مصر تعزز تعاونها المائي مع دول أفريقيا ببرامج «الري الذكي»

تعمل على تأهيل 500 متدرب من القارة

مصر تعمل على تأهيل 500 متدرب من القارة الأفريقية (وزارة الري المصرية)
مصر تعمل على تأهيل 500 متدرب من القارة الأفريقية (وزارة الري المصرية)
TT
20

مصر تعزز تعاونها المائي مع دول أفريقيا ببرامج «الري الذكي»

مصر تعمل على تأهيل 500 متدرب من القارة الأفريقية (وزارة الري المصرية)
مصر تعمل على تأهيل 500 متدرب من القارة الأفريقية (وزارة الري المصرية)

تعزز مصر تعاونها المائي مع دول أفريقيا عبر برامج «الري الذكي وإدارة المحاصيل الزراعية الذكية»، وتسعى القاهرة إلى التوسع في أعداد المشاركين بهذه البرامج من دول القارة ليصلوا إلى 500 متدرب خلال العام الحالي.

وشهدت القاهرة، الأحد، ختام الدورة الحالية من البرنامج التدريبي «الري الذكي وإدارة المحاصيل الزراعية الذكية في أفريقيا»، الذي نظمه «مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري» بمصر، بالتعاون مع المركز القومي لبحوث المياه، بمشاركة الجامعة الأميركية بالقاهرة.

شارك في الدورة 36 متدرباً من دول «كينيا، وأوغندا، والكونغو، وليسوتو، ومصر، والصومال، وموريتانيا، وتونس، ورواندا، وتشاد، وتنزانيا، الكاميرون». وقال وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور هاني سويلم، في إفادة رسمية، الأحد، إن مصر «حريصة على تقديم الدعم اللازم للأشقاء الأفارقة من خلال تنفيذ برامج تدريبية متنوعة تهدف إلى تأهيل الكوادر البشرية ونقل الخبرات المصرية في مجال الإدارة الحديثة للموارد المائية والتكيف مع تغير المناخ إلى دول القارة الأفريقية، وبما يمكن من التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه القارة في مجال المياه والمناخ».

ووفق سويلم فإن «مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري» شهد منذ إنشائه عام 2023 تنظيم 21 برنامجاً تدريبياً بمشاركة 427 متدرباً من دول أفريقية، مؤكداً أنه «من المقرر أن يتم خلال العام الحالي تنظيم 20 تدريباً جديداً بمشاركة 500 متدرب أفريقي».

وتكثف مصر تحركاتها لتأكيد حضورها أفريقياً عبر مشروعات التعاون الثنائي في مجال المياه خصوصاً مع دول حوض النيل، وأكد وزير الري المصري، الشهر الماضي، «حرص بلاده على دعم التنمية في دول حوض النيل ودول أفريقيا عبر مشروعات تعزز مسارات التنمية بهذه البلدان».

تأتي التحركات المصرية في ظل استمرار أزمة «سد النهضة»، الذي أقامته إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، بداعي توليد الكهرباء، بينما تخشى دولتا المصب (مصر والسودان) من تأثر حصتيهما من مياه نهر النيل بسبب «السد».

جانب من الدورة التدريبية المصرية للمتدربين الأفارقة (وزارة الري المصرية)
جانب من الدورة التدريبية المصرية للمتدربين الأفارقة (وزارة الري المصرية)

ويرى وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي، أن «التحركات المصرية في أفريقيا ودول حوض النيل ليست لها علاقة مباشرة بأزمة (سد النهضة)»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «تكثيف القاهرة تحركاتها في أفريقيا يعبر عن استراتيجية سياسية تقوم على دعم التنمية في هذه الدول من خلال التعاون المشترك عبر نقل الخبرات الفنية المصرية في المجالات المختلفة ومنها المياه إلى أفريقيا».

وفي رأي العرابي فإن «تعزيز الحضور المصري في أفريقيا ودول حوض النيل، استراتيجية سياسية طويلة الأمد، قد لا تعالج قضايا الحاضر، لكنها تتفادى وتعالج قضايا المستقبل».

و«مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري» في مصر، جهة معتمدة لدى منظمة «اليونسكو» كأحد المراكز المتميزة في تطبيق جميع معايير الجودة العالمية في خطط التدريب والمواد العلمية المقدمة، وفق «الري المصرية».

وأكد وزير الري المصري، الأحد، أن «مصر تقدم برامج تدريبية متنوعة للأشقاء الأفارقة من خلال (مركز التدريب الإقليمي)، بحيث يصبح هؤلاء المتدربون الأفارقة قادرين على نقل الخبرات المكتسبة خلال الدورات التدريبية لنظرائهم بعد عودتهم إلى بلادهم».

أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، يرى أن «البرامج التدريبية المصرية تعزز مسارات التنمية في أفريقيا»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه التدريبات تسهم في رفع كفاءة المتخصصين في مجال المياه والزراعة بأفريقيا، وتنمية مهاراتهم، والاطلاع على أحدث العلوم المائية، خصوصاً معالجة المياه، ووسائل الري الحديثة». وحسب شراقي فإن البرامج التدريبية تساعد على «ترسيخ نظريات إدارة المياه في أفريقيا، وتقليل الفاقد إلى أدنى حد».


مقالات ذات صلة

الجزائر تُعِد خطة «للتصدي للأخبار المضللة»

شمال افريقيا جانب من أشغال الاجتماع الأفريقي حول مكافحة الأخبار الكاذبة (وزارة الاتصال الجزائرية)

الجزائر تُعِد خطة «للتصدي للأخبار المضللة»

أعلن وزير الاتصال الجزائري محمد مزيان عن العمل على إعداد خطة للتصدي «للأنباء المضللة»، وذلك خلال اجتماع عقده «مكتب التنسيق الأمني لشمال أفريقيا» في الجزائر.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا «وكالة الفضاء الأفريقية» تهدف إلى مواجهة التحديات التي تواجه القارة السمراء (وزارة التعليم العالي بمصر)

مصر تُعزز حضورها الأفريقي بمقر لـ«وكالة الفضاء»

تُعزز مصر حضورها في القارة السمراء بافتتاح مقر «وكالة الفضاء الأفريقية» بالقاهرة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيس رواندا بول كاغامي عام 2024 (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

محادثات مصرية - رواندية بشأن التهدئة بـ«شرق الكونغو» وتعاون دول حوض النيل

بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع نظيره الرواندي بول كاغامي، الخميس، تهدئة الأوضاع في إقليم شرق الكونغو، والتوصل إلى حل سياسي سلمي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا صورة من حريق قارب بالولايات المتحدة في سبتمبر 2019 (أ.ب - أرشيفية)

مصرع 50 شخصاً في حريق قارب بالكونغو

قال مسؤول محلي، اليوم (الأربعاء)، إن 50 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم وأصبح 100 في عداد المفقودين عندما شب حريق في قارب بالكونغو وأغرقه.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس ون» في فلوريدا (رويترز)

منشور لترمب عن قمة مجموعة العشرين يثير غضب حزب جنوب أفريقي

أثار منشور للرئيس الأميركي دونالد ترمب يُشير فيه إلى أنه لن يحضر قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، غضب حزب راديكالي طالته انتقادات الرئيس الأميركي.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)

​«الوحدة» الليبية تتعهد التحقيق في دهس مشجعين عقب مباراة لكرة القدم

لحظة دهس سيارة أمنية لمشجعين عقب مباراة لكرة القدم في طرابلس (من مقاطع فيديو متداولة)
لحظة دهس سيارة أمنية لمشجعين عقب مباراة لكرة القدم في طرابلس (من مقاطع فيديو متداولة)
TT
20

​«الوحدة» الليبية تتعهد التحقيق في دهس مشجعين عقب مباراة لكرة القدم

لحظة دهس سيارة أمنية لمشجعين عقب مباراة لكرة القدم في طرابلس (من مقاطع فيديو متداولة)
لحظة دهس سيارة أمنية لمشجعين عقب مباراة لكرة القدم في طرابلس (من مقاطع فيديو متداولة)

وسط انتقادات محلية واسعة، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة أن وزيرها المكلف، عماد الطرابلسي، أصدر تعليمات عاجلة بفتح تحقيق «فوري وشامل» في حادثة دهس سيارة تابعة لجهة أمنية، مساء الاثنين، لمشجعين عقب مباراة لكرة القدم بالمدينة الرياضية في العاصمة طرابلس.

وأكدت الوزارة على «ضرورة تحديد المسؤوليات بدقة»، مشيرة إلى جلب السيارة وسائقها، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وأعربت عن أسفها البالغ لما حدث، وعدّت هذا التصرف «سلوكاً فردياً لا يعكس بأي حال من الأحوال سياستها أو نهجها المهني»، وشدّدت على أنها «لن تتهاون في اتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية لمحاسبة المتورطين، وتحقيق العدالة، وإنصاف المتضررين».

لكن الوزارة قالت في المقابل إن الحادثة وقعت «نتيجة اعتداء بعض المشجعين على دوريات الشرطة، التي ادعت أنها سعت لتفادي التصعيد والابتعاد عن موقع الحادث».

وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة» عماد الطرابلسي (وزارة الداخلية)
وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة» عماد الطرابلسي (وزارة الداخلية)

وبعدما أكدت التزامها بالعمل وفق معايير أمنية وإنسانية وقانونية، وضمان احترام حقوق المواطنين وسلامتهم، دعت الجميع إلى «التزام التهدئة وتحري الدقة في تداول المعلومات، إلى حين انتهاء التحقيقات، وصدور نتائجها النهائية، وتعهدت إطلاع الرأي العام على أي مستجدات تتعلق بالقضية فور توفرها».

وأظهرت مقاطع فيديو تعمّد سيارات مسلحة، تحمل شعار وزارة الداخلية بالحكومة، الاصطدام بعدد من الجماهير خارج أسوار ملعب طرابلس الدولي، عقب انتهاء مباراة أهلي طرابلس والسويحلي، ما أدى إلى إصابة عدد غير معلوم تم نقلهم في حالة حرجة للعلاج، كما رصدت وسائل إعلام محلية اعتداء عناصر تابعة لوزارة الداخلية مسؤولة عن تأمين الجماهير، على المشجعين أثناء خروجهم من ملعب المباراة.

وبحسب شهود عيان، فقد أقدم بعض المشجعين على حرق وتكسير عدد من السيارات التابعة لـ«جهاز الأمن العام»، بإمرة شقيق عماد الطرابلسي، عبد الله الشهير بـ(الفراولة)، رداً على الواقعة.

بدورها، اتهمت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان سيارات الشرطة، التابعة لإدارة الدعم المركزي بوزارة الداخلية، بالاعتداء والدهس المباشر لمشجعي النادي الأهلي، ما أدى إلى إصابة بعضهم بإصابات خطيرة، نقلوا على أثرها إلى العناية الطبية. وعدّت ما قام به من وصفتهم بأفراد الأمن «غير المنضبطين» استخفافاً بحياة وأرواح وسلامة المواطنين، وتهديداً للأمن والسلم الاجتماعي، ومساساً بحياة وسلامة المدنيين، وترويعاً وإرهاباً مسلح لهم، وبمثابة أعمال وممارسات تُشكل جرائم يعاقب عليها القانون.

وبعدما حملت المسؤولية القانونية الكاملة للطرابلسي، طالبت المؤسسة بفتح تحقيق شامل في ملابسات وظروف هذه الجريمة، وضمان محاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة، وعدم إفلاتهم من العقاب.

وعقب عملية الدهس، تصاعدت الانتقادات للأجهزة الأمنية وللتشكيلات المسلحة ولحكومة «الوحدة». ودخل فتحي باشاغا، رئيس حكومة شرق ليبيا السابق، ليعبر عن أسفه مما «تشهده بعض الفعاليات الرياضية من تدخلات سلبية من جهات مدنية وأمنية وعسكرية، حوّلت هذا الفضاء الرياضي من جسر للتقارب إلى ساحة للتوتر والاحتقان».

فتحي باشاغا رئيس حكومة شرق ليبيا السابق (الشرق الأوسط)
فتحي باشاغا رئيس حكومة شرق ليبيا السابق (الشرق الأوسط)

وقال باشاغا في تعليق على الحادث: «تابعنا المباراة التي اتسمت بحضور جماهيري لافت، وأجواء تنافسية متميزة، إلا أن هذه الأجواء شابها مشهد مؤلم، يُظهر مركبات تابعة لوزارة الداخلية، وهي تدهس عدداً من الجماهير خارج محيط الملعب، في سلوك يناقض مقتضيات المسؤولية والواجب واحترام المهنة».

ورأى باشاغا أن ما وقع لبعض الجماهير من دهس «يشكل انتهاكاً صريحاً لنصوص الإعلان الدستوري، ولأحكام المادة (3) من قانون الشرطة، التي تُلزم رجال الأمن بحماية الأرواح والأعراض والأموال، والممتلكات العامة والخاصة، وصون الحقوق والحريات المكفولة».

كما أدان «المجلس الوطني للحريات وحقوق الإنسان» عملية الدهس، محملاً الجهات الرسمية، ومن بينها وزارة الداخلية، المسؤولية القانونية والأخلاقية عما سمّاها «الانتهاكات الجسيمة، التي تمثل إخلالاً خطيراً بحقوق الإنسان، وفي مقدمتها الحق في الحياة والسلامة الجسدية».

ولفت المجلس إلى أن استخدام القوة، أو وسائل النقل الرسمية في قمع المواطنين، أو الاعتداء عليهم «يعد مخالفة صريحة للدستور والقوانين الوطنية، فضلاً عن المواثيق الدولية»، وطالب بفتح تحقيق «عاجل وشفاف ومستقل» في الواقعة، وإخضاع المسؤولين عنها للقضاء.