وسط «تحديات كبيرة»... بلدية غزة تكافح لتأمين لتأمين المياه للمواطنين

نازحون فلسطينيون ينتظرون دورهم للحصول على المياه في دير البلح وسط قطاع غزة (د.ب.أ)
نازحون فلسطينيون ينتظرون دورهم للحصول على المياه في دير البلح وسط قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

وسط «تحديات كبيرة»... بلدية غزة تكافح لتأمين لتأمين المياه للمواطنين

نازحون فلسطينيون ينتظرون دورهم للحصول على المياه في دير البلح وسط قطاع غزة (د.ب.أ)
نازحون فلسطينيون ينتظرون دورهم للحصول على المياه في دير البلح وسط قطاع غزة (د.ب.أ)

أعلنت بلدية غزة، اليوم (السبت)، أنها تواصل جهودها لتأمين المياه للمواطنين في ظل انقضاء 463 يوماً من الحرب على القطاع.

وقالت بلدية غزة، في منشور على حسابها بـ«فيسبوك»، اليوم، إن طواقمها الفنية لدائرة المياه تواصل توصيل المياه إلى المناطق المختلفة وخصوصاً المناطق المكتظة، وذلك ضمن الجهود اليومية التي تبذلها البلدية لتأمين المياه للمواطنين في ظل استمرار «العدوان» على المدينة.

وأضافت: «تأتي هذه الجهود في سياق التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع المياه بسبب التدمير الجسيم لشبكات ومصادر المياه؛ والذي أدى إلى انخفاض التغطية الجغرافية والسكانية إلى 40 في المائة خلال العدوان».

وأوضحت البلدية أن طواقمها تسعى جاهدة للوصول إلى المناطق التي يمكن الوصول إليها حتى يتمكنوا من استكمال تنفيذ عمليات الصيانة اللازمة لخطوط المياه الرئيسة وآبار المياه؛ لضمان استمرار تدفق المياه بقدر الإمكان.

ودعت البلدية المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل العاجل؛ لتوفير المعدات والآليات ومواد الصيانة اللازمة لعمليات الصيانة في قطاع المياه والصرف الصحي.

وأكدت المسؤولية الإنسانية والأخلاقية الملقاة على عاتقهم لإنقاذ الحياة في مدينة غزة، مطالبة بضرورة توفير جميع احتياجاتها؛ لضمان استمرار الخدمات الأساسية للسكان.


مقالات ذات صلة

عائلة فلسطينية تنشد العدالة بعد مقتل أطفالها في غارة إسرائيلية بالضفة الغربية

المشرق العربي فتاة فلسطينية تقف أمام منزلها في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة (رويترز)

عائلة فلسطينية تنشد العدالة بعد مقتل أطفالها في غارة إسرائيلية بالضفة الغربية

كانت بتول بشارات تلعب مع شقيقها رضا في قريتهما بالضفة الغربية المحتلة. وخلال لحظات، قتلت غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة الطفل مع اثنين من أبناء عمومتهما.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

«هدنة غزة»: ازدياد فرص الوصول لـ«صفقة»

رغم تسريبات عن «شروط جديدة» فإن عدة مؤشرات تشي بأن الاتجاه نحو «صفقة» في قطاع غزة يزداد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة في وقت سابق (رويترز)

تحليل إخباري مصر ترفض وجود قوات أجنبية في غزة... ما البدائل؟

وسط حديث يتصاعد عن خطط «لليوم التالي» في غزة، جددت مصر رفضها وجود قوات أجنبية في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي نتنياهو يلتقي مجندين في الجيش (إكس)

عائلات جنود إسرائيليين تناشد نتنياهو إنهاء الحرب في غزة

دعت مجموعة من عائلات الجنود الإسرائيليين الخميس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب في قطاع غزة حفاظاً على حياة أبنائهم متّهمين إياه بإطالة أمد هذا النزاع

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري أشخاص يبحثون عن ممتلكاتهم وسط أنقاض مبانٍ مدمرة وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: حديث عن «تقدم» و«ضغوط» لتسريع الاتفاق

تحدثت واشنطن عن «تقدم» في المفاوضات وإمكانية أن يتم الاتفاق «قريباً جداً».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

