رئيس وزراء صربيا يتنحّى عن منصبه وسط تصاعد الاحتجاجات

رئيس وزراء صربيا ميلوس فوسيفيتش (رويترز)
رئيس وزراء صربيا ميلوس فوسيفيتش (رويترز)
TT
20

رئيس وزراء صربيا يتنحّى عن منصبه وسط تصاعد الاحتجاجات

رئيس وزراء صربيا ميلوس فوسيفيتش (رويترز)
رئيس وزراء صربيا ميلوس فوسيفيتش (رويترز)

أعلن رئيس وزراء صربيا، ميلوس فوسيفيتش، تنحّيه عن منصبه، وسط تصاعد الاحتجاجات المناهضة للفساد، على خلفية حادث انهيار مظلة خرسانية، أسفر عن مقتل 15 شخصاً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفق ما أوردت وكالة «أسوشييتد برس».

وتشهد بلغراد احتجاجات يومية مناهضة للحكومة منذ انهيار سقف محطة للسكك الحديدية في نوفي ساد، ثاني أكبر مدينة في صربيا، نوفمبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً.

وميلوس فوسيفيتش رئيس الحزب التقدمي الصربي الحاكم منذ عام 2023.

وقال فوسيفيتش، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، للإعلان عن نيته الاستقالة: «اخترت هذه الخطوة من أجل تخفيف التوترات». وأضاف أن رئيس بلدية نوفي ساد سيستقيل أيضاً. وتابع: «بهذا نكون قد استجبنا لجميع مطالب المتظاهرين الأكثر تشدداً».

وكان إضراب بقيادة الطلاب، الجمعة، أسفر عن غلق كثير من المتاجر في أنحاء صربيا، في حين يعتزم الرئيس الشعبوي، ألكسندر فوسيتش، تنظيم مسيرة كبيرة لمواجهة استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي تتحدّى قبضته المحكمة على السلطة.

وشارك الآلاف، الجمعة، في اعتراض حركة المرور اليومية بكثير من المدن والبلدات في صربيا، التي تقع في منطقة البلقان؛ لتأبين ضحايا انهيار سقف المحطة الذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً في نوفمبر الماضي. ويعتقد كثيرون في صربيا أن المظلة الخرسانية الضخمة بمحطة القطار، في مدينة نوفي ساد انهارت بسبب أعمال التجديد الرديئة الناتجة عن الفساد.

وكانت المظاهرات المستمرة منذ أسابيع، التي تطالب بالمساءلة بشأن الحادث، هي الأكبر منذ وصل فوسيفيتش للحكم قبل أكثر من عقد. ويواجه الرئيس اتهامات بكبح الحريات الديمقراطية.


مقالات ذات صلة

تركيا: محاكمة عشرات المشاركين في الاحتجاجات على اعتقال إمام أوغلو

شؤون إقليمية تواصل الاحتجاجات على اعتقال إمام أوغلو في تركيا بعد مرور أكثر من شهر منذ القبض عليه (إ.ب.أ)

تركيا: محاكمة عشرات المشاركين في الاحتجاجات على اعتقال إمام أوغلو

استدعى مكتب المدعي العام لمدينة إسطنبول، رئيس بلديتها المعتقل أكرم إمام أوغلو و27 آخرين، في إطار تحقيق حول قيام جامعة إسطنبول بإلغاء شهاداتهم الجامعية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد تركيان ينقلان بضائع بمنطقة أمينونو في إسطنبول (أ.ب)

تركيا تتمسك ببرنامجها الاقتصادي رغم التوتر الداخلي و«رسوم ترمب»

أكدت تركيا أنها لن تغير برنامجها الاقتصادي بسبب التطورات الأخيرة في الأسواق وكذلك بالتجارة العالمية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الشرطة التركية منعت مسيرة للطلاب من أمام جامعة إسطنبول إلى البلدية دعماً لإمام أوغلو بعد مضي شهر على اعتقاله (أ.ف.ب)

صدامات بين طلاب وقوات الأمن التركية في احتجاجات لدعم إمام أوغلو

وقعت مواجهات بين الشرطة وطلاب جامعيين مؤيدين لأكرم إمام أوغلو، كما وقعت إصابات خلال تفريق الشرطة لمسيرة نظمها «حزب الشعب الجمهوري» دعماً لغزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ متظاهرون في نيويورك يحملون لافتة تُظهر ترمب وقد بدا على وجهه شارب شبيه بشارب هتلر (د.ب.أ) play-circle

