«تقنيات حديثة وتدوير ركام»... مهندسون مصريون يضعون تصورات لإعمار غزة

تشكيل لجنة استشارية لإعداد دراسات حول آليات البناء

0 seconds of 1 minute, 49 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:49
01:49
 
TT
20

«تقنيات حديثة وتدوير ركام»... مهندسون مصريون يضعون تصورات لإعمار غزة

نقابة المهندسين المصرية تناقش خطة إعادة إعمار غزة بحضور مسؤولين مصريين وفلسطينيين (نقابة المهندسين)
نقابة المهندسين المصرية تناقش خطة إعادة إعمار غزة بحضور مسؤولين مصريين وفلسطينيين (نقابة المهندسين)

وضع مهندسون مصريون تصورات مبدئية لخطة إعادة إعمار قطاع غزة، تتضمن توفير إيواء مؤقت لاستقرار السكان بوصفه أولوية قصوى، لحين الانتهاء من بناء مساكن دائمة، فضلاً عن «استخدام تقنيات وتكنولوجيا البناء الحديثة لتسريع وتيرة الإعمار، وإعادة تدوير الركام الناجم عن المباني المدمرة وتحويله إلى مواد بناء صالحة للاستخدام».

وقال نقيب المهندسين المصريين طارق النبراوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنه «سيتم تقديم خطة متكاملة إلى الحكومة المصرية عقب الانتهاء من وضعها».

ونظمت نقابة المهندسين المصرية، مساء الأحد، أولى ندواتها المتخصصة لمناقشة الدراسات والمقترحات حول إعادة الإعمار تحت عنوان «إعادة إعمار غزة... دور الهندسة والمهندسين»، وأعلنت تشكيل «لجنة استشارية» لإعداد دراسات حول آليات البناء في القطاع، وتلقي دراسات ومقترحات الخبراء المصريين من جميع التخصصات الهندسية.

جانب من حضور ندوة نقابة المهندسين المصرية (النقابة)
جانب من حضور ندوة نقابة المهندسين المصرية (النقابة)

وقال النبراوي، في كلمته بالندوة، إن «إعادة إعمار غزة ليست فقط مشروعاً هندسياً، بل هي واجب وطني وقومي وإنساني، في إطار التزام النقابة بدعم جهود الدولة المصرية المخلصة في إعادة إعمار غزة والتصدي لأي محاولات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني».

وتعكف مصر، ضمن تحركات عربية، على وضع خطة كاملة لإعادة إعمار غزة، رداً على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لمصر والأردن، باستضافة فلسطينيي غزة، في حين تتطلع الأنظار إلى «القمة العربية الطارئة»، التي تستضيفها القاهرة في 4 مارس (آذار) المقبل، بشأن التعامل مع تطورات القضية.

والسبت، جدّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي تأكيده على أن الرؤية المصرية تقوم على إعادة إعمار غزة مع بقاء الفلسطينيين في أرضهم، وقال عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية الصين وانغ يي، إن «الخطة التي تقوم مصر ببلورتها للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم تحظى بدعم عربي واسع».

استراتيجية متعددة المراحل

وأوضح نقيب المهندسين المصريين أن استراتيجية النقابة لإعادة الإعمار «ستكون على مراحل عدة وصولاً إلى مجتمع تتوفر به حياة لائقة لمواطني القطاع»، مضيفاً أنها «تتضمن معالجة الدمار الواسع وتوفير المقومات الأساسية للحياة، خاصة توفير إيواء ملائم ومؤقت لاستقرار السكان بوصف ذلك أولوية قصوى، لحين الانتهاء من بناء المساكن الدائمة، وإعادة بناء وتطوير المرافق العامة مثل المدارس والمستشفيات، وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية لدعم التعافي في القطاع».

وأكد النقيب «استخدام تقنيات وتكنولوجيا البناء الحديثة لتسريع وتيرة الإعمار وتقليل التكلفة، بجانب إعادة تدوير الركام الناجم عن المباني المدمرة وتحويله إلى مواد بناء صالحة للاستخدام».

