تمكن أوليفييه دوبوا، الصحافي الفرنسي، من الحصول على مقابلة نادرة مع أحد زعماء جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التابعة لتنظيم «القاعدة» في منطقة الساحل. وبالنسبة لمراسل أجنبي في مالي، بدت المهمة وكأنها حلم داخل معقل المتطرفين في أفريقيا. المنطقة رأساً على عقب أو هكذا كان يظن، ففي طريقه إلى إجراء المقابلة في مدينة جاو، بشمال مالي في أبريل (نيسان) 2021، تعرض دوبوا، مراسل صحيفتي «ليبيراسيون» و«جون أفريك»، للاختطاف.
وأمضى 711 يوماً في الأسر في الصحراء، ينام مقيداً بسلسلة في شجرة، ويأكل لحم الماعز المجفف ويخطط للهروب. وبعد نحو عامين من إطلاق سراحه، أخذ يروي محنته، في كتاب، صدر الخميس في فرنسا، يعتمد بشكل كبير على الملاحظات التي احتفظ بها دوبوا سراً، خلال أسره وكتبها على قصاصة ورق، تمكن من العثور عليها.
وقال دوبوا، لوكالة أسوشييتد برس في المقابلة الأولى له مع وسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية منذ إطلاق سراحه: «كان أحد العوامل الرئيسية التي ساعدتني على المقاومة والبقاء على قيد الحياة، هو إقناع نفسي بأنني صحافي».
وتابع أنه لم يعرف التفاصيل، لكنه يتذكر أن المتمردين أخبروه أن الفدية تختلف حسب الجنسية. وأبلغوه أنه بوصفه مواطناً فرنسياً، فإن فديته تبلغ عشرة ملايين يورو. أما بوصفه مواطناً من جنوب أفريقيا، فإن القيمة تبلغ 50 مليون يورو.
وبعد تغطيته العديد من أخبار الرهائن في المنطقة، كان دوبوا يعرف أنه حتى لو تم إطلاق سراحه، فإن محنته ربما تكون طويلة. يذكر أن مالي والنيجر وبوركينا فاسو، تواجه منذ أكثر من عقد تمرداً تقوده جماعات جهادية، من بينها جماعات متحالفة مع تنظيمي القاعدة و«داعش».