بينالي الشارقة... محاولة فَهْم الهشاشة الإنسانية في المساحة المتروكة

الدورة الـ16 عنوانها «رحالنا» تُواجه الفرد بقدرته على تبديد عزلته

يستكشف بينالي الشارقة في دورته الـ16 أحمال الإنسان خلال رحلة العمر (الشارقة للفنون)
يستكشف بينالي الشارقة في دورته الـ16 أحمال الإنسان خلال رحلة العمر (الشارقة للفنون)
TT

بينالي الشارقة... محاولة فَهْم الهشاشة الإنسانية في المساحة المتروكة

يستكشف بينالي الشارقة في دورته الـ16 أحمال الإنسان خلال رحلة العمر (الشارقة للفنون)
يستكشف بينالي الشارقة في دورته الـ16 أحمال الإنسان خلال رحلة العمر (الشارقة للفنون)

تعدُّد الأصوات في الدورة الـ16 من بينالي الشارقة يتيح الشعور بالتماهي الإنساني وتلاقي الأفكار. فالمجال مفتوح أمام التأويلات المختلفة لإشكالية الغربة الممتدّة إلى أكثر من تعريف والمُتجاوزة ضيق المعنى الواحد. بعنوان «رحالنا»، تُقام هذه الدورة من 6 فبراير (شباط) حتى 15 يونيو (حزيران)، من تنظيم «مؤسسة الشارقة للفنون»، وبمشاركة 200 فنان من العالم، يقدّمون أكثر من 650 عملاً، من بينها 200 تكليف جديد، تُعرض في 17 موقعاً على امتداد الإمارة، مُلحقة بعروض أدائية وموسيقية وسينمائية.

بإشراف القيّمات الـ5: سواستيكا، وأمل خلف، وميغان تاماتي كيونيل، وناتاشا جينوالا، وزينب أوز؛ يستكشف البينالي أحمال الإنسان خلال رحلة العمر، وكيف ينقلها إلى العالم من حوله. ذلك في مسعى إلى محاولة فَهْم الهشاشة البشرية ضمن المساحات التي لا يملكها الفرد ولا ينتمي إليها، مع الحفاظ على إمكان التفاعُل معها بقوّة الثقافة.

يُحدِث التنقّل في الغاليريهات وتأمُّل الأعمال البصرية المتحرّكة والثابتة، كما السمعية، مواجهة بين الرائي وأسئلة الحياة: أيُّ مسارات نخوض في التنقُّل بين الأماكن وعبر الزمن؟ ماذا نحمل عندما يحين وقت السفر أو الهروب أو الانتقال؟ البقاء أو النجاة، أيُّ أحمال يفرضان على الإنسان، وأي عبء؟

يُذكّر بيان صحافي وُزِّع على الوفد الإعلامي الآتي من دول العالم، بعضها البارد في هذا الشهر من السنة، بتلك الأسئلة وما تحرِّض عليه من غوص وتعمُّق. وفي اللقاء الافتتاحي قُبيل الجولة في المكان - المُقام تحت شمس تُعدُّ لطيفة تنعَّم بها الباحثون عن دفء يُزيح عنهم صقيع شتائهم - أخبرت القيّمات أنهنّ عملن معاً، وبشكل منفرد، على تطوير مشاريعهن بصفتهن حاملات لأساليب ورؤى مختلفة، مما أتاح مساحة للاستماع والدعم المتبادَل. فالمنهجيات التقييمية المتنوّعة، بدءاً من الإقامات الفنّية والورشات والإنتاج الجماعي، وصولاً إلى الكتابة، والتجارب الصوتية، والمنشورات، حاضرة في أجواء البينالي؛ جميعها تُشجِّع على إجراء حوارات نقدية وبناء أشكال متطوّرة من السرديات بتعدُّد وجهات النظر والجغرافيا واللغة.

