«جائزة الشيخ زايد» للطب التقليدي والتكميلي تنظم مؤتمراً دولياً عن دورهما في مستقبل الرعاية الصحية

«جائزة الشيخ زايد» للطب التقليدي والتكميلي تنظم مؤتمراً دولياً عن دورهما في مستقبل الرعاية الصحية
TT

«جائزة الشيخ زايد» للطب التقليدي والتكميلي تنظم مؤتمراً دولياً عن دورهما في مستقبل الرعاية الصحية

«جائزة الشيخ زايد» للطب التقليدي والتكميلي تنظم مؤتمراً دولياً عن دورهما في مستقبل الرعاية الصحية

في عالم يتسارع فيه التطور الطبي والتقني، تبرز الحاجة إلى حلول شاملة للرعاية الصحية. وهنا يأتي دور الطب التقليدي والتكميلي على أنه جزء أساسي من جهود تحسين الصحة العامة، ويظل جزءاً لا غنى عنه من مسيرة الرعاية الصحية حيث تمتد جذوره إلى آلاف السنين.

مؤتمر دولي

وأعلنت جائزة الشيخ زايد للطب التقليدي والتكميلي عن تنظيم «المؤتمر الدولي في الطب التقليدي والتكميلي (TCAM) ودوره في مستقبل الرعاية الصحية»، والذي سيُعقد في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من العاشر وحتى الثاني عشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي 2024.

يُعتبر هذا التخصص أداة أساسية لتحسين جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة من خلال دمج العلاجات التقليدية التي تعتمد على الأعشاب والعلاجات الطبيعية مع الطب الحديث، مما يتيح تنوعاً أكبر في الخيارات العلاجية.

يمثل الطب التقليدي إرثاً إنسانياً غنياً بالحكمة والتجارب، حيث استُخدمت فيه النباتات الطبيعية والتقنيات التقليدية لعلاج الأمراض وتعزيز الصحة على مر العصور. ومع تزايد التحديات الصحية العالمية، مثل الأمراض المزمنة والأوبئة المتكررة، يتضح أن التكامل بين الطب التقليدي والحديث يشكل أفقاً واعداً للرعاية الصحية المستدامة.

اليوم، يحتل الطب التقليدي والتكميلي موقعاً محورياً في الجهود العالمية لتحسين جودة الحياة والوقاية من الأمراض، إذ تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 80 في المائة من سكان العالم يعتمدون على العلاجات التقليدية على أنها جزء من نظمهم الصحية، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات الصحية الحديثة. ويتسم هذا الطب بقدرته على تقديم حلول ميسورة التكلفة، مما يجعله خياراً رئيساً في الدول النامية والدول ذات الموارد المحدودة. وهذا يعكس الدور الكبير لهذه العلاجات في سد الفجوات التي قد تعجز الأنظمة الحديثة عن ملئها، خاصة في ظل تزايد تكاليف الرعاية الصحية.

لقاء طبي

التقت «صحتك» رئيسة المؤتمر الأستاذة أمينة الهيدان التي شكرت الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس مؤسسة «إرث الشيخ زايد» لدور المؤسسة في تعزيز إرث القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مجال الصحة العامة والطب التقليدي والتكميلي.

السيدة امينة الهيدان رئيسة المؤتمر

وعن المؤتمر، أشارت إلى أن هذا المؤتمر يُعد منصة عالمية تجمع بين الباحثين والخبراء والممارسين من صناع القرار لتبادل المعرفة واستكشاف سبل جديدة لتطوير هذا المجال الحيوي، وسيتم فيه استعراض أبرز الدراسات العلمية والابتكارات وأحدث التطورات في مجالات الطب التقليدي والتكميلي (TCAM)، مع التركيز على تعزيز الاستدامة والابتكار في العلاجات الصحية. كما سيتناول المؤتمر أهمية دمج الطب الحديث مع الطب التقليدي والتكميلي لتحقيق رفاهية الإنسان وتحسين جودة الحياة وتحقيق الرعاية الصحية الشاملة.

ودعت السيدة أمينة الهيدان، من خلال «ملحق صحتك»، جميع المهتمين من باحثين ومحترفين ممارسين للمشاركة في هذا الحدث البارز الذي يسعى إلى تشكيل ملامح مستقبل الرعاية الصحية من خلال دمج أفضل ما تقدمه الممارسات الطبية الحديثة والتقليدية، مع تسليط الضوء على أهمية التعاون الدولي في تقدم مجال الطب التقليدي والتكميلي.

