مستشار حميدتي لـ«الشرق الأوسط»: أولوية حكومتنا «تحييد طيران الجيش»

عز الدين الصافي قال إن الحكومة الجديدة ستفرض السلام... وستعلن من الخرطوم

عزالدين الصافي مستشار أول قائد «قوات الدعم السريع» (الشرق الأوسط)
عزالدين الصافي مستشار أول قائد «قوات الدعم السريع» (الشرق الأوسط)
TT
20

مستشار حميدتي لـ«الشرق الأوسط»: أولوية حكومتنا «تحييد طيران الجيش»

عزالدين الصافي مستشار أول قائد «قوات الدعم السريع» (الشرق الأوسط)
عزالدين الصافي مستشار أول قائد «قوات الدعم السريع» (الشرق الأوسط)

قال مستشار أول قائد «قوات الدعم السريع»، عز الدين الصافي، إن «حكومة السلام والوحدة» المزمع تشكيلها في السودان في غضون شهر من التوقيع على الميثاق السياسي التأسيسي والدستور المؤقت المقرر السبت، في نيروبي، ستعمل على امتلاك الآليات المتاحة لحماية المدنيين من القصف الجوي العشوائي الممنهج و«غير المسبوق»، الذي ظل يشنّه طيران الجيش السوداني على المدنيين، وأودى خلال أشهر قليلة بحياة أكثر من 5000 شخص.

وشدَّد الصافي في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، «على أن واجب الحكومة المقبلة هو وقف هذا القصف». وردّاً على سؤال ما إذا كانت «قوات الدعم السريع» تسعى لامتلاك أنظمة دفاعية متطورة مضادة للطيران، قال: «الحكومة ستوقع على كل البروتوكولات المعنية بامتلاك الأسلحة، التي لا تستطيع أن تمتلكها المنظمات العسكرية غير الحكومية»، وأضاف: «سيكون هناك جيش وطني وحكومة تخاطب الحكومات حول العالم، بما يُمكنها من استقطاب الدعم العسكري».

سنفرض السلام

وأشار الصافي إلى أن الامتياز العسكري الوحيد للجيش الذي «اختطف المؤسسات الحكومية»، هو سلاح الجو، «وإذا استطاعت الحكومة المقبلة تحييد سلاح الجو فسيتم فرض السلام، ولن يكون أمام الجيش خيار رفض التفاوض، وسيخضع لذلك، سواء كان التفاوض مع (قوات الدعم السريع)، أو بين حكومتين»، مشدداً على أن التأسيس الجديد سيفرض السلام في البلاد.

ممثلون لأحزاب وقادة لحركات مسلحة خلال مشاركتهم في اجتماعات بنيروبي لتشكيل حكومة في مناطق «قوات الدعم السريع» (د.ب.أ)
ممثلون لأحزاب وقادة لحركات مسلحة خلال مشاركتهم في اجتماعات بنيروبي لتشكيل حكومة في مناطق «قوات الدعم السريع» (د.ب.أ)

وقال مستشار «الدعم السريع» إنه لا يمكن أن يجزم بإمكانية تقديم بعض الدول دعماً عسكرياً للحكومة، ولا نتطلع إلى ذلك، وأضاف: «نحن قادرون على توفير كل الأدوات اللازمة لحماية مواطنينا، وما نتطلع إليه أن تساعدنا الدول في تحقيق السلام ووقف الحرب، ومعالجة الكارثة الإنسانية التي خلفتها».

الاعتراف بالحكومة

وبشأن ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستجد اعترافاً، ذكر الصافي، أن حكومة بورتسودان «غير شرعية»، ولا تعترف بها أي دولة -على حد وصفه- لكنها باختطاف مؤسسات الدولة السودانية، استطاعت أن تحصل على كل أنواع الأسلحة.

وتابع: «الحكومة الجديدة ستطرح رؤيتها لتحقيق السلام، ونتطلع للتعاون مع حكومات الإقليم التي تدعم العملية السياسية السلمية لوقف الحرب، وأن تعترف بهذه الحكومة التي ستُمثل الشرعية في البلاد».