القيّمات الـ5 خلال إلقاء كلماتهنّ في حفل الافتتاح (الشرق الأوسط)

وعلى امتداد مواقع العرض، تُشكّل مشروعاتهنّ فضاءات مشتركة تحتضن أعمالاً اختارتها القيّمات، وتقترح إطاراً مفاهيمياً يستلهم السياق التاريخي والثقافي لتلك المواقع، مما يمهِّد لنشأة تعبيرات جماعية تُضيف قراءات متجدّدة للبينالي، وتُظهِّر الجهد المشترك في البحث عن صدى للموضوعات والأفكار.

تضيء علياء سواستيكا على التفاعلات الناشئة بين القوة والشِّعر والسياسة والدور المركزي للمعرفة النسوية، وتصوّر مستقبل افتراضي من خلال التدخّلات التكنولوجية. فمشروعها، أسوة بمشاريع القيّمات، يتيح مساحات تؤطر رؤاهن وتصوّراتهن الفنّية للبينالي، لتقترح أمل خلف أن تكون المرويّات والأغنيات طقوساً للتعلُّم الجماعي وإعلان التحدّي خلال الأزمات. ومن منظور السكان الأصليين، تجمع ميغان تاماتي كيونيل بين مشروعات شعرية وفق مفهومين متداخلين: الأول متعلّق بالأرض وأفكار عدم الثبات أو المتغيّر والمستقبل الافتراضي، والثاني مرتبط بالتبادل والاحترام؛ لتركز ناتاشا جينوالا على المواقع الساحلية في المحيط الهندي، وآبار المياه في الشارقة بكونها مخازن تبوح بذاكرة الأجداد والصوت والمكان. وتتبنّى زينب أوز إشكالية أثر التاريخ في الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية حيث الوجود البشريّ، خصوصاً ما تطوَّر منها نتيجة الاستجابة الهائلة للعلم والتكنولوجيا.

تحضُر موضوعات مشتركة مُنطلقها التاريخ البحري والجغرافيات الساحلية للشارقة، وتتناول القيّمات مسائل المعابر والتقاطعات المائية وأهمية استمرارية الثقافات الأصلية والمحلّية. فعمل الفنانة مريم النعيمي يستعرض العلاقات التاريخية والمعاصرة مع المسطّحات المائية في الخليج بوصفها كيانات حيّة. وعبر سلسلة صوره الفوتوغرافية التي تُعرض على امتداد كورنيش الشارقة، يوثّق الفنان أكينبودي أكينبيي مَشاهد التجارة والأنشطة المجتمعية وأوقات الاستجمام على السواحل المتنوّعة، كاشفاً عن الروحانيات اليومية والبنى النابضة بالحياة على هذه الشواطئ. كذلك تشهد منحوتة الفنانة ميغان كوب بعنوان «مكان صخور المحار»، المُنتصبة في حديقة بُحيص الجيولوجية، على التاريخ الجيولوجي السحيق والبحر الضحل الذي غطى الشارقة قبل ملايين السنوات.

يستكشف جو نعمة القوى الاجتماعية والسياسية التي تُشكّل فهمنا للصوت (الشرق الأوسط)

وفي مواجهة الدمار الذي حلَّ بالأرض ومصادر الغذاء، تعيد الفنانة يونني سكارسي خلق سُحب المطر المشعَّة الناتجة عن التجارب النووية التي أجرتها بريطانيا في أستراليا خلال خمسينات القرن الماضي وستيناته، مُذكّرة بالمآسي الذي سببتها وتداعياتها على البيئة والإنسان؛ فيما تقدم الفنانة علياء فريد عملين يستكشفان تأثيرات الحرب والصناعات الاستخراجية في النسيجين البيئي والاجتماعي بجنوب العراق؛ ليستحضر عمل الفنانة ريشام سيد ممارسة «إنغار» أو «المطبخ المجتمعي» التقليدية التي تتمحور حول تقديم الطعام للجميع في خضم أزمة الجوع العالمية وانعدام الأمن الغذائي.