ومن أهم أهداف المؤتمر:

-تعزيز التكامل الصحي: مناقشة كيفية دمج الطب التقليدي مع الطب العالمي لتحقيق رعاية صحية شاملة.

-التعاون الدولي: استكشاف فرص الشراكات بين الدول لتطوير استراتيجيات علاجية مستدامة.

-تطوير السياسات الصحية: تعزيز التشريعات التي تنظم استخدام المنتجات العشبية والعلاجات التقليدية.

-التعليم والتدريب: تحسين المهارات من خلال برامج تعليمية موجهة.

حقائق حول الطب التقليدي والتكميلي

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 80 في المائة من سكان العالم يعتمدون على العلاجات التقليدية على أنها جزء من نظمهم الصحية.

ويتميز هذا الطب بقدرته على تقليل تكاليف الرعاية الصحية، والتعامل مع الأمراض المزمنة وتقليل مضاعفاتها، وكذلك تعزيز المناعة وتحسين جودة الحياة.

ويساهم الطب التقليدي والتكميلي من خلال توفير علاجات موجهة للوقاية وتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى تقليل الأعباء على الأنظمة الصحية من خلال تقديم خيارات علاجية فعّالة وآمنة. ويساعد هذا الطب في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الطبية التقليدية.

للطب التقليدي والتكميلي تأثير في النظام الصحي في الدول النامية، بشكل خاص، فهو يوفر حلولاً ميسورة التكلفة للرعاية الصحية ويعمل على تعزيز الوصول إلى العلاج، خصوصاً في المناطق النائية. كما يُسهم في تقليل العبء على المستشفيات ويعزز الاستدامة الصحية من خلال خيارات العلاج الطبيعية والمبنية على الأعشاب.

وللطب التقليدي والتكميلي تأثيرات مباشرة على السياسات الصحية حيث يتوقع أن يسهم في دمج الطب التقليدي والتكميلي في الأنظمة الصحية العالمية، ودفع التشريعات الخاصة بتنظيم ممارسة الطب التقليدي والتكميلي وتحسين الوعي المجتمعي بأهمية هذه الممارسات في الرعاية الصحية.

العلاجات التقليدية

* أبحاث علمية: أثبتت أحدث الأبحاث السريرية فعالية العلاجات التقليدية والتكميلية في تحسين الصحة العامة وعلاج الأمراض المزمنة. ومن الأمثلة البارزة عليها:

- دراسة أجرتها جامعة سيدني أظهرت أن العلاجات العشبية قد تسهم في تقليل مضاعفات مرض السكري بنسبة تصل إلى 30 في المائة.

- أبحاث من جامعة هارفارد تناولت استخدام تقنيات التأمل والتدليك في تقليل مستويات التوتر، مما ينعكس إيجابياً على صحة القلب والأوعية الدموية.

- دراسات على تأثير العلاجات التقليدية، مثل الإبر الصينية، في تحسين نوعية حياة مرضى الألم المزمن وتقليل الاعتماد على الأدوية المسكنة.

* تكامل الطب التقليدي مع الحديث. يشكل دمج الطب التقليدي مع الطب الغربي محوراً رئيساً، حيث يناقش الخبراء استراتيجيات مبتكرة لتحسين النتائج العلاجية.

- على سبيل المثال، أثبتت الأبحاث أن استخدام العلاجات التقليدية، مثل الحجامة، يمكن أن يكون فعالاً في تحسين تدفق الدورة الدموية لدى مرضى الضغط المرتفع عند دمجها مع العلاجات الدوائية الحديثة.

- تسليط الضوء على التجارب الناجحة لدمج المكملات الغذائية النباتية، مثل مستخلص الزعتر وزيت الزيتون، مع العلاجات الكيميائية لتحسين فعالية الأدوية وتقليل آثارها الجانبية.

* السياسات الصحية. تطوير إطار تشريعي وتنظيمي شامل لتسهيل دمج الطب التقليدي مع الأنظمة الصحية الوطنية والدولية، مع ضمان سلامة العلاجات المستخدمة وفعاليتها.

- تنظيم عمليات التصنيع والتوزيع للأدوية العشبية، بما يضمن جودتها ونقاوتها من الغش.

- تدريب وتأهيل العاملين في الطب التقليدي وفق معايير دولية معتمدة.