وقال: «الاعتراف الحقيقي سنحصل عليه من جماهير الشعب السوداني الذي حرم لأكثر من 24 شهراً (منذ اندلاع الحرب) من الخدمات والمساعدات الإنسانية، واستخدم كل من الجيش السوداني والميليشيات الإسلامية سلاح التجويع ضد المدنيين، ما أنتج عنه فجوات غذائية ومجاعة في كثير من مناطق البلاد». وأضاف: «الحكومة المزمع تشكيلها ستكون قادرة على القيام بواجباتها الأساسية في توفير الحماية والأمن وكل الخدمات للمواطنين». وأشار إلى أن «الدول الصديقة والشقيقة والأوروبية الحريصة على السلام والمنظمات ستتعاون معنا، وستقدم المساعدات الإنسانية، وتسهم في تعمير ما دمرته الحرب، بغض النظر عن الاعتراف السياسي بالحكومة».

إعلان الحكومة من الخرطوم

وكشف مستشار «الدعم السريع» «عن أن إعلان الحكومة الجديدة سيكون من داخل العاصمة الخرطوم»، مؤكداً أنها لن تكون حكومة منفى، أو تعلن في كينيا، أو في أي دولة أخرى. وقال إن ما يجري في كينيا مشاورات سياسية بين القوى السياسية والمجتمعية للتوافق على ميثاق سياسي تأسيسي، وسبق لدولة كينيا أن احتضنت محادثات السلام التي جرت بين الأطراف السودانية في السنوات الماضية، ونجحت وساطتها في توقيع اتفاق «نيفاشا» للسلام الشامل في السودان 2005.

وقال: «تمت إجازة الميثاق السياسي التأسيسي للحكومة، ويجري حالياً وضع اللمسات النهائية للدستور المؤقت، (سيتم التوقيع عليه السبت) في نيروبي كما تم اعتماد البرنامج الإسعافي للحكومة».

عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة الموازية في نيروبي (أ.ف.ب)
عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة الموازية في نيروبي (أ.ف.ب)

وأضاف نحن الآن في المرحلة النهائية من المشاورات بشأن تشكيل الحكومة من داخل السودان، تعقبه تسمية أعضاء السلطة في مستوياتها السيادية والتنفيذية، واختيار الوزراء، بالإضافة إلى تعيين حكام في كل ولايات السودان (18 ولاية). وأكد الصافي أن أقصى مدى زمني لإعلان الحكومة لن يتجاوز الشهر بعد التوقيع على مسودة الدستور المؤقت.

الحلو ستوقع والنور في الطريق

وبشأن انضمام «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، إلى السلطة الجديدة، قال: «لقد جرت نقاشات عميقة بين اللجنتين المكونتين من القوى السياسية و(الحركة الشعبية)، وتم التوصل إلى الصيغة النهائية للميثاق السياسي، مع إضافة كل الملاحظات التي أبديت من طرفها. نحن متوافقون تماماً على الميثاق، ولا تزال النقاشات مستمرة حول الدستور المؤقت». وتابع: «بعد اكتمال الترتيبات ووصول وفد (الحركة الشعبية) بالكامل إلى نيروبي سيشاركون في مراسم التوقيع».

من اليمين عبد العزيز الحلو «الحركة الشعبية لتحرير السودان» والرئيس الكيني ويليام روتو ورئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك وعبد الواحد محمد نور رئيس «حركة تحرير السودان» خلال توقيع وثيقة سياسية في نيروبي مايو 2024 (منصة «إكس»)
من اليمين عبد العزيز الحلو «الحركة الشعبية لتحرير السودان» والرئيس الكيني ويليام روتو ورئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك وعبد الواحد محمد نور رئيس «حركة تحرير السودان» خلال توقيع وثيقة سياسية في نيروبي مايو 2024 (منصة «إكس»)

وأشار الصافي إلى أن «الاتصالات مع رئيس (حركة تحرير السودان)، جناح عبد الواحد محمد النور، لم تنقطع، وأن المواقف بيننا ليست بعيدة من الوصول إلى اتفاق كامل حول الميثاق السياسي، وقد تكون المفاجأة انضمام عبد الواحد للسلطة».