وكانت تداعيات التكنولوجيا قديماً وحديثاً، وتأثيراتها في الاقتصاد والمجتمع والتاريخ العالمي، منطلقَ بعض فناني البينالي في أعمالهم، منهم الفنان جو نعمة الذي يستكشف القوى الاجتماعية والسياسية التي تُشكّل فهمنا للصوت المُنظّم عبر عمله التركيبي «نباتات الداب»، متعمِّقاً في العلاقة التاريخية بين ثقافة الراديو والزراعة. يتّخذ العمل شكل برج إذاعي مصنوع بالكامل من الخيزران، مع مكبّرات صوت مثبتة على جانبه، تبثّ توليفة صوتية، ويستحضر لحظات مهمّة في التاريخ المبكر للبثّ الإذاعي، بما فيها أول بثّ ترفيهي مباشر للمخترع والفيزيائي الإيطالي غولييلمو ماركوني عبر مصبّ نهر التايمس عام 1920، وبثّه بعيد المدى من كورنوال في بريطانيا إلى سفينته إلتيرا الراسية في ميناء بيروت عام 1924.

تُشكّل التجارب الصوتية المتنوّعة ركيزةً أساسية في أعمال البينالي، فيقدّم الموسيقي النيوزيلندي مارا تي كي عملين صوتيين: الأول تسجيل محدود الإصدار طوّره بالتعاون مع الموسيقية الفلسطينية رنا حميدة، والثاني عمل صوتي يتناول التقويم القمري الماوري. كما تُلهم منشورات «ياز» للقيّمة زينب أوز، المكوَّنة من 13 كتاباً، 6 فنانين لتقديم عمل صوتي يستجيب لوجود الأشجار والمياه أو ندرتها في بستان تمر قديم في مدينة الذيد الإماراتية.

وتتجسَّد السرديات المعرفية والميثولوجية والسياسية في أعمال الفنانات عبر أشكال وتعبيرات متنوّعة، منها ما تُقدّمه هيلاني قازان في عملها «ليلة صافية»، من رحلة بحث شاعرية للإضاءة على التاريخ المُعقَّد للعنف الاستعماري الذي أحاط بحياة المُغنّية السورية أسمهان وموتها المأساوي عام 1944.


مقالات ذات صلة

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

يوميات الشرق روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

انتشر عمل فني من معرض «آرت بازل» يضم كلاباً آلية تحمل رؤوساً شمعية لوجوه شخصيات بارزة من رواد التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رئيس المعهد الثقافي الايطالي أنجلو جووي خلال جولته في المعرض (الشرق الأوسط)

معرض «ديفا» حكايات الإبداع الإيطالي في تصميم المجوهرات

لا يشكّل معرض «ديفا» (رحلة في بريق المجوهرات الإيطالية) قصة عادية لفنانين مصمّمين، بل يروي حكاية شيّقة عن تاريخ هذا الفنّ اليدوي في إيطاليا.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق لوحة الفنان لويس هارو من أوروغواي (الشرق الأوسط)

«عيد الكاريكاتير المصري» يحتفي بـ«المتحف الكبير» وطوغان

المعرض يهدف إلى تعزيز الوعي بالهوية المصرية وبقيمة المتاحف، ويقدّم أعمالاً متنوعة تمزج بين السخرية والطرح الإنساني لإيصال رسائل ثقافية وفنية قريبة من الجمهور.

حمدي عابدين (القاهرة)
يوميات الشرق تدور موضوعات لوحات بو فرح بين الخيال والواقع (الشرق الأوسط)

معرض «آي كلاود» لجولي بو فرح ريشة مغمسة بالحدس والعفوية

تستعير الفنانة التشكيلية جولي بو فرح في معرضها «آي كلاود» من الغيوم صورة شاعرية لأعمالها، فترسمها بريشة تتأرجح بين الواقع والخيال.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق إحدى لوحات المعرض (المتحف المصري بالتحرير)

المتحف المصري يحتضن لوحات «من البردي الأخضر إلى الفن الخالد»

تحت عنوان «من البردي الأخضر إلى الفن الخالد»، استضاف المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) معرضاً فنياً يضم لوحات وأعمالاً تستلهم الحضارة المصرية.

