تحركات في درعا تستلهم هجوم «تحرير الشام» في الشمال

مصادر محلية أكدت إخلاء ضباط لعائلاتهم

حاجز المخابرات الجوية على الطريق الواصل بين بلدتي أبطع وداعل بريف درعا بعد انسحاب عناصره (تجمع أحرار حوران)
حاجز المخابرات الجوية على الطريق الواصل بين بلدتي أبطع وداعل بريف درعا بعد انسحاب عناصره (تجمع أحرار حوران)
TT

تحركات في درعا تستلهم هجوم «تحرير الشام» في الشمال

حاجز المخابرات الجوية على الطريق الواصل بين بلدتي أبطع وداعل بريف درعا بعد انسحاب عناصره (تجمع أحرار حوران)
حاجز المخابرات الجوية على الطريق الواصل بين بلدتي أبطع وداعل بريف درعا بعد انسحاب عناصره (تجمع أحرار حوران)

يشهد ريف محافظة درعا تحركات ضد حواجز ومقرات تابعة للجيش السوري، تستلهم الهجوم المباغت الذي تشنّه «هيئة تحرير الشام» وفصائل معارضة، منذ عدة أيام، على مناطق نفوذ الحكومة في شمال البلاد، فيما أكدت مصادر محلية في مدينة درعا أن الجيش يقوم بتحصين مواقعه ومقراته، في حين أخلى ضباط ومسؤولون عوائلهم إلى «الضيعة»، تحسباً من تصاعد التطورات في المحافظة.

وأكدت المصادر المحلية لـ«الشرق الأوسط» أن أغلبية مدن وبلدات وقرى ريف محافظة درعا تشهد مظاهرات تأييد للهجوم الذي تشنّه «تحرير الشام» وفصائل معارضة على مناطق نفوذ الحكومة في شمال البلاد، وقد خرجت مظاهرات في مدن بلدات وقرى بصرى الشام والغارية ومعربة والجيزة واليادودة والحراك وناحتة...

وذكرت المصادر أن هجوماً استهدف حاجزاً للمخابرات الجوية على طريق خربة غزالة - داعل بريف درعا، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 8 عناصر، بينما تم تنفيذ هجوم على حاجز يتبع أحد أفرع إدارة المخابرات العامة بين مدينة إنخل وبلدة سملين، شمال درعا، أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة آخرين.

حاجز المخابرات الجوية على الطريق الواصل بين بلدتي أبطع وداعل بريف درعا بعد انسحاب عناصره (تجمع أحرار حوران)

وقالت إن توتر الأوضاع في المحافظة مرشح للتصاعد، خصوصاً أن المعلومات تفيد بتحركات مكثفة في ريف درعا الغربي للقيام بتحركات مشابهة لما يجري في الشمال، وذلك من قبل مجموعات لعناصر في فصائل معارضة لم يجروا تسوية لأوضاعهم.

ولفتت المصادر إلى أن الجيش يقوم بتعزيز مقراته وتحصين مواقعه وحواجزه بالدشم، تحسباً من تصاعد التطورات في المحافظة، على غرار ما يحصل في الشمال. وقالت إن «ضباطاً من رتب عالية ومسؤولين حكوميين أخلوا عوائلهم، وأرسلوها إلى الضيعة».

يافطة تشير إلى محافظة درعا (متداولة)

لكن المصادر استبعدت أن يصل التوتر في درعا إلى المستوى الذي وصل إليه في الشمال، لأن اتفاقات التسوية التي جرت في درعا جرّدت عناصر الفصائل من الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وفي وقت سابق، أشار موقع «تجمع أحرار حوران» إلى تهديدات أطلقها «ثوار المنطقة لعناصر قوات النظام المتمركزين في الحواجز والمفارز الأمنية للانسحاب أو الانشقاق ليلة السبت - الأحد، تزامناً مع توسع رقعة السيطرة لفصائل الثورة شمال سوريا، والانتصارات التي يحققونها هناك، في ظل انهيار متسارع في خطوط النظام الدفاعية ومواقعه العسكرية».

وذكر أن «المجموعات حذّرت قوات النظام من هجمات ستشنّها على الحواجز العسكرية حال عدم الاستجابة والانشقاق».

مخفر شرطة بلدة داعل بريف درعا

موقع «درعا 24»، بدوره، تحدث عن دخول مسلحين محليين إلى مخفر مدينة داعل في الريف الأوسط من المحافظة، ومصادرة أسلحة عناصر المخفر، دون أي إطلاق نار.

كما أفاد الموقع بأن شوارع بلدة أبطع شهدت انتشاراً لمسلحين محليين، أشعلوا إطارات وأطلقوا النار بالهواء، وهتفوا بشعارات ضد النظام.

