فنانون مصريون يشيدون بكوميديا «أشغال شقة جداً» رغم «الانتقادات»

هشام ماجد قال إن اتهام صناع المسلسل بـ«العنصرية» أمر يزعجهم

إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)
إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)
TT

فنانون مصريون يشيدون بكوميديا «أشغال شقة جداً» رغم «الانتقادات»

إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)
إسلام مبارك وهشام ماجد في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بموقع «فيسبوك»)

أشاد عدد من الفنانين المصريين بالمسلسل الكوميدي «أشغال شقة جداً»، الذي يعرَض حالياً ضمن موسم دراما رمضان 2025، بعد أن عرض موسمه الأول في رمضان 2024 وحقق نجاحاً لافتاً حينها، وفق نقاد ومتابعين.

ومن بين الفنانين الذين أشادوا بالمسلسل نيللي كريم، وتامر حسني، وعمر السعيد، وعارفة عبد الرسول، وكذلك ناهد السباعي التي ظهرت في إحدى حلقات العمل، حيث وصفت شخصيتها بأنها «من ألذ وأحلى أدوارها»، بالإضافة إلى الإعلامي الشهير عمرو أديب.

ووجهت الفنانة نيللي كريم الشكرَ للصُنَّاع، وأشادت بأدائهم عبر حسابها بـ«فيسبوك»، بينما نشر الفنان تامر حسني الملصق الدعائي للعمل عبر خاصية «ستوري» بـ«إنستغرام» وكتب: «مبروك للصُنَّاع والأبطال... مسلسل فوق الرائع»، وكذلك الفنانة عارفة عبد الرسول، التي وصفت كوميديا المسلسل بـ«الرايقة»، بينما أكد الفنان عمر السعيد أنه «أحلى حاجة بتضحك من سنين»، عبر حسابيهما بـ«فيسبوك».

وأشاد الإعلامي عمرو أديب، بالعمل وأداء ممثليه، وكتب أديب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «هشام ماجد نجح خلاص مش لازم تنتظر لما المسلسل يخلص، بقيت أنتظر ميعاد نزول الحلقة الجديدة علشان أضحك من قلبي».

وانهالت إشادات الفنانين على العمل رغم الانتقادات التي وُجِّهت له بعد عرض حلقاته الأولى، حيث تم اتهامه بـ«العنصرية والتنمر» ضد الأفارقة، وذلك بعد ظهور الممثلة السودانية إسلام مبارك في دور «مدينة» الخادمة النيجيرية، وشمل الانتقاد أيضاً أحد المشاهد التي ظهر فيها الفنان محمد عبد العظيم داخل «الحمام»، وكذلك أحد الألفاظ الذي ورد على لسان الفنان مصطفى غريب، كما انتقد الكاتب خالد منتصر مشهد فحص الأموال المزورة، موضحاً أنه ليس من اختصاص الأطباء الشرعيين.

إسلام مبارك تتوسط أسماء جلال وهشام ماجد (حساب هشام بـ«فيسبوك»)

ولم يتوقف الأمر عند الانتقادات فقط، فقد تقدم المحامي المصري أيمن محفوظ ببلاغ إلى «المجلس القومي للمرأة» ضد صُنَّاع المسلسل، وطالبه بالتدخل لوقف المشاهد المثيرة للجدل، وضرورة تعديل بعض القوانين، لافتاً إلى أن «العمل يسيء للمرأة المصرية، ويروج للانحرافات الأخلاقية»، عادّاً أن «ما ورد على لسان إحدى الممثلات خلال مشهد بالعمل حول تعدد علاقاتها غير مقبول». وفق تعبيره.

في المقابل، استنكرت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله ما أُثير حول المسلسل من انتقادات واتهامات، لافتة إلى أنها «لم تلمس أي شيء من هذا القبيل»، واصفة ما يحدث بـ«التربص بالعمل».

وتضيف خير الله لـ«الشرق الأوسط»: «المسلسل لم يقدم لقطات ضد المنطق، لكن كوميديا الموقف تتطلب أحياناً نوعاً من المبالغة وتصوير موقف بعينه بشكل مغاير للواقع كي يتحقق الضحك وهو هدف المسلسل»، مشيرة إلى أن «تصدره حتى الآن قائمة الأفضل، وحصاده إشادات واقعية دليل نجاح، كما أن هشام ماجد يعي جيداً قيمة السيناريو وتوزيع الأدوار».

