جهاد الحسين وفراس الخطيب... هل يتقدمان لرئاسة اتحاد القدم السوري؟

الكرة في البلاد أمام مفترق طرق وأسئلة حول مصير اللعبة في الفترة المقبلة

أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم تقديم استقالته بعد اجتماعه أمس الثلاثاء (الاتحاد السوري لكرة القدم)
أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم تقديم استقالته بعد اجتماعه أمس الثلاثاء (الاتحاد السوري لكرة القدم)
TT
20

جهاد الحسين وفراس الخطيب... هل يتقدمان لرئاسة اتحاد القدم السوري؟

أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم تقديم استقالته بعد اجتماعه أمس الثلاثاء (الاتحاد السوري لكرة القدم)
أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم تقديم استقالته بعد اجتماعه أمس الثلاثاء (الاتحاد السوري لكرة القدم)

أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم، الثلاثاء، تقديم رئيسه وأعضاء مجلس إدارته استقالتهم بعد الاجتماع الذي عقد في مقر الاتحاد.

وأوضح البيان الذي نشره الاتحاد عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأمين العام للاتحاد، مازن دقوري، سيتولى تسيير الأعمال بشكل مؤقت لحين اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع إعادة الاتحاد السوري لكرة القدم فتح أبوابه اليوم لأول مرة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، حينما دخلت قوات المعارضة إلى دمشق ورفرف علم الثورة في المدينة.

وحينها، أعلن الاتحاد السوري على الفور عبر منصاته الافتراضية تغيير شعار الاتحاد بما يتلاءم مع شعار الثورة. فيما شهد اليوم نفسه اقتحام بعض الجماعات لمبنى الاتحاد، ما أدى إلى حالة من الفوضى العارمة، حيث تبعثرت ممتلكات الاتحاد وتمت سرقة بعض محتوياته.

وخلال الاجتماع الأول بعد تلك الأحداث، تم التركيز على ضرورة إعادة تنظيم العمل داخل الاتحاد، مع القيام بجرد دقيق للممتلكات المسروقة أو المفقودة، وتشكيل خطة محكمة لتنظيم عملية التسليم والاستلام.

تهدف هذه الخطوات إلى ضمان استمرارية سير العمل بسلاسة والحد من أي خلل قد يؤثر على سير العمليات المستقبلية للاتحاد.

الاجتماع حضره رؤساء الأقسام مع الإدارة الجديدة التي تمثلت بفراس تيت، الذي تم تكليفه رئاسة مكتب الألعاب الجماعية في الاتحاد الرياضي الجديد، وتفيد المعلومات بأن الاجتماع كان نقطة انطلاق لمناقشة حجم التحديات التي تواجه الإدارة المستقبلية، خاصة في ظل التغيرات الإدارية المرتقبة والظروف السياسية المحيطة التي فرضت نفسها على كرة القدم السورية في الآونة الأخيرة.

وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن مجلس إدارة الاتحاد السوري لكرة القدم كان قد قدم استقالته رسمياً يوم الخميس الماضي في مقر الاتحاد الرياضي العام، إلا أن الإعلان الرسمي عن الاستقالة كان يخضع لدراسة دقيقة لصياغة الاستقالة بشكل يضمن عدم تعريض الكرة السورية لعقوبات دولية من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). لأن أي تدخل حكومي أو سياسي قد يؤدي إلى تجميد النشاط الكروي في سوريا أو إرسال لجنة دولية للتحقيق على غرار ما حصل في الاتحاد الكويتي لكرة القدم سابق. لذلك تسعى الإدارة الحالية إلى تقديم استقالة متماسكة لا تتعارض مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم وتضمن الحفاظ على الاستقرار الإداري في هذه المرحلة.

وتجد الإدارة المرتقبة حاليا نفسها أمام تحديات ضخمة تتطلب حلولاً سريعة وفعالة، أبرزها يتعلق بالمشاركات الدولية للمنتخبات السورية والتي أصبحت قريبة جدا، فمنتخب الناشئات السوري يستعد للمشاركة في بطولة غرب آسيا التي ستقام في الدمام في السابع من فبراير (شباط) المقبل، بينما يستعد منتخب الشباب لخوض منافسات كأس آسيا التي تبدأ في السادس عشر من الشهر ذاته، حيث يواجه المنتخب مجموعة صعبة تضم كوريا الجنوبية واليابان وإندونيسيا. أما في شهر مارس (آذار) المقبل، فستبدأ تصفيات كأس آسيا، ومن المقرر أن تكون المباراة الأولى للمنتخب السوري أمام منتخب باكستان في المجموعة الخامسة والتي تضم أيضا أفغانستان وميانمار. وعلى الأغلب تشكيل لجنة موقتة أو تسيير الأمين العام للاتحاد الحالي مازن دقوري العمل في الاتحاد لحين تهيئة الوضع للانتخابات الجديدة.

