مصر تعوّل على الجهود الدبلوماسية لزيادة إيرادات قناة السويس

عقب خسائر الهيئة بسبب توترات المنطقة

سفينة شحن تعبر قناة السويس في وقت سابق (رويترز)
سفينة شحن تعبر قناة السويس في وقت سابق (رويترز)
TT
20

مصر تعوّل على الجهود الدبلوماسية لزيادة إيرادات قناة السويس

سفينة شحن تعبر قناة السويس في وقت سابق (رويترز)
سفينة شحن تعبر قناة السويس في وقت سابق (رويترز)

تعوّل مصر على الجهود الدبلوماسية لزيادة إيرادات قناة السويس، عبر جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، في ظل خسائر «هيئة قناة السويس» خلال الفترة الماضية، إثر توترات المنطقة.

واستضافت وزارة الخارجية المصرية، السبت، اجتماعاً ضم بعض قيادات الوزارة بقطاع العلاقات الاقتصادية الدولية والإقليمية، ووفد من الهيئة العامة للمنطقة الصناعية بقناة السويس، حيث تم بحث سبل جذب الاستثمارات الأجنبية للهيئة.

ووفق إفادة لـ«الخارجية»، تناول اللقاء رؤية هيئة قناة السويس وأهدافها المتعلقة بالاستثمارات والقطاعات المستهدفة، من أجل «تنسيق ودعم الجهود المبذولة من البعثات المصرية في الخارج للترويج للإمكانات اللوجيستية الفريدة للمنطقة الاقتصادية والفرص الاستثمارية المتاحة بها». كما شهد أيضاً «مناقشات تفصيلية حول سبل تعزيز التعاون وخطط ومقترحات العمل المستقبلية لجذب مزيد من الاستثمارات والشراكات من مختلف المناطق الجغرافية في العالم».

وقدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خسائر قناة السويس من الاضطرابات الملاحية خلال العام الماضي، بما لا يقل عن 7 مليارات دولار (الدولار يساوي 50.60 جنيه في البنوك المصرية)، بينما سجلت البيانات الحكومية انخفاض إيرادات «القناة» بنسبة 63 في المائة خلال الربع الأول من العام المالي الجاري، نتيجة للاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة.

وبجانب جهود جذب الاستثمارات بالمنطقة الاقتصادية في «القناة»، تقوم القاهرة بتحركات لوجيستية كثيرة لتعويض انخفاض إيرادات الممر الملاحي، وأعلن رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، الثلاثاء الماضي، بدء تشغيل «مشروع ازدواج» الممر الملاحي لـ«القناة» أمام حركة التجارة العالمية، بما يزيد طاقة «القناة» بين 6 و8 سفن يومياً، مؤكداً خلال اجتماع عبر تقنية «الفيديو كونفرنس» مع الأمين العام لغرفة الملاحة الدولية «ICS»، جاي بلاتين، حرص «الهيئة» على تحقيق التواصل المباشر والفعال مع المنظمات والجهات الفاعلة في المجتمع الملاحي.

اجتماع بوزارة الخارجية المصرية لبحث الترويج الدبلوماسي للفرص الاستثمارية بقناة السويس (الخارجية المصرية)
اجتماع بوزارة الخارجية المصرية لبحث الترويج الدبلوماسي للفرص الاستثمارية بقناة السويس (الخارجية المصرية)

ويراهن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الأمين العام لـ«اتحاد المستثمرين العرب»، السفير جمال بيومي، على «قدرة الدبلوماسية المصرية» للترويج إلى الفرص الاستثمارية بمنطقة قناة السويس أمام المحافل الدولية. وقال بيومي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخارجية المصرية تولي الملف الاقتصادي اهتماماً كبيراً في الآونة الأخيرة، ولدى (الخارجية) الإمكانات للترويج لمنطقة (القناة) عبر بعثاتها الدبلوماسية بالعالم، وكذا من خلال اللقاءات مع النظراء من دول أخرى، فضلاً عن حملات الترويج المختلفة».

وتحدث «البنك الدولي» عن تراجع حركة الملاحة في قناة السويس، وذكر في تقرير له أخيراً، أن «الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، الذي يمر عبره نحو ثلث حركة الحاويات العالمية، تسببت في تعطيل العمليات البحرية بشكل كبير، وشهدت قناة السويس ومضيق باب المندب انخفاضاً حاداً في حركة السفن، حيث تراجعت بنسبة بلغت 75 في المائة نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024».

وفي رأي بيومي، فإن «قناة السويس ستظل أسرع وأرخص ممر ملاحي في العالم، وهو ما يعني أن الأمور ستعود إلى طبيعتها تدريجياً».

أما الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور وائل النحاس، فيرى أن المنطقة الاقتصادية بقناة السويس لديها إمكانات واعدة ومغرية لجذب الاستثمارات، لكنها «غير مستغلة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «على الحكومة المصرية أن تضع أجندة لاستثمار هذه المنطقة الاقتصادية».

وتعد قناة السويس، أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، ويأمل مراقبون مع وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل و«حماس»، وتلويح «الحوثيين» باقتصار هجماتهم على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، أن تتقلص الاضطرابات بالمنطقة، وتعود حركة الملاحة بقناة السويس إلى معدلاتها الطبيعية تدريجياً.

وباعتقاد النحاس، فإنه «يجب على مصر أن تركز على نظام الشراكة مع آخرين لتعزيز الاستثمار في (القناة)، وتجنب تأثير التوترات الدولية والإقليمية على إيرادات (الهيئة) مستقبلاً».


