مصر للاستفادة من خبرات السعودية في قطاع التعدين

وزير البترول والثروة المعدنية المصري خلال استقباله بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي والوفد المرافق له في القاهرة (الشرق الأوسط)
وزير البترول والثروة المعدنية المصري خلال استقباله بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي والوفد المرافق له في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT
20

مصر للاستفادة من خبرات السعودية في قطاع التعدين

وزير البترول والثروة المعدنية المصري خلال استقباله بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي والوفد المرافق له في القاهرة (الشرق الأوسط)
وزير البترول والثروة المعدنية المصري خلال استقباله بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي والوفد المرافق له في القاهرة (الشرق الأوسط)

تسعى مصر لتعظيم الاستفادة من قطاع التعدين خلال الفترة المقبلة، وذلك عبر علاقتها الوطيدة بالسعودية التي تمتلك خبرة كبيرة في هذا القطاع، لا سيما أن هناك امتداداً جيولوجياً بين الدولتين يفصل بينهما البحر الأحمر.

وفي هذا الإطار، أكد وزير البترول والثروة المعدنية المصري، كريم بدوي، تطلع بلاده إلى زيادة التعاون مع السعودية في مجالات التعدين، و«الاستفادة من الخبرات السعودية وتجاربها الناجحة في هذه المجالات سواء في الحزم التحفيزية أو التكنولوجيات والتقنيات المستخدمة».

واستعرض بدوي خلال استقباله بندر بن إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، المحاور الأساسية لاستراتيجية عمل الوزارة في الوقت الحالي والتي تشمل محوراً خاصاً بإحداث نقلة نوعية في قطاع الثروة المعدنية لزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 1 في المائة حالياً إلى ما يتراوح بين 5 - 6 في المائة، وكذلك جهود القطاع لتحويل الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية.

بالإضافة إلى المحاور الخاصة بالسلامة والصحة المهنية والاستدامة والبيئة وترشيد الطاقة، والعمل على إعادة هيكلة مزيج الطاقة في مصر لزيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى 42 في المائة بحلول عام 2030، وفي هذا الصدد أشار الوزير إلى تجربة منجم السكري للذهب في استخدام الطاقة المتجددة في عمليات التشغيل.

من جانبه، أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر بن إبراهيم الخريف، على أهمية التعاون بين البلدين لتحقيق نجاحات تخدم شعبي البلدين، واستعرض تجربة السعودية في الاستثمار التعديني، مشيراً إلى نجاح مؤتمر التعدين الدولي الثالث «مستقبل التعدين» المنعقد في الرياض مؤخراً، «والذي حقق مكاسب في المنطقة وليس للسعودية فقط».

تجدر الإشارة إلى أن الرياض ستستضيف المؤتمر الدولي الرابع للتعدين خلال الفترة من 14 إلى 16 يناير (كانون الثاني) 2025، والذي قد «يعد فرصة لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية التي يتمتع بها قطاع التعدين المصري أمام شركات التعدين العالمية»، وفق الخريف.

التجارة بين البلدين

كما عقد الوزير السعودي، خلال جولته في القاهرة، لقاءً يوم الاثنين مع وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري حسن الخطيب، لبحث سبل تنمية وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين في مختلف المجالات التجارية والاستثمارية.

وأشار الخطيب إلى أهمية تعزيز الجهود المشتركة للاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية المتميزة المتاحة بالبلدين، وترجمتها لمشروعات تعاون ملموسة تصب في مصلحة الاقتصادين المصري والسعودي على حد سواء.

وفي هذا الصدد أوضح الخطيب أن «مصر تمتلك كافة الإمكانات والمقومات التي تؤهلها لجذب المزيد من الاستثمارات السعودية، والتي تشمل توافر العمالة المؤهلة والمهندسين ذوي الكفاءة العالية، وكذا تنافسية الأجور والبنية الأساسية المؤهلة، وتوافر الطاقة، وتوافر الأراضي الصناعية، والمواد الخام، بالإضافة إلى ارتباطها بعدد كبير من اتفاقيات التجارة الحرة والتفضيلية مع عدد كبير من الدول والتكتلات الاقتصادية الرئيسة في العالم، والتي تمكن المنتج المصري من النفاذ الحر والمنافسة بعدد كبير من الأسواق الإقليمية والعالمية».