إلى جانب هذه الاستحقاقات الدولية، تواجه الإدارة الكروية السورية قرارات مهمة تتعلق بالجهاز الفني للمنتخب الأول. هناك تساؤلات حول ما إذا كان سيتم الإبقاء على المدرب الحالي، خوسيه لانا، وطاقمه الفني، خاصة في ظل الظروف المالية الصعبة التي تواجه الاتحاد، والتي قد تؤثر على إمكانية دفع مستحقات اللاعبين، بما في ذلك اللاعبون السوريون المغتربون الذين يعتمد المنتخب بشكل كبير على مشاركتهم.

وتبرز أيضا القضايا المتعلقة بالشعار الوطني واللباس الرسمي للمنتخب والنشيد الوطني والتي تشكل بدورها تحدياً كبيراً. ويجري حالياً نقاش حول تغيير شعار المنتخب ولون اللباس الرسمي، كما يتم تداول مسألة تغيير النشيد الوطني، وهو موضوع حساس للغاية في ظل غياب قرارات رسمية من الجهات التشريعية بسبب تعطيل العمل بالدستور وعدم وجود مجلس شعب، علما أن هذه القضايا تتطلب قرارات عاجلة، خاصة مع مشاركة بعثة الأثقال السورية في الخارج، والتي طرحت تساؤلات حول النشيد الذي سيتم عزفه في حال الفوز بميدالية ذهبية. وبالطبع، يبدو أن هناك توجهاً سياسياً لاعتماد العلم والنشيد المرتبطين بفترة ما بعد التحرير، لكن القرار النهائي لا يزال قيد الدراسة وبانتظار القرار الرسمي.

على المستوى المحلي، مسألة الدوري السوري لم تُحسم بعد منذ إيقافه، وهناك تساؤلات حول إمكانية استكمال الدوري في ظل الظروف الراهنة، ودمج ومشاركة أندية إدلب في الدوري العام، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ قرار بشأن النادي التي سيمثل سوريا في كأس التحدي الآسيوي الصيف المقبل. ومن جهة أخرى، تواجه الأندية السورية تحديات تتعلق بتراخيصها الآسيوية، حيث يتوجب عليها استكمال جميع الإجراءات بحلول شهر مايو (أيار) المقبل لضمان مشاركتها في المنافسات القارية.

التحديات الإدارية لا تقل صعوبة عن تلك الفنية، إذ يجري حالياً العمل على صياغة نظام جديد للانتخابات في الاتحاد السوري لكرة القدم. النظام الانتخابي الحالي يتطلب ترشيح الأعضاء للمجلس التنفيذي ورئاسة الاتحاد من قِبل الأندية، وهو النظام المعتمد في جميع اتحادات كرة القدم تحت مظلة «الفيفا». ومع ذلك، تسعى الإدارة إلى إجراء تعديلات على آلية الانتخابات وتغيير صياغتها، وهنا يكمن التحدي الأكبر بأن تكون مطابقة للمعايير الدولية وموافق عليها من الاتحادين الآسيوي والدولي. ومن بين الخطط المطروحة إلغاء اللجان التنفيذية في المحافظات السورية التي كانت تلعب دوراً في عملية الانتخاب ضمن الجمعية العمومية، بهدف تبسيط الإجراءات والعملية الانتخابية.

في سياق الحديث عن المرحلة المقبلة، تبرز أسماء بارزة من نجوم الكرة السورية لتولي رئاسة الاتحاد، من بين هذه الأسماء جهاد الحسين، فراس الخطيب، عمار عوض، محمد عفش، وتحظى هذه الشخصيات بقبول كبير بين جماهير الكرة السورية، ويمكن أن تلعب دوراً محورياً في إعادة بناء الثقة بين الاتحاد والجمهور.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار إلى الاتحاد السوري لكرة القدم، فإن المرحلة المقبلة تحمل في طياتها العديد من التحديات. الإدارة الجديدة المرتقبة تجد نفسها أمام مسؤولية كبيرة تتطلب قرارات حاسمة لضمان استمرارية العمل وتجنب أي تداعيات سلبية قد تؤثر على الكرة السورية على المستويين المحلي والدولي. الأولوية القصوى تبقى الحفاظ على هيكلية الاتحاد وموظفيه، وضمان المشاركة في الاستحقاقات الدولية القادمة، واستكمال الدوري المحلي بطريقة تعكس صورة إيجابية عن الكرة السورية.