محمد الكفراوي (القاهرة )

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
TT

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)

انتشر عمل فني من معرض «آرت بازل» يضم كلاباً آلية تحمل رؤوساً شمعية لوجوه شخصيات بارزة؛ مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، انتشاراً واسعاً، إذ يتناول تأثير رواد التكنولوجيا على الطريقة التي نرى بها العالم.

وتتجول الكلاب الروبوتية ذات اللون الجلدي، والمزوّدة برؤوس شمعية دقيقة تشبه مستوى متحف «مدام توسو» لعدد من المليارديرات والفنانين - من بينهم جيف بيزوس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، وآندي وارهول، وبابلو بيكاسو - داخل حظيرة صغيرة، وتقوم بـ«إخراج» صور فوتوغرافية.

ويحمل العمل الفني عنوان «حيوانات عادية» من إنتاج استوديو «بيبِل» في تشارلستون، وقد عُرض هذا العام في «آرت بازل» خلال انطلاق الفعالية السنوية في ميامي بولاية فلوريدا.

وقال مايك وينكلمان، المعروف باسم «بيبِل»، في مقطع نُشر من بورتوريكو على «تيك توك»: «الصورة التي يلتقطونها، يعيدون تفسير الطريقة التي يرون بها العالم. لذا فهي تضم فنانين، ولديها أيضاً إيلون وزوكربيرغ». وأضاف: «وبشكل متزايد، هؤلاء التقنيون والأشخاص الذين يتحكمون في هذه الخوارزميات هم الذين يقررون ما نراه، وكيف نرى العالم».

وتتجول الكلاب الروبوتية، وتجلس، وتصطدم بعضها ببعض، وبين الحين والآخر يومض ظهرها بكلمة «poop mode» قبل أن تُخرج صورة رقمية تُترك على الأرض، وفق ما أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وكتب أحد مستخدمي «تيك توك»: «شكراً، لم أكن أخطط للنوم الليلة على أي حال»، وقال آخر: «هؤلاء مقلقون تقريباً مثل الأشخاص الفعليين»، وعلّق مستخدم على حساب «آرت بازل» في «إنستغرام»: «هذا عبقري ومرعب في الوقت نفسه»، فيما تساءل آخر: «هل هذا حقيقي أم ذكاء اصطناعي؟».

مشهد من معرض «حيوانات عادية» في ميامي (أ.ف.ب)

ويهدف العمل الفني، بحسب الناقد الفني إيلي شاينمان الذي تحدث لـ«فوكس نيوز»، إلى إعادة النظر في كيفية تمكّن الفنانين العاملين في البيئات الرقمية من إحياء مفاهيمهم وأفكارهم عبر الروبوتات، والنحت، والرسم، والطباعة، والأنظمة التوليدية، والأعمال الرقمية البحتة.

وقال وينكلمان لشبكة «سي إن إن»، إن الروبوتات صُممت للتوقف عن العمل بعد 3 سنوات، على أن تكون مهمتها الأساسية تسجيل الصور وتخزينها على سلسلة الكتل (البلوك تشين). وأكد معرض «آرت بازل» لـ«فوكس نيوز ديجيتال»، أن كل نسخة من روبوت «حيوانات عادية» بيعت بالفعل مقابل 100 ألف دولار.

وقال فينتشنزو دي بيليس، المدير العالمي والمدير الفني الرئيسي لمعارض «آرت بازل»، لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «نهدف من خلال معرض (زيرو 10) إلى منح ممارسات العصر الرقمي سياقاً تنظيمياً مدروساً، وخلق مساحة للحوار بين الجمهور الجديد والحالي، مع الإسهام في بناء بيئة مستدامة للفنانين والمعارض وهواة الجمع على حدٍ سواء».


نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
TT

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)

دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنر براذرز ديسكفري» بقيمة 72 مليار دولار، مُحذّرين من أنّ الصفقة ستؤدي إلى خفض الوظائف، وتركيز السلطة، وتقليل طرح الأفلام في دُور العرض إذا اجتازت مراجعة الجهات التنظيمية.