بعد 15 شهراً على المعارك... هل نجح نتنياهو في هزيمة «حماس»؟

صورة ملتقَطة 13 ديسمبر 2023 تُظهر جنوداً إسرائيليين قرب الحدود مع قطاع غزة  (د.ب.أ)
صورة ملتقَطة 13 ديسمبر 2023 تُظهر جنوداً إسرائيليين قرب الحدود مع قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

بعد 15 شهراً على المعارك... هل نجح نتنياهو في هزيمة «حماس»؟

صورة ملتقَطة 13 ديسمبر 2023 تُظهر جنوداً إسرائيليين قرب الحدود مع قطاع غزة  (د.ب.أ)
صورة ملتقَطة 13 ديسمبر 2023 تُظهر جنوداً إسرائيليين قرب الحدود مع قطاع غزة (د.ب.أ)

كثيراً ما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن النصر المطلق وهزيمة حركة «حماس» في قطاع غزة، إلا أنه مع مرور 15 شهراً على المعارك، ما زالت الحركة تحاول إثبات قدرتها على الاستمرار في المواجهة عسكرياً، وكذلك سياسياً.

وما يؤكد فشل إسرائيل في إلحاق هزيمة محققة ضد حركة «حماس»، هو طلب وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من قادة جيشه، تقديم خطة تهدف لإلحاق هزيمة واضحة بالحركة في ظل حرب الاستنزاف المستمرة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (قناته عبر «تلغرام»)

فشل نتنياهو

وسعى نتنياهو خلال العديد من المرات إثبات نجاحه في تحقيق هزيمة «حماس»، من خلال دعوة عناصرها، الذين خطفوا إسرائيليين بتسليمهم مقابل الحصول على مبالغ مالية وتأمين خروجهم من غزة بسلام، إلا أنه لم يحقق المأمول من دعوته المتكررة.

وبحسب مصادر من «حماس» تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن نتنياهو كان يعتقد أنه نجح في إحداث بلبلة في صفوف قيادات وعناصر الحركة، ولذلك حاول اللعب على وتر إظهار انهيار الحركة، من خلال مثل هذه الدعوات، لكنه فوجئ بالتماسك الذي تبديه قيادة «حماس» وعناصرها على مختلف المستويات.

فتاة فلسطينية وسط أنقاض مبانٍ دمرتها غارات جوية إسرائيلية في مدينة غزة السبت (أ.ف.ب)

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن تلك الدعوات مجرد مثال واضح على فشل نتنياهو في تفكيك أو هزيمة الحركة، رغم كل الاغتيالات التي طالت قيادات سياسية وعسكرية وحتى دينية، وكذلك آلاف العناصر الذين قضوا في عمليات مختلفة.

وتقول المصادر إن ملف الأسرى الإسرائيليين ما زال يُدار بطريقة أمنية بحتة من قبل القيادات العسكرية لـ«كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، بينما يترك أمر المفاوضات للقيادة العليا من المستويين العسكري والسياسي، ولذلك فشلت كثير من المحاولات للوصول لهم أو حتى الحصول على معلومات استخباراتية أو مجانية بشأنهم، وهذا الأمر يشعر إسرائيل بالعجز الحقيقي، ويدفعها لمواصلة المفاوضات الجارية حالياً بالدوحة، وهو مؤشر على ثبات وتماسك الحركة، وفق قولها.

خسائر لا تحصى

وفي وقت تتحدث به مصادر عسكرية إسرائيلية عن تضعضع «حماس»، وانسحاب عناصرها من مناطق قتالية، تظهر المعارك في الميدان استمرار القتال وإيقاع خسائر بشرية ومادية في صفوف تلك القوات.

عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة يتظاهرون أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس (أرشيفية - أ.ب)

وشهدت الساعات والأيام الأخيرة تكثيفاً للعمليات القتالية من قبل «حماس» وفصائل مسلحة في بيت لاهيا وبيت حانون وبعض أطراف مخيم جباليا، وهي المناطق البرية التي تعمل فيها إسرائيل بشكل موسع وكبير، في الأشهر الثلاثة الأخيرة، كما تقول مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط».