وسيطرت «تحرير الشام» وفصائل معارضة خلال هجومها الذي أطلقته، الأربعاء الماضي، على مناطق واسعة من ريف حلب الغربي، ومن ثم على أغلبية محافظة حلب، وعلى كامل محافظة إدلب، ووصلت إلى ريف حماة الشمالي.


مقالات ذات صلة

دول الجوار ترفع التأهب مع تطورات سوريا

المشرق العربي سيارة إسعاف تتقدم باتجاه موقع استهدفته غارة جوية للنظم السوري حي بمنطقة إدلب أمس (أف.ب) play-circle 01:42

دول الجوار ترفع التأهب مع تطورات سوريا

بينما رفعت بعض دول الجوار حالة التأهب مع التطورات الميدانية في شمال سوريا، ارتفعت حصيلة الهجوم الخاطف الذي تشنّه فصائل معارضة منذ الأربعاء هناك إلى 412 قتيلاً.

المشرق العربي مسعفون من «الخوذ البيضاء» يحاولون إنقاذ مصابين من تحت الأنقاض في إدلب الأحد (إ.ب.أ)

مقتل 25 في شمال غرب سوريا بغارات جوية

قالت منظمة إنسانية تديرها المعارضة السورية وتعرف باسم الخوذ البيضاء على منصة إكس إن ما لا يقل عن 25 شخصا قتلوا في شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن

بلينكن بحث مع نظيره التركي «ضرورة خفض التصعيد» في سوريا

شدد بلينكن خلال الاتصال مع فيدان على «ضرورة وقف التصعيد وحماية أرواح المدنيين والبنى التحتية»، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري الحدود الإسرائيلية السورية (رويترز)

تحليل إخباري الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب إزاء اشتعال النار بسوريا

أعلنت قوات الجيش الإسرائيلي، الأحد، حالة تأهب عسكري على الحدود مع سوريا، بناء على القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية

نظير مجلي (تل أبيب )
المشرق العربي سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)

سوريون يعودون إلى منازلهم فيجدون ذكرياتهم مدفونة تحت الأنقاض

بعد انسحاب قوات الجيش السوري من مدن وبلدات كثيرة في محافظتي حلب وإدلب شمال غربي سوريا، سعى عدد من سكان المنطقة، بينهم نشطاء وإعلاميون، إلى العودة إلى منازلهم…

كمال شيخو (منبج (محافظة حلب))

«قسد»: فصائل موالية لتركيا تقطع ممراً إنسانياً مع حلب

TT

«قسد»: فصائل موالية لتركيا تقطع ممراً إنسانياً مع حلب

عناصر من «قسد» على أحد المحاور في حلب (أرشيفية - المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من «قسد» على أحد المحاور في حلب (أرشيفية - المرصد السوري لحقوق الإنسان)

قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، الاثنين، إن ما وصفها بأنها «الفصائل المسلحة الموالية لتركيا» قطعت ممراً إنسانياً حاولت «قسد» فتحه بين مناطقها في شمال شرقي سوريا وبين حلب ومنطقة تل رفعت والشهباء، مؤكداً استمرارهم في محاولة إخراج السكان بأمان.

وأضاف عبدي، على منصة «إكس»، أن قوات «قسد» واجهت هجمات مكثفة من عدة جهات مع انسحاب الجيش السوري وحلفائه من حلب، مما دعاها للتدخل «وفتح ممر إنساني بين مناطقنا الشرقية وحلب ومنطقة تل رفعت لحماية شعبنا من المجازر».

وتابع: «لكن هجمات المجموعات المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي قطعت هذا الممر... قواتنا دافعت ببسالة عن أهلنا في حلب وتل رفعت والشهباء».

وأكد قائد «قسد» على أن قواته تعمل على التواصل مع «كل الجهات الفاعلة» في سوريا لتأمين حماية الأكراد وإخراجهم بأمان من منطقة تل رفعت والشهباء باتجاه المناطق الآمنة في شمال شرقي البلاد.

وأضاف: «تستمر مقاومة قواتنا لحماية أهالينا في الأحياء الكردية بمدينة حلب».

وبدأت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة) سابقاً قبل فكّ ارتباطها مع تنظيم «القاعدة» مع فصائل مسلحة أقل نفوذاً، الأربعاء، هجوماً غير مسبوق، ويعد الأعنف منذ سنوات في محافظة حلب؛ حيث تمكنت من التقدم بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) المجاورتين.

أصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، مع سيطرة الفصائل المسلحة على كل الأحياء بالمدينة، حيث كانت تنتشر قوات الجيش، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس (الأحد).