حصل أحد الجبال في نيوزيلندا على نفس الحقوق القانونية التي يتمتع بها الإنسان، بعد أن أقر البرلمان قانوناً يعترف بالظلم الذي تعرض له شعب الماوري أثناء الاستعمار دون معارضة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
جبل تاراناكي - المعروف الآن باسم تاراناكي ماونجا، وهو اسمه الماوري - هو ثالث سمة طبيعية تُمنح نفس حقوق الأشخاص في البلاد، بعد غابة أوريويرا في عام 2014 ونهر وانجانوي في عام 2017.
هذا يعني أن البركان الخامد المغطى بالثلوج يمتلك نفسه فعلياً، ويتمتع بجميع الحقوق والصلاحيات والواجبات والمسؤوليات كشخص. كما تم منح شخصيته القانونية اسماً، وهو Te Kahui Tupua.
والاعتراف القانوني بثاني أعلى جبل في نيوزيلندا يؤكد أيضاً وجهة نظر الماوري بأن الجبل مقدس، وأن العديد من عناصر العالم الطبيعي هي أسلاف وكائنات حية، بحسب التقرير.
من الآن فصاعداً، ستتم إدارة الجبل بشكل مشترك من قبل ممثلي القبائل المحلية، التي تسمى إيوي - iwi، والحكومة، ولكن الوصول إلى الجبل - وهو مكان شهير للمشي لمسافات طويلة والتزلج - لن يكون محدوداً.
قال بول غولدسميث، السياسي المسؤول عن المفاوضات بين الحكومة وقبائل الماوري، أمام البرلمان: «لقد كان الجبل منذ فترة طويلة رمزاً ثقافياً وروحياً ومكاناً للراحة الأخيرة».
وأضاف أن الحكومة كان عليها أيضاً «الاعتراف بالأذى الذي تسبب فيه الماضي، حتى نتمكن من التطلع إلى المستقبل لدعم الإيوي لتحقيق تطلعاتهم وفرصهم».
وللقمة تاريخ مثير للجدل. في عام 1770، أعاد المستكشف البريطاني جيمس كوك تسمية جبل تاراناكي ماونجا إلى جبل إيغمونت، بعد أن رصد قمته من سفينته.
ثم في ستينات القرن التاسع عشر، تمت مصادرته من شعب الماوري، إلى جانب أكثر من مليون فدان من الأراضي. وكان هذا خرقاً كبيراً لوثيقة تأسيس نيوزيلندا، معاهدة وايتانجي، التي تم توقيعها بين المجتمعات الأصلية والتاج البريطاني في عام 1840.
لكن يوم الخميس، وفي حالة نادرة من التوافق بين الأحزاب، أقر البرلمان بالإجماع مشروع قانون منح تاراناكي ماونجا الشخصية القانونية.