جيل إماراتي جديد يطمح لاستعادة الحضور في «خليجي 26»

بينتو غَيَّر كثيراً في التشكيلة الإماراتية (منتخب الإمارات)
بينتو غَيَّر كثيراً في التشكيلة الإماراتية (منتخب الإمارات)
TT

جيل إماراتي جديد يطمح لاستعادة الحضور في «خليجي 26»

بينتو غَيَّر كثيراً في التشكيلة الإماراتية (منتخب الإمارات)
بينتو غَيَّر كثيراً في التشكيلة الإماراتية (منتخب الإمارات)

تطمح الإمارات في كأس الخليج 2024 لكرة القدم لتعويض مشاركتها المخيبة في آخر نسختين، معتمدة على جيل جديد من اللاعبين أثبت حضوره في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026.

وودعت بطلة 2007 و2013 آخر نسختين من دور المجموعات، حيث اكتفت بفوز وحيد مقابل خسارتين في 2019 في قطر، وفشلت في تحقيق أي فوز في نسخة 2023 الأخيرة في العراق (هزيمتان وتعادل).

لكن الوضع سيكون مختلفاً في الكويت، حيث عمل المدرب البرتغالي باولو بينتو منذ تعيينه في منصبه في يوليو (تموز) 2023 على إحداث تغييرات جذرية، ولم يبقَ سوى عشرة لاعبين بينهم حارسا المرمى خالد عيسى وعلي خصيف، من قائمة الـ26 لاعباً التي خاضت «خليجي 25» الشاهدة على أسوأ مشاركة في تاريخ «الأبيض».

وساعد المدرب السابق لكوريا الجنوبية في مونديال 2022 في إحداث التغيير، سن قانون في الإمارات عام 2018 سمح للأندية بالتعاقد مع لاعبين أجانب تحت سن 21 عاماً، للاستفادة منهم بعد خمس سنوات من إقامتهم في الدولة الخليجية في المنتخبات الوطنية، حسب المدة التي حددتها لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

كما عملت الإمارات على تجنيس الأجانب المحترفين الذين قضوا فترات طويلة في ملاعبها، وبينهم الثنائي البرازيلي فابيو ليما (31 عاماً) وكايو كانيدو (34) اللذين سبق لهما المشاركة في النسخة السابقة في العراق، واستدعيا مجدداً في القائمة الحالية.

وضمت قائمة بينتو لـ«خليجي 26» تسعة لاعبين مجنسين، أحدثهم مدافع الوحدة، البرازيلي المولد لوكاس بيمنتا (24 عاماً)، ولاعب وسط العين، الغاني المولد سولومون سوسو (19).

ويسود التفاؤل الشارع الرياضي في الإمارات بعد نتائج «الأبيض» في تصفيات مونديال 2026، وفوزيه الكبيرين في آخر جولتين على قيرغيزستان 3-0، وقطر 5-0، ليحتل المركز الثالث في المجموعة الأولى برصيد 10 نقاط، وبفارق 3 نقاط عن أوزبكستان الثانية.

وقال بينتو في تصريحات إعلامية: «أعلم أن كأس الخليج بطولة خاصة للجمهور، لكن تفكيرنا يختلف عن عامة الناس. في آخر نسختين لم تكن نتائج الإمارات جيدة، ولم تفز سوى في مباراة من أصل 6 مباريات. السباق في النسخة الحالية كذلك لن يكون سهلاً لأن المنافسين لديهم أهدافنا نفسها، وطموحنا سيكون تقديم أفضل ما لدينا، وسنفكر في المباراة الأولى ثم نأخذ الأمور خطوة تلو أخرى».

وتابع: «المباراة الأولى (في المجموعة الأولى) ستجمعنا مع قطر، وستكون صعبة ومعقدة، وليس لأننا فزنا عليها مرتين (في تصفيات المونديال) يعني ذلك أننا سنفوز مجدداً».

من جهته، قال الظهير الأيمن خالد الظنحاني (27 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يسير منتخب الإمارات في الاتجاه الصحيح، بفضل المجموعة الجديدة من اللاعبين الذين شكّلوا إضافة مهمة، وأثمرت تحقيق نتائج جيدة في تصفيات المونديال».

وتابع صاحب هدف وتمريرة حاسمة في التصفيات: «لا شك أن الروح المعنوية عالية للمنتخب بعد الفوز في آخر مباراتين بالتصفيات، ونطمح لمواصلة النتائج الجيدة في كأس الخليج التي نعرف بصفتنا لاعبين أهميتها، وكل لاعب يحلم بتحقيق لقبها».

