الإدارة الذاتية الكردية لإفراغ المخيمات من السوريين والعراقيين خلال 2025

عائلات عراقية تحمل أمتعتها أثناء إعادتها من مخيم الهول للاجئين شمال سوريا إلى العراق 9 فبراير (إ.ب.أ)
عائلات عراقية تحمل أمتعتها أثناء إعادتها من مخيم الهول للاجئين شمال سوريا إلى العراق 9 فبراير (إ.ب.أ)
TT
20

الإدارة الذاتية الكردية لإفراغ المخيمات من السوريين والعراقيين خلال 2025

عائلات عراقية تحمل أمتعتها أثناء إعادتها من مخيم الهول للاجئين شمال سوريا إلى العراق 9 فبراير (إ.ب.أ)
عائلات عراقية تحمل أمتعتها أثناء إعادتها من مخيم الهول للاجئين شمال سوريا إلى العراق 9 فبراير (إ.ب.أ)

تعمل الإدارة الذاتية الكردية على إفراغ مخيمات تشرف عليها في شمال شرقب سوريا من آلاف العائلات السورية والعراقية، بينهم أفراد من عائلات مقاتلي تنظيم «داعش».

وقال الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين، شيخموس أحمد، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تعمل الإدارة الذاتية لإفراغ المخيمات عام 2025، بالتنسيق مع الأمم المتحدة»، لافتاً إلى اجتماع يُعقد بهذا الصدد «في الأيام القليلة المقبلة».

سيارة شرطة تابعة للحكومة السورية المؤقتة تعبر شارع بجوار مسجد الساحة في تدمر بوسط سوريا التي دخلها تنظيم «داعش» عام 2015 وتعرَّضت لبعض الضرر (أ.ف.ب)
سيارة شرطة تابعة للحكومة السورية المؤقتة تعبر شارع بجوار مسجد الساحة في تدمر بوسط سوريا التي دخلها تنظيم «داعش» عام 2015 وتعرَّضت لبعض الضرر (أ.ف.ب)

ومنذ مطلع العام وإثر إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، أوعزت الإدارة الذاتية الكردية بتسهيل أمور الراغبين من نازحين سوريين ولاجئين عراقيين بمغادرة مخيم الهول، أكبر المخيمات التي تديرها في شمال شرقي سوريا، وبقية المخيمات، في العودة إلى مناطقهم.

ويؤوي مخيم الهول أكثر من أربعين ألف شخص من عشرات الدول، ممن يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة. وكان المخيم يضم عام 2024 أكثر من عشرين ألف عراقي و16 ألف سوري.

وبحسب مسؤول أمني عراقي، غادر 12 ألف عراقي المخيم منذ عام 2021، بينما لا يزال 17 ألفاً آخرين فيه.

امرأة وأطفالها في طابور لإجراء فحص نهائي قبل مغادرة مخيم الهول قرب الحسكة السورية في 9 فبراير (أ.ف.ب)
امرأة وأطفالها في طابور لإجراء فحص نهائي قبل مغادرة مخيم الهول قرب الحسكة السورية في 9 فبراير (أ.ف.ب)

وتخرج إدارة المخيم على دفعات عشرات العائلات العراقية منه، بينما يتم درس آلية لإخراج السوريين في الفترة المقبلة، وفق أحمد الذي أشار في الوقت ذاته إلى تسهيل مغادرة نازحين سوريين من مخيمين آخرين، هما العريشة والمحمودلي. وتنسّق الإدارة الذاتية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومع المنظمات العاملة في المنطقة، بينها «بلومونت» المنظمة الأميركية المسؤولة عن إدارة مخيمي الهول وروج.

وغادر الأحد قرابة 600 لاجئ عراقي من مخيم الهول، بينما يستعد 300 نازح سوري لمغادرة مخيم العريشة، الثلاثاء، وفق الإدارة الذاتية.

