المشاكل الإدارية تعصف بجيل رائع من المواهب الغانية

منتخب «النجوم السوداء» قدّم مستويات سيئة في التصفيات الأفريقية

منتخب النجوم السوداء قدم مستويات سيئة للغاية في التصفيات الأفريقية (منتخب غانا)
منتخب النجوم السوداء قدم مستويات سيئة للغاية في التصفيات الأفريقية (منتخب غانا)
TT

المشاكل الإدارية تعصف بجيل رائع من المواهب الغانية

منتخب النجوم السوداء قدم مستويات سيئة للغاية في التصفيات الأفريقية (منتخب غانا)
منتخب النجوم السوداء قدم مستويات سيئة للغاية في التصفيات الأفريقية (منتخب غانا)

لم تحقق غانا الفوز الذي كانت تحتاج إليه أمام أنغولا، يوم الجمعة قبل الماضية، وبالتالي لن يشارك محمد قدوس وتوماس بارتي وأنطوان سيمينيو في كأس الأمم الأفريقية المقبلة، التي يستضيفها المغرب في ديسمبر (كانون الأول) 2025.

في الحقيقة، قدّمت غانا مستويات سيئة للغاية في التصفيات، ولم تكن تستحق التأهل على الإطلاق. لقد دخلت مباراتيها الأخيرتين وهي بحاجة إلى تحقيق الفوز فيهما، على أمل أن يخسر السودان المباراتين المتبقيتين له. كان من المرجح أن ينتهي كل شيء يوم الخميس، عندما ذهب السودان، الذي يتولى قيادته المدير الفني السابق لغانا كواسي أبياه، إلى النيجر، لكن النيجر فازت برباعية نظيفة، لتعطي بصيصاً من الأمل لغانا في التأهل.

لكن ذلك كان يعني حتمية الفوز على أنغولا. وبعد مرور 18 دقيقة، سدّد جوردان أيو ركلة حرة مباشرة بشكل رائع من مسافة 35 ياردة في الزاوية العليا للمرمى، وهو ما كان يشير إلى أن كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح. ثم تصدى حارس المرمى الغاني عبد المناف نور الدين لركلة الجزاء التي سددها مبالا نزولا، لكن أنغولا أدركت هدف التعادل في الدقيقة 64 لتقضي على آمال غانا في التأهل.

لكن الحقيقة الواضحة للجميع هي أن هناك تقصيراً كبيراً من جانب غانا، التي لم تفشل في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية بسبب سوء الحظ أو نتيجة قرعة صعبة، ولكن لأنها لم تلعب بشكل جيد، بل لم تفعل الأساسيات المطلوبة في كرة القدم.

المشاكل الإدارية خلف احتجاب أحد أقوى المنتخبات الأفريقية (منتخب غانا)

فعندما سجل زيني هدف التعادل برأسه من على بعد 8 ياردات من المرمى بعد تمريرة فيليسيو ميلسون العرضية في الدقيقة 64، كان أقرب لاعب إليه هو زميله في الفريق أنطونيو هوسي! وحتى بعد إحراز أنغولا لهدف التعادل، لم تكن هناك هجمات خطيرة من جانب غانا لإحراز هدف الفوز، ليفشل منتخب النجوم السوداء في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية التي ستقام بعد أكثر من عام من الآن. وفي الوقت نفسه، تأهل السودان، في إنجاز كبير نظراً لأن الحرب الأهلية التي تعاني منها البلاد كانت تعني خوضها المباريات التي كان من المفترض أن تلعبها على ملعبها في ليبيا.

لم تغب غانا عن نهائيات كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2004، وكان ذلك هو فشلها الوحيد في التأهل منذ زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى أكثر من 8 منتخبات. ومن خلال الفوز بالبطولة في عامي 1963 و1965، أثبت منتخب «النجوم السوداء» نفسه كأول منتخب أفريقي عظيم من منطقة جنوب الصحراء الكبرى. وفي البطولات الست بين عامي 2006 و2017، كانت غانا تصل دائماً إلى الدور نصف النهائي على الأقل. وفي الوقت الحالي، تضم غانا كوكبة من النجوم البارزين مثل بارتي وقدوس وسيمينيو وإيناكي ويليامز وطارق لامبتي، لكنها لم تحقق النتائج التي تتناسب مع هذه الأسماء اللامعة. وبعد الخسارة بركلات الترجيح أمام تونس في دور الـ16 في عام 2019، خرجت غانا مرتين من دور المجموعات.

