بنسخته الرابعة... انطلاق منتدى الإعلام السعودي بالرياض

وزير الإعلام: رسالتنا هي «نبني الإنسان ونلهم العالم ونصنع المستقبل»

الأمير عبد العزيز بن سلمان في حوار يديره الوزير سلمان الدوسري (تصوير: مشعل القديد)
الأمير عبد العزيز بن سلمان في حوار يديره الوزير سلمان الدوسري (تصوير: مشعل القديد)
TT
20

بنسخته الرابعة... انطلاق منتدى الإعلام السعودي بالرياض

الأمير عبد العزيز بن سلمان في حوار يديره الوزير سلمان الدوسري (تصوير: مشعل القديد)
الأمير عبد العزيز بن سلمان في حوار يديره الوزير سلمان الدوسري (تصوير: مشعل القديد)

انطلقت في الرياض، الأربعاء، أعمال المنتدى السعودي للإعلام 2025، في نسخته الرابعة، التي يشارك فيها أكثر من 2000 متحدث وإعلامي في مجالات السياسة والطاقة والإعلام والاقتصاد وتقنيات الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، يساهمون في 80 جلسة وحواراً معرفياً و11 مبادرة وتجربة تفاعلية.

وفي كلمة افتتاحية، قال سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، إن السعودية أعظم قصة نجاح في القرن الواحد والعشرين، يرويها إعلامها الذي يعمل بأدوات المستقبل، وبحراك لا يعرف التوقف، مضيفاً أن المملكة شهدت في عام 2024 وحتى الآن زيارة 24 زعيماً من مختلف دول العالم، كما شهدت تنظيم أكثر من 15 ألف فعالية من المؤتمرات والمناسبات بحضور يفوق 42 مليون زائر، مؤكداً أن كل تلك هي أحداث إعلامية لا تتوقف، ويصنع من خلالها الخبر والعنوان والمانشيت الرئيسي.

وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري (تصوير: بشير صالح)
وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري (تصوير: بشير صالح)

وقال الوزير الدوسري إن كل يوم يمرّ من دون «الذكاء الاصطناعي» يساوي أعواماً من التأخر، مؤكداً أن الحديث عن مستقبل الإعلام يعني الحديث عن عالم يولد من الخوارزميات التنبؤية، والروبوتات الصحافية والذكاء الاصطناعي، وأن السعودية تحولت إلى مختبر عالمي مفتوح للأفكار الكبرى، يندمج فيه الإعلام الذكي مع الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المختلط والواقع الافتراضي.

وفي كلمته التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المنتدى السعودي للإعلام، أعلن عن أولويات عام التأثير الإعلامي في السعودية، التي تتضمن تطوير استراتيجية الإعلام غير الربحي، والإعلان عن تنظيم مؤتمر دولي لمستقبل الأخبار في الرياض، للإسهام العالمي في ابتكار تقنيات صناعة الأخبار، واستكمال رقمنة أرشيف وكالة الأنباء السعودية (واس) التاريخي، وافتتاح مقر الزمالات الصحافية الإخبارية، والعمل على وثيقة حوكمة قطاعات الإعلانات الرقمية، وإنشاء معمل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة للإعلام.

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون مشاركاً في المنتدى (تصوير: بشير صالح)
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون مشاركاً في المنتدى (تصوير: بشير صالح)

حزمة مبادرات إعلامية

وأعلن وزير الإعلام السعودي عن إطلاق حزمة مبادرات إعلامية تشمل حزمة برامج لدعم حاضنات ومسرعات الأعمال الإعلامية بهدف تجويد البنية التحتية الإعلامية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وذلك عبر معسكر الإعلام الابتكاري «saudi mib» بالتعاون مع «سدايا»، كما شهد المنتدى توقيع اتفاقيات تمويل الشركات الناشئة في قطاع الإعلام بالتعاون مع برنامج كفالة.

وقال الوزير الدوسري: «كانت المصافحة الأولى في منتدى الإعلام السعودي السابق وعداً بتحول إعلامي يخطو نحو المستقبل، واليوم نحن هنا مجدداً، لنرسم عام التأثير، ونكتب معاً قصة إعلام سعودية تليق بحجم الرؤية الطموحة، وكذلك إعلام يليق بالحدث، ويؤثر في توجهات صناعة مستقبل جديد، تمتزج فيه البرمجة بالمحتوى، وتتحول فيه القصة إلى اقتصاد رقمي، وفق معادلات جديدة».