وبحسب المصادر، فإن إسرائيل تكبدت خسائر بشرية كبيرة في الأيام الستة الأخيرة، ورغم أنها اعترفت فقط حتى صباح السبت بخمسة ضباط وجنود في حدثين منفصلين، فإن هناك آخرين قُتلوا ولم يتم الإعلان عنهم، لأنهم قد يكونون من المرتزقة الذين جلبتهم للقتال بصفوف الجيش منذ بداية الحرب البرية.

ووفقاً للمصادر، فإن المقاومة تخوض تكتيكات مختلفة في إطار معركتها الحالية، ولذلك حتى اللحظة ما زالت مستمرة في عملياتها.

دبابات إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة (أرشيفية - رويترز)

وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن أكثر من 10 ضباط وجنود قُتِلوا في غضون أسبوعين فقط في بلدة بيت حانون التي تدور فيها أعنف المعارك بعد مخيم جباليا، فيما قتل أكثر من 46 في معارك شمال القطاع منذ بدء العملية في بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

إدارة المعركة

واعتاد الجيش الإسرائيلي، منذ بدء الحرب على غزة، إصدار بيانات حول اغتيالات نفذها ضد قيادات ونشطاء من «حماس»، إلا أنه ورغم نجاح غالبيتها العظمى، فإن الحركة ما زالت تقود المعركة على مستويات مختلفة، منها سياسية وعسكرية وكذلك إعلامياً.

ومع اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران، نهاية يوليو (تموز) الماضي، وصالح العاروري نائبه في بيروت، بداية شهر يناير (كانون الثاني) 2024، وصولاً إلى رئيس المكتب السياسي المنتخَب بعد اغتيال هنية، يحيى السنوار، في أكتوبر الماضي، إلى جانب قيادات عسكرية بارزة، إلا أنها ما زالت تدير المفاوضات وتتمسك بكثير من شروطها وأبرزها وقف الحرب حتى تفرج عن المختطَفين الإسرائيليين، وهو ما يراه مراقبون بمثابة فشل لرؤية إسرائيل في إجبار الحركة على تقديم تنازلات جذرية.

أرشيفية لبنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي خلال إحاطة عسكرية (أرشيفية - أ.ف.ب)

وتقول مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إن الحركة تعمل بشكل مؤسساتي في جميع أُطُرها، ولذلك هي ما زالت تقود ملف المفاوضات باقتدار، رغم الضغوط التي تمارَس عليها وتتعرض لها، مشيرة إلى أن قيادة الحركة تعمل بالتنسيق فيما بينها، ولم تنجح الاغتيالات في تفكيكها.

وعن الميدان، توضح المصادر أنه رغم اغتيال قيادات عسكرية بارزة ومن الصفوف الأولى والثانية والثالثة وحتى الخامسة، فإن هناك تماسكاً ميدانياً، وهذا ما تبرزه العمليات الميدانية المصحوبة بتغطية إعلامية مميزة من قبل «الإعلام العسكري» لـ«كتائب القسام»، كما تقول.

وبينت أن هناك تسلسلاً هرمياً داخل «القسام»، يهدف إلى أن كل قيادي يتغيب بسبب اغتياله أو ملاحقته الأمنية، هناك مَن ينوب عنه، وهذا الأمر يندرج من قائد لواء وصولاً حتى العقد والزمر العسكرية الصغيرة التي تحارب بشكل مباشر القوات الإسرائيلية.

ولفتت إلى أن إدارة المعركة ميدانياً وإعلامياً ما زالت مستمرة، ونجح المقاومون رغم ظروف الحرب في إبقاء بعض الأنفاق المركزية للتحكم والسيطرة تعمل، كما أن مهندسي «القسام» يصلحون فوراً أي أنفاق تتضرر جزئياً، وكذلك يصلحون أنظمة الاتصالات الأرضية الخاصة التي لم تفلح إسرائيل بتدميرها أو اختراقها.

وأشارت إلى أن الاتصالات الأرضية لـ«القسام» لها دور كبير في معركة التواصل فيما بين قيادات الحركة السياسية والعسكرية، وكذلك الميدانيون فيما بينهم وإصدار الأوامر المختلفة وحتى الإبلاغ عن الهجمات التي تُنفَّذ في أماكن المعارك، وهذا الأمر ساهم في خلق فرصة كبيرة للاستمرار فيها وإدارتها بشكل صحيح، وأفشل الخطط الإسرائيلية التي تهدف للقضاء على الحركة حتى الآن، كما قالت المصادر.