ناهد السباعي وهشام ماجد (حسابه بـ«فيسبوك»)

وخلال لقائه في برنامج «تفاعلكم» على قناة «العربية» أكد الفنان هشام ماجد أن اتهام صناع العمل بالعنصرية أمر يزعجهم، موضحاً أن «الأحداث كوميدية»، كما قدم ماجد اعتذاره عمّا استاء منه الناس، مؤكداً «حرص الصُنَّاع على عدم إزعاج أحد».

وبعيداً عن الانتقادات، وجَّه المخرج والمؤلف خالد دياب عبر حسابه بموقع «فيسبوك» الشكرَ لأسرة العمل، وشقيقته المؤلفة شيرين دياب، التي وصفها بـ«الخطيرة» لأفكارها وكتاباتها الذكية، مؤكداً أنه تعلَّم من شقيقه المخرج محمد دياب كثيراً، وأنه صاحب الفضل في دخوله المجال الفني، بينما قال محمد دياب عبر حسابه بـ«فيسبوك» إن «سيناريو العمل ظل يُعرَض على منتجين لمدة 5 سنوات وكان يتم رفضه، إلى أن قدمه هشام ماجد ونجح نجاحاً كبيراً».

مسلسل «أشغال شقة جداً» مكون من 15 حلقة من بطولة هشام ماجد، وأسماء جلال، ومصطفى غريب، وشيرين، وسلوى محمد علي، وتأليف شيرين دياب وخالد دياب، وإخراج خالد دياب، ويضم نخبة كبيرة من ضيوف الشرف.

هشام ماجد يتوسط محمد عبد العظيم ومصطفى غريب (حساب هشام بـ«فيسبوك»)

الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن يقول إن الجدل حول مسلسل «أشغال شقة جداً» يؤكد أنه من أكثر المسلسلات انتشاراً في رمضان بدليل تحليل مشاهد ولقطات بعينها من قبل الناس، رغم التحفظ على بعض الألفاظ التي قد لا تناسب كل أفراد الأسرة، لكنه إجمالاً لا يستحق كل هذا الهجوم.

الممثلة السودانية إسلام مبارك في لقطة من مسلسل «أشغال شقة جداً» (حسابها بـ«فيسبوك»)

وأشار عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التعامل مع الحلقتين الأولى والثانية تم بحساسية مبالغ فيها، فلم يكن هناك أي تنمر على أصحاب البشرة السمراء، ولا توجد عنصرية ضد جنسية بعينها، فشخصية (الخادمة النيجيرية) تتسم بالشراهة والقوة البدنية المفرطة، وهذا مرض يحتاج إلى علاج وليس من أجل السخرية كما اعتقد البعض».


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«صوت ملاك»... ترمب يشيد بأندريا بوتشيلي

المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)
المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)
TT

«صوت ملاك»... ترمب يشيد بأندريا بوتشيلي

المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)
المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء أمس (الجمعة)، بالمغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي، وقال إن لديه «صوت ملاك». ودخل الرئيس الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، برفقة زوجته السيدة الأولى ميلانيا ترمب وبوتشيلي.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والسيدة الأولى ميلانيا يسيران أمام الموسيقي أندريا بوتشيلي وزوجته فيرونيكا بيرتي في البيت الأبيض (رويترز)

وقال ترمب إنه وبوتشيلي صديقان، وسأل قبل نحو 4 أسابيع عما إذا كان بوتشيلي سيغني في البيت الأبيض. وأشار إلى أن بوتشيلي وافق خلال «لحظة ضعف».

وحضر الحفل الخاص في البيت الأبيض مشرعون جمهوريون وأعضاء في حكومة ترمب.

وأفاد ترمب: «هذا شرف هائل. سوف نستمع إلى صوت، صوت ملاك».

أندريا بوتشيلي يغني خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ب)

وكان بوتشيلي قد قام بالغناء في وقت سابق يوم الجمعة، في حفل إجراء قرعة كأس العام لكرة القدم بمركز كيندي.


كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.