التأييد الشعبي

وأكد الصافي أن الحكومة الجديدة تُمثل قطاعات واسعة من السودانيين، وكسبت التأييد الشعبي قبل الإعلان عنها، مشيراً في هذا الصدد إلى المسيرات التي خرجت في عدد من مدن دارفور داعمة للحراك السياسي الجاري بالميثاق السياسي التأسيسي الذي سيفضي لتشكيل حكومة قومية في كل البلاد.

وقال: «بعد تشكيل الحكومة، ستتوجه وفود إلى دول الإقليم وبعض الدول الغربية لشرح رؤيتها وخططها الإسعافية، وتدعوهم لدعمها، كما أعدت لجنة الاتصال الخارجي برامج كاملة للتواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والبعثات الدبلوماسية».


مقالات ذات صلة

25 قتيلاً في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم للنازحين في الفاشر

شمال افريقيا صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

25 قتيلاً في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم للنازحين في الفاشر

قتل 25 شخصا على الأقل بينهم أطفال ونساء جراء هجوم شنّته «قوات الدعم السريع» على مخيم للنازحين في مدينة الفاشر في غرب السودان الجمعة

«الشرق الأوسط» (بورت سودان)
شمال افريقيا لاجئون سودانيون من غرب دارفور بالسودان في مستشفى أدري بتشاد 16 يونيو 2023 (رويترز)

مقتل 15 في قصف لـ«الدعم السريع» على مدينة الفاشر بدارفور

قُتل 15 شخصاً على الأقل في قصف لـ«قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر في إقليم دارفور، بحسب ما أفاد مصدر طبي الخميس.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

السودان: «الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة أم كدادة

أعلنت «الدعم السريع» سيطرتها على منطقة أم كدادة الواقعة على بعد 187 كيلومتراً، جنوب شرقي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب السودان.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جنود سودانيون قرب مركبة عسكرية مدمرة في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

«الصليب الأحمر»: لا يجوز أن يدير المجتمع الدولي ظهره للسودان

عرضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقرير المآسي التي يمر بها السودان جراء النزاع بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا دبابة مدمرة في أحد شوارع الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

السودان ينفي رسمياً إرسال مبعوث رئاسي لإسرائيل

نفت الحكومة السودانية إرسال «أي مبعوث» إلى إسرائيل للحصول على دعم تسليحي ودبلوماسي.

أحمد يونس (كمبالا)

احتجاجات ترافق الجلسة الثانية لقضية «التآمر على أمن تونس»

من احتجاجات عشرات النشطاء وأهالي السجناء السياسيين التونسيين أمام محكمة تونس العاصمة (أ.ف.ب)
من احتجاجات عشرات النشطاء وأهالي السجناء السياسيين التونسيين أمام محكمة تونس العاصمة (أ.ف.ب)
TT
20

احتجاجات ترافق الجلسة الثانية لقضية «التآمر على أمن تونس»

من احتجاجات عشرات النشطاء وأهالي السجناء السياسيين التونسيين أمام محكمة تونس العاصمة (أ.ف.ب)
من احتجاجات عشرات النشطاء وأهالي السجناء السياسيين التونسيين أمام محكمة تونس العاصمة (أ.ف.ب)

تجمع عشرات النشطاء وأهالي السجناء السياسيين التونسيين الموقوفين في قضية «التآمر على أمن الدولة» أمام محكمة تونس العاصمة، الجمعة، للاحتجاج ضد إجراءات المحاكمة. وكانت هيئة الدفاع عن الموقوفين القابعين في السجن منذ أكثر من عامين، قد أعلنوا مقاطعتهم للجلسة المقررة الجمعة، بعد جلسة أولى في الرابع من مارس (آذار) الماضي.

المحامية دليلة بن مبارك ترفع شارة النصر أمام باب المحكمة (أ.ف.ب)
المحامية دليلة بن مبارك ترفع شارة النصر أمام باب المحكمة (أ.ف.ب)

وبحسب ما أورده تقرير لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، فقد رفع المحتجون صور الموقوفين، ورددوا شعارات تطالب بتوفير شروط المحاكمة العادلة. ودخل ستة من بين الموقوفين في إضراب عن الطعام، الأربعاء. في حين رفض السجناء قرار المحكمة إجراء جلسات المحاكمة عن بُعد، عبر تقنية الفيديو. كما رفض معظمهم حضور الجلسة الأولى قبل شهر من إيقافهم في سجن المرناقية.