شاب صغير يعانق مسناً بعد حصوله على موافقة لمغادرة مخيم الهول في الحسكة شمال شرقي سوريا الأحد الماضي (أ.ف.ب)
شاب صغير يعانق مسناً بعد حصوله على موافقة لمغادرة مخيم الهول في الحسكة شمال شرقي سوريا الأحد الماضي (أ.ف.ب)

ونفى أحمد أن يكون تجميد واشنطن المساعدات الأجنبية السبب في السماح للسوريين والعراقيين بالعودة إلى مناطقهم، موضحاً أن منظمات دولية وأخرى محلية «ما زالت فعالة في تقديم الدعم، بينما تواصل الإدارة الذاتية تقديم الخدمات للمخيمات».

وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، قد حذّرت، الجمعة، من أن تجميد واشنطن المساعدات الأجنبية يساهم في تفاقم «الظروف المهددة للحياة» في مخيمَي الهول وروج اللذين يضمان الآلاف من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب.

وتطالب الإدارة الذاتية، منذ إعلان القضاء على التنظيم في 2019، الدول المعنية باستعادة رعاياها. ورغم نداءات متكررة وتحذير منظمات دولية من أوضاع «كارثية» في المخيمين، تصرّ غالبية الدول على عدم استعادة مواطنيها.

سوق معسكر الهول في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا 30 يناير الماضي حيث يعيش الآلاف من النساء والأطفال المرتبطين بتنظيم «داعش» منذ سنوات (أ.ب)
سوق معسكر الهول في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا 30 يناير الماضي حيث يعيش الآلاف من النساء والأطفال المرتبطين بتنظيم «داعش» منذ سنوات (أ.ب)

وشددت الباحثة لدى «هيومن رايتس ووتش»، هبة زيادين، على أنه «ينبغي ألا يُترك المحتجزون بشكل غير قانوني في مخيمَي الهول وروج عالقين إلى الأبد»، داعية إلى «إدراج وضعهم المزري في المناقشات حول مستقبل سوريا».

وتجري «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال شرقي سوريا، مفاوضات مع السلطات الانتقالية في دمشق التي أعلنت حل كل الفصائل المقاتلة وأكدت رفضها أي تقسيم فيدرالي للبلاد، بعدما أنشأ الأكراد إدارة ذاتية لمناطقهم منذ سنوات.


مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي قائد «قسد»... الذي وقّع اتفاق الدمج في الدولة السورية مع رئيسها أحمد الشرع

حصاد الأسبوع مظلوم عبدي

مظلوم عبدي قائد «قسد»... الذي وقّع اتفاق الدمج في الدولة السورية مع رئيسها أحمد الشرع

تصدّر اسم مظلوم عبدي، القائد العام لميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) على صعيد الساحة السورية، بعد توقيعه اتفاق الدمج ضمن مؤسسات الدولة السورية مع رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، ليس كفصيل عسكري، كما سبقه باقي الفصائل المسلحة، ولكن ككتلة عسكرية واحدة. جاء هذا مع تأكيده على وحدة الأراضي ورفض التقسيم، ولقد نشر تغريدة له على حسابه في منصة «إكس»، أكد فيها المضي قدماً في هذه الفترة الحساسة، للعمل من أجل ضمان مرحلة انتقالية تعكس تطلعات كل السوريين في العدالة والاستقرار؛ إذ قال: «نحن ملتزمون ببناء مستقبل أفضل، يضمن حقوق جميع السوريين، ويحقق تطلعاتهم في السلام والكرامة». واعتبر عبدي الاتفاق فرصة حقيقية وتاريخية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوّناتها، وتضمن حسن الجوار، في إشارة إلى «الجارة» الإقليمية تركيا.

كمال شيخو (دمشق)
حصاد الأسبوع من معركة الباغوز (ا ف ب / رويترز)

«قسد»... النشأة والتحالفات والسيطرة وحربها مع تركيا

ظهرت ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) يوم 10 من أكتوبر (تشرين الأول) 2015 بعد مرور 4 أسنوات على اندلاع الحرب السورية بصفتها قوة عسكرية منظمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي صورة توضح الدمار الذي خلّفته غارة إسرائيلية على مدينة درعا بجنوب سوريا (أ.ف.ب) play-circle