جوردان أيوا ضمن كتيبة من النجوم ستغيب عن النهائيات الأفريقية (منتخب غانا)

وفي جميع المباريات الثلاث التي لعبتها في نسخة البطولة لعام 2022، استقبلت هدفاً بعد الدقيقة 80، وخرجت بعد هزيمة محرجة أمام جزر القمر بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

تسببت هذه النتائج السلبية في البطولة التي استضافتها الكاميرون في إقالة المدير الفني ميلوفان راجيفاتش، وحل محله أدو، في حين شغل كريس هيوتون منصب المدير التقني. وبعد اللعب بتكتل دفاعي كبير، فازت غانا على منافسها الشرس نيجيريا بركلات الترجيح في تصفيات كأس العالم قبل عامين، لكنها ودعت مونديال قطر من دور المجموعات.

وفي وقت سابق من هذا العام في كأس الأمم الأفريقية، ومع تولي هيوتون منصب المدير الفني، عادت إخفاقات العامين السابقين. لقد خسرت غانا بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة أمام الرأس الأخضر، ثم أضاعت تقدمها أمام مصر، وحتى بعد أن تقدمت بهدفين دون رد أمام موزمبيق، استقبلت هدفين في الوقت بدل الضائع. وبالتالي، أصبح من المألوف أن تخسر غانا مبارياتها في الدقائق الأخيرة.

فرحة لم تكتمل لغانا في التصفيات الأفريقية (منتخب غانا)

أقيل هيوتون من منصبه بعد النتائج الكارثية في كوت ديفوار، وعاد أدو مرة أخرى. كان هناك شعور بأن أدو سيعيد غانا إلى المسار الصحيح، خاصة أن الطريقة الدفاعية التي كان يعتمد عليها هيوتون لم تكن مناسبة على الإطلاق لهذا المنتخب المعروف دائماً بكرته الهجومية الجميلة. لكن النتائج السيئة ظلت كما هي، وواصل الفريق عادته في الخسارة في الدقائق الأخيرة من المباريات.

وعلى ملعبها أمام أنغولا، خسرت غانا بهدف قاتل في الدقيقة 93، وبعد ذلك بأربعة أيام، ساءت الأمور أكثر، بعدما استقبلت هدف التعادل في الدقيقة 81 أمام النيجر، لتواصل نزيف النقاط. وخلال الشهر الماضي، حصلت غانا على نقطة واحدة من مباراتين أمام السودان. واضطرت غانا إلى نقل المباراة التي تقام على أرضها من ملعب كوماسي إلى ملعب أكرا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة في ملعب «بابا يارا». وحتى في ذلك الوقت، كان الأمر يتطلّب القيام بأعمال تحديث طارئة لتجهيز الملعب في العاصمة، وهو الأمر الذي يعكس سنوات طويلة من الإهمال!

وكان رد فعل رئيس الاتحاد الغاني لكرة القدم، كورت أوكراكو، هو إلقاء خطاب لمدة 15 دقيقة للاعبين قبل انطلاق المباراة (تم بثه على موقع يوتيوب بالطبع). وقال أوكراكو: «بمجرد أن تأتوا إلى هنا وترتدوا قمصانكم، يجب أن يمنحكم هذا الفخر القدرة على القتال والشغف واللعب بشراسة والرغبة في تحقيق الفوز من أجل بلادكم. عندما تتعادلون في المباريات وأرى لاعبين يضحكون ويبتسمون، فهذا أمر غير مقبول، لأن هناك 30 مليون شخص يعانون.

غانا فرطت في المشاركة بكأس الأمم الأفريقية المقبلة (منتخب غانا)

وبعدما تعادلت غانا سلبياً، لم يضحك أو يبتسم أي لاعب، لكن الوضع ازداد سوءاً؛ حيث خسرت غانا مباراة العودة بهدفين دون رد.