مشاهد للدمار الذي خلّفته هجمات الجيش الإسرائيلي على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
مشاهد للدمار الذي خلّفته هجمات الجيش الإسرائيلي على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

وفي تصريحات خاصة، قال النبراوي لـ«الشرق الأوسط»، الاثنين، إن «اللجنة الاستشارية بالنقابة تعكف على دراسة ما تلقته أو تتلقاه من مقترحات ودراسات بشأن إعادة إعمار غزة لتحويل كل المشاركات إلى خطة علمية متكاملة سيتم تقديمها إلى الحكومة المصرية».

وأوضح أنه «يجري التنسيق مع الخبراء من الجانب الفلسطيني، ومنهم نقابة المهندسين الفلسطينية في القدس المحتلة، التي تعمل حالياً على إعداد دراسة متخصصة حول آليات إعادة إعمار غزة، وكذلك اتحاد مقاولي غزة، فضلاً عن نقابات المهندسين بعدد من الدول العربية».

وشهدت ندوة «إعادة إعمار غزة» مشاركة رسمية واسعة من مسؤولين حكوميين، بينهم مساعد الرئيس المصري للمشروعات الاستراتيجية رئيس مجلس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب، ووزير الري المصري هاني سويلم.

وزير الري المصري يشرح رؤيته لإعمار غزة (نقابة المهندسين)
وزير الري المصري يشرح رؤيته لإعمار غزة (نقابة المهندسين)

وحفّز محلب في كلمته عبر «الفيديو كونفرانس» الحاضرين بالقول: «المهندس المصري قادر على قهر أي تحديات قد تواجه إعادة إعمار غزة، وتقديم حلول مبدعة غير تقليدية». في حين قال وزير الري إن «ما تمتلكه مصر من قدرات وكفاءات متميزة سيكون عاملاً حاسماً في نجاح خطة إعادة الإعمار».

وشهدت الندوة حضوراً لافتاً للخبراء الفلسطينيين، وقال رئيس المجلس الفلسطيني لإعادة إعمار غزة، الدكتور زاهر كحيل، إن «خطة إعادة الإعمار التي تعدها نقابة المهندسين المصرية بالتنسيق مع المؤسسات الفلسطينية يجب أن تكون مرجعاً للحكومات الداعمة التي ستشارك في الإعمار».

وقال رئيس جمعية المعماريين الفلسطينيين المهندس إبراهيم الهندي إن «المشهد في غزة لا يصدق من الدمار، فالأحياء السكنية تحولت إلى ركام، والبنية التحتية من طرق وجسور ومدارس ومستشفيات دُمرت بشكل يجعل إعادة الإعمار مهمة ليست سهلة».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن قتل قائد كتيبة «الشجاعية» التابعة لـ«حماس»

المشرق العربي الدمار في موقع الغارة الإسرائيلية على حي الشجاعية بشرق مدينة غزة (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن قتل قائد كتيبة «الشجاعية» التابعة لـ«حماس»

أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شاباك)، اليوم (الخميس)، اغتيال قائد كتيبة «الشجاعية» التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي صورة من موقع غارة جوية إسرائيلية في حي الشجاعية بمدينة غزة 10 أبريل 2025 (رويترز)

«حماس»: إعلان إسرائيل ضم رفح للمنطقة العازلة يهدف إلى «عزل غزة عن عمقها العربي»

قالت حركة «حماس» إن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنشاء «محور فيلادلفيا 2» وضم مدينة رفح إلى المنطقة العازلة يهدف لعزل غزة عن عمقها العربي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي طفلة تحاول أن ترتشف قطرة ماء في مخيم البريج بوسط قطاع غزة يوم الخميس (أ.ف.ب)

معاناة أطفال غزة تتفاقم مع انتشار الأمراض وسوء التغذية

يتأثر نحو 60 ألف طفل في غزة، غالبيتهم من الرضع، بالظروف القاسية التي يعيشها القطاع مع توقف إمدادات الغذاء والماء والدواء وانتشار الأوبئة

