جهود لدرء «الفتنة» في السويداء بين فصائل وعشائر

مصادر أهلية لـ«الشرق الأوسط»: محاولة استهداف السلم الأهلي في المحافظة

مسلحون محليون في بلدة الثعلة (السويداء اليوم)
مسلحون محليون في بلدة الثعلة (السويداء اليوم)
TT
20

جهود لدرء «الفتنة» في السويداء بين فصائل وعشائر

مسلحون محليون في بلدة الثعلة (السويداء اليوم)
مسلحون محليون في بلدة الثعلة (السويداء اليوم)

​تواصلت الجهود الأهلية في محافظة السويداء لاحتواء التوتر الأمني الحاصل في بلدة «الثعلة» في ريف المحافظة الغربي، على خلفية إطلاق النار على شابين من البلدة، الأحد، على يد مسلحين مجهولين، ما يهدد باندلاع توتر بين فصائل محلية مسلحة وعشائر بدوية في المنطقة.

وقالت مصادر إعلامية محلية في السويداء إن الفصائل المسلحة المحلية في السويداء استنفرت إثر الحادثة التي أسفرت عن مقتل شاب وإصابة الآخر الذي تعرف على مُطلق النار بعد استقرار حالته الصحية.

وقالت مصادر أهلية في السويداء لـ«الشرق الأوسط»، إن ما يحصل «فتنة» تستهدف السلم الأهلي في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، عبر افتعال المواجهات بين أبناء القرى الدرزية وأبناء العشائر البدوية الذين يسكنون في ريف المحافظة، في استغلال لخلافات تاريخية لا تتجاوز اعتداء رعاة الأغنام على الحقول والبساتين الزراعية، وهي إشكاليات معتادة يمكن حلها بطرق سلمية دون اللجوء إلى اصطدام واستخدام السلاح والانخراط في دائرة الثأر الدموية.

وهدد بيان لفصائل من السويداء بهدر دم كامل أهالي قرية الدارة التي تضم عشائر من بدو السويداء، في حال لم يبادروا بتسليم شخص متهم بجريمة قتل شاب من قرية الثعلة.

المصادر رأت أن توطيد الأمن والاستقرار في المنطقة وصون السلم الأهلي، لا يمكن أن يتم دون سحب السلاح العشوائي، وفرض سلطة القانون على جميع الأطراف، وهذا يتطلب «تحكيماً للعقل»، والتفاهم مع السلطات الجديدة في دمشق.

بلدة الثغلة ريف السويداء الغربي (متداولة)
بلدة الثغلة ريف السويداء الغربي (متداولة)

والتقى عدد من ممثلي الفصائل المحلية المسلحة (حركة رجال الكرامة ولواء الجبل وتجمع عشائر الجنوب ودرع التوحيد)، في مدينة السويداء لاحتواء التصعيد، بعد صدور تحذيرات أهلية من استخدام طريق دمشق - السويداء وإغلاق المدارس تحسباً لاندلاع أعمال عنف، وذلك قبل انتهاء المهلة، صباح اليوم الثلاثاء، التي حددتها الفصائل المحلية في بلدة «الثعلة» وذوو القتيل، لبلدة «الدارة» التي قيل إن المسلحين فروا إليها، محذرين من عواقب عدم الاستجابة لمطلبهم.

في المقابل، استنكر أهالي «الدارة» جريمة القتل، وأعلنوا في بيان لهم «عدم معرفة هوية الفاعلين واستعدادهم للتعاون في البحث عنهم وتسليمهم للجهات المختصة». ودعوا إلى التروي وعدم الانجرار وراء الفتنة.

وقال موقع «السويداء 24» إن اجتماع الفصائل في مدينة السويداء هدف إلى «منع الانزلاق إلى أي تصعيد أو مواجهات أهلية في المحافظة»، مشيراً إلى رفض المجتمعين «أي تصعيد وأي استهدافات عشوائية». وبحسب الموقع، «لا تزال المساعي مستمرة للوصول إلى الحل العادل، الذي يضمن الحق العام وحق أهالي أولياء الدم الذين شددوا على المطالبة بإنزال أشد العقوبات بحق القاتل؛ لمنع الاعتداءات في المستقبل، وردع من تسول لهم أنفسهم تهديد السلم الأهلي في المحافظة».

كما اتفق المجتمعون على ضرورة بذل جهود مشتركة للبحث عن مطلقي النار، والوقوف إلى جانب أهل القتيل وأهالي بلدة الثعلة. من جانبهم، أكد أهالي قرية «الدارة» رفع الغطاء عن مطلقي النار، على مبدأ «الفاعل بما فعل».