وأشار هنا إلى «اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين مصر والمملكة العربية السعودية، والتي تمثل حجر الزاوية لتعزيز التعاون الاستثماري المشترك وتحسين البيئة الاستثمارية في مصر وتعزيز جاذبية السوق المصرية أمام الاستثمارات السعودية»، لافتاً إلى أهمية استفادة المستثمرين السعوديين من الفرص الاستثمارية المتميزة بالسوق المصرية في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية.

ولفت الوزير المصري إلى حرص الحكومة على تهيئة مناخ الأعمال وتشجيع الاستثمار من خلال العمل على تطوير البنية التحتية اللازمة للاستثمار وتسهيل استيراد المواد الخام اللازمة للصناعة، مشيراً إلى أنه يجري العمل على رفع القدرات التنافسية للتجارة، وحماية الصناعة والاستثمار وفقاً للتدابير المتوافق عليها دولياً في هذا الصدد.

ومن جانبه أشار بندر الخريف إلى أنه «تم تحديد مجموعة من القطاعات الصناعية المستهدفة لتحقيق التكامل الصناعي بين المملكة ومصر»، لافتاً إلى أن مجال التعدين يحظى باهتمام من جانب المملكة العربية السعودية ولديها استثمارات ضخمة في هذا المجال.


مقالات ذات صلة

السعودية تمدد فترة تقديم الطلبات على برنامج الاستكشاف التعديني

الاقتصاد أحد الاستكشافات التعدينية (واس)

السعودية تمدد فترة تقديم الطلبات على برنامج الاستكشاف التعديني

أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية بالتعاون مع وزارة الاستثمار تمديد فترة تقديم الطلبات على برنامج تمكين الاستكشاف التعديني إلى الأول من مايو

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد الخريف يوقع اتفاقية مع باهيليل لهداليا لتعزيز التعاون بين المملكة وإندونيسيا في قطاع التعدين والمعادن (وزارة الصناعة السعودية)

السعودية وإندونيسيا تبرمان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في التعدين والمعادن

أبرم وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف مذكرة تفاهم مع وزير الطاقة والثروة المعدنية في إندونيسيا باهيليل لهداليا لتعزيز التعاون في القطاع.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
الاقتصاد صورة تجمع بندر الخريّف مع هاشم جوجوهادكيسومو في جاكرتا (وزارة الصناعة السعودية)

السعودية وإندونيسيا تبحثان تعميق التعاون في المعادن الاستراتيجية

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف مع المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الطاقة والبيئة في إندونيسيا هاشم جوجوهادكيسومو، سبل تعزيز التعاون المشترك.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
الاقتصاد عمال يعملون في مصنع للتعدين التنغستن في تشونغشان منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ (رويترز)

الصين تلعب بورقة المعادن النادرة في حربها التجارية ضد الولايات المتحدة

علّقت الصين صادراتها من مجموعة واسعة من المعادن مُهدّدة بخنق إمدادات المكونات الأساسية للسيارات والطائرات وأشباه الموصلات والمقاولين العسكريين حول العالم.

«الشرق الأوسط» (بكين - واشنطن)
الاقتصاد أعمال تعدين في حفرة كبيرة بمنطقة كيزيل بكازاخستان تابعة لشركة «سوليدكور»... (الموقع الإلكتروني للشركة)

«سوليدكور» لتعدين الذهب تستهدف إصدار سندات في أسواق الخليج

قال فيتالي نيسيس الرئيس التنفيذي لشركة «سوليدكور» لتعدين الذهب في كازاخستان، إن الشركة تدرس إصدار سندات في منطقة الخليج لتمويل استثماراتها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

النفط يرتفع بفضل تغطية مراكز البيع على المكشوف

مرافق تخزين النفط التابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري (CNOOC) في تشانجيانغ (رويترز)
مرافق تخزين النفط التابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري (CNOOC) في تشانجيانغ (رويترز)
TT
20