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص سيدات وأطفال من حملة الجنسية المصرية يطالبون بإخراجهم من قطاع غزة في مظاهرة في دير البلح يوم الخميس (الشرق الأوسط)

خاص حملة الجنسية المصرية في غزة يطالبون بإخراجهم من القطاع

تظاهر مئات من حملة الجنسية المصرية في قطاع غزة، الخميس، مطالبين بإخراجهم من القطاع أسوةً بحملة جنسيات أجنبية سهَّلت إسرائيل خروجهم في الآونة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (غزة - القاهرة)
المشرق العربي من داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

«الصحة العالمية»: مخزونات النظام الصحي في غزة ستنفد خلال أسبوعين إلى شهر

حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الخميس، من أن 75 في المائة من عمليات الأمم المتحدة في قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي «رُفضت أو أُعيقت».

«الشرق الأوسط» (غزة)

«هدنة غزة»: اتصالات وضغوط تتوالى لاستئناف الاتفاق

امرأة فلسطينية نازحة وطفلها يسيران أمام أنقاض مبنى مدمر في مخيم البريج للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)
امرأة فلسطينية نازحة وطفلها يسيران أمام أنقاض مبنى مدمر في مخيم البريج للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة»: اتصالات وضغوط تتوالى لاستئناف الاتفاق

امرأة فلسطينية نازحة وطفلها يسيران أمام أنقاض مبنى مدمر في مخيم البريج للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)
امرأة فلسطينية نازحة وطفلها يسيران أمام أنقاض مبنى مدمر في مخيم البريج للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)

اتصالات مصرية بهدف استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضغوط بالداخل الإسرائيلي تتصاعد، ضد رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في استمرار الحرب، وتريد التعجيل بصفقة وشيكة لإطلاق سراح مزيد من الرهائن.

تلك التطورات المتعاقبة منذ إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ونتنياهو العمل على اتفاق بشأن إطلاق الرهائن، تعد بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، عوامل مساعدة تشكل ضغوطاً نحو استئناف عملية التفاوض لإبرام تهدئة جديدة، لا سيما قبل الزيارة الرئاسية الأميركية المرتقبة للمنطقة.

وبحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في لقاء بالقاهرة مع نظيره المجري بيتر سيارتو، وخلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية إيران عباس عراقجي «الجهود الرامية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، وبدء تنفيذ المرحلة الثانية، والعمل على احتواء التصعيد الراهن»، وفق بيانين لـ«الخارجية» المصرية، الخميس.

كما أطلع عبد العاطي نظيره البريطاني ديفيد لامي، على «ما تقوم به مصر من جهود للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وبدء تنفيذ المرحلة الثانية، ووقف التصعيد الإسرائيلي الراهن»، مشيراً إلى «أهمية تضافر الجهود في سبيل احتواء التصعيد في المنطقة، وتجنب توسيع رقعة الصراع بالنظر للتداعيات الوخيمة على شعوب المنطقة»، وفق بيان ثالث لـ«الخارجية» المصرية.

وأكّد عضو المكتب السياسي لـ«حماس» حسام بدران، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، «استمرار الاتصالات والمتابعات مع الوسطاء من أجل وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

وعلى مدار شهر مارس (آذار) الماضي، تعثرت 3 مقترحات للتهدئة؛ أولها أميركي قدّمه مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في 13 من الشهر ذاته، لم تقبله «حماس»، وتلاه مقترح مصري، واختُتم الشهر بثالث إسرائيلي، من دون أن تفلح الجهود في التوافق على أعداد المطلق سراحهم من الرهائن؛ ما أدّى إلى تعثر المفاوضات التي تحاول وقف انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل أن تعلن «هيئة البثّ الإسرائيلية» قبل أسبوع عن مقترح مصري جديد.

