عضو في مجلس «الفيدرالي»: تراجع التضخم قد يتيح خفض الفائدة مجدداً هذا العام

ميشيل بومان في مؤتمر جمعية المصرفيين الأميركيين في سان دييغو (رويترز)
ميشيل بومان في مؤتمر جمعية المصرفيين الأميركيين في سان دييغو (رويترز)
TT
20

عضو في مجلس «الفيدرالي»: تراجع التضخم قد يتيح خفض الفائدة مجدداً هذا العام

ميشيل بومان في مؤتمر جمعية المصرفيين الأميركيين في سان دييغو (رويترز)
ميشيل بومان في مؤتمر جمعية المصرفيين الأميركيين في سان دييغو (رويترز)

قالت ميشيل بومان، عضو مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي، إنها لا تزال تتوقع أن يؤدي تراجع التضخم إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة مجدداً هذا العام، لكنها أشارت إلى أن عوامل مثل ارتفاع الأجور، والأسواق المالية المزدهرة، والمخاطر الجيوسياسية، والسياسات الحكومية المقبلة قد تؤدي إلى تباطؤ هذه العملية، مما يبقي الضغوط التضخمية مرتفعة.

وأضافت بومان في تصريحات أمام مجموعة من المسؤولين التنفيذيين في «نيو إنغلاند»: «التضخم الأساسي لا يزال مرتفعاً، لكن توقعاتي تشير إلى أنه سيتباطأ أكثر هذا العام. ومع ذلك، حتى مع هذه التوقعات، لا أزال أرى مخاطر متزايدة لارتفاع التضخم»، وفق «رويترز».

وأيدت بومان قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع بالإبقاء على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة ضمن النطاق الحالي من 4.25 في المائة إلى 4.5 في المائة. وقالت: «أفضل أن تكون التعديلات المستقبلية على أسعار الفائدة تدريجية. يجب أن نأخذ الوقت الكافي لتقييم التقدم الذي أحرزناه في تحقيق أهدافنا المتعلقة بالتضخم والتوظيف».

وأوضحت بومان أن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة في الوقت الحالي سيوفر لصناع السياسات الوقت اللازم «للحصول على وضوح حول سياسات الإدارة وتأثيراتها على الاقتصاد. سيكون من الضروري للغاية أن نتمكن من فهم السياسات الفعلية وكيفية تنفيذها، بالإضافة إلى زيادة الثقة في كيفية استجابة الاقتصاد».

وتشمل السياسات التي تتبعها الإدارة الحالية قضايا مثل ترحيل المهاجرين، ومن المتوقع أن تتوسع لتشمل فرض تعريفات جمركية جديدة على الواردات، التي أعلن الرئيس دونالد ترمب أنه قد يكشف عنها في أقرب وقت هذا الأسبوع.

وكانت بومان، التي تم تعيينها في بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال ولاية ترمب الأولى، من بين الأشد تشدداً في البنك فيما يتعلق بما قد يكون مطلوباً للسيطرة على التضخم. وفي تصريحاتها، قدمت قائمة موسعة من العوامل التي تشعر بأنها قد تبطئ التقدم في مواجهة التضخم.

وأشار ترمب إلى أنه يعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يخفض أسعار الفائدة.

وأضافت بومان أن أسواق العمل قد تباطأت، لكن الاقتصاد لا يزال قريباً من التشغيل الكامل للعمالة، مع استمرار نمو الأجور بوتيرة تتجاوز ما يعد متسقاً مع التشغيل الكامل. كما لفتت إلى أن سلاسل التوريد العالمية تظل هشة أمام الصدمات الجيوسياسية، بينما تشير الأسواق الأميركية المزدهرة والنمو الاقتصادي المستمر إلى أن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا تكون مقيدة كما كان يُعتقد.

وأردفت قائلة: «ما زلت أشعر بالقلق من أن الظروف المالية الأسهل في العام الماضي ربما أسهمت في عدم إحراز تقدم ملموس في تقليص التضخم. وفي ضوء القوة المستمرة في الاقتصاد، مع ارتفاع أسعار الأسهم بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، يبدو من غير المرجح أن يكون لمستوى أسعار الفائدة وتكاليف الاقتراض تأثير ضابط ذو مغزى».


