مصر لتسريع إعادة إعمار غزة «بهدف صد مخططات التهجير»

عبد العاطي قال إن بلاده تعمل على ترتيب الأوضاع لعودة النازحين

جانب من مؤتمر «المجلس المصري للشؤون الخارجية» (الخارجية المصرية)
جانب من مؤتمر «المجلس المصري للشؤون الخارجية» (الخارجية المصرية)
TT
20

مصر لتسريع إعادة إعمار غزة «بهدف صد مخططات التهجير»

جانب من مؤتمر «المجلس المصري للشؤون الخارجية» (الخارجية المصرية)
جانب من مؤتمر «المجلس المصري للشؤون الخارجية» (الخارجية المصرية)

تستهدف مصر «تسريع جهود إعادة الإعمار في قطاع غزة» لصد أي «مخططات لتهجير الفلسطينيين من القطاع»، بسبب حجم الدمار في غزة.

وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إن «تحركات بلاده تستهدف إعادة ترتيب الأوضاع داخل قطاع غزة، في مرحلة ما بعد الحرب»، وأشار خلال مشاركته في المؤتمر السنوي لـ«المجلس المصري للشؤون الخارجية»، الخميس، إلى أن «بلاده تسعى لتثبيت وقف إطلاق النار، بما يسمح للنازحين بالعودة إلى منازلهم».

ووفق أعضاء بـ«المجلس المصري للشؤون الخارجية»، فقد جدد عبد العاطي في كلمته بالمؤتمر «رفض مصر دعوات تهجير سكان قطاع غزة»، كما أكد أن «مشهد عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، رد عملي على دعوات تهجيرهم».

وقال الأعضاء في «المجلس» إن «وزير الخارجية المصري تحدث عن استعداد بلاده لإعادة تعمير القطاع بالتعاون مع الدول العربية، في ظل وجود سكانه».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أشار مساء السبت الماضي إلى أن «مصر والأردن يجب أن يستقبلا الفلسطينيين من غزة»، وقال إن «القطاع أصبح مكاناً مدمراً».

وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر «المجلس المصري للشؤون الخارجية» (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر «المجلس المصري للشؤون الخارجية» (الخارجية المصرية)

وناقش مؤتمر «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، الخميس، «القضية الفلسطينية وأمن الشرق الأوسط». وحسب إفادة لوزارة الخارجية المصرية، دعا الوزير عبد العاطي المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته تجاه إعادة الإعمار في قطاع غزة».

وشدد على أن «دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) غير قابل للاستبدال خلال مرحلتي التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة»، مؤكداً «توالي جهود بلاده الدؤوبة، لتذليل العقبات وتثبيت وقف إطلاق النار، لإنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة».

وفي 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة حيز التنفيذ، بجهود من الوسطاء (مصر والولايات المتحدة الأميركية وقطر)، ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من الاتفاق لمدة 42 يوماً، تُجرى خلالها مفاوضات لتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة.

وتسعى مصر بالتنسيق مع الدول العربية لدفع جهود إعادة إعمار غزة، في وجود سكان القطاع، وفق مساعدة وزير الخارجية المصري الأسبق، عضوة «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفيرة منى عمر، مشيرة إلى أن «وزير الخارجية المصري جدد التأكيد على موقف مصر من قضية التهجير، وأشار إلى قدرة القاهرة على وضع حلول لإعادة الإعمار، في ظل وجود سكان غزة بأرضهم».

ونقلت عمر تأكيدات عبد العاطي على أن «عودة النازحين الفلسطينيين من المخيمات إلى شمال قطاع غزة أخيراً، شكّلت أبلغ رد على دعوات نقلهم أو تهجيرهم»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر تتحدث بلغة واحدة في قضية التهجير (رسمياً وشعبياً ومنظمات مدنية)، باعتباره يحرم الفلسطينيين من هويتهم، ويدفع لتصفية (القضية)».