النفط يرتفع بفضل تغطية مراكز البيع على المكشوف

مرافق تخزين النفط التابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري (CNOOC) في تشانجيانغ (رويترز)
مرافق تخزين النفط التابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري (CNOOC) في تشانجيانغ (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء، حيث استغل المستثمرون خسائر اليوم السابق لتغطية مراكز البيع على المكشوف، على الرغم من استمرار المخاوف بشأن الرياح الاقتصادية المعاكسة الناجمة عن الرسوم الجمركية والسياسة النقدية الأميركية التي قد تُضعف الطلب على الوقود.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 42 سنتاً، أو 0.6 في المائة، لتصل إلى 66.68 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:20 بتوقيت غرينيتش. وبلغ سعر عقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر مايو (أيار)، الذي ينتهي يوم الثلاثاء، 63.53 دولار للبرميل، بارتفاع قدره 45 سنتاً، أو 0.7 في المائة. وارتفع عقد خام غرب تكساس الوسيط الأكثر تداولاً لشهر يونيو (حزيران) بنسبة 0.7 في المائة، أو 45 سنتاً، ليصل إلى 62.86 دولار للبرميل. وانخفض كلا الخامين القياسيين بأكثر من 2 في المائة يوم الاثنين، حيث أسهمت مؤشرات التقدم في محادثات الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران في تهدئة مخاوف الإمدادات.

وصرح هيرويوكي كيكوكاوا، كبير الاستراتيجيين في شركة «نيسان» للأوراق المالية للاستثمار، وهي وحدة تابعة لشركة «نيسان» للأوراق المالية، قائلاً: «ظهرت بعض عمليات تغطية المراكز القصيرة بعد موجة البيع الحادة يوم الاثنين». ومع ذلك، يرى أن المخاوف بشأن ركود محتمل مدفوع بحرب الرسوم الجمركية لا تزال قائمة، متوقعاً أن يتراوح سعر خام غرب تكساس الوسيط بين 55 و65 دولاراً في الوقت الحالي، نظراً لاستمرار حالة عدم اليقين المتعلقة بالرسوم الجمركية.

ويوم الاثنين، كرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقاده لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وقال إن الاقتصاد الأميركي قد يتباطأ ما لم تُخفَّض أسعار الفائدة فوراً.

وأججت تعليقاته عن باول المخاوف بشأن استقلالية «الاحتياطي الفيدرالي» في وضع السياسة النقدية وتوقعات الأصول الأميركية. وانخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية، وتراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في 3 سنوات يوم الاثنين.

وقال كيكوكاوا: «من المتوقع أن يؤثر ازدياد حالة عدم اليقين المحيطة بالسياسة النقدية الأميركية سلباً على الأسواق المالية والاقتصاد ككل، مما يثير المخاوف من أنها قد تؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط الخام».

وأظهر استطلاع رأي أجرته «رويترز» في 17 أبريل (نيسان)، أن المستثمرين يعتقدون أن سياسة التعريفات الجمركية ستؤدي إلى تباطؤ كبير في الاقتصاد الأميركي هذا العام والعام المقبل، مع اقتراب متوسط ​​احتمال حدوث ركود في الأشهر الـ12 المقبلة من 50 في المائة. وأميركا أكبر مستهلك للنفط في العالم

وقد يؤثر التقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، اللتين اتفقتا يوم السبت على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، سلباً على أسعار النفط ويخفف من مخاوف العرض، نظراً لكون إيران منتجاً رئيسياً.

وقال فيفيك دار، المحلل ببنك الكومنولث الأسترالي، في مذكرة: «لقد تراجعت توقعاتنا بأن صادرات النفط الإيرانية تواجه مخاطر هبوط وشيكة بسبب تطبيق العقوبات الأميركية، في ضوء المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران»، مضيفاً أن تخفيف العقوبات الأميركية مطروح على الأرجح.

وفي غضون ذلك، خفضت وزارة الاقتصاد الروسية توقعاتها لمتوسط ​​سعر خام برنت في عام 2025 بنحو 17 في المائة عما توقعته في حساباتها لشهر سبتمبر (أيلول)، وفقاً لوثائق حصلت عليها «رويترز».

ومن المتوقع أن تكون مخزونات النفط الخام والبنزين الأميركية قد انخفضت الأسبوع الماضي، بينما من المرجح أن ترتفع مخزونات نواتج التقطير، وفقاً لاستطلاع أولي أجرته «رويترز» يوم الاثنين، قبل صدور التقارير الأسبوعية من معهد البترول الأميركي وإدارة معلومات الطاقة.