مقتل ليبي برصاص عناصر مسلّحة يعيد التوتر إلى الزاوية

سلطات طرابلس تضبط أحد المتهمين بالتعدي على قوات تأمين رأس جدير

الشاب عبد الرؤوف خلف الله الذي قضى في الزاوية الليبية (حسابات موثوق بها على مواقع التواصل الاجتماعي)
الشاب عبد الرؤوف خلف الله الذي قضى في الزاوية الليبية (حسابات موثوق بها على مواقع التواصل الاجتماعي)
TT
20

مقتل ليبي برصاص عناصر مسلّحة يعيد التوتر إلى الزاوية

الشاب عبد الرؤوف خلف الله الذي قضى في الزاوية الليبية (حسابات موثوق بها على مواقع التواصل الاجتماعي)
الشاب عبد الرؤوف خلف الله الذي قضى في الزاوية الليبية (حسابات موثوق بها على مواقع التواصل الاجتماعي)

أعاد مقتل الشاب عبد الرؤوف خلف الله على يد عناصر مسلّحة، التوتر إلى مدينة الزاوية الليبية، التي تشهد صراعاً محموماً بين عدد من الميليشيات على بسط نفوذها هناك في غرب البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية إن خلف الله قضى بطلق ناري من قِبل مسلّحين مجهولين، كما أُصيبَ شقيقه محمد بطلقة في رأسه بمدينة الزاوية، علماً بأن خلف الله كان يعمل مع عناصر البحرية، بقيادة عبد الرحمن ميلاد «البيدجا»، الذي اغتيل، العام الماضي.

وسبق أن استُهدفت سيارة «البيدجا»، آمر الأكاديمية البحرية، في سبتمبر (أيلول) 2024، رمياً بالرصاص في منطقة صياد، غرب العاصمة طرابلس، ووُجهت الاتهامات إلى آمر «فرقة الإسناد الأولى» محمد بحرون، الشهير بـ«الفار».

ويقول سكان من الزاوية إن مقتل خلف الله جعل الأوضاع رهن الاحتقان والاشتعال مجدداً، ولا سيما أنه لم تجرِ معاقبة قتلة «البيدجا» حتى اليوم، في حين لا تزال القضية منظورة أمام النيابة العامة.

وتتكرر الاشتباكات في الزاوية بشكل لافت، وهو ما دفع سكانها للتظاهر تنديداً بتدهور الوضع الأمني داخل مدينتهم، وارتفاع معدلات جرائم القتل والخطف بها، مطالبين حكومة عبد الحميد الدبيبة بالقضاء على الميليشيات والعصابات الإجرامية.

في غضون ذلك، التقى محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) عن المنطقة الغربية. وقال المجلس الرئاسي، مساء الخميس، إن أعضاء اللجنة قدّموا للمنفي إحاطة حول اجتماعاتهم الأخيرة، التي تهدف إلى توحيد المؤسسة العسكرية، بالإضافة إلى آخِر التطورات العسكرية والأمنية في مختلف أنحاء البلاد.

كما التقى المنفي بطرابلس «تنسيقية الحراك الأمازيغي»، التي تضم المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، وعمداء وأعيان وحكماء البلديات الأمازيغية.

وقال المجلس الرئاسي إن الوفد أعرب عن تقديره للجهود التي يبذلها المنفي «للمّ الشمل وجمع الأفرقاء، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد»، كما استعرض الوفد مطالبهم المتعلقة بحقوق الأمازيغ، وضرورة الحفاظ على الهوية الأمازيغية الليبية.

المنفي مستقبِلاً أعضاء اللجنة العسكرية عن المنطقة الغربية (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي مستقبِلاً أعضاء اللجنة العسكرية عن المنطقة الغربية (المجلس الرئاسي الليبي)

من جهته، أكد المنفي ضرورة احترام كل المكونات الاجتماعية، وأهمية تماسك وتلاحم كل المكونات كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، مشدداً على أن مستقبل ليبيا يحتاج إلى تلاحم وتضافر جهود الجميع، وإلى التفكير في مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

في شأن مختلف، قالت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة إن دوريات إدارة إنفاذ القانون، التابعة للإدارة العامة للعمليات الأمنية، والعاملة بمنفذ رأس جدير البري، تمكنت من ضبط المتهم الثاني المدعو (ع. أ. ح)، المطلوب في القضية المتعلقة بالاعتداء على أحد أفراد الدوريات المكلفة بتأمين المَنفذ، موضحة أنه جرى اتخاذ كل الإجراءات القانونية بحقّه، وإحالته موقوفاً إلى مركز شرطة رأس جدير؛ لاستكمال التحقيقات، واتخاذ الإجراءات اللازمة وفقاً للقانون.