وبدأ مئات آلاف الفلسطينيين النازحين أخيراً، العودة إلى شمال غزة عبر شارعَي «الرشيد» و«صلاح الدين»، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، إن «الفلسطينيين عادوا إلى الركام الذي تم تحطيمه على مدار 14 شهراً»، مشيراً إلى أن بلاده «حذرت منذ بداية الأزمة أن يكون ما يحدث محاولة لجعل الحياة مستحيلة في غزة».

فلسطينية مع أطفالها تخرج من مخيم جنين للاجئين متجهة إلى مكان أكثر أماناً مع استمرار غارات القوات الإسرائيلية على المخيم (إ.ب.أ)
فلسطينية مع أطفالها تخرج من مخيم جنين للاجئين متجهة إلى مكان أكثر أماناً مع استمرار غارات القوات الإسرائيلية على المخيم (إ.ب.أ)

وتعتقد منى عمر أن «القاهرة تدفع لتسريع جهود الإعمار بالتعاون مع الدول العربية»، وقالت إن «وزير الخارجية المصري أكد أن هناك تنسيقاً مستمراً مع الدول العربية بشأن تطورات الوضع في غزة، وترتيبات اليوم التالي للحرب»، وأشارت إلى أن الجهود المصرية والعربية تتضمن «التعافي من آثار الحرب بإقامة عدد من المخيمات لتسهيل الإقامة بالقطاع، قبل البدء في عملية إعادة الإعمار».

و«لا يعني الرفض المصري لمقترحات التهجير، معارضة السياسات الأميركية»، وفق عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير صلاح حليمة، مشيراً إلى أن «وزير الخارجية المصري أكد أن بلاده ليست في صدام مع واشنطن، وتسعى للتعاون معها في حل القضية الفلسطينية، والحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع أميركا».

أطفال فلسطينيون ينقذون أشياء من تحت أنقاض مبنى دُمر في غارة جوية إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون ينقذون أشياء من تحت أنقاض مبنى دُمر في غارة جوية إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

واعتبر حليمة أن «إسرائيل تسعى لتصفية القضية الفلسطينية جغرافياً بضم الأراضي الفلسطينية»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «تطورات الأوضاع تتطلب موقفاً عربياً موحداً، وموقفاً فلسطينياً واحداً، للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، ومنحه حقه في إقامة دولة فلسطينية على أرضه».

وخلال فعاليات مؤتمر «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، دعا وزير الخارجية المصري الأسبق، نبيل فهمي، إلى «ضرورة تكثيف الجهود العربية لتنفيذ مشروع (حل الدولتين)»، لافتاً إلى «إمكانية استثمار الزخم الأوروبي في هذا، والضغط على الجانب الإسرائيلي للقبول بإقامة دولة فلسطينية مستقلة». في حين تحدث عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير عمرو حلمي، عن أن «الانقسام الفلسطيني إحدى عقبات الوصول لحل سلمي للقضية الفلسطينية»، مشيراً في كلمته بالمؤتمر إلى «ضرورة الدفع نحو تحقيق توافق بين الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصوت الفلسطيني».


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: «مصير مهدد» للاتفاق بعد إرجاء خروج أسرى فلسطينيين

شمال افريقيا طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة بمخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: «مصير مهدد» للاتفاق بعد إرجاء خروج أسرى فلسطينيين

وسط مشهد متأرجح بين التهدئة والتصعيد، بات اتفاق «هدنة غزة» على المحك بعد خطوة إسرائيلية مفاجئة بتأجيل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري طفلان فلسطينيان يلعبان خارج أنقاض منزل دمّرته الغارات الإسرائيلية في خان يونس (رويترز)

تحليل إخباري هل تلقى خطة ترمب لـ«تهجير الفلسطينيين» مصير «صفقة القرن»؟

تراجع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن فرض «تهجير الغزيين» أثار تساؤلات بشأن أن يلقى ذلك الطرح مصير خطة شبيهة عُرفت باسم «صفقة القرن».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا نازحون من غزة يتجمعون في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)

تفاعل في مصر مع حديث ترمب عن عدم فرض خطته لـ«تهجير سكان غزة»

تفاعل مغردون مصريون مع حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «عدم فرض خطته بشأن قيام الولايات المتحدة بالسيطرة على قطاع غزة».

