فرنسا في لحظة حرجة قبل التصويت على سحب الثقة من الحكومة

علاوة المخاطرة تقترب من أعلى مستوياتها في 12 عاماً

العلم الفرنسي أعلى قصر برونيار بورصة باريس السابقة (رويترز)
العلم الفرنسي أعلى قصر برونيار بورصة باريس السابقة (رويترز)
TT

فرنسا في لحظة حرجة قبل التصويت على سحب الثقة من الحكومة

العلم الفرنسي أعلى قصر برونيار بورصة باريس السابقة (رويترز)
العلم الفرنسي أعلى قصر برونيار بورصة باريس السابقة (رويترز)

قال وزير المالية الفرنسية أنطوان أرمان يوم الثلاثاء إن فرنسا تمر بلحظة حرجة بسبب حالة عدم اليقين المتعلقة بموازنة البلاد ومستقبل الحكومة.

وأثرت التوقعات بانهيار حكومة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه هذا الأسبوع على أسواق الأسهم والسندات في فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، والتي تتعرض لضغوط بسبب عجزها المتزايد، وفق «رويترز».

وقال أرمان في تصريح لقناة «فرانس 2» التلفزيونية: «البلاد على مفترق طرق»، مضيفاً أن السياسيين يتحملون مسؤولية «دفع البلاد إلى حالة من عدم اليقين» من خلال تصويت سحب الثقة.

ومن المقرر أن يلقي بارنييه كلمة في نشرة الأخبار التلفزيونية في نحو الساعة 19:00 (بتوقيت غرينتش)، ومن المتوقع أن يواجه اقتراحات بحجب الثقة يوم الأربعاء أو ربما يوم الخميس.

وباستثناء مفاجأة في اللحظة الأخيرة، ستكون حكومته الهشة أول حكومة فرنسية تُجبر على الاستقالة بسبب تصويت سحب الثقة منذ عام 1962.

وسوف يترك انهيار الحكومة فجوة هائلة في قلب أوروبا، حيث تعيش ألمانيا أيضاً حالة من الانتخابات، قبل أسابيع من دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وتعرضت موازنة بارنييه، التي تهدف إلى كبح العجز العام المتزايد في فرنسا من خلال زيادات ضريبية تبلغ نحو 60 مليار يورو (62.9 مليار دولار) وخفض الإنفاق، لمعارضة من جانب سياسيين من اليسار واليمين المتطرف.

ويملك اليسار واليمين المتطرف معاً ما يكفي من الأصوات للإطاحة ببارنييه، وأكدت زعيمة التجمع الوطني مارين لوبان يوم الاثنين أن حزبها سيصوت لصالح اقتراح حجب الثقة الذي قدمه الائتلاف اليساري بالإضافة إلى اقتراحها الخاص.

وقالت: «لقد نفد صبر الفرنسيين».

واعتمدت حكومة بارنييه الأقلية على دعم حزب «التجمع الوطني» لبقائها. وتبادل فريقه وحملة لوبان اللوم، وقالا إنهما فعلا كل ما في وسعهما للتوصل إلى اتفاق وكانا منفتحين على الحوار.

وإذا تم تمرير التصويت بحجب الثقة، فسيتعين على بارنييه الاستقالة، ولكن الرئيس ماكرون قد يطلب منه البقاء في منصبه كرئيس للوزراء بشكل مؤقت بينما يسعى إلى تعيين رئيس وزراء جديد، وهو ما قد يحدث العام المقبل.

وفي أي حال، لا يمكن إجراء انتخابات برلمانية جديدة قبل يوليو (تموز).

وفيما يتعلق بالموازنة، إذا لم يعتمدها البرلمان بحلول العشرين من ديسمبر (كانون الأول)، فإن حكومة تصريف الأعمال قد تقترح تشريعات طوارئ خاصة لتمديد حدود الإنفاق وأحكام الضرائب من هذا العام.

وفي الأسواق، ظلت علاوة المخاطر التي يطلبها المستثمرون لشراء الديون الفرنسية بدلاً من السندات الألمانية قرب أعلى مستوياتها في أكثر من 12 عاماً.

وارتفعت عائدات السندات الحكومية الألمانية لأجل 10 سنوات بعد ثمانية أيام من الخسائر وسط توقعات اقتصادية قاتمة، حيث تدفق المستثمرون على السندات الألمانية الآمنة وسط الأزمة السياسية في فرنسا.

وانخفض الفارق بين عوائد السندات الفرنسية والألمانية -وهو مقياس للقسط الذي يطلبه المستثمرون للاحتفاظ بالديون الفرنسية- بمقدار 0.2 نقطة أساس إلى 86.70 نقطة أساس، بعد أن بلغ 90 نقطة أساس يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2012. وارتفعت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهي المعيار القياسي لمنطقة اليورو، بمقدار 0.5 نقطة أساس إلى 2.04 في المائة.

