسية والأوكرانية واتهامات لتعطيل مبادرات السلام

الكرملين يقول إن أوروبا تخطط لـ«العسكرة» تزامناً مع اجتماعٍ للقادة العسكريين في لندن

زيلينسكي خلال زيارته معهد تدريب عسكري متقدم في مدينة لفيف الأوكرانية (أ.ف.ب)
زيلينسكي خلال زيارته معهد تدريب عسكري متقدم في مدينة لفيف الأوكرانية (أ.ف.ب)
TT
20

استهدافات متبادلة للبنى التحتية الروسية والأوكرانية واتهامات لتعطيل مبادرات السلام

زيلينسكي خلال زيارته معهد تدريب عسكري متقدم في مدينة لفيف الأوكرانية (أ.ف.ب)
زيلينسكي خلال زيارته معهد تدريب عسكري متقدم في مدينة لفيف الأوكرانية (أ.ف.ب)

استمرت الهجمات المتبادلة بالمُسيَّرات ليلة الأربعاء - الخميس بين طرفي النزاع في الحرب الروسية - الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع، وأطلقت كل منهما الاتهامات باستهداف البنى التحتية للأخرى، لتعطيل مبادرات السلام.

واتفقت روسيا وأوكرانيا، بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على وقف الهجمات على منشآت الطاقة مؤقتاً، إلا أن تاريخ البدء الدقيق لا يزال غير واضح.

ويواجه كلا البلدين هجمات متكررة باستخدام الطائرات المُسيَّرة.

صورة وزّعتها وزارة الدفاع لمدينة سودجا في كورسك بعدما استعادتها قوات موسكو من أوكرانيا (أ.ب)
صورة وزّعتها وزارة الدفاع لمدينة سودجا في كورسك بعدما استعادتها قوات موسكو من أوكرانيا (أ.ب)

أفادت وكالة «سبوتنيك» للأنباء، الخميس، بأن وزارة الخارجية الروسية انتقدت الهجمات التي تشنها أوكرانيا على البنى التحتية الروسية، قائلةً إنها «استفزاز يهدف إلى تعطيل مبادرات السلام». ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها إن أوكرانيا أظهرت افتقاراً تاماً إلى الإرادة السياسية للتوصل إلى سلام وحل الصراع بين البلدين دبلوماسياً.

وأضافت الوزارة أنها تأمل أن تكون الولايات المتحدة قد أدركت أن إنهاء المساعدات العسكرية والاستخباراتية لأوكرانيا هو المفتاح لوقف التصعيد.

وأدان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الهجمات الجوية الروسية الأخيرة. وقال زيلينسكي، عبر موقع «إكس»: «مع كل عملية إطلاق من هذا النوع، يكشف الروس للعالم عن موقفهم الحقيقي تجاه السلام».

امرأة من منطقة غونتشاروفكا على مشارف سودجا (يمين) تتفاعل خلال لقاء قريبة لها في نقطة إغاثة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية غرب كورسك الاثنين (أ.ف.ب)
امرأة من منطقة غونتشاروفكا على مشارف سودجا (يمين) تتفاعل خلال لقاء قريبة لها في نقطة إغاثة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية غرب كورسك الاثنين (أ.ف.ب)

قال مسؤولون ووسائل إعلام رسمية في روسيا إن أوكرانيا قصفت قاعدة إنغلز الاستراتيجية للقاذفات الروسية، الخميس، بطائرات مُسيَّرة، مما تسبب في انفجار وحريق كبيرين على بعد نحو 700 كيلومتر من خطوط المواجهة في الحرب. وأظهر مقطع فيديو على قنوات روسية على موقع «تليغرام» انفجاراً كبيراً يمتد من المطار، ويدمر منازل ريفية قريبة. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية أسقطت 132 طائرة مُسيَّرة أوكرانية فوق مناطق مختلفة في البلاد.

وعرض مقطع فيديو، قالت «رويترز» إنها تأكدت من صحته استناداً إلى مكان المباني وشكلها، عموداً من الدخان الأسود يتصاعد فوق منازل صغيرة متضررة.

وتستضيف قاعدة إنغلز، التي يعود تاريخها إلى أوائل الحقبة السوفياتية، قاذفات روسية استراتيجية ثقيلة من طراز توبوليف تو-160، القادرة على حمل رؤوس نووية، والمعروفة باسم «البجع الأبيض». وأكد رومان بوسارجين، حاكم منطقة ساراتوف التي تضم القاعدة، وقوع هجوم بطائرات مُسيَّرة أوكرانية على مدينة إنغلز، مما أدى إلى اشتعال النيران في مطار، وإجلاء السكان في المناطق القريبة. ولم يذكر قاعدة إنغلز تحديداً، لكنها المطار الرئيسي في المنطقة.