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا الجلسة الافتتاحية لمؤتمر رؤساء البرلمانات العربية (الجامعة العربية)

«وثيقة برلمانية عربية» ترفض «التهجير» وتدعم صمود الشعب الفلسطيني

اعتمد رؤساء المجالس والبرلمانات العربية، السبت، «وثيقة برلمانية عربية» لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ورفض «مخططات التهجير والضم».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
المشرق العربي طفل فلسطيني يتلقى لقاحاً ضد شلل الأطفال وسط وقف إطلاق النار في غزة (رويترز)

بعد اكتشاف الفيروس في الصرف الصحي... حملة تطعيم ضد شلل الأطفال بغزة

أكد مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم السبت أن الوكالة سوف تنظم حملة أخرى للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال.

«الشرق الأوسط» (غزة)

إسرائيل تتوعد عائلتين في غزة وتتهمهما بقتل أسرة بيباس

شابة تعبر برسم جداري لعائلة بيباس في وسط تل أبيب (إ.ب.أ)
شابة تعبر برسم جداري لعائلة بيباس في وسط تل أبيب (إ.ب.أ)
TT
20

إسرائيل تتوعد عائلتين في غزة وتتهمهما بقتل أسرة بيباس

شابة تعبر برسم جداري لعائلة بيباس في وسط تل أبيب (إ.ب.أ)
شابة تعبر برسم جداري لعائلة بيباس في وسط تل أبيب (إ.ب.أ)

اتهمت مصادر استخبارية، في إفادات نقلتها وسائل إعلام عبرية، تنظيم «كتائب المجاهدين»، الذراع العسكرية للحركة التي تحمل الاسم ذاته بـ«خطف أفراد عائلة بيباس» في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، و«الاحتفاظ بها ثم قتلها».

وقالت المصادر إن العائلتين اللتين يتشكل منهما التنظيم «ستدفعان ثمن فعلتهما».

ورأت مصادر سياسية في تل أبيب أن «هذا الانتقام سيكون حجة من مجموعة حجج يتذرع بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لكي يتهرب من اتفاق وقف النار ويستأنف الحرب، لخدمة مصالحه الشخصية والحزبية».

وتقدر مصادر إسرائيلية أن «ما يفتش عنه نتنياهو اليوم هو التأييد الأميركي لخطواته»، علماً بأن الرئيس دونالد ترمب كان قد صرح بأن نتنياهو «غاضب بحق»، وأنه سيدعم أي قرار يتخذه لتصفية «حماس»، ولم يبقَ سوى تجميع الحُجج التي تقنع ترمب بأن هنالك حاجة لتوجيه ضربة عسكرية ماحقة لـ«حماس»، بعدما حاولت استعراض عضلاتها أمام إسرائيل.

تراكم الحجج

وقال المحرر العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إن الحجج تتراكم أمام نتنياهو، لتصبح محفزاً من شأنه أن يشكل «تطوراً في تاريخ الحرب، وربما في تاريخ الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني كله».

وأشار هرئيل إلى أن نتائج تشريح جثتي الطفلين كفير وأريئيل بيباس، والادعاء أنهما قُتلا «بأيد عارية» والخطأ في تسليم جثة والدتهما، وانفجار الحافلات في بات يام وحولون، «عصفت بعقول الجمهور الإسرائيلي».

وتوجد «مشاعر انتقام في الجو، بشدة لم نشهدها منذ مجزرة 7 أكتوبر، وهذه مشاعر تتعالى في القنوات التلفزيونية، وتشمل دعوات لاستئناف الحرب، ولاستكمال الحرب ولإحداث (نكبة ثانية) ولتدمير شامل لقطاع غزة. وستتسلل من هناك إلى أماكن أخرى، أكثر أهمية، ومن الحكومة إلى الشارع»، بحسب تقدير المحرر العسكري.