وظلت عوائد السندات الحكومية الألمانية لأجل عامين -الأكثر حساسية لتوقعات أسعار الفائدة لدى البنك المركزي الأوروبي- دون تغيير تقريباً بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى لها في 25 شهراً عند 1.891 في المائة.


مقالات ذات صلة

السعودية تضيف 12 مليون متر مربع من الحدائق والمشاريع الحضرية لتعزيز جودة الحياة

الاقتصاد وزير البلديات والإسكان ماجد الحقيل (الشرق الأوسط)

السعودية تضيف 12 مليون متر مربع من الحدائق والمشاريع الحضرية لتعزيز جودة الحياة

أكد وزير البلديات والإسكان ماجد الحقيل، أنه منذ عام 2023 وحتى الوقت الحالي، تم إنشاء 645 حديقة جديدة وتأهيل 629 تدخلاً حضرياً في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء والمبعوث لشؤون المناخ عادل الجبير (الشرق الأوسط) play-circle 01:52

الجبير لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تلتزم بالاستدامة البيئية باستثمارات تتجاوز 180 مليار دولار

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء والمبعوث لشؤون المناخ، عادل الجبير، إن السعودية تواصل مسيرتها الواضحة نحو تحقيق الأهداف البيئية والمناخية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (حساب الوزير على منصة إكس)

الجدعان: نسعى لتحقيق التوازن في السياسة الضريبية

تعمل الحكومة السعودية على تحسين النظام الضريبي وتسهيل الامتثال الضريبي، مع التركيز على أهمية زيادة كفاءة التحصيل الضريبي وتعزيز العدالة في تطبيقه.

زينب علي (الرياض)
خاص مدير «مبادرة الأراضي العالمية» في «مجموعة العشرين» الدكتور مورالي ثوماروكودي (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 02:36

خاص مسؤول في «مجموعة الـ20»: التزام دولي باستعادة 1.1 مليار هكتار من الأراضي هذا العام

نبّه مدير «مبادرة الأراضي العالمية» في «مجموعة العشرين» الدكتور مورالي ثوماروكودي، إلى مدى خطورة تدهور الأراضي.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد سيدة على دراجة تمر أمام مقر البورصة في العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

عودة نشاط قطاع الخدمات في اليابان إلى النمو خلال نوفمبر

أظهر مسح للقطاع الخاص الأربعاء أن نشاط الخدمات في اليابان عاد إلى النمو خلال نوفمبر مع دعم تحسن الطلب للأعمال الجديدة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

بوتين: لماذا نراكم الاحتياطيات إذا كانت سهلة المصادرة؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)
TT

بوتين: لماذا نراكم الاحتياطيات إذا كانت سهلة المصادرة؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إنه يطرح تساؤلاً بشأن ضرورة الاحتفاظ بالاحتياطيات الحكومية بالعملات الأجنبية، في ظل إمكانية مصادرتها بسهولة لأسباب سياسية، مشيراً إلى أن الاستثمار المحلي لهذه الاحتياطيات يعدّ خياراً أكثر جذباً وموثوقية.

وكانت الدول الغربية قد جمدت نحو 300 مليار دولار من الاحتياطيات الروسية، التي تم جمعها من عائدات الطاقة الفائضة، في بداية حرب أوكرانيا عام 2022. وتُجري دول مجموعة السبع مناقشات حالياً حول كيفية استخدام هذه الأموال لدعم أوكرانيا، وفق «رويترز».

وقال بوتين في تصريحات أمام مؤتمر استثماري: «سؤال مشروع: لماذا نراكم الاحتياطيات إذا كان من السهل فقدانها؟». وأوضح أن استثمار المدخرات الحكومية في البنية التحتية واللوجيستيات والعلوم والتعليم يعدّ أكثر أماناً وفاعلية من الاحتفاظ بها في الأصول الأجنبية.

كما أشار بوتين إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تساهم في إضعاف دور الدولار الأميركي بصفته عملةً احتياطية في الاقتصاد العالمي من خلال استخدامه لأغراض سياسية؛ مما يدفع الكثير من الدول إلى البحث عن بدائل، بما في ذلك العملات الرقمية.

وأضاف بوتين: «على سبيل المثال، من يستطيع حظر (البتكوين)؟ لا أحد». وأكد أن تطوير تقنيات الدفع الجديدة أصبح أمراً حتمياً، بالنظر إلى انخفاض تكلفتها وموثوقيتها العالية.