- الاستفادة من تجارب الدول التي دمجت بنجاح الطب التقليدي في أنظمتها الصحية، مثل الصين والهند، بهدف الاستفادة من هذه النماذج وتطبيقها عالمياً.

علاجات عشبية

*العلاجات العشبية. أهمية النباتات الطبية وتأثيراتها الصحية، مع تقديم أمثلة مدعومة بالدراسات العلمية:

- الكركم: دراسة من جامعة ستانفورد أثبتت أنه يمتلك خصائص مضادة للالتهاب ويقلل من أعراض التهاب المفاصل بنسبة 40 في المائة.

- الزنجبيل: يُستخدم كمضاد طبيعي للغثيان وله دور في تحسين الهضم وتعزيز المناعة.

- الثوم: تُظهر الأبحاث أنه يمكن أن يساهم في خفض مستويات الكولسترول الضار وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

- الصبار: تُظهر الدراسات فعاليته في التئام الجروح السطحية وتقليل الحروق الطفيفة.

توظيف التكنولوجيا الحديثة

*التكنولوجيا الحديثة لتعزيز العلاجات التقليدية. دور التكنولوجيا في تطوير الطب التقليدي والتكميلي، وكيفية توظيفها لتحسين كفاءة العلاجات وتقليل آثارها الجانبية.

- تقنية النانو: استخدام الجسيمات النانوية لتحسين توصيل المواد الفعالة في الأدوية العشبية، ما يزيد من فعاليتها. على سبيل المثال، أظهرت إحدى الدراسات أن توظيف تقنية النانو في مستخلص الكركمين عزز امتصاصه بالجسم بنسبة 200 في المائة.

- الذكاء الاصطناعي (AI): يساعد في تحليل البيانات الضخمة المتعلقة بالعلاجات التقليدية لتحديد الأنماط الفعالة وتقديم توصيات علاجية مخصصة.

- تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد: تُستخدم لتصنيع تركيبات عشبية مخصصة تناسب احتياجات كل مريض، مما يسهم في تحسين الاستجابة العلاجية.

- التصوير البيولوجي (Bioimaging): توظيفه لفهم تأثير العلاجات التقليدية على الخلايا والأعضاء في الجسم، مما يعزز الثقة باستخدامها في الرعاية الصحية الحديثة.

تشكل هذه التطبيقات نواة أساسية لتعزيز التعاون بين الأطباء والباحثين والجهات التنظيمية، مما يفتح آفاقاً جديدة للابتكار والتكامل في مجال الطب التقليدي والتكميلي، ويضعه في مكانة أكثر تطوراً في مستقبل الرعاية الصحية.

حلقة الوصل بين العلاجات الحديثة والمعرفة القديمة

تحديات أمام الطب التقليدي

إن دمج الطب التقليدي والتكميلي مع الطب الحديث بشكل فعّال يتطلب التعاون بين الأطباء التقليديين والأطباء الغربيين، وتطوير ممارسات علاجية مشتركة، وتوفير دراسات علمية تدعم فاعلية العلاجات التقليدية. يمكن أيضاً استخدام التقنيات الحديثة لتوثيق وتجميع المعرفة التقليدية بطريقة منهجية.

وهناك فرص عديدة لذلك منها: التكامل بين الأنظمة الصحية التقليدية والحديثة. وتطوير أدوية جديدة باستخدام التقنيات الحديثة مثل النانو. وتعزيز التعاون الدولي في مجال الأدوية العشبية.

ومن أهم التحديات التي تواجه الطب التقليدي والتكميلي: نقص الأبحاث السريرية الدقيقة: الحاجة إلى توثيق أفضل لفاعلية العلاجات التقليدية.

ثم غياب التشريعات الدولية الموحدة لضمان سلامة المنتجات العشبية، والتكامل مع الطب الحديث الذي يتطلب جهوداً تنظيمية وبحثية كبيرة.

وأخيراً، فإن الطب التقليدي والتكميلي يمثل حلقة وصل بين العلاجات الحديثة والمعرفة القديمة، ما يتيح فرصاً واسعة لتحسين الرعاية الصحية. مع استمرار الأبحاث والمبادرات التنظيمية، يُتوقع أن يلعب هذا الطب دوراً محورياً في مواجهة التحديات الصحية المستقبلية، خاصة مع انعقاد المؤتمرات ومنها هذا المؤتمر الدولي الأول للطب التقليدي والتكميلي في أبوظبي الذي يُبرز أهمية هذا المجال في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية.

• استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

يوميات الشرق الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك زيت الخروع يُستخدم مليّناً وفي منتجات العناية بالبشرة والشعر (بكسلز)

استخدمته كليوباترا لتفتيح بياض عينيها... ما الفوائد الصحية لزيت الخروع؟

زيت الخروع عبارة عن زيت كثيف عديم الرائحة، يُستخرج من بذور نبات الخروع. يعود استخدامه إلى مصر القديمة، حيث يُرجح أنه استُخدم وقوداً للمصابيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)

نوع من التوت يساعد في التقليل من نزلات البرد الشتوية

استخدم السكان الأصليون في أميركا ثمار البلسان في الطب التقليدي لآلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
TT

لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)

أظهرت نتائج دراسة كبيرة أن المصابين بالخرف الذين تلقوا لقاح الهربس النطاقي كانوا أقل عرضة للوفاة جراء ذلك المرض ممن لم يحصلوا عليه، ما يشير إلى أن اللقاح يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ تطور المرض المرتبط بالتقدم في السن.

وبشكل عام، توفي ما يقرب من نصف الـ14 ألفاً من كبار السن في ويلز الذين أصيبوا بالخرف في بداية برنامج التطعيم خلال متابعة استمرت 9 سنوات.

لكن الباحثين قالوا في دورية «سيل» العلمية إن تلقي لقاح «زوستافاكس» الذي تنتجه شركة «ميرك» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 في المائة تقريباً.

ووجد الباحثون في ويلز، في وقت سابق من العام أن كبار السن الذين تلقوا لقاح «زوستافاكس» كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف 20 في المائة عن نظرائهم الذين لم يتلقوا اللقاح.

وقال معدّ الدراسة الدكتور باسكال غيلدسيتزر من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، في بيان، إن «الجزء الأكثر إثارة (من أحدث النتائج) هو أن هذا يشير حقّاً إلى أن لقاح الهربس النطاقي ليست له فوائد وقائية فقط في تأخير الخرف، بل له أيضاً إمكانات علاجية لمن يعانون بالفعل من ذلك المرض».

وذكر الباحثون أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان اللقاح يحمي من الخرف عن طريق تنشيط الجهاز المناعي بشكل عام، أو عن طريق الحدّ من إعادة تنشيط الفيروس المسبب للهربس النطاقي على وجه التحديد، أو عن طريق آلية أخرى لا تزال غير معروفة.

ومن غير المعروف أيضاً ما إذا كان أحدث لقاحات الهربس النطاقي، وهو «شينغريكس» من إنتاج «غلاكسو سميث كلاين»، قد يكون فعالاً بالمثل أو أكثر فاعلية في الحدّ من آثار الخرف من اللقاح الأقدم الذي تلقاه المشاركون في دراسات ويلز.

وتبين أن الحماية من الهربس النطاقي بلقاح ميرك تتضاءل بمرور الوقت، ولم يعد معظم الدول يستخدم اللقاح بعدما ثبت أن لقاح «شينغريكس» أفضل.

ويقول الباحثون إنهم وجدوا في العامين الماضيين نتائج مشابهة لنتائج ويلز في السجلات الصحية من دول أخرى، من بينها إنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا.

وأضاف غيلدسيتزر: «لا نزال نرى هذه الإشارة الوقائية القوية من الخرف في مجموعة بيانات تلو الأخرى».


فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
TT

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)

كشفت دراسة إسبانية عن فحص بسيط لعينة بول يمكن أن يشخِّص ويحدد مرحلة سرطان المثانة بشكل فعال وبدقة عالية.

وأوضح الباحثون في مؤسسة أبحاث الصحة بمستشفى «لا في» في فالنسيا، أن هذا الفحص يوفر بديلاً غير جراحي للإجراءات التقليدية مثل تنظير المثانة، ويخفِّض التكاليف الصحية، ويُعزِّز راحة المرضى، ويحسِّن نتائج العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Journal of Molecular Diagnostics».

يُعدّ سرطان المثانة أحد أكثر السرطانات شيوعاً وخطورة في الجهاز البولي، ويتميَّز بمعدل انتكاس مرتفع بعد العلاج. وينشأ عادة في بطانة المثانة، ويظهر بأعراض مثل دم في البول، والحاجة المتكررة للتبول، أو ألم عند التبول.

