مصر تستقبل «الجرحى» الفلسطينيين السبت عبر معبر رفح

بعد 9 أشهر من احتلال إسرائيل له

سيارات الإسعاف المصرية أمام معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين (مجلس الوزراء المصري)
سيارات الإسعاف المصرية أمام معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين (مجلس الوزراء المصري)
TT
20

مصر تستقبل «الجرحى» الفلسطينيين السبت عبر معبر رفح

سيارات الإسعاف المصرية أمام معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين (مجلس الوزراء المصري)
سيارات الإسعاف المصرية أمام معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين (مجلس الوزراء المصري)

لأول مرة منذ نحو 9 أشهر، من المقرر أن تبدأ، السبت، عمليات إجلاء المرضى والمصابين من قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي بعد إعادة فتح جانبه الفلسطيني الذي احتلته إسرائيل في مايو (أيار) الماضي، بحسب تأكيدات رسمية مصرية وفلسطينية.

وأعلن محافظ شمال سيناء الحدودية مع غزة وإسرائيل، اللواء خالد مجاور، الجمعة، فتح معبر رفح مع قطاع غزة لاستقبال الجرحى.

مجاور غرد عبر منشور على منصة «إكس»، قائلاً: «صرحت منذ أيام لجميع الإعلاميين بقرب فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى، وتم الإعلان عن فتحه الجمعة، وسنبدأ في استقبال المصابين»، مضيفاً أنه «ترجمة لنجاح السياسة المصرية وشكراً لكل مَن يدعمنا».

في الوقت نفسه، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، إن عمليات الإجلاء الطبي من غزة إلى مصر ستبدأ السبت مع إعادة فتح معبر رفح. وأضافت الوزارة أن أول مجموعة من المرضى الذين يحتاجون إلى الإجلاء الطبي ستغادر غزة في حافلات عبر المعبر، السبت، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.

في حين نقلت تقارير إعلامية، الجمعة، عن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، ريك بيبركورن، أن نحو 50 مريضاً سيعبرون الحدود.

وكانت إسرائيل قبل احتلال المعبر قد قصفته ودمرت أجزاء كبيرة منه، لكن مصدر رسمي في محافظة شمال سيناء، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم خلال الأيام الماضية تأهيل المعبر من جديد عبر آليات هندسية مصرية، وأصبح جاهزاً للعمل».

المصدر أكد أن وزارة الصحة المصرية والأجهزة المعنية في محافظة شمال سيناء رفعت درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات في المحافظة والمحافظات المجاورة من أجل استقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين.

وتأتي خطوة إعادة فتح المعبر بعد مفاوضات متعثرة مع إسرائيل التي كانت تصر على وجود ممثلين دائمين لها فيه، وهو ما رفضته مصر، وأصرت على عودة الوضع لما كان عليه، وفقاً لاتفاقية المعابر والحدود الموقعة عام 2005 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التي تقضي بأن يكون المعبر تحت إدارة الأخيرة مع مراقبة أوروبية.

وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الجمعة، عن استئناف التكتل الأوروبي لمهمته المدنية لمراقبة معبر رفح الحدودي الذي يربط قطاع غزة بمصر، والذي يُعد نقطة العبور الرئيسية للقطاع الفلسطيني.

وأشارت كالاس إلى وجود توافق واسع بين وزراء خارجية الدول الأعضاء على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه بعثة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي في دعم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس»، التي تدير قطاع غزة.

وذكرت كالاس عبر منصة «إكس» أن البعثة الأوروبية بدأت نشر فرقها المدنية عند معبر رفح بناءً على طلب الفلسطينيين والإسرائيليين، بهدف دعم الموظفين الفلسطينيين العاملين على الحدود والسماح بنقل أفراد من القطاع، مثل الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية خارج غزة.

تجهيزات مصرية أمام معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين (مجلس الوزراء المصري)
تجهيزات مصرية أمام معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين (مجلس الوزراء المصري)

ونقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين فلسطينيين وقيادات في حركة «حماس»، أن إدارة المعبر ستنتقل الآن إلى أعضاء من السلطة الفلسطينية بالتعاون مع المراقبين الأوروبيين.