ورأى مدافع الشارقة، الذي يشارك للمرة الثانية في البطولة بعد 2023، أن «كأس الخليج لها خصوصيتها دائماً لأن كل مبارياتها تعد لقاءات ديربي، لذلك لا توجد أي مباراة سهلة فيها، وتحتاج لتعامل خاص في كل مباراة».

وأكد أن «الانسجام والتعاون والروح الجماعية أكثر ما يميز منتخب الإمارات حالياً، ونعد جمهورنا ببذل أقصى جهد ممكن وتقديم أفضل ما لدينا لإسعاده والوصول إلى أبعد مكان ممكن في البطولة».

تدين الإمارات لكأس الخليج لكونها المحطة التي قدّمت أول منتخباتها إلى العالم الخارجي، بعدما خاضت في النسخة الثانية بالسعودية عام 1972 باكورة مشاركاتها الدولية، بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان اتحاد الإمارات السبع في دولة واحدة.

حملت نسخة «خليجي 2» صفة التاريخية لمنتخب الإمارات، حيث خاض أول مباراة رسمية وكانت في الافتتاح أمام قطر، وانتهت بفوزه بهدف وحيد لسهيل سالم، ليصبح صاحب أول هدف للفريق الذي أطلق عليه لقب «الأبيض» تيمّناً بلون القمصان التي يرتديها.

يتذكر أحمد عيسى، لاعب الأهلي السابق وأول قائد للإمارات في النسخة الثانية قبل 50 عاماً، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كانت مناسبة تاريخية لرفعي علم الدولة الفتية في طابور الافتتاح، كنت أشعر بالفخر، شأني شأن جميع لاعبي المنتخب».

شاركت في 24 نسخة سابقة، وكان أفضل نتائجها إحراز اللقب مرتين في 2007 و2013، وحلت وصيفة أربع مرات أعوام 1986 و1988 و1994 و2017.

ويعد علي مبخوت (34 عاماً) الهداف التاريخي لـ«الأبيض» في البطولة برصيد 13 هدفاً، وتوج هدافاً في نسختي 2014 و2019، لكنه لم يدخل في حسابات المدرب بينتو، رغم تألقه مع فريقه الحالي النصر وتسجيله 11 هدفاً هذا الموسم، بينها 6 في الدوري.


مقالات ذات صلة

خليجي 26: العراق يعول على الاستقرار الفني رغم الغيابات

رياضة عربية يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة (أرشيفية)

خليجي 26: العراق يعول على الاستقرار الفني رغم الغيابات

يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة، عندما يخوض النسخة السادسة والعشرين على أرض جارته الكويت.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
رياضة عربية سيحاول المنتخب اليمني لكرة القدم ألا يكون «الضحية» مُجدداً وذلك حين يخوض بطولة «خليجي 26» التي تستضيفها الكويت بدءاً من السبت (أرشيفية)

منتخب اليمن يسعى لأول فوز في مباريات «خليجي 26»

سيحاول المنتخب اليمني لكرة القدم ألا يكون «الضحية» مُجدداً، وذلك حين يخوض بطولة «خليجي 26» التي تستضيفها الكويت بدءاً من السبت.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عربية يريد منتخب البحرين استعادة لقبه في كأس الخليج لكرة القدم الذي حققه عام 2019 في قطر (كونا)

البحرين تبحث عن استعادة اللقب الخليجي

يبحث منتخب البحرين عن استعادة لقبه في كأس الخليج لكرة القدم الذي حققه عام 2019 في قطر، عندما يخوض نهائيات النسخة السادسة والعشرين بدءاً من السبت بالكويت.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
رياضة عربية منتخب قطر لحظة تتويجه بكأس الخليج الـ22 (موقع كأس الخليج)

«خليجي 26» فرصة قطر لتصحيح المسار ومعالجة «أخطاء تصفيات المونديال»

يرزح المنتخب القطري لكرة القدم تحت وطأة ضغوط كبيرة منذ انطلاق تصفيات مونديال 2026 بنتائج مخيبة لبطل آسيا في النسختين الأخيرتين في 2019 و2023.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عربية 10 كؤوس هي حصيلة الكويت في كأس الخليج (كونا)

أمجاد الكويت في «كأس الخليج»... هل تزيد حصيلتها هذه المرة؟

بَنَت الكويت أمجادها في كرة القدم على مسرح دورات «كأس الخليج»، وخير دليل على ذلك تتويجها باللقب الإقليمي في 10 مناسبات «قياسية».

«الشرق الأوسط» (الكويت)

خليجي 26: العراق يعول على الاستقرار الفني رغم الغيابات

يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة (أرشيفية)
يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة (أرشيفية)
TT

خليجي 26: العراق يعول على الاستقرار الفني رغم الغيابات

يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة (أرشيفية)
يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة (أرشيفية)

يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة، عندما يخوض النسخة السادسة والعشرين على أرض جارته الكويت، رغم بعض الغيابات في صفوفه الناجمة عن استمرار الدوري المحلي.