ويعتمد تشخيصه حالياً على فحوص غازية مثل تنظير المثانة أو فحوص الخلايا البولية، لكنها محدودة الحساسية وقد تكون مؤلمة أحياناً.

وتشير أحدث الأبحاث إلى أن تحليل الحمض النووي الحر في البول (cfDNA) قد يقدِّم بديلاً غير جراحي لتشخيص المرض وتحديد مرحلته، مما يُحسِّن راحة المرضى ويقلل الحاجة إلى الإجراءات الغازية المكلِّفة.

ويعتمد الفحص الجديد على تحليل الحمض النووي الحرّ في عيّنة البول، وهو أسلوب غير جراحي يمكنه تشخيص سرطان المثانة ومتابعة تقدمه. ويرِّكز الفحص على قياس شظايا الحمض النووي الصغيرة والمتوسطة من 5 جينات محددة مرتبطة بسرطان المثانة، منها (MYC وACTB و AR).

وفي الدراسة، حلَّل الباحثون عينات بول من 156 مريضاً بسرطان المثانة، و79 فرداً سليماً من المجموعة الضابطة، باستخدام تقنية «تفاعل البوليميراز المتسلسل في الوقت الحقيقي (Real-Time PCR)» لقياس تركيز وتكامل شظايا الحمض النووي الحر في البول.

وأظهرت النتائج أن الفحص الجديد يُحقق دقة تصل إلى 97 في المائة وقيمة تنبؤية تصل إلى 88 في المائة لتحديد سرطان المثانة.

كما وجد الباحثون أن نسبة الشظايا الكبيرة إلى الصغيرة من الجين (ACTB) والشظية الصغيرة من الجين (AR) زادت مع شدة المرض، مما يشير إلى أنها مؤشرات موثوقة لتحديد مرحلة المرض، وقد يساعد تكامل هذه الجينات في اكتشاف عودة سرطان المثانة بعد العلاج.

وأشار الفريق إلى أن الفحص الجديد قادر على متابعة تطوُّر المرض واكتشاف الانتكاس، مما يتيح تدخلاً مبكراً وعلاجاً أكثر فعالية، مع تقليل التكاليف وتحسين تجربة المرضى بشكل كبير.

ونوّه الباحثون بأن هذه الدراسة تُعَدّ من أوائل الدراسات التي تقيِّم بشكل شامل تفتُّت الحمض النووي الحر في البول عبر مختلف مراحل سرطان المثانة، مما يقرِّب العلماء من مستقبل يمكن فيه تشخيص المرض ومراقبته بصورة أسهل وأقل إيلاماً.


من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
TT

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً بفضل ما يحتويه من مضادات أكسدة تساعد في حرق الدهون وتعزيز الهضم.

وتشير دراسات حديثة إلى أن الشاي الأخضر والأسود والنعناع والأولونغ وغيرها قد تساهم في تقليل دهون البطن ودعم إدارة الوزن عند استهلاكها بانتظام، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي.

ويستعرض تقرير نشره موقع «فيريويل هيلث» أبرز أنواع الشاي المرتبطة بفقدان الوزن وآلية تأثير كل منها وفق ما توضحه الأبحاث العلمية:

1. الشاي الأخضر

يُعدّ الشاي الأخضر مصدراً غنياً بالكاتيكينات، وهي مضادات أكسدة تساعد في تفكيك الدهون داخل الجسم. وتشير الدراسات إلى أن استهلاك مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يعزّز معدل الأيض وعمليات حرق الدهون، خصوصاً دهون البطن. ويحتوي الشاي الأخضر طبيعياً على الكافيين، الذي يعزّز الأيض واستخدام الجسم للدهون مصدراً للطاقة.

2. الشاي الأسود

يحتوي الشاي الأسود على البوليفينولات، وهي مركّبات نباتية قد تكون أكثر فاعلية في الوقاية من السمنة مقارنة بتلك الموجودة في الشاي الأخضر. ويمرّ الشاي الأسود بعملية تخمير تزيد من مستويات الفلافونويدات (نوع آخر من مضادات الأكسدة) التي قد تساهم في فقدان الوزن وحرق الدهون عبر رفع معدل الأيض.

كما يحتوي الشاي الأسود عادةً على كمية أكبر من الكافيين مقارنة بالأنواع الأخرى، ما قد يساهم في فقدان الوزن عبر زيادة استهلاك الطاقة.

