لإنهاء «المرحلة الساخنة» من الحرب... زيلينسكي يقترح وضع أراضٍ أوكرانية تحت مظلة «الناتو»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
TT
20

لإنهاء «المرحلة الساخنة» من الحرب... زيلينسكي يقترح وضع أراضٍ أوكرانية تحت مظلة «الناتو»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس (الجمعة)، حلف شمال الأطلسي إلى تقديم ضمانات حماية لأراضي أوكرانيا التي تسيطر عليها كييف من أجل «وقف المرحلة الساخنة من الحرب».

كما لمّح زيلينسكي إلى أنه سيكون مستعداً للانتظار من أجل استعادة ما يقرب من خُمس مساحة بلاده التي سيطر عليها الجيش الروسي، إذا ما كان مثل هذا الاتفاق قادراً على توفير الأمن لبقية أوكرانيا وإنهاء القتال.

وجاءت هذه التعليقات وسط تصاعد التوترات في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

وهددت روسيا هذا الأسبوع بضرب مبانٍ حكومية في كييف، وشنت هجوماً جوياً ضخماً على قطاع الطاقة في أوكرانيا، فيما وصفته بأنه رد على إطلاق أوكرانيا صواريخ مصدرها الولايات المتحدة وبريطانيا على الأراضي الروسية.

وقال زيلينسكي لقناة «سكاي نيوز» البريطانية: «إذا أردنا وقف المرحلة الساخنة من الحرب، يجب أن نضع تحت مظلة حلف شمال الأطلسي أراضي أوكرانيا التي نسيطر عليها».

وأضاف: «هذا ما نحتاج إلى فعله سريعاً، وبعد ذلك يمكن لأوكرانيا استعادة الجزء الآخر من أراضيها دبلوماسياً».

وتصاعد الحديث عن وقف محتمل لإطلاق النار أو التوصل إلى اتفاق سلام منذ فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في وقت سابق هذا الشهر. وانتقد الجمهوري المساعدات الأميركية لكييف، وقال إنه قادر على وقف الصراع في غضون ساعات، من دون أن يحدد السبيل لتحقيق ذلك.

وقال زيلينسكي باللغة الإنجليزية: «إذا تحدثنا عن وقف لإطلاق النار، فإننا (نحتاج) إلى ضمانات بأن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن يعود».

وتسيطر روسيا على نحو 18 في المائة من أراضي أوكرانيا المعترف بها دولياً بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

وضمت روسيا مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا، على الرغم من أنها لا تسيطر عليها بالكامل.

واستبعدت كييف حتى الآن التنازل عن أراضٍ مقابل السلام، في حين يطالب بوتين الجيش الأوكراني بالانسحاب من مزيد من الأراضي، ويرفض انضمام أوكرانيا إلى «الناتو».

وكان بوتين قد دعا كييف في وقت سابق إلى التخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي إذا كانت تريد التوصل إلى اتفاق سلام.

ومع تصاعد الصراع على أرض المعركة، أجرى زيلينسكي سلسلة مكالمات هاتفية مع زعماء غربيين في الأيام الأخيرة، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس.

كما تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الأوكراني الجمعة لإطلاعه على «أهداف الولايات المتحدة» لتوفير «دعم مستدام لأوكرانيا»، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر.

وكثفت إدارة الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن دعمها لكييف منذ فوز ترمب في الانتخابات، ونقلت مزيداً من الأسلحة، ومنحت أوكرانيا الإذن بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على الأراضي الروسية.

وأثارت هذه الخطوة رد فعل غاضباً في موسكو؛ إذ أعلن بوتين الخميس أن موسكو قد تضرب العاصمة الأوكرانية بصاروخها الجديد «أوريشنيك» فرط الصوتي، بعد ساعات على قصف روسي استهدف شبكة الطاقة الأوكرانية وأدى إلى انقطاع الكهرباء عن مليون شخص.

وعيّن زيلينسكي الجمعة قائداً جديداً للقوات البرية هو ميخايلو دراباتي، في خطوة لتعزيز قيادة الجيش.

وقاد دراباتي سابقاً القوات في قطاع خاركيف الشمالي الشرقي، وواجه هجوماً روسياً جديداً مباغتاً في وقت سابق من هذا العام.

وقال وزير الدفاع رستم عمروف إن «هذه القرارات المتعلقة بالأفراد تهدف إلى تعزيز جيشنا وتحسين جهوزيته القتالية».