وكان الإسباني خيسوس كاساس الذي تولى مهمته في 2022، قاد «أسود الرافدين» إلى لقب غاب عنهم 35 عاماً هو الرابع بعد أعوام 1979.1984 و1988 بعهدة المدرب الراحل عمو بابا، ليحتل المركز الثاني في السجل التاريخي وراء الكويت المتوجة بعشرة ألقاب.

وولّد الانسجام في تشكيلة كاساس نتائج إيجابية في تصفيات مونديال 2026، حيث يحتل العراق وصافة المجموعة الثانية ضمن الدور الثالث من التصفيات الآسيوية، بفارق نقطتين عن كوريا الجنوبية المتصدرة بعد ست جولات، ومتقدماً على الأردن وعمان والكويت وفلسطين.

ومنتخب العراق الذي شارك للمرة الأولى بكأس الخليج في النسخة الرابعة في الدوحة عام 1976 ونال موقع الوصيف بعد نظيره الكويتي، يملك فرصة كبيرة لحجز إحدى البطاقتين المباشرتين لكأس العالم، ليشارك للمرة الثانية في تاريخه بعد 1986 في المكسيك.

لكن بطل آسيا 2007 سيشارك في هذه البطولة في ظل استمرار عجلة الدوري المحلي مع تفريغ لاعبَين اثنين كحد أقصى من كل نادٍ.

قال رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال في تصريح لقناة «يو تي في»: «أعلمنا الجميع أن الدوري سيستمر خلال إقامة كأس الخليج وهناك تفريغ فقط للاعبَين من أي نادٍ كحد أقصى».

تابع «بعض الأندية الخارجية وافقت على تفريغ اللاعبين وأخرى رفضت وهذا من حقها، لأن البطولة ليست في أيام الاتحاد الدولي (فيفا)».

وشرح «كل فريق يطمح إلى الحصول على اللقب والعراق من ضمنها، لكن هذا الأمر ليس من أهدافنا الرئيسة بل (نأمل أن يكون) استعداداً جيداً للمنتخب في تكملة مشواره في تصفيات كأس العالم».

ونظراً لخيار تحديد عدد اللاعبين من كل نادٍ، استغنى كاساس عن عدد من اللاعبين الذين شاركوا في تصفيات كأس العالم ومنهم حارسا المرمى أحمد باسل (الشرطة) وفهد طالب (الطلبة) ومدافع القوة الجوية زيد تحسين والظهير أحمد يحيى، إلى جانب لاعبي الوسط حسن عبد الكريم (الزوراء) ومحمد قاسم (النجف).

ويراهن كاساس على سبعة من لاعبي الخبرة أسهموا في خطف اللقب الخليجي مطلع العام الماضي، هم حارس المرمى وقائد المنتخب جلال حسن والمدافعان علي فائز ومناف يونس، صاحب هدف الفوز الثمين والقاتل على منتخب سلطنة عُمان والتتويج بلقب خليجي 25، فضلاً عن لاعبي الوسط أمير العماري وأمجد عطوان وإبراهيم بايش والهداف أيمن حسين.

قال حارس المرمى جلال حسن الذي يشارك للمرة الرابعة في البطولة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «البطولة لها طعم خاص... دائماً ما ندخلها بهوية المنافس على اللقب... وجودنا ليس للمشاركة فقط، بل نشكل رقماً مهماً في البطولة».

وتجمع لاعبو العراق بمعسكر تدريبي في الدوحة، قبل انطلاق مشاركتهم ضمن مجموعة تضم السعودية والبحرين واليمن.

بدوره، قال بايش المحترف مع فريق الرياض السعودي «لدينا الثقة والطموح للذهاب لبطولة الخليج في الكويت والتألق مجدداً والحفاظ على اللقب. كأس الخليج ليست سهلة، خصوصاً أن جميع المنتخبات تلعب بنفس الروحية والتحدي والطموح للتتويج».

وغيّبت الأحداث الحربية والأوضاع السياسية العراق عن أجواء البطولة المحببة لدى أبناء المنطقة، بعد غزو العراق لدولة الكويت مطلع أغسطس (آب) 1990 في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

كما ألقت ظروف الحصار الاقتصادي في حقبة التسعينات، وكذلك الحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي (فيفا) على العراق، بظلالها القاتم على منتخب «أسود الرافدين»، قبل أن يعود إلى أجواء بطولات كأس الخليج عام 2004 في الدوحة مثلما انطلق منها في أول مشاركة في النسخة الرابعة عام 1976.