حضور الجلسة الافتتاحية من المنتدى (المنتدى السعودي للإعلام)
حضور الجلسة الافتتاحية من المنتدى (المنتدى السعودي للإعلام)

وأكد وزير الإعلام السعودي أن الواقع الجديد الذي تأسس في قطاع الإعلام السعودي ساهم في خلق فرص حالمة، حيث سيوفر قطاع الإعلام قرابة 150 ألف وظيفة بحلول عام 2030 ليكون حاضنة للمواهب ومسرعة للابتكار، مشيراً إلى أن هذا النمو الإعلامي اللافت يقف على ستة أعمدة، تشمل التحول في معدلات الطلب، والبنية التحتية، والتحول التمويلي، ودعم المواهب، وتبني التقنيات، والتحول التنظيمي، مؤكداً أنها أدوات وممكنات لصناعة التأثير محلياً وإقليمياً ودولياً.

واختتم الوزير الدوسري أن مسيرة الإعلام السعودي تشهد مرور أكثر من قرن على انطلاقتها، مؤكداً على أعتاب يوم التأسيس، الذي يصادف 22 فبراير (شباط) في كل عام، أن القيادة السعودية تؤمن بأن الإعلام ليس مجرد أداة تواصل وحسب، إنما هو قوة استراتيجية تصنع بها الحضارات وتبنى بها الرؤى ويرسم بها المستقبل، مضيفاً: «نعتز بجذورنا في التاريخ وننطلق منها إلى المستقبل، نستلهم من (رؤية السعودية 2030) روح الطموح والتجديد والإنجاز، وفي معادلة التأثير، فإن المرسل هي السعودية، والمستقبل أكثر من 8 مليارات إنسان على هذا الكوكب، وأما الرسالة من السعودية فهي (نبني الإنسان ونلهم العالم ونصنع المستقبل)».

شهد المنتدى حضوراً كثيفاً خلال يومه الأول (المنتدى السعودي للإعلام)
شهد المنتدى حضوراً كثيفاً خلال يومه الأول (المنتدى السعودي للإعلام)

صناعة التأثير تحتاج إلى صنّاع التغيير

وافتتح «المنتدى السعودي للإعلام» باكورة أعماله، بجلسة حوارية للأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، وزير الطاقة السعودي، بعنوان «دهاليز الطاقة وصناعة القرار» حاوره خلالها سلمان الدوسري، وزير الإعلام السعودي.

وأكد وزير الطاقة السعودي أن صناعة التأثير تحتاج إلى صنّاع التغيير، عادّاً أنه «لولا وجود الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، صانع تغيير، لما كان لصنّاع التأثير أثر».

وشدّد وزير الطاقة السعودي على أن بلاده أصبحت ترحِّب بالعالم، مؤكِّداً أنها تتمتع بـ«الثقة الذاتية» بما تفعله لنفسها وللعالم، وأشار إلى أن السعودية لم ترغب بأن تكون منطوية على تجربتها الجريئة «بل أردنا أن يكون لدينا دور عالمي نشاركه مع العالم»، وأضاف: «لن نكون بحالة سكون في الدفاع عن قناعاتنا».

وأوضح أن هناك الكثير لتشاركه السعودية مع العالم على غرار «إكسبو 2030»، وكأس العالم 2034، والمناسبات الرياضية، وفتح المجال للتعامل مع البلاد سياحياً واستثماريّاً وتجاريّاً وغيرها، مشدّداً على أن ذلك يوفّر مادة كبيرة للمسؤول رغم وجود التحدّيات.

وعَدّ الوزير السعودي أن مفهوم «صنّاع التغيير» بات مفهوماً شمولياً، وأن مَن يصنع التغيير هو المستفيد منه، وعند سؤاله حول «ما تبقّى من عبد العزيز بن سلمان المحاضر في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن»، كشف عن أنه ما زال يُحاضر من حين لآخر، وأنه لو ترك وظيفته وزيراً فسيعود إلى شغفه الأساسي معلِّماً.