مقالات ذات صلة

تراجع غير متوقع في إنفاق المستهلكين الأميركيين

الاقتصاد متسوّق ينظر إلى الأطعمة المجمدة في سوبر ماركت «ألبرتسونز» في سياتل بواشنطن (رويترز)

تراجع غير متوقع في إنفاق المستهلكين الأميركيين

سجّل إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة تراجعاً غير متوقع في يناير، إلا أن ارتفاع التضخم قد يمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي مبرراً لتأجيل خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في مصنع كراستسفيت ميت للمعادن غير الحديدية في مدينة كراسنويارسك السيبيرية بروسيا (رويترز)

الذهب يتجه نحو أكبر خسارة أسبوعية منذ نوفمبر

تراجعت أسعار الذهب، الجمعة، متجهة نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مع ارتفاع الدولار وترقب المستثمرين بيانات التضخم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد لافتة «نوظف الآن» لغسيل السيارات على طول أحد شوارع ميامي بولاية فلوريدا (رويترز)

ارتفاع طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

ارتفاع توقعات التضخم الأميركي يفرض تحديات متزايدة على «الفيدرالي»

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي إن ارتفاع توقعات التضخم في الولايات المتحدة يفرض على البنك المركزي التركيز على ضمان السيطرة على ضغوط الأسعار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الجادة الخامسة في منطقة الأعمال المركزية في مانهاتن بنيويورك (رويترز)

الاقتصاد الأميركي ينمو 2.3 % في الربع الأخير من 2024

أعلنت الحكومة الأميركية أن اقتصادها نما بمعدل سنوي قوي بلغ 2.3 في المائة خلال الربع الأخير من عام 2024، مدعوماً بزيادة إنفاق المستهلكين في نهاية العام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«القابضة المصرية الكويتية» تستعد لبدء العمليات التجارية لمشروعها الأول في السعودية

منصة بحرية لإنتاج الغاز (رويترز)
منصة بحرية لإنتاج الغاز (رويترز)
TT
20

«القابضة المصرية الكويتية» تستعد لبدء العمليات التجارية لمشروعها الأول في السعودية

منصة بحرية لإنتاج الغاز (رويترز)
منصة بحرية لإنتاج الغاز (رويترز)

قال الرئيس التنفيذي للشركة القابضة المصرية الكويتية جون روك، إن الشركة ستعلن خلال شهرين أو ثلاثة أشهر، عن أول استثمار لها في السعودية في قطاع النفط والغاز، وذلك بعد الانتهاء من الجزء الأكبر من النفقات الرأسمالية للمشروع.

وأوضح روك في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن المشروع الذي وصفه بـ«الواعد» جرى «التخطيط له منذ فترة طويلة».

والشركة القابضة المصرية الكويتية «EKH»، إحدى الشركات الاستثمارية الأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تدير محفظة متنوعة تشمل خمسة قطاعات رئيسية: الأسمدة، البتروكيماويات، توزيع الغاز، توليد وتوزيع الكهرباء، والتأمين والخدمات المالية غير المصرفية.

وقال روك: «انطلاقاً من استراتيجيتنا التوسعية، نقترب من الإعلان رسمياً عن أول استثمار لنا في السعودية، وهو مشروع واعد في قطاع النفط والغاز، جرى التخطيط له منذ فترة طويلة، حيث نعتمد على خبراتنا الواسعة وسجلنا الحافل في مصر، بما في ذلك تطوير وتشغيل وصيانة أكبر شبكة خاصة لتوزيع الغاز في الشرق الأوسط».

الرئيس التنفيذي للشركة القابضة المصرية الكويتية جون روك
الرئيس التنفيذي للشركة القابضة المصرية الكويتية جون روك

ولم يخض روك في تفاصيل المشروع، لكنه أوضح: «عملنا على هذا المشروع لفترة طويلة، وأكملنا بالفعل جزءاً كبيراً من النفقات الرأسمالية (CAPEX)، ونحن الآن في المراحل الأخيرة استعداداً لبدء العمليات التجارية قريباً، مما سيمكننا من تحقيق الإيرادات خلال الأشهر المقبلة».

لكنه كشف عن أن الشركة تدرس «فرصاً استثمارية إضافية بقيمة تتراوح بين 150 و200 مليون دولار خلال عامي 2025 و2026، تماشياً مع استراتيجيتنا التوسعية».

أعلنت الشركة «القابضة المصرية - الكويتية»، يوم الأحد، تحقيق صافي ربح 185 مليون دولار خلال العام الماضي.

وخلال العام الماضي ارتفعت إيرادات الشركة إلى 642 مليون دولار، مصحوبةً بنمو هامش الربح الإجمالي وهامش الأرباح التشغيلية قبل خصم الضرائب والفوائد والإهلاك والاستهلاك بنسبة 40 في المائة و39 في المائة على التوالي، في حين سجل صافي الربح 185 مليون دولار، مصحوباً بنمو هامش صافي الربح بمقدار نقطتين مئويتين ليصل إلى 29 في المائة، وبلغ صافي الربح الخاص بمساهمي الشركة 163 مليون دولار خلال الفترة نفسها.

