القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

الغرفة التجارية تسلط الضوء على ريادة الأعمال في الأسبوع العالمي

جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)
جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)
TT

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)
جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)

تشهد مدينة جدة، الواقعة غرب السعودية، حراكاً كبيراً في القطاعات الاقتصادية والسياحية كافة، فيما تدفع منظومة اللوجيستيات المدينة إلى الوصول إلى مستويات عالية في تقديم هذه الخدمة، لمنافسة مدن عالمية من خلال رفع ناتج القطاع من 13 في المائة إلى قرابة 30 في المائة خلال الفترة القادمة.

وكشف رئيس مجلس اللوجيستيات في الغرفة التجارية بجدة ريان قطب، عن تنسيق مع هيئة تطوير جدة فيما يتعلق بالمناطق الحرة والخاصة، مع آلية توفير الأراضي للمستثمرين، مما يساعد على نمو القطاع، وأن العمل الجاري على المنظومة يتوافق مع الحراك لإعادة تخطيط المدينة واقتصادها.

وأضاف قطب، خلال جلسة حوارية نظَّمتها الغرفة التجارية في جدة ضمن مشاركتها في الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، أن المجلس يعمل على خلق اقتصاد أكبر لمدينة جدة في مجال اللوجيستيات، كما هو جارٍ في المدن العالمية التي يشكل فيها القطاع زخماً كبيراً تصل فيها مشاركته بالناتج الإجمالي إلى قرابة 30 في المائة.

وأوضح أن القطاع اللوجيستي في السعودية يشكل 6 في المائة من الناتج الإجمالي، في حين تشكل مدينة جدة 13 في المائة منها، وهذه الأرقام يُتوقع أن تتضاعف في الفترة القادمة.

وقال إن هناك خطوات كبيرة وتركيزاً على الملفات الاستراتيجية لتطوير ونمو القطاع، موضحاً أن ما قُدِّم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ليس كافياً، وأن العمل جارٍ لدعم هذه الشريحة.

ويبدو أن القطاع العمراني يسير بقوة في سياق النمو، وهو ما أشار إليه رئيس مجلس التطوير العمراني في الغرفة التجارية المهندس معمر العطاوي، مبيناً أن القطاع يحتل المرتبة الثانية بعد التكنولوجيا من حيث إقبال ريادة الأعمال.

وحسب العطاوي، فإن المجلس يضم التطوير العقاري، والمقاولات، والاستشارات الهندسية، وإدارة المرافق، مؤكداً أن هذه الأنشطة رئيسية وكبيرة ومؤثرة في خلق الفرص الوظيفية، مضيفاً أن أكثر نسب التوظيف في القطاع الخاص لصالح التطوير العمراني، وأن السوق ما زالت بحاجة إلى الابتكار وتقديم الحلول، وهناك كثير من الفرص الكبيرة التي لم تُستغلّ.

ويعد قطاعا السياحة والثقافة من القطاعات التي تشهد طفرة نوعية في عموم المدن السعودية، وتلاحَظ في مدينة جدة بشكل واضح، إذ يشهد القطاعان نقلة نوعية، وفق ما ذكره عضو مجلس السياحة والثقافة في الغرفة التجارية بجدة بكر تونسي، وأن التحول في هذه القطاعين كان كبيراً وواكبته تعديلات تشريعية، لذلك كان يتطلب معها ديناميكية عالية من القطاع التجاري وطرح مرئيات القطاع الخاص مع أهمية التفاعل بشكل يتوافق مع ذلك.

من جهته، وصف نائب رئيس اللجنة الوطنية لريادة الأعمال في اتحاد الغرف السعودية عبد العزيز البراك، ريادة الأعمال بالشريحة المهمة لبناء اقتصاد البلاد، خصوصاً أن هذه الفئة تشكل ما نسبته 90 في المائة من السجلات التجارية في السعودية.

وأكمل البراك أن اللجنة التي تشكَّلت قبل فترة زمنية بسيطة، تبحث من خلال فرقها المعنية بكل القطاعات عن الرواد والعمل على إيصال الأصوات إلى المختصين في القطاعين العام والخاص، لسد الفجوة بين الجهات ورواد الأعمال.

كان الأمين العام للغرفة التجارية بجدة رامز آل غالب، قد أوضح خلال كلمته أن الملتقى يهدف إلى تعزيز روح الابتكار وريادة الأعمال، وفتح آفاق جديدة أمام أصحاب المشاريع الناشئة والمبدعين، مضيفاً أن هذا الحدث يجمع بين الجهات الفاعلة في قطاع ريادة الأعمال من ممثلي المبادرات والبرامج الرائدة على مستوى المملكة.

وأفاد آل غالب بأن السعودية وضعت ريادة الأعمال في مقدمة أولوياتها بوصفها أحد المحركات الأساسية لتحقيق التنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة، ومن هذا المنطلق أُطلق كثير من المبادرات الحكومية وبالشراكة مع القطاع الخاص لدعم وتمكين رواد الأعمال.


مقالات ذات صلة

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
يوميات الشرق التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)

ابيضاض الشعب المرجانية يضرب العالم... والبحر الأحمر الأقل تضرراً

تعدّ الشُّعَب المرجانية رافداً بيئياً واقتصادياً لكثير من الدول؛ فقد نمت فيها عوائدها لمليارات الدولارات؛ بسبب تدفّق السياح للاستمتاع بسواحلها وبتنوع شعبها.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد هيئة المنافسة السعودية توافق على 116 طلباً للاستحواذ

هيئة المنافسة السعودية توافق على 116 طلباً للاستحواذ

أصدرت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية، قرارات بتحريك الدعوى الجزائية بحق 24 منشأة، منذ بداية العام، في حين بلغ عدد الشكاوى الواردة للهيئة 299 شكوى.

سعيد الأبيض (جدة)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

«الإليزيه»: ماكرون يزور السعودية بين 2 و4 ديسمبر القادم

يزور الرئيس إيمانويل ماكرون السعودية في الفترة بين الثاني والرابع من ديسمبر المقبل، حسبما أعلن قصر الإليزيه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.