ودار حوار لفت الحضور بين وزير الطاقة السعودي ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، حول استمرار الأخير في إلقاء المحاضرات بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، واتفقا على أن عملية التعلم مستمرة.

من جلسات المنتدى بمشاركة خبراء ومتخصصين (تصوير: بشير صالح)
من جلسات المنتدى بمشاركة خبراء ومتخصصين (تصوير: بشير صالح)

11 مبادرة وتجربة تفاعلية

ومن جانبه، قال محمد فهد الحارثي، رئيس المنتدى ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، إن أكثر من 11 مبادرة وتجربة تفاعلية، صُممت في أروقة المنتدى السعودي للإعلام ومعرض مستقبل الإعلام، لتكون محركات للإبداع، وجسوراً تعبر بالإعلام وصناعه نحو آفاق جديدة من التمكين والتطوير.

وأشار الحارثي في منشور عبر حسابه على منصة «إكس» بالتزامن مع انطلاق أعمال المنتدى، إلى أن تلك التجارب والمبادرات تهدف إلى دعم الشباب وصقل مهاراتهم الإعلامية، باعتبارهم نبض التغيير وأساس المستقبل، وإلى تطوير المنصات الإعلامية، لتحقق المنافسة والتأثير عالمياً إضافة إلى مواكبة تحولات الصناعة، إيماناً بأن التجديد سر بقاء الوسيلة الإعلامية، من خلال دعم المشاريع التنموية الكبرى، باعتبار الإعلام شريكاً وممكناً، والاحتفاء بإنجازات الشباب، وتعزيز روح التنافس، وتعزيز الصورة الوطنية عالمياً.

وانطلق بالتزامن مع المنتدى معرض مستقبل الإعلام «فومكس»، الذي يشارك فيه أكثر من 250 منظمة وشركة من أكبر الشركات الإعلامية والتقنية من كل مكان في العالم، للمساهمة في صناعة فارق على خريطة الإعلام والاتصال العالمية.

وتستمر فعاليات المنتدى السعودي للإعلام في نسخته الرابعة ليومي الخميس والجمعة، من خلال عدد من الجلسات النقاشية وورش العمل، من خلال 4 منصات رئيسية تضم «مسرح أرامكو»، و«حديث المنتدى»، و«منصة الاستثمار»، و«منصة الإلهام»، بمشاركة عددٍ من المسؤولين والخبراء والمختصين، وصنّاع القرار في مجال الإعلام على الصُعد المحلية والإقليمية والدولية، وتناقش عدداً من المواضيع ذات العلاقة بالمجال.


مقالات ذات صلة

«الأبحاث والإعلام» تطلق «إس إم إس» للحلول الإعلامية

يوميات الشرق مقر «المجموعة السعودية» في مركز الملك عبد الله المالي (الشرق الأوسط) play-circle 01:04

«الأبحاث والإعلام» تطلق «إس إم إس» للحلول الإعلامية

أطلقت «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» (SRMG) «إس إم إس» للحلول الإعلامية، والتي تتيح التواصل مع أكثر من 170 مليون مستخدم حول العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
إعلام النائبة الجمهورية اليمينية مارغوري تايلور غرين (رويترز)

حرب ترمب على «الإعلام المعادي لأميركا» متواصلة

الحرب التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على وسائل الإعلام، منذ اليوم الأول لتسلمه منصبه في ولايته الثانية، عدّها المراقبون استمراراً لحربه التي «انقطعت» ب

إيلي يوسف (واشنطن)
إعلام شعار منصة "إكس" فوق أحد مبانيها في سان فرانسيسكو (رويترز)

تساؤلات حول تملّك «إكس إيه آي» منصة «إكس»

أثار إعلان رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، استحواذ شركته الناشئة للذكاء الاصطناعي «إكس إيه آي» على منصة «إكس» تساؤلات عدة بشأن الهدف من الاستحواذ،

فتحية الدخاخني (القاهرة)
إعلام جاي غرابر (غيتي)

