بعد خرقها القرار 1701 واتفاق الهدنة... لبنان يتوجه إلى مجلس الأمن لإلزام إسرائيل بالانسحاب

تل أبيب تقول إن قواتها ستبقى «بشكل مؤقت في 5 نقاط استراتيجية مرتفعة»

0 seconds of 1 minute, 1 secondVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:01
01:01
 
TT
20

بعد خرقها القرار 1701 واتفاق الهدنة... لبنان يتوجه إلى مجلس الأمن لإلزام إسرائيل بالانسحاب

الرؤساء اللبنانيون الثلاثة (الرئاسة اللبنانية)
الرؤساء اللبنانيون الثلاثة (الرئاسة اللبنانية)

أعلن رئيس الجمهورية اللبناني جوزيف عون، الثلاثاء، أن لبنان يواصل اتصالاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وفرنسا من أجل استكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع التي لا تزال موجودة فيها في جنوب البلاد، وفق بيان صادر عن مكتب الرئاسة.

وقال عون: «لبنان يواصل اتصالاته الدبلوماسية مع أميركا وفرنسا لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقّى من الأراضي التي احتلّتها في الحرب الأخيرة، والقرار اللبناني موحّد في اعتماد الخيار الدبلوماسي، لأنّ لا أحد يريد الحرب»، وإن لبنان سيعد أي استمرار للوجود الإسرائيلي على أراضيه احتلالاً، مع التأكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لضمان انسحاب إسرائيل.

يأتي ذلك في الوقت الذي تنتهي فيه مهلة محددة لانسحاب القوات الإسرائيلية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، وأوقف الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» العام الماضي.

وجاء في بيان الرؤساء الثلاثة: «إزاء تمادي إسرائيل في تنصلها من التزاماتها وتعنتها في نكثها بالتعهدات الدولية، يعلن المجتمعون... التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقرَّ القرار 1701؛ لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية، وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية».

وأكد البيان تمسُّك الدولة اللبنانية «بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كامل أراضيها، والتأكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي».

كما شدد على دور الجيش اللبناني وجاهزيته الكاملة لتسلُّم مهامه على الحدود الدولية المعترف بها، بما يحفظ السيادة الوطنية، ويحمي أهل المنطقة.

وذكّر بأن الفقرة 12 من اتفاق وقف إطلاق النار، التي أكدت بوضوح تام تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، على ألا يتجاوز ذلك 60 يوماً.

وأضاف: «أمام تنصل إسرائيل من تنفيذ التزاماتها، قرّر المجتمعون التوجه إلى مجلس الأمن الدولي الذي أقرَّ الـ(1701) لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وإلزامها الانسحاب حتى الحدود الدولية».

من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الثلاثاء، إن إسرائيل ستُبقي على قواتها «بشكل مؤقت في 5 نقاط استراتيجية مرتفعة» في جنوب لبنان.

وشدد ساعر على أن الإبقاء على هذه النقاط «ضروري لأمننا»، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي في القدس: «عندما يفي لبنان بشكل كامل بالتزاماته بموجب الاتفاق لن تبقى حاجة إلى الاحتفاظ بهذه النقاط».

وانسحبت قوات الجيش الإسرائيلي من قرى الجنوب وبلداته، فجر الثلاثاء، وأبقت على وجودها في 5 نقاط رئيسية على طول الحدود.

وذكرت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» أن القوات الإسرائيلية انسحبت من يارون، ومارون الراس، وبليدا، وميس الجبل، وحولا، ومركبا، والعديسة، وكفركلا والوزاني، في حين بقيت في 5 مواقع حدودية تقابلها «تجمعات استيطانية رئيسية».

الأمم المتحدة و«يونيفيل»

في السياق، قال بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس - بلاسخارت وقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أرولدو لاثارو، الثلاثاء، إن أي تأخير في انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى جنوب الخط الأزرق يشكّل «انتهاكاً مستمراً» لقرار مجلس الأمن «1701».

لكن البيان أشار إلى أن هذا الأمر ينبغي ألا «يحجب التقدم الملموس الذي تم إحرازه منذ دخول التفاهم حيز التنفيذ في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، فقد انسحب الجيش الإسرائيلي من المراكز السكانية في جنوب لبنان، وانتشرت القوات المسلحة اللبنانية في ظروف صعبة، ودعمت عودة المجتمعات المحلية، وعملت على استعادة الخدمات الأساسية».

وأضاف: «في الوقت نفسه، فإن الرئيس اللبناني الجديد والحكومة عازمون على بسط سلطة الدولة بشكل كامل في كل المناطق في الجنوب، وتعزيز الاستقرار لمنع عودة النزاع إلى لبنان، وهم يستحقون الدعم الثابت في هذا المسعى».

وشدد البيان على أنه يتعين على لبنان وإسرائيل في نهاية المطاف أن «يجعلا الحلول التي نص عليها التفاهم الذي تم التوصل إليه في نوفمبر والقرار (1701) حقيقة واقعة، وذلك على جانبي الخط الأزرق»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة في لبنان على استعداد لمواصلة دعم كل الجهود في هذا الاتجاه.