مقالات ذات صلة

الدبيبة يوجّه «اتهامات مبطنة» لحفتر بإدخال «مهاجرين» إلى ليبيا

شمال افريقيا الدبيبة وصف اتهام حكومته بتوطين المهاجرين بـ«الكاذب» خلال اجتماع مع قيادات بحكومته وأجهزة أمنية (مكتب الدبيبة)

الدبيبة يوجّه «اتهامات مبطنة» لحفتر بإدخال «مهاجرين» إلى ليبيا

قال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة إنه «لا يمكن أن نكون حراساً لأوروبا، نحن معبر وغير مصدرين للهجرة».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا ليبيون يدلون بأصواتهم خلال المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في ترهونة (أ.ب)

سياسيون ليبيون يتهمون حكومة «الوحدة» بعرقلة الانتخابات المحلية

قال عضو مجلس المفوضية العليا للانتخابات الليبية إنها أطلقت إجراءات المرحلة الثانية من العملية الانتخابية رغم أنها لم تتلقَّ استجابة لطلبها اعتماد الميزانية.

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا وفد السفارة البريطانية خلال زيارة قوة مكافحة الإرهاب في طرابلس (السفارة)

ليبيا وبريطانيا تبحثان تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب

قالت السفارة البريطانية لدى ليبيا إن وفداً منها ممثلاً في العقيد ماثيو كيتيرر الملحق العسكري بالسفارة وليزي لوفيت مسؤولة مكافحة الإرهاب زار مصراتة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا توقيف «مهاجرين» تمت مداهمة مقرهم بمصراتة (إدارة إنفاذ القانون بالإدارة العامة للعمليات الأمنية)

سلطات طرابلس تتعقّب «المهاجرين» وسط تصاعد مخاوف «التوطين»

وجّهت السفارة السودانية لدى ليبيا رعاياها بـ«تقليل الحركة والتنقل إلّا للضرورة القصوى، واحترام حقّ الجار وعدم التسبب في إحداث ضرر أو أذى له».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا من عملية ترحيل مهاجرين غير شرعيين من تشاد (جهاز مكافحة الهجرة في ليبيا)

دعوات ليبية لطرد «المهاجرين» مع تصاعد المخاوف من «التوطين»

يرى خالد المشري المتنازع على الأعلى للدولة في ليبيا أن «هشاشة الوضع الأمني في ليبيا دفعت بعض المهاجرين للانخراط في عصابات إجرامية منظمة أو تشكيلات مسلحة محلية».

جمال جوهر (القاهرة)

الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: الحكومة الموازية لتفادي الانقسام

 الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
TT
20

الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: الحكومة الموازية لتفادي الانقسام

 الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)
الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)

برزت خطوة إنشاء حكومة «موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في السودان، لتثير مزيداً من القلق والمخاوف والرفض، داخلياً وإقليمياً ودولياً، على مستقبل البلاد وتمزقه، لكن داعمي هذه الخطوة يرون أنها فرصة كبرى لإنقاذ البلاد من شبح التشرذم والفوضى.

أحد الداعمين هو الدكتور الهادي إدريس، القيادي البارز في تحالف «تأسيس» الذي برز أخيراً للوجود ويقف وراء هذه الخطوة، اتهم، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قادة الجيش بانهم هم من اتخذ إجراءات تعرّض البلاد للتقسيم، مؤكداً أن حكومته جاءت لتأمين وحدة السودان. وقال: «حكومتنا ليست لدارفور وحدها أو (الدعم السريع)، هي لكل السودان، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب}.

وتابع {لقد أعددنا دستوراً يضمن حقوق الجميع، ووقع عليه أشخاص وكيانات مختلفة من جميع مناطق السودان». وقال إدريس، وهو العضو السابق في «مجلس السيادة» السوداني، إنهم يعملون الآن على طمأنة دول الجوار بالتأكيد على أنهم «دعاة وحدة»، وليسوا مع تقسيم السودان.