وقال رياض الشعيبي، السياسي المعارض والمستشار لزعيم حزب «حركة النهضة الإسلامية» راشد الغنوشي، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «نرفض قرار المحكمة تمديد المحاكمة عن بُعد. هذه محاكمة سياسية». من جانبه، قال أيضاً الناشط السياسي المعارض عز الدين الحزقي، والد القيادي البارز بـ«جبهة الخلاص الوطني» الموقوف جوهر بن مبارك: «نرفض محاكمة دون حضور السياسيين. ونحن نطالب بأبسط حقوق المحاكمة العادلة». ويلاحق في قضية «التآمر على أمن الدولة» 40 شخصاً، من بينهم قياديون بارزون من المعارضة، من «جبهة الخلاص الوطني»، و«حركة النهضة الإسلامية»، بالإضافة إلى سياسيين مستقلين. وفيما ينفي الموقوفون التهم الموجهة إليهم، يتهم الرئيس قيس سعيّد الذي سيطر على الحكم بشكل كامل منذ 2021، خصومه من المعارضة بمحاولات تفكيك مؤسسات الدولة، والتخابر مع جهات خارجية. في حين تقول المعارضة إن التهم الموجهة للسياسيين الموقوفين «سياسية» ومفتعلة.

وعززت الشرطة الرقابة عند مدخل مقر المحكمة الابتدائية في تونس، من خلال حماية أمنية مشددة، وفقاً لصحافية من «وكالة الصحافة الفرنسية». وتُعقد هذه المحاكمة، بحسب منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في «سياق قمعي استفاد منه الرئيس (قيس) سعيّد باستغلال النظام القضائي التونسي لمهاجمة المعارضين السياسيين». وقرّرت السلطات القضائية منذ الجلسة الأولى لهذه القضية الاستثنائية، في 4 من مارس الماضي، أنه سيتم محاكمة المتهمين الموقوفين عن بُعد. ومن بين المتهمين مسؤولون في أحزاب، ومحامون، وشخصيات في مجال المال والأعمال والإعلام، ويلاحق ما مجموعه نحو أربعين شخصاً بتهمة «التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي»، والانتماء إلى «تنظيمات إرهابية».

رئيس «جبهة الخلاص» أحمد نجيب الشابي أمام المحكمة (أ.ف.ب)
رئيس «جبهة الخلاص» أحمد نجيب الشابي أمام المحكمة (أ.ف.ب)

واعتبر رئيس «جبهة الخلاص» (الائتلاف المعارض)، أحمد نجيب الشابي، في رسالة الخميس، أن هذه الاتهامات التي قد تصل عقوباتها إلى السجن مدى الحياة والإعدام «ملفها قد خلا مطلقاً من كل ما يمكن أن يوحي بأن أياً من المتهمين قد فكر في القيام بأي من هذه الجرائم، فضلاً عن أن يكون قد اتفق مع أي من المتهمين على ارتكابها». ومن بين الاتهامات الأخرى الموجهة إلى عدد من الموقوفين، وفقاً للدفاع، إقامة اتصالات تعتبر مشبوهة مع دبلوماسيين.

الصحافية والحقوقية شيماء العيسى خلال الوقفة الاحتجاجية أمام باب المحكمة (أ.ف.ب)
الصحافية والحقوقية شيماء العيسى خلال الوقفة الاحتجاجية أمام باب المحكمة (أ.ف.ب)

ومنذ قرّر سعيّد في صيف عام 2021 احتكار كل السلطات في البلاد، ندد ناشطون حقوقيون ومعارضون بتراجع الحقوق والحريات في البلاد التي كانت تعتبر منطلقاً لما عُرف بـ«الربيع العربي» في 2011، خاصة بعد أن تم اعتقال العديد من المتهمين خلال حملة مداهمة في صفوف المعارضة في 2023. وقد وصفهم الرئيس سعيّد حينها بأنهم «إرهابيون».