ووفقاً للبيان المالي للشركة للعام 2024، توقعت الشركة أن عام 2025 سيشهد استمرار الشركة في تحسين استراتيجيات توظيف رأس المال، والتركيز على المشروعات التي تحقق أقصى قيمة لجميع الأطراف ذات العلاقة، مما يوضح أهمية أول استثمار للشركة في السعودية، ومدى التعويل عليه.

وعن حجم الاستثمارات المتوقع في أول مشروع للشركة في السعودية، قال روك: «رغم أن حجم هذا الاستثمار يُعد صغيراً نسبياً مقارنة بإجمالي استثماراتنا ومحفظتنا المالية، فإنه يمثل خطوة استراتيجية مهمة لدخولنا السوق السعودية... نرى في هذه السوق إمكانات نمو كبيرة».

وتوقع أن يتيح هذا المشروع «فرصاً للحصول على امتيازات إضافية في المستقبل، مما يعزز وجودنا في إحدى أهم أسواق الطاقة بالمنطقة».

استثمارات في أوروبا

وعن خطط الشركة الاستثمارية خارج منطقة الشرق الأوسط، قال روك إنه في إطار خطط الشركة الاستثمارية خارج منطقة الشرق الأوسط، «تعمل الشركة على تطوير مشروع جديد كلياً في شمال أوروبا، الذي نعتبره محركاً رئيسياً للنمو وتعزيز القيمة للمجموعة».

وأضاف: «هذا المشروع يمثل خطوة استراتيجية تمنحنا فرصة دخول مبكر إلى قطاع ناشئ، مما يعزز قدرتنا التنافسية ويدعم ترسيخ حضورنا في السوق منذ البداية. كما نتوقع أن يحقق هذا الاستثمار عوائد قوية، ليسهم في دفع النمو وتوسيع نطاق وجودنا الدولي».

وأوضح أن هذا التوسع يأتي في إطار استراتيجية الشركة الأوسع، التي تهدف إلى زيادة التعرض للعملات الأجنبية، واستكشاف الأسواق ذات النمو المرتفع، وتنويع محفظة الشركة الاستثمارية. و«حالياً، نعمل على إنهاء التفاصيل النهائية للمشروع، ونتوقع تقديم المزيد من التحديثات بحلول الربع الثالث، مع اقترابنا من التنفيذ الفعلي».

وذكر في هذا الشأن «نتجه في 2025 نحو توسيع استثماراتنا، سواء بدخول السوق السعودية للمرة الأولى أو إطلاق مشروعنا الجديد في شمال أوروبا، مع استمرار نمو أعمالنا الحالية...».

السوق المصرية

وعن التوسع في السوق المصرية، قال روك: «بالفعل، نواصل تنفيذ استراتيجيتنا التوسعية ونسعى لتعزيز وجودنا في السوق المصرية خلال عام 2025 من خلال استثمارات تدعم قدرتنا على التصدير وتعزز تدفقات العملة الصعبة... ندرس حالياً عدة خيارات تشمل الاستحواذ على كيانات قائمة أو الدخول في شراكات استراتيجية، مع التركيز على القطاعات التي تتيح فرصاً تصديرية قوية وتحقق عوائد بالدولار».

وأضاف: «هدفنا هو توظيف المزايا التنافسية لمصر، مثل تكاليف الإنتاج المنخفضة والموقع الجغرافي المتميز، لزيادة صادراتنا وتعزيز العائدات بالعملة الأجنبية، بما يحقق قيمة مضافة لمساهمينا ويدعم استدامة النمو».

وأشار إلى أن «شركة الإسكندرية للأسمدة» (Alexfert) من أكثر الشركات تحقيقاً لإيرادات الشركة المصرية الكويتية القابضة، ونتيجة لذلك «ندرس حالياً فرصاً إضافيةً للتوسع في هذا القطاع للاستفادة من مزاياه التنافسية وتعزيز العوائد».

أوضح روك أن «القابضة المصرية الكويتية» تركز استثماراتها على «القطاعات التي تعتمد في تكاليفها بشكل أساسي على الجنيه المصري، بينما تحقق إيراداتها بالدولار، مما يمنحنا ميزة الاستفادة من انخفاض التكاليف في مصر لتعزيز فرص التصدير وزيادة الإيرادات الدولارية للمجموعة. ويوفر هذا النموذج ميزة تنافسية كبيرة، حيث تستفيد الشركات من انخفاض التكاليف المحلية، مع تحقيق إيرادات بالدولار، سواء من التصدير أو من المبيعات بالعملة الصعبة».