وقبل يومين وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على عودة بعثته للمراقبة المدنية للعمل على معبر رفح، فيما أكد متحدث باسم البعثة لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق أن البعثة استعدت خلال الأيام الماضية لاستئناف عملها في معاونة السلطة الفلسطينية لأداء عملها بشكل أفضل على المعبر.

وتأسست بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية من قِبل مجلس الاتحاد الأوروبي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، لتكون بمثابة «طرف ثالث» على نقطة العبور الحدودية بين غزة ومصر، وفقاً لاتفاقية الحركة والعبور لعام 2005 بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية لوضع مبادئ عمل معبر رفح.

وبعد تعليق العمليات على معبر رفح، في يونيو (حزيران) 2007 نظراً لسيطرة حركة «حماس» عليه، قامت البعثة الأوروبية للمساعدة الحدودية بتنفيذ مشروع استعداد طويل الأمد مع نظرائها الفلسطينيين، عن طريق أنشطة بناء القدرات لتعزيز قدرتهم على إعادة الانتشار على معبر رفح، عندما تسمح الظروف بذلك.

وتضم البعثة، في هيكليتها ووضعها الاستعدادي الحاليين، عشرة موظفين دوليين، وثمانية محليين، ويجري تجديد تفويض البعثة الأوروبية للمساعدة الحدودية لمعبر رفح على أساس سنوي.

وفي نوفمبر عام 2005، وقّعت السلطة الفلسطينية، بصفتها طرفاً أول، وإسرائيل بصفتها طرفاً ثانياً، اتفاقاً عُرف باسم «اتفاق المعابر»، جرى من خلاله وضع الشروط والضوابط والمعايير التي تنظم حركة المرور من الأراضي الفلسطينية وإليها، من خلال هذه المعابر، واتُّفق خلاله على أن يكون هناك طرف ثالث هو الاتحاد الأوروبي. ويتضمن الاتفاق أن تُخطر السلطة الفلسطينية إسرائيل بمن يمرون من خلال المعابر لمنع أي أشخاص مشتبَه بهم من العبور، وأن يضمن الاتحاد الأوروبي تنفيذ ذلك، وأيضاً يجري عقد اجتماعات دورية بين الجمارك الفلسطينية والإسرائيلية، بحضور الجمارك المصرية، كلما أمكن؛ لبحث المستجدات فيما يخص المعابر.


مقالات ذات صلة

«تعليق المساعدات»... ضغوط لتمديد اتفاق «هدنة غزة» أم مقدمة لانهياره؟

شمال افريقيا أقارب ينعون فلسطينيين قُتلوا في غارة إسرائيلية على بيت حانون بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«تعليق المساعدات»... ضغوط لتمديد اتفاق «هدنة غزة» أم مقدمة لانهياره؟

«تعليق المساعدات الإغاثية» من دخول غزة خطوة إسرائيلية جديدة تهدد اتفاق الهدنة في القطاع مع نهاية المرحلة الأولى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا نازحون من غزة يتجمعون في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

تعقيدات «هدنة غزة» تخيم على تحضيرات «القمة الطارئة»

بدا أن التعقيدات التي تعترض مسار «هدنة غزة» باتت تخيم على تحضيرات «القمة العربية الطارئة» التي تستضيفها القاهرة، الثلاثاء.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز) play-circle

نتنياهو: إسرائيل لم تنتهك اتفاق وقف النار في غزة

نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، أن تكون إسرائيل تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أن الهدنة لن تستمر إلا مع إفراج «حماس» عن مزيد من المحتجزين لديها

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي نازحون من غزة يتجمعون في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)

مصر: وضع اللمسات النهائية لخطة إعمار غزة قبل انعقاد «القمة العربية»

تعمل القاهرة على وضع اللمسات النهائية لخطة إعادة إعمار قطاع غزة المدمر جراء الحرب الإسرائيلية، «وتسعى للحصول على إجماع عليها».