مقالات ذات صلة

مسؤولون يحاولون إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا لمسارها بعد غياب روبيو

أوروبا يعقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون وأوروبيون اجتماعات «جوهرية» لمحاولة إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا إلى مسارها (رويترز)

مسؤولون يحاولون إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا لمسارها بعد غياب روبيو

عقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون وأوروبيون اجتماعات «جوهرية»، الأربعاء؛ لمحاولة إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا إلى مسارها.

«الشرق الأوسط» (لندن - باريس)
الولايات المتحدة​ ترمب وزيلينسكي خلال لقائهما في البيت الأبيض 28 فبراير الماضي (أرشيفية-رويترز)

تقرير: عرض ترمب «النهائي» للسلام يتطلب من أوكرانيا قبول الاحتلال الروسي

تتوقع الولايات المتحدة رد أوكرانيا، اليوم (الأربعاء)، على إطار السلام الذي يتضمن اعتراف الولايات المتحدة بشبه جزيرة القرم جزءاً من روسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جنود روس على جبهة الحرب مع أوكرانيا (أرشيفية - أ.ب)

باريس ولندن وكييف تعارض اقتراح نائب الرئيس الأميركي إجراء «تبادل أراضٍ» بين روسيا وأوكرانيا

أكدت الرئاسة الفرنسية، الأربعاء، أنّ احترام «وحدة أراضي أوكرانيا، والتوجّه الأوروبي بشأن أوكرانيا، مطلبان مهمّان للغاية بالنسبة إلى الأوروبيين».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماعاً للجنة العسكرية الصناعية في الكرملين (إ.ب.أ)

منها المسيَّرات... بوتين: روسيا تعاني نقصا في الأسلحة رغم زيادة الإنتاج

أعلن الرئيس فلاديمير بوتين، اليوم (الأربعاء)، أن الجيش الروسي لا يزال يعاني نقصاً في بعض الأسلحة بما فيها الطائرات المسيَّرة رغم الزيادة الكبيرة في الإنتاج.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
صورة مركَّبة لرؤساء الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا (أ.ب) play-circle

الكرملين: لا تزال هناك حاجة إلى تجاوز الخلافات بين أطراف محادثات السلام بأوكرانيا

قال الكرملين، اليوم الأربعاء، إن البلدان الضالعة في محادثات السلام المتعلقة بأوكرانيا لا تزال في حاجة إلى تجاوز الخلافات بينها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

مسؤولون يحاولون إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا لمسارها بعد غياب روبيو

يعقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون وأوروبيون اجتماعات «جوهرية» لمحاولة إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا إلى مسارها (رويترز)
يعقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون وأوروبيون اجتماعات «جوهرية» لمحاولة إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا إلى مسارها (رويترز)
TT
20

مسؤولون يحاولون إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا لمسارها بعد غياب روبيو

يعقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون وأوروبيون اجتماعات «جوهرية» لمحاولة إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا إلى مسارها (رويترز)
يعقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون وأوروبيون اجتماعات «جوهرية» لمحاولة إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا إلى مسارها (رويترز)

عقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون وأوروبيون اجتماعات «جوهرية»، الأربعاء؛ لمحاولة إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا إلى مسارها، بعد أن أثار إلغاء مشاركة وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في هذه الاجتماعات، تساؤلات بشأن مدى التقدم الذي أُحرز بهذا الخصوص.

وأدى عدم حضور روبيو المحادثات في لندن إلى إلغاء اجتماع أوسع نطاقاً مع وزراء خارجية أوكرانيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا؛ مما يبرز الفجوات في المواقف بين واشنطن من جهة؛ وكييف وحلفائها الأوروبيين من جهة أخرى، بشأن كيفية إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.

ويأتي خفض مستوى المحادثات في وقت حرج، بعد أيام من تحذير الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بأن واشنطن قد تنسحب إذا لم يحرَز تقدم باتجاه التوصل إلى اتفاق قريباً.

وزاد ترمب من الضغط يوم الأحد عندما قال إنه يأمل أن تتوصل موسكو وكييف إلى اتفاق هذا الأسبوع لإنهاء الصراع الذي دخل عامه الرابع.

وركزت محادثات الأربعاء على محاولة تحديد ما يمكن أن تقبله كييف، بعد أن قدم مبعوث ترمب الخاص، ستيف ويتكوف، مقترحات خلال اجتماع مماثل في باريس الأسبوع الماضي.

وقال 3 دبلوماسيين إن تلك المقترحات تطالب على ما يبدو أوكرانيا بتنازلات أكثر مما تطلبه من روسيا.