ووفق «رويترز»، من شأن الصفقة أن تضع العلامات التجارية التابعة لشركة البثّ العملاقة «إتش بي أو» تحت مظلّة «نتفليكس»، وأن تسلّم أيضاً السيطرة على استوديو «وارنر براذرز» التاريخي إلى منصة البثّ التي قلبت بالفعل هوليوود رأساً على عقب، عبر تسريع التحوّل من مشاهدة الأفلام في دُور السينما إلى مشاهدتها عبر المنصة.

وقد تؤدّي الصفقة إلى سيطرة «نتفليكس»، المُنتِجة لأعمال شهيرة مثل «سترينجر ثينغز» و«سكويد غيم»، على أبرز أعمال «وارنر براذرز»؛ مثل «باتمان» و«كازابلانكا».

وقالت نقابة الكتّاب الأميركيين في بيان: «يجب منع هذا الاندماج. قيام أكبر شركة بثّ في العالم بابتلاع أحد أكبر منافسيها، هو ما صُمّمت قوانين مكافحة الاحتكار لمنعه».

وتُواجه الصفقة مراجعات لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد عبَّر سياسيون أميركيون بالفعل عن شكوكهم.

الصفقة تواجه أصعب امتحان تنظيمي (د.ب.أ)

وتُمثّل النقابة الكتّاب في مجالات الأفلام السينمائية والتلفزيون والقنوات الخاصة والأخبار الإذاعية والبودكاست ووسائل الإعلام عبر الإنترنت. وأشارت إلى مخاوف تتعلَّق بخفض الوظائف وتخفيض الأجور وارتفاع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين، وتدهور ظروف العاملين في مجال الترفيه.

وقالت «نتفليكس» إنها تتوقع خفض التكاليف السنوية بما يتراوح بين مليارَي دولار و3 مليارات دولار على الأقل، بحلول السنة الثالثة بعد إتمام الصفقة.

وحذّرت كذلك «سينما يونايتد»، وهي منظمة تجارية تُمثّل 30 ألف شاشة عرض سينمائي في الولايات المتحدة و26 ألف شاشة حول العالم، من أنّ الصفقة قد تقضي على 25 في المائة من أعمال دور العرض محلّياً.

وتُصدر «نتفليكس» بعض الأفلام في دور العرض قبل إتاحتها للمشتركين على المنصة، وقالت الشركة إنها ستحافظ على طرح أفلام «وارنر براذرز» في دُور السينما، وتدعم محترفي الإبداع في هوليوود. ووصف رئيس منظمة «سينما يونايتد» مايكل أوليري، الاندماج بأنه «تهديد لم يسبق له مثيل»، مُتسائلاً عمّا إذا كانت «نتفليكس» ستحافظ على مستوى التوزيع الحالي.

وقالت نقابة المخرجين الأميركيين إنّ لديها مخاوف كبيرة ستناقشها مع «نتفليكس». وأضافت: «سنجتمع مع (نتفليكس) لتوضيح مخاوفنا وفَهْم رؤيتهم لمستقبل الشركة بشكل أفضل. وفي الوقت الذي نقوم فيه بهذه العناية الواجبة، لن نصدر مزيداً من التعليقات».


8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
TT

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)

يُعبر كثير من الموظفين عن عدم رضاهم عن ظروف العمل في معظم الأحيان، فهناك دائماً جوانب في المكتب تُشعرك بالإرهاق. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون وظيفتك ليست مُرهقة فحسب؛ بل سامة بالفعل وتستنزف طاقتك.

قد تكون الوظائف سامة لأسباب عديدة، ومُملة بشكل لا يُطاق. قد يكون الزبائن هم من يجعلونها سامة؛ مثل رواد المطاعم المُتطلبين، أو ربما يكون السبب المدير أو الزملاء غير المتعاونين، وفقاً لموقع «ويب ميد».

من المهم هنا التمييز بين الوظيفة السامة والإرهاق. يحدث الإرهاق عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل، ونُنهك تدريجياً. مع قسط كافٍ من الراحة، وربما منظور مختلف لعملنا، يمكننا التعافي من الإرهاق. ولكن إذا كانت الوظيفة بالفعل سامة، فلن تكفي أي راحة أو وقت فراغ بعد عودتك.