مقالات ذات صلة

مصطفى محمد: صلاح أفضل لاعب في تاريخ مصر

رياضة عربية مصطفى محمد (أ.ف.ب)

مصطفى محمد: صلاح أفضل لاعب في تاريخ مصر

أبدى مصطفى محمد لاعب نانت المنافس في دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم سعادته وفخره بتمثيل منتخب مصر تحت قيادة المدرب حسام حسن ومزاملة محمد صلاح.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)

مصر: التحذير الحكومي من آثار أزمات عالمية يثير مخاوف «غلاء»

أثارت تحذيرات أطلقها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي من اضطرابات اقتصادية عالمية، واحتمالية تأثيرها على الوضع الاقتصادي في مصر، مخاوف من موجة غلاء جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة)
رياضة عربية لاعب الزمالك المصري «زيزو» وأنباء عن انتقاله إلى النادي الأهلي (حسابه على فيسبوك)

لماذا ترى جماهير مصرية انتقال اللاعبين بين الأهلي والزمالك «خيانة»؟

في ساحة كرة القدم المصرية لا تقتصر المنافسة بين الأهلي والزمالك على البطولات بل تتعدى ذلك لاستقطاب اللاعبين المميزين؛ الأمر الذي تصفه شريحة من الجمهور بالخيانة.

محمد عجم (القاهرة)
رياضة عربية جرّد ستيلنبوش مضيفه الزمالك من اللقب بعدما أسقطه بهدف نظيف (نادي الزمالك)

كأس الاتحاد الأفريقي: خروج المصري والزمالك في ربع النهائي

ودّع ممثلا الكرة المصرية؛ المصري البورسعيدي، والزمالك، منافسات كأس الاتحاد الأفريقي، الثلاثاء، إثر سقوطهما أمام سيمبا التنزاني وستيلنبوش الجنوب الأفريقي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من الاجتماع الوزاري لـ«عملية الخرطوم» بالقاهرة (الخارجية المصرية)

«وزاري عملية الخرطوم» بالقاهرة يشدد على مكافحة تهريب المهاجرين

شدد الاجتماع الوزاري الثاني لـ«عملية الخرطوم» المعنية بمكافحة «الهجرة غير المشروعة»، في القاهرة، على ضرورة مجابهة تهريب المهاجرين، والاتجار في البشر.

أحمد إمبابي (القاهرة )

وزير الخارجية المصري يبحث تطورات غزة خلال زيارته تركيا

محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيره المجري الخميس في القاهرة قبل توجهه إلى تركيا (الخارجية المصرية)
محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيره المجري الخميس في القاهرة قبل توجهه إلى تركيا (الخارجية المصرية)
TT
20

وزير الخارجية المصري يبحث تطورات غزة خلال زيارته تركيا

محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيره المجري الخميس في القاهرة قبل توجهه إلى تركيا (الخارجية المصرية)
محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيره المجري الخميس في القاهرة قبل توجهه إلى تركيا (الخارجية المصرية)

توجَّه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الخميس، إلى مدينة أنطاليا التركية، للمشاركة في الدورة الرابعة لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي يعقد خلال الفترة من 11 إلى 13 أبريل (نيسان) الحالي.

ووفق بيان لوزارة الخارجية المصرية، فإن عبد العاطي سيُشارك في عدد من الجلسات الخاصة بالمنتدى، كما يعقد لقاءات ثنائية على هامش المنتدى مع عدد من نظرائه، ويشارك في اجتماع مجموعة الاتصال العربية الإسلامية حول غزة.

وقبيل مغادرته القاهرة، أجرى عبد العاطي محادثات مع نظيره المجري بيتر سيارتو، تناولت تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين. ووفق إفادة لـ«الخارجية المصرية»، أكد الوزيران «ضرورة العمل لزيادة التبادل التجاري»، كما ثمَّنا «تطور مشروعات التعاون الثنائي، والتطور في التعاون الاقتصادي، لا سيما على المستوى الصناعي».

وجاءت المحادثات المصرية - المجرية، بالتزامن مع انعقاد «الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المشتركة، في الفترة من 8 حتى 10 أبريل الحالي»، وكذلك «منتدى الأعمال المشترك، بحضور وزيري التجارة والتعاون الدولي المصريين، وبمشاركة وفد رجال أعمال مجري يُمثل 21 شركة، مع ممثلي 95 شركة مصرية»، حسب «الخارجية المصرية».

وأعرب وزيرا خارجية البلدين عن تطلعهما لـ«قيام الشركات المجرية بضخ استثمارات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر»، إلى جانب «تعزيز التعاون في قطاع السياحة والطيران».

ويُشكل الجانب الاقتصادي والتبادل التجاري أولوية في مسار العلاقات المصرية - المجرية، وفق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي، الذي أوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «القاهرة تسعى لاستعادة وجودها في أسواق شرق أوروبا»، مشيراً إلى أن «المجر من بين دول الاتحاد الأوروبي الذي تطورت علاقاته مع مصر مؤخراً إلى مستوى الشراكة».

وعلى الصعيد الإقليمي، تناولت المحادثات تطورات الأوضاع في غزة، وأكد وزير الخارجية المصري «رفض بلاده الكامل للعدوان الإسرائيلي على القطاع، ومنع نفاذ المساعدات الإنسانية والإيوائية والتصعيد الجاري بالضفة الغربية»، كما أعاد تأكيد رفض بلاده «تهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مسمى».

وأشار عبد العاطي، إلى «الخطة العربية - الإسلامية»، لعملية التعافي المبكر، وإعادة الإعمار في غزة، مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم، وأكد ضرورة «التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية، من خلال حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

كما تناولت المحادثات المصرية - المجرية «التطورات في سوريا ولبنان، إلى جانب أمن الملاحة في منطقة البحر الأحمر»، حسب «الخارجية المصرية».