تشهد العاصمة اللبنانية في موسم رمضان من هذه السنة انتشاراً ملحوظاً لخيم رمضان، التي تحمل عناوين مختلفة تجذب روادها كباراً وصغاراً. ولعلّ مشاركة أهم 3 محطات تلفزيونية فيها، ساهم في ازدهارها.
اختارت محطة التلفزيون «إل بي سي آي» خيمة «ليالي زمان» في مركز فوروم دي بيروت للمعارض بوصفها منصة تُقدَّم من خلالها برنامج الرِّبح والترفيه «أكرم من مين». في حين اتّخذت قناة «إم تي في» من خيمة «قرية رمضان» في مركز البيال للمعارض محطة لبرنامج «إنت وحظّك» للألعاب.
ومن ناحيتها، فقد اعتمدت محطة «الجديد» مركز «بيروت هال» للمعارض لتُطلّ عبره في برنامجها الترفيهي اليومي «مع وديع».

وكما مراكز المعارض كذلك استحدثت بعض الفنادق في بيروت خيماً رمضانية تحت عناوين «ألف ليلة وليلة» و«واحة رمضان». فيما وسط البلد وبالتحديد في شارع أورغواي تنظم شركة «سوليدير ليالي بيروت» في وسط العاصمة.
تستقطب هذه الخِيَم يومياً المئات من اللبنانيين، بعضهم يقصدها للمشاركة مباشرة في برامج الجوائز والرِّبح، وآخرون يعدُّونها عنواناً ممتازاً للتَّسوق. في حين تجد فيها شريحة أخرى مراكز ترفيهية يمضون فيها أوقاتاً مسليَّة مع الأصدقاء وأفراد العائلة الواحدة.
خيمة «ليالي زمان» في «الفوروم دي بيروت»
تمتدُّ هذه الخيمة على مساحة شاسعة تصل إلى عشرة آلاف مترٍ، ديكوراتها الدَّاخلية من حوانيت صغيرة مكلَّلة بالقناطر تتوزّع حولها مقاعد خشبية. وكذلك أخرى استوحيت من مقاعد الديوانية العربية، فتعيدنا إلى التُّراث الشرقي العريق.
كما تنتشر فيها المقاهي والمطاعم وكذلك محلات تجارية لبيع الأزياء والهدايا. وإذا ما تجوَّلتَ فيها لا بدّ أن تلفتك محطَّاتٍ ترفيهية مُتعدِّدة، وبينها ركن آخر لرسم الوجوه وكتابة العبارات بالخطّ الكوفي.

يطالِعك على مدخل هذه الخِيَم، مجسّم الرجل الصوفي المشهور بـ«رقصة التنورة»، الذي يجذب بعرضه الفني المستمر المرتكز على التَّشغيل الإلكتروني الأطفال لالتقاط صور تذكارية معه. وبين العباءات والمحفورات الخشبية التي ترمز إلى الشهر الكريم يُطلُّ عليك بائع القهوة العربية، وبائع العصائر والحلويات الرمضانية. وفي محطة استحدثت لإبقاء الزيارة لهذا المكان خالدة الذكرى، تستطيع أن تأخذ صورة فوتوغرافية سريعة تُقدَّم إليك فور التقاطها.
أما الأوقات التي تشتد فيها زحمة الناس فهي تلك التي توافق عرض برنامج «أكرم من مين» على شاشة «إل بي سي آي». يجتمع المئات أمام مسرح الحدث ليتابعوا البرنامج عن قرب ويشاركوا فيه من باب تجربة حظِّهم في الرِّبح مع مقدمه وسام حنا.
واستحدثت الشركة المُنظِّمة للمعرض رُكناً خاصاً لمباراة كرة القدم «شامبيونز ليغ»، تعرض مساءً على شاشة عملاقة مجريات المباراة.
خيمة «خان زمان»: العودة إلى التراث
تعبق الخيمة في مركز «بيروت هال» للمعارض بأجواء رمضان الأصيلة. وما إن تطأ قدمك مدخلها حتى تتسلَّل إلى أنفك رائحة القهوة العربية اللذيذة، فتضطر إلى ارتشاف فنجان منها الذي يترجم عبارة «أهلاً وسهلاً» في هذا المكان. وعندما تجول فيها تلفتك زينة الخيمة ورموزها الرمضانية بامتياز، التي تتألف من فوانيس ملونة ومضاءة، وهلال القمر الذَّهبي ومُجسَّمات لقبب المساجد وزخرفات إسلامية. وكما الصابون المصنوع يدوياً من الأعشاب والفواكه، تجد كل ما يخطر على بالك من منتجات المونة القروية. ويمكن لزائر الخان شراء الهدايا من نحاسيات وخلطات بهارات وأنواع شاي هندية وغيرها. ومن ناحية ثانية تفتح شهيتك روائح أطباق الطعام من المطبخ اللبناني العريق، فتحضر المشاوي والمازة اللبنانية والكبّة، وكذلك أكلات أخرى من الخليج منها «الكبسة»، و«البرياني» من الهند و«الكباب» بنكهات عديدة.
ويخصِّص «خان زمان» مساحة للأطفال ليمضوا أوقاتاً جميلة في اللعب والتَّسلية.
أما في التاسعة والنصف من مساء كل يوم، فيزدحم المكان بالمشاركين في برنامج «مع وديع» الذي تنقله محطة «الجديد» على شاشتها مباشرة. وتُقدَّمُ خلاله الجوائز من مالية وأدوات كهربائية ودعوات إلى وجبات الإفطار والسُّحور في مطاعم لبنانية مختلفة.

«ليالي بيروت»: اسم على مسمّى
في وسط العاصمة تحديداً في شارع غورو يحطُّ شهر رمضان بحلَّة تُرضي الكبار والصِّغار تحت عنوان «ليالي بيروت». ويزدان الشَّارع المذكور بالزينة والأضواء، وتتوزَّع على جانبيه المقاهي والمطاعم وأسواق رمضان، فتحضُّ زائرها على استكشاف منتجات لبنانية مختلفة. ينظّم هذا المعرض شركة «سوليدير» التي وضعت برنامجاً ترفيهياً خاصاً للشهر الفضيل، تُقدم فيه المطاعم والمقاهي كلَّ ما لذَّ وطاب من مأكولات لبنانية وأجنبية، والحلويات على أنواعها. يزدحم الشارع يومياً باللبنانيين الذين يقصدونه لاختيار مشترياتهم من هدايا وأعمال حرفية. وفي الثامنة والنصف مساءً تُقام سهرات فنية، فتعبق بالموسيقى والعزف المباشر لفرق غنائية محليّة. وتهدف فعالية «ليالي بيروت» التي تمتد لغاية 29 مارس (آذار) إلى زرع البهجة والفرح عند اللبنانيين على مختلف أطيافهم.
ومع «ليالي بيروت» تستعيد أسواق العاصمة رونقها ونبض الحياة فيها، بعد شلل عام أصابها بسبب أزمات مختلفة شهدتها البلاد.