إصابة عنصرين بوزارة الدفاع السورية جراء قصف إسرائيلي لمطار تدمر

أفاد «تلفزيون سوريا» بأن عنصرين من الفرقة الـ42 التابعة لوزارة الدفاع السورية، أصيبا إثر قصف إسرائيلي استهدف مطار تدمر العسكري، مساء اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس (رويترز) play-circle

واشنطن: نراقب السلطات السورية في إطار تحديدنا لسياستنا معها مستقبلاً

قالت «الخارجية» الأميركية، الجمعة، إن واشنطن تراقب تصرفات القادة السوريين، في الوقت الذي تُحدد فيه أميركا سياستها المستقبلية وتدعو إلى حكومة مدنية شاملة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي من الاحتفالات بعيد «نوروز» في القامشلي (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يحتفلون بـ«نوروز» بآمال جديدة

احتفل أكراد سوريا بعيد «نوروز» هذا العام للمرة الأولى بفرحة عارمة وروح جديدة، بعد سقوط نظام الأسد وحزب «البعث».

كمال شيخو (القامشلي (سوريا))

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أُطلقت من لبنان وكاتس يتوعّد بـ«ردّ مناسب»

دبابة إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية (رويترز)
دبابة إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية (رويترز)
TT
20

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أُطلقت من لبنان وكاتس يتوعّد بـ«ردّ مناسب»

دبابة إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية (رويترز)
دبابة إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، أن سلاح الجو اعترض ثلاث قذائف صاروخية أطلقت من لبنان نحو إسرائيل، وإنه جرى تفعيل صفارات الإنذار.

وهذه المرة الأولى منذ ثلاثة أشهر ونصف التي تنطلق فيها صواريخ من لبنان على شمال إسرائيل.

وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»، بأن سلاح الجو اعترض، صباح اليوم، ثلاث قذائف صاروخية أُطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه بلدة المطلة الحدودية شمال إسرائيل حيث دوّت صفارات الإنذار.

وأكدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تفعيل الإنذارات في المطلة، دون تقديم تفاصيل إضافية.

وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن «إطلاق القذائف من لبنان هو الأول منذ 3 أشهر ويشكّل انتهاكاً خطيراً من حزب الله».

دورية لقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) في بلدة الناقورة الحدودية اللبنانية (أ.ف.ب)
دورية لقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) في بلدة الناقورة الحدودية اللبنانية (أ.ف.ب)

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي اليوم السبت إن الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية أي صاروخ يطلق من أراضيها. وأكد أنه أصدر تعليمات للجيش بالرد «على نحو مناسب» على إطلاق الصواريخ. وأضاف: «لن نسمح بواقع إطلاق النار من لبنان على بلدات الجليل. لقد وعدنا بأمن بلدات الجليل، وهذا ما سيحدث بالضبط»، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

بدوره، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن الجيش «سيرد بشدة» على إطلاق صواريخ من لبنان. وصرح الجنرال إيال زامير الذي عقد اجتماعا لتقييم الوضع أن « الجيش سيردّ بشدة على هجمات هذا الصباح». وأضاف في بيان «يتحمل لبنان مسؤولية احترام اتفاق» الهدنة الذي أوقف في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الحرب مع «حزب الله».

وفي التطورات الميدانية، أطلقت المدفعية الإسرائيلية 13 قذيفة على بلدات في جنوب لبنان. وأوردت «الوكالة الوطنية للاعلام» أن بلدة «يحمر الشقيف في قضاء النبطية تعرضت صباح اليوم لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع». وأضافت أن «القصف طاول أيضا أطراف بلدتي أرنون وكفرتبنيت».

وتابعت الوكالة أن «قصفا مدفعيا معاديا يستهدف بلدة الخيام، وأن ثلاث قذائف (من دبابة) ميركافا استهدفت البلدة»، فيما تعرضت «بلدات حولا ومركبا وكفركلا لرشقات رشاشة».

 

موقف الحكومة اللبنانية

وسارع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى التحذير من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية.وشدد في بيان على «ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم».

وأجرى اتصالاً بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، مطالباً الأمم المتحدة بـ«مضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار الدولي 1701، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في نوفمبر الماضي، ويلتزم به لبنان».