زيلينسكي لدى مشاركته في الاجتماع الذي عقدته لندن عن بُعد 15 مارس (أ.ف.ب)
زيلينسكي لدى مشاركته في الاجتماع الذي عقدته لندن عن بُعد 15 مارس (أ.ف.ب)

وشنت أوكرانيا هجمات سابقة على قاعدة إنغلز الجوية تعود إلى ديسمبر (كانون الأول) 2022. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، قالت إنها قصفت مستودعاً للنفط يخدم القاعدة، مما تسبب في حريق هائل استغرق إخماده خمسة أيام. وقال مصدر أمني أوكراني في ذلك الوقت إن هجوماً بطائرات مُسيَّرة أصاب منشأة تخزين تحتوي على قنابل موجهة وصواريخ في قاعدة إنغلز.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط أكثر من 130 طائرة مُسيَّرة أوكرانية في عدة مناطق روسية خلال الليل. وقالت الوزارة، كما نقلت عنها وكالات أنباء إعلامية دولية، إنه جرى اعتراض أكثر من 50 طائرة مُسيَّرة في ساراتوف، و40 في فورونيج، وعشرات المُسيَّرات في بيلغورود، وروستوف، وكورسك، وليبيتسك، وفوق شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود. وقالت السلطات إنه تم تعليق حركة الطيران في المطارين المدنيين في ساراتوف وإنغلز بشكل مؤقت.

الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

من جانبه، أعلن سلاح الجو في أوكرانيا، في بيان عبر تطبيق «تلغرام»، الخميس، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 74 من أصل 171 طائرة مُسيَّرة معادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية. وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 171 طائرة مُسيَّرة طراز «شاهد» وطرازات أخرى خداعية، تم إطلاقها من مناطق أوريول، وشاتالوفو، وميلروفو، وبريمورسكو-أختارسك الروسية، وكذلك من رأس تشودا بشبه جزيرة القرم، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم».

وأفاد مسؤولون بأن الهجوم الذي شنته مسيّرة روسية على بلدة كروبيفنيتسكي، على مسافة مئات الكيلومترات من خط المواجهة، أدى إلى إصابة 10 أشخاص بينهم أربعة أطفال، وأدى إلى تصاعد النيران والدخان في سماء المدينة. وقال حاكم المنطقة أندري رايكوفيتش «تعرضت كروبيفنيتسكي لأعنف هجوم من العدو. دُمِّرت مبانٍ سكنية».

وقالت شركة السكك الحديد الأوكرانية «أوكرزاليزنيتسيا» إن خدماتها تعطلت في المنطقة نتيجة القصف. وكتب المستشار الرئاسي أندري يرماك على وسائل التواصل الاجتماعي: «هكذا يبدو وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين. روسيا تهاجم المدنيين بمتعة كبيرة».

واتهم الكرملين، الخميس، البلدان الأوروبية بالتخطيط لـ«عسكرة» نفسها بدلاً من السعي للسلام، وذلك تزامناً مع اجتماع للقادة العسكريين لبحث ضمانات لحماية أوكرانيا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «في الجزء الأكبر منها، تتعلق المؤشرات الصادرة عن بروكسل والعواصم الأوروبية بخطط لعسكرية أوروبا... شرعت أوروبا في عسكرة نفسها وتحوّلت إلى طرف في الحرب بطريقة ما».

ترمب وبوتين (أ.ف.ب)
ترمب وبوتين (أ.ف.ب)

ويجتمع قادة عسكريون في لندن، الخميس، حيث دخل التخطيط لإنشاء قوة حفظ سلام في أوكرانيا «المرحلة العملياتية». ويحاول رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حشد ائتلاف من الدول التي لديها الرغبة في تعزيز أي اتفاق سلام الذي قد يتم التوصل إليه بين كييف وموسكو، حسب وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

يأتي ذلك، بعدما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه يعتقد أنه «يمكن تحقيق سلام دائم العام الجاري»، بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

ويلتقي ستارمر مسؤولي التخطيط العسكري بعدما أعلن مطلع الأسبوع أن القادة العسكريين سوف يجتمعون لـ«وضع خطط قوية ومتينة تدعم اتفاق سلام وتضمن الأمن المستقبلي لأوكرانيا». كما أشار إلى التحرك صوب «مرحلة عملياتية» في معرض تأكيد اجتماع الخميس.

زيلينسكي بين رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي في بروكسل (أ.ف.ب)
زيلينسكي بين رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي في بروكسل (أ.ف.ب)

وقال الكرملين، الخميس، إن روسيا والولايات المتحدة ستناقشان سبل ضمان سلامة الملاحة عبر البحر الأسود، خلال محادثات بخصوص تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، في اجتماع بمدينة جدة السعودية خلال الأيام المقبلة.