ارتفاع عدد مستخدمي «بلوسكاي» إلى 30 مليوناً

الانتقادات الكثيرة التي تطول راهناً منصّة «إكس» بسبب تحوّلها -في نظر البعض- إلى فضاء نقاش ملوّث بالنظريات التآمرية العنصرية، بعد وصول إيلون ماسك

أنيسة مخالدي (باريس)
إعلام إيرادات الأخبار من «غوغل» تُثير خلافاً مع ناشرين

إيرادات الأخبار من «غوغل» تُثير خلافاً مع ناشرين

أثارت شركة «غوغل» جدلاً بين ناشرين بعدما أجرت «تجربة» خلصت إلى أنه ليس للأخبار أي تأثير ملموس على إيراداتها الإعلانية، الأمر الذي عدَّه ناشرون نتيجة «غير دقيقة»

إيمان مبروك (القاهرة)

«فن الرياض» أعمال إبداعية تستجلي الوظيفة الجمالية للموسيقى

يأتي أسبوع فن الرياض في وقت تجد مدينة الرياض نفسها في خضم تحول غير مسبوق (الشرق الأوسط)
يأتي أسبوع فن الرياض في وقت تجد مدينة الرياض نفسها في خضم تحول غير مسبوق (الشرق الأوسط)
TT
20

«فن الرياض» أعمال إبداعية تستجلي الوظيفة الجمالية للموسيقى

يأتي أسبوع فن الرياض في وقت تجد مدينة الرياض نفسها في خضم تحول غير مسبوق (الشرق الأوسط)
يأتي أسبوع فن الرياض في وقت تجد مدينة الرياض نفسها في خضم تحول غير مسبوق (الشرق الأوسط)

في حين يعيش العالم، لحظات تسارع، وفي زمن يعاد فيه رسم الحدود بين ما هو ممكن وما هو واقع، تأتي الأعمال المشاركة في أسبوع «فن الرياض» الذي انطلق (الأحد)، لتسلط الضوء على العلاقة ما بين الأفكار والأدوات التي يتعامل معها الناس.

وتشكّل الأعمال الفنية التي يقدمها أسبوع فن الرياض ما يشبه خريطة متعددة الألحان، ومترابطة ومتنوعة في الوقت نفسه، وتتفاعل في 3 موضوعات رئيسية تشكل محاور نسخة هذا العام من المعرض، وهي الحياة اليومية والمناظر الطبيعية والزخارف.

لا تُقدَّم الأعمال أجوبة بل إشارات مفتوحة نحو تجارب حسية تتجاوز الظواهر (الشرق الأوسط)
لا تُقدَّم الأعمال أجوبة بل إشارات مفتوحة نحو تجارب حسية تتجاوز الظواهر (الشرق الأوسط)

وفي صالة «أثر لا يرى» ضمن معارض أسبوع فن الرياض، تعالج الأعمال المشاركة العلاقة مع الصوت، وإعادة النظر فيه، ليس بوصفه وسيلة إدراك، بل بمثابة قوة تحولية، وتتبّع الأعمال تجليات الصوت والموسيقى التي تتجاوز وظيفتها الجمالية، وتتحوّل إلى حضور غير مرئي يربط الجسد بالذاكرة، والإيقاع بالمساحة، واللحظة بما يتجاوزها.

وتساهم أعمال الفنانين عبد العزيز عاشور، وبدور السديري، وعبد الله الخريّف وخالد بن عفيف، المشاركة في معرض أثر لا يرى، في تتبّع أثر ما يختبره الأفراد، في تشكيل وعيهم، بحيث لا تكون الموسيقى في وجهة نظر الفنانين مجرد حدث صوتي، بل تجربة يتجاوز أثرها لحظة الاستماع، وتستقر في مكان أعمق من الحواس.

وفي التكوين الفني المتعدد الذي قدمه الفنانون، لا تُقدَّم الأعمال أجوبة، بل إشارات مفتوحة نحو تجارب حسية تتجاوز ظاهر الصوت، ودعوة لتأمل ما تتركه التجربة بعد انقضائها، وفي القدرة على الإصغاء لما لا يُقال، والتفاعل مع ما لا يُرى، ومع ما يُحدثه من تغيير دقيق، دائم، وهادئ لدى الأفراد.