3. شاي الزنجبيل

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض وزيادة عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم. كما أن الاستهلاك المنتظم لمكمّلات الزنجبيل قد يساعد على خفض الوزن الكلي للجسم.

ويساعد الزنجبيل أيضاً في دعم عملية الهضم عبر تعزيز حركة الجهاز الهضمي، أي سرعة مرور الطعام عبر القناة الهضمية. وقد يساعد شرب شاي الزنجبيل قبل الوجبات أو أثنائها في الوقاية من مشكلات هضمية مثل الحموضة وعسر الهضم. وتُظهر مكمّلات الزنجبيل قدرة على تقليل أعراض عسر الهضم، مثل:

التجشؤ

الانتفاخ

الغثيان

آلام المعدة

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض (بيكسلز)

4. شاي الكركديه

قد تُقلّل المركبات النباتية (الأنثوسيانينات) الموجودة في الكركديه من كمية الكربوهيدرات التي يمتصها الجسم، وهو ما قد يحدّ من السعرات الحرارية الواردة من الأطعمة السكرية أو الغنية بالنشويات.

وقد أظهر البحث العلمي أنّ تناول مستخلص الكركديه ساعد في خفض تراكم الدهون داخل الجسم. إلا أن الخبراء يشيرون إلى ضرورة تناول جرعات عالية من الكركديه للحصول على نتائج كبيرة في فقدان الوزن.

5. شاي النعناع

تدعم مضادات الأكسدة و«المنتول» الموجودة في شاي النعناع صحة الهضم عبر تخفيف التشنجات العضلية في الجهاز الهضمي، وتخفيف آلام المعدة، وتحسين عملية الهضم.

وبما أنّ النعناع يساعد كذلك على تقليل الانتفاخ، فقد يلاحظ البعض بطناً أكثر تسطّحاً مؤقتاً بعد احتسائه، الأمر الذي قد يشكّل حافزاً لاعتماد عادات أخرى لإدارة الوزن.

6. شاي الأولونغ

تشير بعض الأبحاث إلى أنّ شرب شاي الأولونغ لمدة أسبوعين ساهم في تسريع أكسدة الدهون، وهي العملية التي يكسّر فيها الجسم الأحماض الدهنية لإنتاج الطاقة.

كما وجدت دراسة أخرى أنّ استهلاك شاي الأولونغ قد يدعم فقدان الوزن من خلال خفض مستويات السكر والإنسولين في الدم.

7. الشاي الأبيض

يحتوي الشاي الأبيض على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة، ما قد يساعد في دعم إدارة الوزن. وتشير الدراسات الأولية إلى أن شرب الشاي الأبيض بانتظام يمكن أن يساعد في الوقاية من السمنة ودعم جهود فقدان الوزن.

ورغم الحاجة إلى مزيد من الأدلة، تُظهر الأبحاث الأولية أنّ الشاي الأبيض قد يساهم في فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة عبر التأثير إيجاباً على مستويات الكوليسترول في الدم، والالتهابات، والاختلالات الهرمونية.

8. شاي الرويبوس

لا يزال الباحثون في المراحل الأولى من دراسة فوائد شاي الرويبوس، الذي يُعدّ خياراً خالياً من الكافيين. وقد تساعد البوليفينولات والفلافونويدات، مثل مركّب «أسبالاتين»، في تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل الدهون في الجسم.

وإضافة إلى ذلك، يتميز هذا الشاي العشبي بنكهة حلوة طبيعية، ما يجعله بديلاً جيداً للمشروبات المحلّاة التي يمكن أن تسهم في زيادة الوزن.

ما كمية الشاي المناسبة لخسارة الوزن؟

لا توجد إرشادات واضحة من الخبراء حول الكمية المثلى من الشاي لتحقيق فقدان الوزن، إلا أنّ الأبحاث استخدمت الكميات التالية:

وفي مراجعة بحثية، ساهم استهلاك ثلاثة إلى أربعة أكواب من الشاي الأخضر يومياً في تقليل الوزن.

ووجدت دراسة أخرى أن شرب أربعة أكواب أو أكثر يومياً من الشاي الأخضر خفّض خطر تراكم دهون البطن بنسبة 44 في المائة.

وتشير أدلة أخرى إلى أن شرب ثلاثة أكواب من الشاي الأسود يومياً يزيد مستويات مضادات الأكسدة، ما قد يساهم في فوائد إدارة الوزن.