وصرح ستيف ويتكوف، مبعوث ترمب، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن المحادثات الأمريكية - الروسية ستُعقد، يوم الأحد، في جدة. لكنَّ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قال رداً على سؤال من «رويترز» إنها قد تُعقد بعد ذلك في الأسبوع المقبل.

وقال بيسكوف: «نتوقع أن تستمر المفاوضات على مستوى الخبراء في الأيام المقبلة»، مضيفاً أن يوري أوشاكوف، مساعد الكرملين، تحدث مع مايكل والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي، الأربعاء. وأشار بيسكوف إلى أنه عندما تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وترمب هاتفياً، يوم الثلاثاء، ناقشا «مبادرة البحر الأسود».

مقاتل شيشاني بجانب عربة أوكرانية مدمرة في كورسك (أ.ف.ب)
مقاتل شيشاني بجانب عربة أوكرانية مدمرة في كورسك (أ.ف.ب)

ودعت منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الخميس، الدول الأعضاء إلى توفير 5 مليارات يورو (4.5 مليار دولار)؛ لتزويد الجيش الأوكراني بالذخيرة.

وقالت خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن مساعدة أوكرانيا على صد الهجمات الروسية تتطلب ليس فقط كلمات ولكن أيضاً تلزمها أفعال.

وكانت كالاس قد عرضت خطة بشأن التزامات أوروبية للمساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة تتراوح بين 20 مليار و40 مليار يورو خلال هذا العام، ولكنها لم تحظَ بدعم كافٍ من الدول الأعضاء، ويرجع ذلك جزئياً إلى مستوى الديون المرتفع في عدة دول أوروبية.

ستارمر مع وزير الدفاع البريطاني يتفحص نموذج لغواصة نووية (أ.ب)
ستارمر مع وزير الدفاع البريطاني يتفحص نموذج لغواصة نووية (أ.ب)

وفيما يتعلق بإجراء مباحثات قمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قالت كالاس إنها تتطلع إلى سماع مزيد منه بشأن مباحثاته الأخيرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، إنه من الضروري أن تستمر أوروبا في دعم أوكرانيا بقوة، بغضّ النظر عن أي محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، وذلك لضمان بقاء كييف في موقف قوة والحفاظ على أي وقف لإطلاق النار. وذكر شولتس، المنتهية ولايته، وهو في طريقه لحضور قمة لقادة دول الاتحاد الأوروبي: «علينا مواصلة دعمنا بموقف واضح مفاده أن السلام العادل يجب أن يكون ممكناً في أوكرانيا». وأضاف: «هذا يعني أن أوكرانيا قادرة على الدفاع عن استقلالها وسيادتها وتحديد مسارها واختيار قادتها، وأن يكون لديها بطبيعة الحال جيش قوي في وقت السلم». وذكر أن حزمة الديون التي وافقت عليها الحكومة الائتلافية المحتملة في ألمانيا، لتمويل زيادة الإنفاق الدفاعي والبنية التحتية، تشكل جزءاً رئيسياً من هذا الأمر. واستطرد: «سنتمكن الآن من أداء ما يجب علينا أن فعله بوصفنا دولة كبيرة وسط أوروبا».


مقالات ذات صلة

كييف وواشنطن تبحثان في الرياض هدنة جزئية لمدة 30 يوماً

أوروبا الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز) play-circle

كييف وواشنطن تبحثان في الرياض هدنة جزئية لمدة 30 يوماً

يعقد مسؤولون أوكرانيون وأميركيون جولة جديدة من المحادثات، اليوم (الثلاثاء)، في الرياض، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أوكراني.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الخليج محادثات بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)

«محادثات الرياض» تركز على وقف جزئي للنار في أوكرانيا

ركزت المحادثات التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، في جولتها الثالثة، أمس، على بحث وقف جزئي للنار في البحر الأسود وحماية منشآت الطاقة والبنية التحتية

فتح الرحمن يوسف (الرياض ) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جنود أوكرانيون يقفون بالقرب من مركبة عسكرية على الحدود الروسية بمنطقة سومي بأوكرانيا (رويترز)

خبراء: مواقع إلكترونية مضللة حول أوكرانيا تشكّل خطراً على مصداقية وسائل الإعلام

يحذّر باحثون من تزايد عدد المواقع الإلكترونية الروسية التي تنتحل صفة المواقع الإخبارية، لكنها في الواقع تنشر معلومات مضللة عن أوكرانيا؛ بهدف تقويض ثقة الجمهور.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون يتحدث لمجموعة من العسكريين  خلال زيارته لقاعدة لوكسويل سان سوفور الجوية شمال شرقي فرنسا يوم 18 مارس (أ.ف.ب)

أوروبا في سباق مع الوقت للتوافق على مواصلة دعم أوكرانيا

تستضيف باريس الخميس المقبل قمة لما يسمى «تحالف الراغبين» للدول الراغبة في مواصلة دعم أوكرانيا وتوفير الضمانات الأمنية لأي اتفاق سلام بين كييف وموسكو.