وتابع بالقول: «لا يزال أمامنا كثير من العمل الشاق لتحقيق الالتزامات التي تمّ التعهد بها في تفاهم نوفمبر وفي القرار (1701)، وندعو الطرفين إلى الوفاء بالتزاماتهما».

وبموجب هدنة جرى التوصل إليها في نوفمبر، مُنحت القوات الإسرائيلية 60 يوماً للانسحاب من جنوب لبنان بعد حرب استمرت لأكثر من عام مع «حزب الله».

وتم تمديد الموعد النهائي إلى 18 فبراير (شباط) 2025، غير أن الجيش الإسرائيلي أعلن أن قواته ستبقى في 5 مواقع بجنوب لبنان لمدة غير محددة بعد هذا الموعد.


مقالات ذات صلة

عون يصل الدوحة ويشدد على مساعدة لبنان في تعزيز سلطة الدولة وحصر السلاح

الخليج الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون لدى وصوله إلى العاصمة القطرية الدوحة (قنا)

عون يصل الدوحة ويشدد على مساعدة لبنان في تعزيز سلطة الدولة وحصر السلاح

أعلن الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون الذي وصل، الثلاثاء، إلى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية. أنه سيبحث مع المسؤولين القطريين سبل مساعدة لبنان.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)

عون يعلن انطلاق «مسار الإصلاحات» بلبنان

أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون أن «مسار الإصلاحات في لبنان بدأ، وهو حتماً لمصلحة لبنان قبل أن يكون بناء على رغبة المجتمع الدولي».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ب)

الرئيس اللبناني: «حزب الله» أبدى ليونة كبيرة في مسألة «السلاح»

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الخميس، أن «حزب الله» أبدى كثيراً من الليونة والمرونة والتعاون.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)

عون: عزمي لن يلين في تحقيق ما عاهدت عليه اللبنانيين

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم (السبت)، دخول بلاده مرحلة جديدة، بعد عقود من العنف والحروب والأزمات الاقتصادية والمالية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس اللبناني جوزيف عون بقصر الإليزيه في باريس (رويترز) play-circle 00:33

الضربات الإسرائيلية تلقي بظلالها على زيارة عون إلى فرنسا

طغت الضربات الإسرائيلية الأخيرة على زيارة الرئيس اللبناني إلى فرنسا، الجمعة، دافعةً نظيره الفرنسي إلى رفع النبرة ضدّ إسرائيل والمطالبة بـ«ضغط» أكبر من ترمب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مقتل أكثر من 23 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في غزة

فلسطينيون يحاولون إخماد النيران بعد غارة جوية إسرائيلية على خيام تؤوي نازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يحاولون إخماد النيران بعد غارة جوية إسرائيلية على خيام تؤوي نازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT
20

مقتل أكثر من 23 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في غزة

فلسطينيون يحاولون إخماد النيران بعد غارة جوية إسرائيلية على خيام تؤوي نازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يحاولون إخماد النيران بعد غارة جوية إسرائيلية على خيام تؤوي نازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أن أكثر من 23 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، قُتلوا فجر اليوم (الخميس)، جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف خياماً تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع وبيت لاهيا شمالاً.

وأوضح الدفاع المدني، في بيان، أن أكبر الغارات وقعت عند نهاية شارع الإسطبل في منطقة المواصي، وأدت إلى اشتعال النيران في الخيام، ما تسبب بمقتل 15 شخصاً واحتراق عدد من الجثامين وإصابة آخرين بحروق متفاوتة.

وأفاد شهود عيان بأن بعض الجثث تم انتشالها وهي متفحمة بالكامل، وسط صعوبات في عمليات الإنقاذ بسبب استمرار تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء.

وبحسب بيان الدفاع المدني، من بين الضحايا طفلة (عامان) قُتل والدها في القصف، بينما أصيبت والدتها الحامل بجروح بالغة.

وتوفيت الطفلة متأثرة بإصابتها المباشرة في البطن جراء احتراق الخيمة التي كانت تقيم فيها العائلة.

وأضاف البيان أن ألسنة اللهب امتدت في الخيام بسرعة، متسببة في إصابة عدد من النازحين المدنيين حرقاً، بينما استمرت أعمدة الدخان بالتصاعد من الموقع دون وجود أدوات للإطفاء أو الإنقاذ.

وفي حادث منفصل، أفاد الدفاع المدني بأن طواقمه انتشلت في وقت لاحق جثماني طفل ووالده، وأجلت 7 مصابين، إثر غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين قرب أبراج طيبة غرب خان يونس.

كما أعلن الدفاع المدني، في وقت لاحق، عن مقتل 6 أشخاص وإصابة آخرين في قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مشيراً إلى تصاعد في وتيرة الغارات التي تستهدف أماكن إقامة النازحين في مختلف مناطق القطاع.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي بشأن هذه الضربات، كما لم تتوفر بعد حصيلة نهائية لعدد المصابين جراء القصف.

وتأتي هذه التطورات في سياق استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، التي استؤنفت في 18 مارس (آذار) الماضي بعد انهيار وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني).

وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت، في وقت سابق، أن الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ارتفعت إلى أكثر من 51 ألف شخص، إلى جانب نحو 116 ألف مصاب.