موظف أممي يقضي تحت التعذيب في معتقل حوثي

المنظمة الدولية ردّت بتعليق عملها في صعدة

طائرة المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في أحدث زيارة له إلى صنعاء (أ.ف.ب)
طائرة المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في أحدث زيارة له إلى صنعاء (أ.ف.ب)
TT
20

موظف أممي يقضي تحت التعذيب في معتقل حوثي

طائرة المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في أحدث زيارة له إلى صنعاء (أ.ف.ب)
طائرة المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في أحدث زيارة له إلى صنعاء (أ.ف.ب)

أفادت الأمم المتحدة بوفاة موظف يمني يعمل مع برنامج الغذاء العالمي في معتقل حوثي، وسط تكهنات بتعرضه للتعذيب مع زملائه الذين تعرضوا للاعتقال في أحدث موجة نفذتها الجماعة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ووسط مخاوف من مصير مماثل يواجهه بقية المعتقلين الأمميين وغيرهم من موظفي المنظمات الدولية، ردت الأمم المتحدة في وقت سابق، الاثنين، بتعليق كافة أنشطتها في محافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة الحوثية شمال اليمن.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في بيان، الثلاثاء، بأن أحد موظفيه توفي بينما كان محتجزاً في شمال اليمن، دون أن يحدد البرنامج متى أو كيف توفي الموظف الذي جرى احتجازه في 23 يناير مع ستة آخرين.

وفي حين ذكرت مصادر حقوقية يمنية أن الموظف المتوفى يدعى أحمد باعلوي، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوكالات والصناديق والبرامج الأممية - في ظل غياب الظروف الأمنية والضمانات اللازمة - إلى التعليق المؤقت لجميع العمليات والبرامج في محافظة صعدة في اليمن.

وفي بيان نقله الموقع الرسمي للأمم المتحدة، ذكر أن قرار التعليق جاء إثر قيام سلطات الحوثيين مؤخراً باحتجاز 8 موظفين أمميين إضافيين، منهم 6 يعملون في صعدة، مما أثر على قدرة الأمم المتحدة على العمل هناك. في إشارة إلى موجة الاعتقالات الأخيرة في يناير الماضي.

مبررات القرار

قال بيان الأمين العام للأمم المتحدة إن هذا الإجراء الاستثنائي والمؤقت بخصوص تعليق العمل في صعدة، حيث معقل الحوثيين الرئيس: «يهدف إلى تحقيق التوازن بين ضرورة البقاء وتقديم المساعدة، والحاجة إلى ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وشركائها؛ إذ إن هذه الضمانات تُعد ضرورية في نهاية المطاف لضمان فاعلية واستدامة جهود الأمم المتحدة».

وبحسب البيان، فإن تعليق العمل الأممي في صعدة «يمنح الوقت لسلطات الأمر الواقع والأمم المتحدة لترتيب الإفراج عن الموظفين المحتجزين، وضمان توافر الظروف اللازمة لتقديم المساعدات الإنسانية الحيوية، وفقاً لمبادئ الحياد وعدم التحيز والاستقلالية والمبادئ الإنسانية».

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

وعلى الرغم من الدعوات المتصاعدة لاتخاذ مواقف أممية أكثر حزماً مع انتهاكات الحوثيين ضد الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين، أكد غوتيريش أن الأمم المتحدة ملتزمة بالكامل بمساعدة الملايين من المحتاجين في جميع أنحاء اليمن.

وكانت الأمم المتحدة تكثف جهودها أملاً في إقناع الجماعة الحوثية بإطلاق العشرات من موظفيها وموظفي المنظمات الدولية والمحلية والبعثات الدبلوماسية، إلا أن الجماعة ردت في يناير الماضي بموجة اعتقالات جديدة، ما جعل الأمم المتحدة تتخذ قراراً بتعليق تحركات موظفيها في مناطق سيطرة الجماعة قبل أن تعود للتراجع عن القرار.

وشنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران حملة اعتقالات واسعة في يونيو (حزيران) الماضي، شملت عشرات الموظفين في الوكالات الأممية والمنظمات الدولية والمحلية وموظفي البعثات الدبلوماسية، ليضافوا إلى آخرين مضى على اعتقال بعضهم أكثر من 3 سنوات.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ زار صنعاء، ومن قبلها مسقط، قبل أن يذهب إلى إيران؛ أملاً في ضغوط تدفع الجماعة الحوثية لإطلاق المعتقلين، إلا أن هذه المساعي لم تكلل بالنجاح.

وقال غروندبرغ بعد زيارته إلى طهران إنه في جميع اجتماعاته مع المسؤولين الإيرانيين «قدَّم إحاطة حول جهود الأمم المتحدة للإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية والمجتمع المدني المعتقلين تعسفياً من قِبل الحوثيين».

وتعليقاً على الاعتقالات الحوثية، كررت الحكومة اليمنية دعواتها إلى نقل مقرات مكاتب الوكالات الأممية والمنظمات الدولية من مناطق سيطرة الحوثيين في صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يعترفون بمقتل وإصابة 36 شخصاً إثر ضربات أميركية

العالم العربي الضربات الأميركية غرب صنعاء نجم عنها حرائق ضخمة أضاءت الأفق (إ.ب.أ)

الحوثيون يعترفون بمقتل وإصابة 36 شخصاً إثر ضربات أميركية

بينما تتواصل الحملة الأميركية على الحوثيين في اليمن، تحدثت الجماعة، الاثنين، عن ارتفاع عدد القتلى والجرحى جراء غارات أميركية ضربت غرب صنعاء إلى 36 شخصاً.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي قادة الحوثيين يعيشون حالة من الرعب بسبب الضربات الأميركية (أ.ف.ب)

هلع الحوثيين يتعاظم عقب اصطياد قيادات وتدمير مخازن أسلحة

تعيش الجماعة الحوثية في اليمن حالة متصاعدة من الرعب بعد اصطياد المقاتلات الأميركية مخابئ لقيادات من الصف الثاني، وتدمير مخازن أسلحة، ومنصات لإطلاق الصواريخ

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جانب من تدشين مركز صيفي حوثي في مديرية معين بصنعاء (إعلام حوثي)

اقتحامات في صنعاء تغلق مراكز صيفية حوثية لتجنيد الأطفال

شهدت صنعاء العاصمة اليمنية المختطفة من قِبل الحوثيين احتجاجات محدودة تمثلت في إغلاق مراكز صيفية تابعة للجماعة قبل أن تقوم الأخيرة بإعادة فتحها بالقوة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي حملة ترمب ضد الحوثيين مستمرة للأسبوع الخامس (أ.ب)

الغارات الأميركية تتصاعد في مأرب وتمتد إلى صعدة والحديدة والبيضاء

تصاعدت الضربات الأميركية على مواقع الجماعة الحوثية في مأرب، وامتدت إلى معقلها الرئيسي في صعدة، وصولاً إلى الحديدة غرباً، والبيضاء في الجنوب الشرقي من صنعاء.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مساعدات مقدمة لليمن من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عبر «اليونيسف» (الأمم المتحدة)

منظمة دولية تحذر من خطر توقف المساعدات الأميركية في اليمن

حذرت منظمة العفو الدولية من أن توقف المساعدات الأميركية يعرض ملايين اليمنيين للخطر، واتهمت الحوثيين بمفاقمة الأزمة الإنسانية من خلال استهداف عمال الإغاثة

محمد ناصر (تعز)

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في غزة

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في غزة

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن «مستشفى الشفاء» في مدينة غزة، اليوم الاثنين، مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في المدينة.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، قال عاملون في «مستشفى الشفاء» في مدينة غزة إن جثث 6 رجال، وهم من أفراد عائلة واحدة، تم انتشالها من تحت حطام المنزل الواقع في حي التفاح، شرق غزة، بعد الهجوم الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي رداً على استفسار حول هذا الهجوم، إنه سينظر في التقرير.

وبدأت الحرب على غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد أن شنت حركة «حماس» والفصائل المتحالفة معها أسوأ هجوم على إسرائيل في تاريخها، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف نحو 250 آخرين.

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على غزة عن مقتل أكثر من 50 ألفاً و983 شخصاً، وفقاً للسلطات الصحية التي تديرها «حماس» في قطاع غزة.