آلاف الأميركيين يتظاهرون ضد ترمب (صور)

خرج آلاف الأميركيين إلى الشوارع، السبت، في نيويورك ومدن أميركية كبيرة أخرى، في يوم ثانٍ من الاحتجاجات المناهضة للرئيس دونالد ترمب في غضون أسبوعين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية قاد أوزيل مسيرة شارك فيها مزارعون دعماً لإمام أغلو في يوزغات 19 أبريل (أ.ف.ب)

تجمُّع حاشد لدعم إمام أوغلو يضغط على إردوغان في أحد معاقله

شارك الآلاف في تجمع حاشد نظمه حزب «الشعب الجمهوري» في ولاية يوزغات وسط الأناضول، دعماً لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، بالتزامن مع مرور شهر على اعتقاله.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

بمشاركة ترمب وماكرون وزيلينسكي... الفاتيكان يعد لجنازة البابا فرنسيس السبت

تجمُّع المواطنين بساحة القديس بطرس في الفاتيكان بعد وفاة البابا فرنسيس (رويترز)
تجمُّع المواطنين بساحة القديس بطرس في الفاتيكان بعد وفاة البابا فرنسيس (رويترز)
TT
20

بمشاركة ترمب وماكرون وزيلينسكي... الفاتيكان يعد لجنازة البابا فرنسيس السبت

تجمُّع المواطنين بساحة القديس بطرس في الفاتيكان بعد وفاة البابا فرنسيس (رويترز)
تجمُّع المواطنين بساحة القديس بطرس في الفاتيكان بعد وفاة البابا فرنسيس (رويترز)

تقام جنازة البابا فرنسيس، صباح السبت المقبل، بساحة القديس بطرس في الفاتيكان بمشاركة حاشدة يُتوقع أن تصل إلى مئات آلاف المصلين، فضلاً عن زعماء من العالم أجمع، على غرار الرؤساء الأميركي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وفي ختام الجنّاز الذي سيبدأ عند الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي (8:00 ت غ)، سيُنقل نعش البابا إلى بازيليك القدّيسة مريم الكبرى (سانتا ماريا ماجوري) في وسط روما، حيث سيوارى البابا الثرى نزولاً على رغبته المذكورة في وصيّته.

ونشر الفاتيكان، صباح الثلاثاء، الصور الأولى للبابا فرنسيس مسجًّى في نعشه ومحاطاً بعنصرين من الحرس السويسري في كنيسة بيت القدّيسة مرتا، حيث كان يقيم منذ انتخابه حَبراً أعظم في 2013 وحتّى وفاته.

وفي الصورة والفيديو، يظهر البابا فرنسيس الذي توفّي، أول من أمس، عن 88 عاماً إثر جلطة دماغية، مرتدياً رداءً أحمر، وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض، وبين يديه مسبحة.

ويسجّى النعش بداية من الساعة السابعة بتوقيت غرينيتش، صباح الأربعاء، في بازيليك القدّيس بطرس في روما ليلقي عليه المصلّون نظرة الوداع الأخير.

وقالت الراهبة ناتالي بيكار، الأمينة المساعدة لسينودوس الأساقفة التي صلّت، مساء الاثنين، أمام نعش البابا للصحافيين أنها عاشت لحظة «مؤثّرة جدّاً، زاخرة بالأحاسيس» مع «الحزن من جهة، والعرفان من جهة أخرى لكلّ ما فعله حتّى اللحظة الأخيرة».

وكشفت «هي فترة حداد لنا؛ فالكنيسة مثل عائلة كبيرة، وفي لحظة كهذه، يشعر هؤلاء الذين عايشوه وخدموه عن قرب بفقدان شخص مقرّب».

ويلتئم الكرادلة، الثلاثاء، للمرّة الأولى منذ وفاة البابا في جلسة مغلقة منذ التاسعة صباحاً (7:00 ت غ) لمناقشة مراسم الجنازة. ويتعيّن على الكرادلة الناخبين البالغ عددهم 135 انتخاب خلف للبابا فرنسيس خلال مجمّع من المرتقب أن ينعقد في مطلع مايو (أيار).

«ثوري»

كما كانت الحال في جنازة يوحنا بولس الثاني في 2005، من المتوقّع أن يحضر المراسم العشرات من رؤساء الدول والشخصيات الملكية، وسط تدابير أمنية مشدّدة.