وتقف كرة القدم السورية اليوم على مفترق طرق، حيث ستحدد القرارات التي تُتخذ في الأسابيع المقبلة مسار اللعبة لسنوات قادمة. التحديات فعلا كبيرة، لكن الفرصة لا تزال قائمة لإحداث تغيير إيجابي يعيد الأمل للجماهير ويعزز مكانة الكرة السورية في المحافل الدولية.


مقالات ذات صلة

 الرئيس التنفيذي لنادي الاتحاد: أمامنا الكثير من العمل وجماهيرنا رائعة

رياضة سعودية حضور جماهيري مميز لنادي الاتحاد (تصوير: محمد المانع)

 الرئيس التنفيذي لنادي الاتحاد: أمامنا الكثير من العمل وجماهيرنا رائعة

أعرب البرتغالي دومينغوس سواريز دي أوليفيرا، الرئيس التنفيذي لنادي الاتحاد، عن سعادته عقب فوز العميد على نظيره الاتفاق بنتيجة 3 - 2، في مسابقة الدوري السعودي.

علي العمري (جدة )
رياضة عالمية كارلو أنشيلوتي (أ.ف.ب)

أنشيلوتي: ريال مدريد بإمكانه الفوز بلقب هذا الموسم

يثق كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد في قدرة فريقه على التتويج بلقب هذا الموسم وذلك بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بالخسارة ذهاباً وإياباً أمام آرسنال

«الشرق الأوسط» (مدريد )
رياضة عالمية لاعبو برشلونة قبل خوض مباراة سلتا فيغو (أ.ب)

«لا ليغا»: «بروفة» أخيرة لبرشلونة وريال مدريد قبل موقعة نهائي الكأس

يخوض برشلونة المتصدر وملاحقه ريال مدريد حامل اللقب «البروفة» الأخيرة، قبل موقعتهما المرتقبة السبت، في نهائي مسابقة الكأس.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية توفي البابا فرنسيس عن عمر 88 عاماً (أ.ب)

تأجيل مباريات الدوري الإيطالي بعد وفاة البابا فرنسيس

أعلنت رابطة دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم تأجيل جميع مباريات اليوم الاثنين بعد وفاة البابا فرنسيس.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية ألكسندر زفيريف (أ.ب)

بعد أيام سيئة... زفيريف يحصل على سيارة جديدة ولقب ميونيخ

وصل ألكسندر زفيريف إلى بطولة ميونيخ المفتوحة للتنس وسط «أسوأ فترة» يمر بها منذ إصابة في الكاحل هددت مسيرته عام 2022

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

النجمة اللبناني يتعاقد مع المدرب المصري فتح الله

المدرب المصري محمود فتح الله (وسائل إعلام مصرية)
المدرب المصري محمود فتح الله (وسائل إعلام مصرية)
TT
20

النجمة اللبناني يتعاقد مع المدرب المصري فتح الله

المدرب المصري محمود فتح الله (وسائل إعلام مصرية)
المدرب المصري محمود فتح الله (وسائل إعلام مصرية)

تعاقد نادي النجمة مع المدرب المصري محمود فتح الله ليتولى الإشراف على تدريب الفريق حتى نهاية الموسم المقبل 2025-2026، بدلا من المستقيل محمد الدقة، وفقا لما أعلن حامل لقب الدوري اللبناني لكرة القدم، الاثنين.

وقال «النبيذي» في بيان: «فتح الله، الذي سبق له ارتداء شعار نادي النجمة موسم 2017-2018، يعد أحد أساطير نادي الزمالك والكرة المصرية، سبق له تمثيل المنتخب المصري في 53 مباراة دولية وأحرز معه كأس الأمم الأفريقية مرتين».

وتابع: «قضى (فتح الله) مواسمه الأخيرة في منصب المدرب العام لنادي بيراميدز حامل كأس مصر العام الماضي قبل أن يغادر منصبه قبل عام من الآن ويتوجه لمحطة قصيرة في نادي غزل المحلة».

وكان الدقة تولى الإدارة الفنية للفريق بعد استئناف البطولة إثر انتهاء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث قاده إلى دورة التصفية للأندية الأوائل «سداسية الأوائل» في الدور الثاني من البطولة، إلا أن النتائج في أول مرحلتين منها كانت مخيبة بتعادله مع الصفاء ثم الخسارة أمام العهد.

ويستعد الفريق لمواجهة خاصة مع غريمه التقليدي الأنصار في المرحلة الثالثة من سداسية الأوائل الجمعة المقبل.

وستكون مهمة فتح الله (43 عاما) مواصلة حملة الدفاع عن اللقب على الرغم من ابتعاد الفريق عن العهد المتصدر بفارق عشر نقاط قبل 13 مرحلة على نهاية البطولة.