يشار إلى أن محافظة السويداء شهدت قبل نحو عشرة أيام اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة في منطقتي رساس ونبع عرى جنوب غربي السويداء، أدَّت إلى سقوط قتلى وجرحى بالتزامن مع هجوم على حافلة نقل مدنية أسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين، انتشرت بعدها قوى الأمن العام على طريق دمشق – السويداء؛ لتأمين الطريق، ومنع الاعتداء على المدنيين.

تسوية أوضاع الشباب في السويداء نهاية يناير الماضي (سانا)
تسوية أوضاع الشباب في السويداء نهاية يناير الماضي (سانا)

ولم تنتشر القوات السورية العسكرية والأمنية في محافظة السويداء بعد، حيث سبق وأرسلت إدارة العمليات العسكرية بعد أسبوعين من سقوط النظام، قوات لتسلم إدارة الأمن بالسويداء، إلا أن الزعامات الدينية رفضت انتشار أي مظهر عسكري في السويداء من خارج المحافظة.

وقبل إعلان تسلمه رئاسة الجمهورية للمرحلة الانتقالية، التقى أحمد الشرع، وفداً من أهالي السويداء، من بينهم نجل رجل الدين حكمت الهجري؛ لبحث التطورات في سوريا والخطوات المستقبلية.


مقالات ذات صلة

إغلاق الطرق المؤدية إلى مدن الساحل لإعادة الاستقرار وتفكيك ألغام أرضية مجهزة للتفجير

المشرق العربي فرق الهندسة في وزارة الدفاع تفكك ألغاماً أرضية على أوتوستراد اللاذقية جبلة كانت مجهزة للتفجير (وكالة ثقة)

إغلاق الطرق المؤدية إلى مدن الساحل لإعادة الاستقرار وتفكيك ألغام أرضية مجهزة للتفجير

لا يزال الوضع الأمني في مناطق الساحل السوري هشاً وقد أغلقت وزارة الدفاع السورية الطرق المؤدية إلى مدن الساحل لإعادة الاستقرار

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي الرئيس السوري أحمد الشرع لدى توقيعه الإعلان الدستوري لسوريا في دمشق 13 مارس 2025 (أ.ف.ب)

سوريا: الإدارة الذاتية الكردية تطالب بدستور يكون نواة لدولة حرة وديمقراطية

دعت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، السبت، جميع أبناء الشعب السوري والقوى الوطنية إلى التكاتف والوحدة من أجل صياغة دستور سوري «يعبّر عن طموحاتنا».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية فيدان خلال لقائه ووفد تركي الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في دمشق الخميس (الخارجية التركية)

تركيا: مقترحنا للإدارة السورية هو إعطاء الأكراد حقوقهم

دعت تركيا الإدارة السورية إلى منح الأكراد حقوقاً متساويةً، ورفع الظلم التاريخي الذي تعرضوا له مع عدم التسامح مع التنظيمات الإرهابية وإخراجها من المعادلة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي واجهة مطار حلب الدولي (أرشيفية - أ.ف.ب)

سوريا: إعادة تشغيل مطار حلب أمام حركة الطيران

أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السوري إعادة تشغيل مطار حلب الدولي أمام حركة الطيران اعتباراً من يوم الثلاثاء 18 مارس (آذار) الحالي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سوريون يتوافدون إلى ساحة الأمويين (سانا)

السوريون يتوافدون على ساحة الأمويين بدمشق للاحتفال بالذكرى 14 للثورة

بدأ توافد الأهالي على ساحة الأمويين بدمشق للاحتفال بالذكرى 14 للثورة السورية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

مدير منطقة جبلة يزور قاعدة حميميم للاستماع إلى المواطنين السوريين داخلها

مدير منطقة جبلة خلال زيارته قاعدة حميميم (سانا)
مدير منطقة جبلة خلال زيارته قاعدة حميميم (سانا)
TT
20

مدير منطقة جبلة يزور قاعدة حميميم للاستماع إلى المواطنين السوريين داخلها

مدير منطقة جبلة خلال زيارته قاعدة حميميم (سانا)
مدير منطقة جبلة خلال زيارته قاعدة حميميم (سانا)

قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اليوم (الأحد)، إن مدير ومسؤول أمن منطقة جبلة أجرى زيارة إلى قاعدة حميميم للاستماع إلى المواطنين السوريين داخلها، بهدف طمأنتهم والتأكيد على استتباب الأمن في قراهم، أسوة بمن سبقهم وعادوا إلى منازلهم،

وأضافت الوكالة أنه تخلل الزيارة شرح للخطوات التي تتخذها الحكومة لضبط الأمن في المنطقة، وتأمين الاحتياجات الأساسية لضمان عودة المواطنين إلى بيوتهم.