وأضاف هرئيل أنه على عكس اتهامات نتنياهو، «ثمة شك إذا كانت (حماس) قد تعمدت مسبقاً إعادة جثة فلسطينية بدلاً من جثة شيري بيباس».

وقال إن «مصلحة (حماس) العليا الآن تقضي باستكمال المرحلة الأولى من الصفقة، وبضمنها تحرير 47 أسيراً الذين كانوا قد حُرروا خلال صفقة شاليط، في عام 2011، والذين أعيد اعتقالهم في سنة 2014، وليس منح نتنياهو حججاً يتذرع بها لاستئناف الحرب».

ورأى هرئيل أن انفجار الحافلات الفارغة قرب تل أبيب، مساء الخميس، كان ينبغي أن يحدث صباح الجمعة بوجود مسافرين فيها، وأن «خللاً فقط، لا يزال غير واضح، تسبب بانفجار الحافلات، وأعاد إلى الأذهان صدمة جماعية من فترة الانتفاضة الثانية، وعززت الدعوات في إسرائيل إلى استئناف الحرب والانتقام».

فلسطينيون في رام الله يرمون الحجارة على دوريات إسرائيلية في ذكرى الانتفاضة الثانية سبتمبر 2002 (غيتي)
فلسطينيون في رام الله يرمون الحجارة على دوريات إسرائيلية في ذكرى الانتفاضة الثانية سبتمبر 2002 (غيتي)

كما اتهم هرئيل «الشاباك» والشرطة بـ«إخفاق شديد»؛ لأنه لو انفجرت الحافلات صباح الجمعة لقتل عدد كبير من المسافرين فيها.

وبعد ساعات من التحقيق في هذه الانفجارات، تم اعتقال مواطنين يهود إسرائيليين، بشبهة نقلهما واضعي المتفجرات «من الضفة الغربية إلى داخل الخط الأخضر».

خلافات مع «حماس»

ومن جهة ثانية، نشرت صحيفة «معاريف»، اليوم، تقريراً ادعت فيه أن من خطفت شيري بيباس وطفليها، هي «حَمولة (عائلة كبيرة) إجرامية من منطقة خان يونس، والعلاقة بينها وبين (حماس) لم تكن ودية»، بحسب الصحيفة العبرية.

وقالت صحيفة «هآرتس» أيضاً إن «قضية إرسال جثة أخرى على أنها جثة شيري بيباس قد تكون نتيجة فوضى، ولكن قد تكون أيضاً عملية تضليل مقصود من جانب هذه الحمولة لإحراج (حماس)، وبعد أن اكتشف، سارعت (حماس) إلى إعادة جثة الأم في الغداة».

من هي «كتائب المجاهدين»؟

ووفقاً للمعلومات المتوفرة عن العائلات التي كونت «كتائب المجاهدين»، فإنها أسست تنظيمها المسلح الذي يحمل الاسم نفسه في غزة سنة 2001.

وقد أنشأت هذه الذراع العسكرية خلال الانتفاضة الثانية بعد انشقاق لواء «الشهيد جمال العماري» الذي كان يمثلها من الذراع العسكرية لفتح (كتائب شهداء الأقصى).

ويُنسب تأسيس «حركة المجاهدين» إلى الفلسطيني عمر أبو شريعة الذي أصيب خلال محاولة اغتيال في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 وتوفي جراء الإصابة في أبريل (نيسان) 2007، وبعد اغتياله ترأس الحركة شقيقه أسعد أبو شريعة.

وخلال سنوات نشاط الحركة تعاونت مع حركة «حماس» وباقي الفصائل الفلسطينية في القطاع، وأقامت وحدة يُطلق عليها «شهداء الداخل» (يُقصد بها المواطنون العرب في إسرائيل) واسمها «داهم»، وهي وحدة تحملت مسؤولية عملية دهس في مفترق نير تسفي والعملية في المحطة المركزية في بئر السبع عام 2024.