إذن، ما الخطأ الذي حدث؟ هناك حديث عن وجود مشكلات في تنمية وتطوير اللاعبين الشباب، ومن الواضح أن النتائج تراجعت بشكل كبير منذ فوز غانا بكأس العالم تحت 20 عاماً في عام 2009. ربما فقدت غانا بعض الشعور بالوحدة أو اللعب الجماعي، لكن لا يوجد نقص في اللاعبين الموهوبين. تتمثل المشكلة الحقيقية في أن يلعب هؤلاء النجوم بشكل جماعي مع بعضهم.

كان سيمينيو ولامبتي وويليامز من بين 8 لاعبين انسحبوا من الفريق الحالي، كما تم استبعاد بارتي من مباراتي الفريق ضد السودان، حتى يكون جاهزاً للمشاركة مع آرسنال على الفور! ومع اعتزال أندريه أيو للعب الدولي، فإن هذا سيترك الفريق من دون قائد حقيقي.

بشكل عام، تفتقر غانا للقيادة والتنظيم والتوجيه. لقد تم تغيير 7 مديرين فنيين منذ رحيل أفرام غرانت في عام 2017. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، لا يمكن إلقاء اللوم على اللاعبين إذا قرروا عدم الانضمام لمنتخب بلادهم الذي يعاني من الفوضى العارمة! في ظل هذه المواهب الكبيرة في كرة القدم الغانية، كان يجب أن يذهب منتخب «النجوم السوداء» إلى المغرب بوصفه أحد أقوى المرشحين للفوز باللقب، لكن عدم تأهله من الأساس يعني وجود إهمال كبير للغاية في كرة القدم الغانية.

* خدمة {الغارديان}


مقالات ذات صلة

مانشيني يهاجم وسائل الإعلام: لا أحد يتدخل في تشكيلة الأخضر... أوقفوا شائعاتكم

رياضة سعودية مانشيني (أ.ف.ب)

مانشيني يهاجم وسائل الإعلام: لا أحد يتدخل في تشكيلة الأخضر... أوقفوا شائعاتكم

نفى المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني وجود أي تدخل في عملية اختيار اللاعبين أثناء توليه مسؤولية المنتخب السعودي لكرة القدم، موجهاً انتقادات لبعض وسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية سيتي حقق انتصاراً واحداً خلال آخر 13 مباراة في كل المسابقات (د.ب.أ)

«بريمرليغ»: سيتي يواصل السقوط المدوِّي بالتعادل مع إيفرتون

سجل برناردو سيلفا هدفاً مبكراً، لكن هذا لم يُنهِ معاناة مانشستر سيتي، إذ تعادل 1-1 مع إيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية جوناثان تاه (د.ب.أ)

تاه يستعد للرحيل عن ليفركوزن إلى برشلونة

ذكرت تقارير إعلامية، الخميس، أن جوناثان تاه مدافع منتخب ألمانيا ونادي باير ليفركوزن يستعد للانتقال إلى برشلونة الإسباني الصيف المقبل.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية جيان بييرو غاسبريني (رويترز)

نابولي وإنتر يهددان مشوار غاسبريني الخيالي مع أتلانتا

أصبحت مسيرة أتلانتا الناجحة، وتصدره دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، معرضةً للخطر عندما يواجه لاتسيو صاحب المركز الرابع مطلع الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (ميلان)
رياضة عالمية روي بورغيس (رويترز)

سبورتنغ لشبونة يقيل بيريرا ويعين بورغيس بديلاً له

أعلن نادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، تعيين روي بورغيس مدرباً للفريق بعد إقالة جواو بيريرا.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)

الدوري الإنجليزي: تشيلسي يفرّط... ونيوكاسل ينتصر... والسيتي يعاني

جولينتون لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في شباك أستون فيلا (رويترز)
جولينتون لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في شباك أستون فيلا (رويترز)
TT

الدوري الإنجليزي: تشيلسي يفرّط... ونيوكاسل ينتصر... والسيتي يعاني

جولينتون لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في شباك أستون فيلا (رويترز)
جولينتون لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في شباك أستون فيلا (رويترز)

تلقت آمال تشيلسي في المنافسة على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ضربة موجعة خلال لقائه مع ضيفه فولهام.