وإذا كنت تشعر حقاً بعدم السعادة في العمل، فابحث عن العلامات التالية التي تشير إلى أن وظيفتك سامة لصحتك النفسية والعقلية:

1. اختفاء المشاعر الإيجابية في العمل

تشعر بكثير من الفرح والراحة بعيداً عن العمل، لكن هذه المشاعر تختفي بمجرد دخولك مكان العمل. بدلاً من ذلك، تشعر دائماً بعدم الارتياح، أو التوتر، أو مجرد إرهاق عاطفي. ربما ينصحك زملاؤك بالتفاؤل، لكنك لا تستطيع سوى إجبار نفسك على الابتسام.

2. يستغرق الأمر عطلة نهاية الأسبوع بأكملها للتعافي

تتدهور صحتك النفسية طوال الأسبوع. بحلول يوم الثلاثاء، تكون مرهقاً، ولا تتخيل كيف ستصمد حتى يوم الجمعة. عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع أخيراً، بالكاد تتطلع إليها لأنك منهك للغاية. عندما تبدأ بالتعافي أخيراً، يحين وقت العودة إلى العمل.

3. تشعر بالتوتر والانزعاج ليلة الأحد

في ليالي الجمعة والسبت، يمكنك إبعاد العمل عن ذهنك، ولكن بحلول يوم الأحد، لن تتمكن من إنكار قدومه. من الصعب عليك التفاعل مع من حولك، ولا تستمتع بآخر يوم في عطلة نهاية الأسبوع، كما تترقب صباح الاثنين.

4. تحلم بالتقاعد - الذي قد يكون على بُعد عقود

لا يتوقف الأمر على عطلة نهاية الأسبوع - بل تحلم بإجازة دائمة من العمل. قد تبدأ حتى بالتخطيط لتقاعدك، أو التفكير في طرق للثراء حتى لا تضطر للعمل.

5. نوعية نومك تكون أسوأ بكثير في أيام العمل

العمل الضار يمكن أن يُفسد نومك تماماً. يشعر بعض الناس بالآثار في أيام عملهم (عادةً من الاثنين إلى الجمعة)، بينما قد يلاحظها آخرون تحسباً للعمل (من الأحد إلى الخميس).

6. تشعر بالمرض الجسدي

أظهرت دراسات لا حصر لها آثار التوتر المزمن على جهاز المناعة. إذا كنتَ مُسَمَّماً ببيئة عملٍ سيئة، فستشعر بآثارها ليس فقط على عقلك وروحك؛ بل على جسدك أيضاً. يبدو الأمر كأنك تُصاب بكل فيروسٍ منتشر، وتستغرق وقتاً أطول للتعافي من المعتاد.

7. تأخذ كثيراً من الإجازات الشخصية

حتى عندما لا تكون مريضاً جسدياً، قد تختار البقاء في المنزل قدر الإمكان. في بعض الأيام، تستيقظ وتبدو فكرة الذهاب إلى العمل مستحيلة. ربما تصل إلى حد ارتداء ملابسك وتناول الفطور، لكن فكرة القيادة إلى العمل تُشعرك بالغثيان.

8. لا تحب الشخص الذي أنت عليه في العمل

ربما يكون أبرز دليل على أن وظيفتك سامة أنها تُغيرك بطرق لا تُحبها. قد تجد نفسك منعزلاً، ومُركزاً على نفسك، ومتشائماً. وقد يمتد هذا إلى وقتك في المنزل مع عائلتك، وهو الجزء الأكثر إزعاجاً لك.

إذا كانت بعض هذه الأعراض تُؤثر عليك، ففكّر ملياً في مستقبلك بهذا المنصب. هل هناك طريقة لتغيير الوظيفة لتقليل تأثيرها عليك؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير وظيفة أخرى؟ ناقش هذه الأفكار مع شخص تحبه وتثق به، وانتبه لمن تتواصل معه، خصوصاً من له مصلحة في قرارك. على سبيل المثال، زميل العمل الذي لا يريدك أن تترك الوظيفة، من المرجح أن يُعطيك تقييماً متحيزاً.