وبعد أيام من إعلانه التوجه للمنطقة وزيارة السعودية، خرج ترمب في لقاء مع نتنياهو، الاثنين، بالبيت الأبيض متحدثاً عن أن العمل جارٍ لتحرير الرهائن، وتمنى أن «تتوقف الحرب قريباً»، في حين قال رئيس وزراء إسرائيل: «نحن نعمل حالياً على اتفاق آخر، نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع الرهائن».

ويعتقد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج، أن الجهود المصرية تسعى لإتمام اتفاق قريب، وتضغط في اتجاه ذلك عبر اتصالات وتحركات عديدة، مرجحاً أن تسفر تلك الاتصالات عن ضغط دولي وأميركي أكثر على حكومة نتنياهو للذهاب لتهدئة.

يتفق معه أستاذ العلاقات العربية والدولية الدكتور أحمد يوسف أحمد، في أن الاتصالات والتحركات قد تقود لهدنة، خاصة أن إسرائيل عليها أن تدرك أن القتال والتدمير لن يقودها إلى نتيجة كما سبق طوال أكثر من عام ونصف العام، وأن المفاوضات أقصر الطرق للحصول على الرهائن واستقرار المنطقة، وقد يساعد في ذلك التمرد والخلافات التي تزداد في إسرائيل ضد نتنياهو.

وداخل إسرائيل تتصاعد الأزمات ضد نتنياهو، ووقَّع نحو ألف من جنود الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي، بينهم طيارون، رسالة احتجاج إعلاناً، في وسائل إعلامية بأنحاء البلاد، عن وقف الحرب في قطاع غزة، بحسب ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الخميس، مؤكدين أن «استمرار الحرب لا يؤدي إلى تقدم أي من أهدافها المعلنة، وسيؤدي إلى مقتل الرهائن وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي والمدنيين الأبرياء».

وكانت محكمة العدل العليا الإسرائيلية أصدرت أمراً قضائياً مؤقتاً، الثلاثاء، ينص على أن رئيس «الشاباك» رونين بار، يجب أن يبقى في منصبه حتى إشعار آخر، وأمهلت الحكومة المستشارة القضائية للحكومة حتى 20 أبريل (نيسان) للتوصل إلى تسوية بشأن النزاع القانوني المحيط بالتصويت غير المسبوق الذي جرى الشهر الماضي على إقالته، وفق ما نقلته «تايمز أوف إسرائيل»، الأربعاء.

وجاء إعلان فرنسا اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، ليضيف مزيداً من الضغوط على إسرائيل؛ إذ لاقى تنديداً من وزير الخارجية جدعون ساعر، معتبراً ذلك «مكافأة للإرهاب وتعزيزاً لـ(حماس)»، في حين رحبت «الخارجية» الفلسطينية، وطالبت بوقف «الإبادة».

ويرى فرج أن تلك الأمور تشكل ضغوطاً على نتنياهو، غير أن الأخير لديه ممانعة، لكن توالي الضغوط من احتجاج الجنود إلى أزمة «الشاباك» إلى اعتراف فرنسا بفلسطين... قد يكون عاملاً مساعداً لأن يتراجع مؤقتاً ويقبل بالتهدئة.

ويعتقد يوسف أحمد أن ما يحدث من تمرد وإقالات وصراعات داخلية يعزز الانقسام السياسي داخل إسرائيل، مشيراً إلى أن ذلك قد يكون مؤشرات على احتمال تغيّر الوضع للأفضل بشأن التهدئة، غير أن سوابق نتنياهو غير مشجعة لقبوله بهذا الأمر إلا مضطراً وبضغط أميركي قد يتحقق قبل زيارة ترمب للمنطقة.

ويعزز ذلك، بحسب أحمد، إعلان مهم للغاية من فرنسا باحتمال الاعتراف بدولة فلسطين، وهذا بجانب ما يحدث في إسرائيل وصمود «المقاومة»، وكلها عوامل تساعد مع جهود الوسطاء للضغط نحو تهدئة.