وأعلن الرئيس ترمب أنه سيحضر المراسم مع زوجته ميلانيا، وذلك رغم الانتقادات اللاذعة التي وجّهها البابا فرنسيس إلى سياسته المعادية للمهاجرين في أكثر من مناسبة. وكتب ترمب على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»: «نتطلّع للمشاركة».

ومن جزيرة لا ريونيون الفرنسية، أكّد الرئيس ماكرون أنه سيحضر الجنازة.

ومن بين الذين سيحضرون الجنازة أيضاً، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، والمستشار الألماني أولاف شولتس.

ويعتزم الرئيس زيلينسكي الذي أشاد، الاثنين، بذكرى «من صلّى من أجل السلام في أوكرانيا وللأوكرانيين» المشاركة بدوره في المراسم.

أما نظيره الروسي فلاديمير بوتين، فقد أكّد الناطق باسمه خلال الإحاطة الإعلامية اليومية أن «لا نيّة له» لحضور الجنازة.

وتصدّر نبأ وفاة الزعيم الروحي للكاثوليك في العالم المقدّر عددهم بنحو 1.4 مليار فرد أخبار الصحافة الدولية. وأشادت صحف إيطالية عدة بذكرى «بابا المهمّشين». وعنونت «ليبيراسيون» الفرنسية باللاتينية «خسرنا البابا»، ووصفت «الغارديان» البريطانية البابا فرنسيس بـ«الثوري».

وأعلنت إيطاليا حداداً وطنياً 5 أيّام على وفاة البابا، في حين أعلنت بولندا يوم جنازته، السبت، يوم حداد وطني.

وتوافد مئات الصحافيين من حول العالم إلى الفاتيكان، صباح الثلاثاء. وفرضت الشرطة الإيطالية طوقاً أمنياً حول ساحة القدّيس بطرس.

«بابا مختلف»

ومن إيران إلى الولايات المتحدة، مروراً بالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ولبنان والسلطة الفلسطينية، أشاد زعماء العالم بذكرى البابا الراحل.

وقدّمت بكين «التعازي» بوفاته، مؤكّدة نيّتها الاستمرار في توطيد العلاقات مع الفاتيكان.

وكتب نجم كرة القدم ليونيل ميسي الذي سبق له أن التقى البابا الأرجنتيني على «إنستغرام» أنه «بابا مختلف، قريب (من الناس)، أرجنتيني... ارقد بسلام يا أيّها البابا فرنسيس».

كثّف الحَبر الأعظم الذي خرج من المستشفى في 23 مارس (آذار) الإطلالات العلنية في الأيّام الأخيرة، رغم توصيات الأطباء له بالراحة شهرين.

وبدا الإنهاك جلياً عليه، الأحد، خلال احتفالات عيد الفصح، لكنّه أصرّ على أن يحيّي الحشود من سيارته في ساحة القدّيس بطرس.

كان جدول أعمال البابا فرنسيس، هاوي الموسيقى وكرة القدم الذي لا يستسيغ العطلات، يحفل غالباً بنحو 10 مواعيد في اليوم.

وشجب البابا الذي انتُخب في 13 مارس 2013، باستمرار كل أشكال العنف، من الاتجار بالبشر إلى كوارث الهجرة، مروراً بالاستغلال الاقتصادي.

ودعا فرنسيس الذي كان رئيس أساقفة بوينس آيرس سابقاً، وعُرف بمعارضته الشديدة لتجارة الأسلحة، إلى السلام في أوكرانيا والشرق الأوسط.

وكان هذا السياسي البارع ذو المواقف الجريئة عازماً على إدخال إصلاحات على الكوريا الرومانية، أي الحكومة المركزية للكرسي الرسولي، ومصمماً على تعزيز دور النساء والعلمانيين فيها، وعلى إصلاح مالية الفاتيكان التي هزّتها شبهات وفضائح.

ولم يتردّد حيال مأساة الاعتداءات الجنسية على الأطفال في الكنيسة، في إلغاء السرّ البابوي في شأنها، وألزم رجال الدين والعلمانيين بإبلاغ رؤسائهم عن أي حالات من هذا النوع، لكن خطواته لم تنجح في إقناع جمعيات الضحايا الذين أخذوا عليه عدم اتخاذه إجراءات أبعد من ذلك.