أعمال معرض «أثر لا يرى» تستجلي علاقة الأفراد مع الصوت والموسيقى (الشرق الأوسط)
أعمال معرض «أثر لا يرى» تستجلي علاقة الأفراد مع الصوت والموسيقى (الشرق الأوسط)

أما عمل «الدرعية: مشروع الربع تون» فتحاول من خلاله الفنانة السعودية بدور السديري التعاطي مع ملامح سؤال بدأ يطرق ذهنها بعد خوض تجربة شخصية مهمة، وحاولت من خلال عملها الإجابة على سؤال «ما الذي يجعل للصوت هوية؟ وكيف يمكن أن نحفظ الأثر السمعي في زمن تهيمن فيه الماكينات؟».

وعبر صندوق صغير سمته الفنانة بـ«البوكس الموسيقي» الذي ابتكرته ليكون بمثابة مسرح لصوتٍ يحمل الذاكرة ولا يكررها، تحاول السديري إعادة اكتشاف الصوت من جذوره.

وقد بدأ العمل من خلال رحلة قطعتها بدور السديري برفقة الباحث غالب الحميميدي، للعثور على فهم دقيق للنوتة العربية في سياقها التقني، والتحديات التي تواجهها داخل الأنظمة الصوتية الصناعية.

«البوكس الموسيقي» الذي ابتكرته السديري بمثابة مسرح لصوتٍ يحمل الذاكرة ولا يكررها (الشرق الأوسط)
«البوكس الموسيقي» الذي ابتكرته السديري بمثابة مسرح لصوتٍ يحمل الذاكرة ولا يكررها (الشرق الأوسط)

تلك الرحلة التي امتدّت إلى كل المناطق السعودية بدأت في عام 2019، وكانت خلالها الأغنية وسيلة لتمرير القيم، لا مجرد وسيلة للاحتفال بها فقط، ومع تراكم الخبرة وتداخل الاختصاصات، تحوّلت التجربة إلى مشروع تجريبي يعيد صياغة العلاقة بين الموروث والآلة، ومحاولة لتثبيت الهوية السمعية لا في الماضي، بل في الزمن التقني الراهن.

واستلهم العمل من كتابات المؤرخ «ابن بشر» حول الدرعية، ومن وصف المستشرق جون لويس رينادو، لوادي حنيفة عام 1795، وكأن الزمن تحوّل إلى نغمة، والوادي إلى ذاكرة تتكلم.

الصالون السنوي احتضن أعمالاً قائمة من الفنانين المشاركين (الشرق الأوسط)
الصالون السنوي احتضن أعمالاً قائمة من الفنانين المشاركين (الشرق الأوسط)

يؤدي الفن وظيفته الأكثر إلحاحاً وحيوية لبث التحدي والتفكير وتصوير ما ينتظر الأفراد في المستقبل (الشرق الأوسط)
يؤدي الفن وظيفته الأكثر إلحاحاً وحيوية لبث التحدي والتفكير وتصوير ما ينتظر الأفراد في المستقبل (الشرق الأوسط)

«على مشارف الأفق» دعوة للتأمل

يأتي أسبوع فن الرياض، في وقت تجد فيه العاصمة السعودية نفسها في خضم تحول غير مسبوق، فالرياض التي شكلها تراثها الغني، تعكس هذه الديناميكية بشكل مثالي، خاصة أنها تقع على تقاطع طرق الصحراء والمدينة، وتنبض بإيقاع التجدد، ويعد مكانها سرداً للتكيف والتعددية، حيث تتناغم فيها المناظر الطبيعية الثقافية والمعمارية والاجتماعية، وعلى مشارف هذا الأفق، يأتي الفن ليبث التحدي والتفكير، وليصور ما ينتظر الأفراد في المستقبل فيما هم منغمسون في الحاضر.

تجدر الإشارة إلى أن الموضوعات التي تناولتها الأعمال المشاركة في المعرض تشكل بمجملها، خريطة تحول متعددة الألحان، وتكشف عن تفاصيل إيقاع داخلي تتقاطع فيه الأوقات، لتقديم وجهات نظر متعددة حول تطور المنطقة وقدرتها على مواكبة التسارع الذي تشهده.