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج محادثات جدة بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)

انطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات الأميركية - الروسية - الأوكرانية في السعودية

انطلقت اليوم في الرياض الجولة الثالثة من محادثات بحث وقف إطلاق النار في أوكرانيا، عبر اجتماعين منفصلين.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)

كييف وواشنطن تبحثان في الرياض هدنة جزئية لمدة 30 يوماً

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
TT
20

كييف وواشنطن تبحثان في الرياض هدنة جزئية لمدة 30 يوماً

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)

بدأ مسؤولون أوكرانيون وأميركيون جولة جديدة من المحادثات اليوم (الثلاثاء)، في العاصمة السعودية الرياض، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أوكراني، غداة يوم على اجتماع مطوّل بين مسؤولين أميركيين وروس بشأن هدنة جزئية في أوكرانيا.

وقال عضو في الوفد الأوكراني لمجموعة صغيرة من وسائل الإعلام بينها «وكالة الصحافة الفرنسية»: «ما زلنا نعمل مع الأميركيين».

وذكر مصدر لوكالة «بلومبرغ»، أن جولة المباحثات تدور حول هدنة بين روسيا وأوكرانيا مدتها 30 يوماً لوقف إطلاق النار على منشآت الطاقة وفي البحر الأسود.

كانت الولايات المتحدة قد أجرت محادثات استمرت أكثر من 12 ساعة مع روسيا بخصوص هذه المسألة أمس الاثنين، بعد اجتماع مسؤولين أميركيين مع الجانب الأوكراني يوم الأحد الماضي.

ونقلت وكالة (تاس) للأنباء عن النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف القول إن مفاوضي بلاده سيعودون إلى موسكو من الرياض في وقت لاحق اليوم.وأشار جباروف إلى أن عضو فريق التفاوض الروسي جريجوري كاراسين وصف المحادثات مع الولايات المتحدة بأنها "معقدة ولكن بناءة".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الاثنين)، إن مسؤولين من أوكرانيا في الرياض سيلتقون الفريق الأميركي عقب المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة.

كانت الولايات المتحدة قد أجرت محادثات استمرت أكثر من 12 ساعة مع روسيا بخصوص هذه المسألة، أمس، بعد اجتماع مسؤولين أميركيين مع الجانب الأوكراني يوم الأحد الماضي.

ووصفت واشنطن محادثات أمس بين روسيا والولايات المتحدة بأنها خطوة في جهود الرئيس دونالد ترمب لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.

وقال مصدر في البيت الأبيض لـ«رويترز» أمس، إن المحادثات الجارية في السعودية تحرز تقدماً ومن المتوقع صدور إعلان إيجابي قريباً.

وأوضح مصدر روسي لـ«رويترز» أن المحادثات اختُتمت في ساعة متأخرة من مساء أمس، وأن مسودة بيان مشترك أُرسلت إلى موسكو وواشنطن للموافقة عليها، وتسعى الأطراف إلى نشره، اليوم (الثلاثاء).

ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قوله في وقت سابق إنه من غير المقرر توقيع أي وثائق.

وذكرت شبكة «سي بي إس نيوز» أن بياناً مشتركاً من المتوقع أن يصدر عن الولايات المتحدة وروسيا حول محادثاتهما في الرياض صباح اليوم (الثلاثاء).

هدنة في البحر

وعُقدت محادثات أمس، في السعودية عقب مكالمات هاتفية أجراها ترمب الأسبوع الماضي مع زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إضافةً إلى اجتماع بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين في المملكة يوم الأحد.

ويقول ترمب الذي قلص الدعم الدبلوماسي الأميركي لأوكرانيا، وتحوَّل علناً إلى موقف أقل انتقاداً لروسيا من موقف سلفه جو بايدن، إنه يسعى إلى إنهاء الحرب بسرعة.

وذكر البيت الأبيض أن الهدف الرئيسي من المحادثات الجارية في السعودية هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار في البحر الأسود يسمح بحرية الملاحة.

لكنَّ المعارك البحرية تراجعت وتيرتها منذ 2023 بعد أن دفعت الهجمات الأوكرانية موسكو إلى نقل أسطولها البحري بعيداً عن المياه المتنازع عليها، مما مكَّن كييف من إعادة فتح المواني واستئناف الصادرات.

وقال المتحدث باسم الكرملين: «الأمر يتعلق بالأساس بسلامة الملاحة». وأضاف أن اتفاقية سابقة مدعومة من الأمم المتحدة بشأن حركة الشحن في البحر الأسود لم تلبِّ بعض مطالب موسكو.