وفرط تشيلسي بشكل غريب في الحفاظ على تقدمه 1 / صفر في المواجهة اللندنية التي جمعته مع ضيفه فولهام، ليخسر أمامه 1 / 2 في الدقائق الأخيرة، الخميس، في المرحلة الـ18 للمسابقة، على ملعب (ستامفورد بريدج).

وبادر كول بالمر بالتسجيل لمصلحة تشيلسي في الدقيقة الـ16، محرزاً هدفه الـ12 في المسابقة خلال الموسم الحالي، لكنه ظل في المركز الثالث بترتيب هدافي المسابقة خلال الموسم الحالي، بفارق هدف وحيد خلف النرويجي إيرلينغ هالاند، مهاجم مانشستر سيتي، صاحب المركز الثاني.

وحاول فولهام إدراك التعادل خلال الوقت المتبقي من اللقاء، حتى تحقق له ما أراد، عقب تسجيل هاري ويلسون هدفاً للفريق الضيف في الدقيقة الـ82، وتواصلت الإثارة في المباراة، بعدما استمرت محاولات الفريقين لخطف النقاط الثلاث في الدقائق الأخيرة، وهو ما نجح فولهام أيضا في القيام به، عقب تسجيل لاعبه رودريغو مونيز الهدف الثاني للفريق الأبيض في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني. وبقي تشيلسي، الذي تعادل في مباراته الماضية بالمسابقة مع إيفرتون، في المركز الثاني مؤقتاً بترتيب المسابقة برصيد 35 نقطة.

في المقابل، ارتفع رصيد فولهام، الذي وضع حداً لسلسلة تعادلاته، التي استمرت في مبارياته الثلاث الماضية بالبطولة، إلى 28 نقطة، ليتقدم للمركز الثامن في ترتيب البطولة.

وفي مباراة أخرى، سجل برناردو سيلفا هدفاً مبكراً، لكن إيرلينغ هالاند أهدر ركلة جزاء لتتواصل معاناة مانشستر سيتي الذي تعادل 1 - 1 مع إيفرتون.

ولم يفز سيتي، حامل لقب الدوري الإنجليزي، سوى مرة واحدة فقط في آخر 13 مباراة في كل المسابقات، وهو الانتصار الوحيد في تسع مواجهات في الدوري، ويحتل المركز السادس برصيد 28 نقطة. وقد يتراجع فريق المدرب بيب غوارديولا إلى المركز الثامن بنهاية الجولة.

هالاند متحسرا عقب نهاية المباراة (رويترز)

وقال غوارديولا: «لعبنا بصورة جيدة جداً، لكننا في مرحلة حالياً هذا ما يحدث فيها، نصنع الفرص لكننا نتلقى الأهداف. سددنا كثيراً من داخل المنطقة، لكن للأسف لم نتمكن من تحقيق النتيجة المرجوة».

وقال شون دايك، مدرب إيفرتون، سعيداً: «العقلية هي الأهم بالنسبة لي. خسارتان في 13 مباراة، أعرف أننا تعادلنا كثيراً لكن هذا ليس سهلاً في الدوري الإنجليزي الممتاز».

وفي وقت سارعت فيه جماهير سيتي إلى الخروج من الملعب، احتفل مشجعو إيفرتون طويلاً بعد المباراة، وتغنوا بحارس المرمى بيكفورد الذي أهدى قميصه لأحد المشجعين الشبان.

وسجل أنتوني جوردون وألكسندر إيساك وجولينتون ثلاثة أهداف قادت نيوكاسل للفوز 3 - صفر على أستون فيلا.

وشهدت المباراة طرد جون دوران من صفوف أستون فيلا الذي تلقى الهزيمة الخامسة على التوالي في المباريات خارج ملعبه.

وصعد نيوكاسل إلى المركز الخامس رافعاً رصيده إلى 29 نقطة، بينما تجمد رصيد أستون فيلا عند 28 نقطة في المركز التاسع.

وواصل نوتنغهام فورست صعوده في جدول الدوري الإنجليزي بفوزه 1 - صفر على توتنهام هوتسبير بفضل هدف سجله أنتوني إيلانجا في الشوط الأول.

وبهذا يرتقي فورست إلى المركز الثالث برصيد 34 نقطة، بينما يقبع توتنهام في المركز الـ11 برصيد 23 نقطة من 18 مباراة.