هشام المياني (القاهرة)

«الوحدة» الليبية تبحث تنظيم دخول العمالة المصرية عبر «قنوات رسمية»

وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
TT
20

«الوحدة» الليبية تبحث تنظيم دخول العمالة المصرية عبر «قنوات رسمية»

وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)

بحث علي العابد، وزير العمل والتأهيل بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، خلال زيارته للقاهرة، ملف قضية العمالة المصرية في بلده، وسبل تنظيمها، بقصد إنهاء «التدفق العشوائي للعمالة».

وقالت وزارة العمل، الأحد، إنه «في إطار الجهود الهادفة إلى تنظيم سوق العمل وحماية الاقتصاد الوطني»، التقى العابد في القاهرة السفير عبد المطلب ثابت، القائم بأعمال السفارة الليبية لدى مصر ومندوب ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية. مشيرة إلى أنه أكد «ضرورة تفعيل منظومة التأشيرات العمالية بشكل عاجل لضمان دخول العمالة المصرية عبر المنافذ الرسمية؛ بما يتوافق مع احتياجات السوق الليبية، وذلك لتفادي الآثار السلبية الناتجة عن التدفق العشوائي للعمالة».

من جهته، أشار السفير ثابت إلى «جاهزية» السفارة الليبية، بما في ذلك القسم القنصلي والملحقية العمالية، لبدء إصدار التأشيرات وفق الآليات المعتمدة من قِبَل وزارة العمل والتأهيل ووزارة الخارجية. فيما أكد اللواء يوسف مراد، رئيس مصلحة الجوازات والجنسية، استعداد المصلحة لتنفيذ التدقيق الأمني في طلبات التأشيرات، وتزويد الجهات المعنية بالبيانات اللازمة لتسهيل دخول العمالة بشكل منظم وآمن.

وانتهى اللقاء بالتأكيد على أهمية «تعزيز التنسيق المشترك بين جميع الأطراف لضمان تنظيم دخول العمالة وفق الضوابط القانونية، بما يخدم مصالح الاقتصاد الوطني ويعزز التعاون مع الدول الشقيقة».

العابد وثابت خلال لقاء بالسفارة الليبية في القاهرة (وزارة العمل الليبية)
العابد وثابت خلال لقاء بالسفارة الليبية في القاهرة (وزارة العمل الليبية)

وكان وزير العمل عقد اجتماعاً ثنائياً بالقاهرة مع محمد عبد العزيز جبران، وزير العمل المصري لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال العمل والتشغيل.

وخلال اللقاء الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي، تم التأكيد على أهمية «وضع آلية واضحة لحصر وتنظيم العمالة المصرية في ليبيا، بما يضمن حقوق صاحب العمل والعامل وفق الأطر الرسمية القانونية». كما بحث الجانبان «آليات تنظيم سوق العمل وتسهيل الإجراءات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين».

وكانت حكومة «الوحدة» قد وجهّت عبر وزارة العمل «بضرورة تسوية أوضاع العمالة الأجنبية وفق القوانين المعمول بها»، مؤكدة عزمها إطلاق حملة تفتيشية موسعة لضبط المخالفين بالتعاون مع الجهات المختصة.

وسبق وناقشت الوزارة سبل تعزيز الربط الإلكتروني بين منصة (وافد) الرقمية ومصلحة الجوازات، لتسجيل بيانات الأجانب وتصاريح العمل، ما يسهم في تحسين متابعة أوضاع العمالة الأجنبية وضمان الامتثال للإجراءات القانونية.

وسبق أن منحت وزارة العمل مهلة مدتها 60 يوماً للعمال الأجانب، تبدأ من 12 فبراير (شباط) الماضي، بهدف «تنظيم سوق العمل وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في ليبيا». وتلزمهم المهلة بالتسجيل في منصة (وافد)، وإبرام عقود عمل رسمية مع جهات العمل، بالإضافة إلى استكمال الفحوصات الطبية المطلوبة».