التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

65 شركة أجنبية تختار المملكة لمقراتها الإقليمية في 3 أشهر

مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص مقارنةً بنحو 2.193 بالفترة المماثلة من العام السابق (بعد استبعاد التراخيص المصدرة بموجب حملة تصحيح أوضاع مخالفي نظام مكافحة التستر التجاري).

وبحسب تقرير حديث صادر عن وزارة الاستثمار، الخميس، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، تركزت معظم التراخيص الاستثمارية المصدرة في نشاط التشييد، والصناعات التحويلية، والأنشطة المهنية والتعليمية والتقنية، وتجارة الجملة والتجزئة، والمعلومات والاتصالات، حيث يشكل عدد التراخيص المصدرة في هذه الأنشطة نحو 72 في المائة من الإجمالي خلال الربع الثالث 2024.

وبلغ عدد التراخيص المصدرة لشركات الفرد الواحد ذات المسؤولية المحدودة ما يقارب 2.853 ترخيصاً، وسجلت الشركات ذات المسؤولية المحدودة نحو 713 ترخيصاً، بينما توزعت البقية على أنواع الشركات الأخرى بنحو 284 ترخيصاً.

المؤشرات الدولية

وعلى جانب توزيع التراخيص الاستثمارية بحسب الدول، جاءت مصر أعلى البلدان خلال الربع الثالث من العام الحالي بعدد 1.029 ترخيصاً، تليها اليمن 439، ثم الهند 318، في حين تأتي سوريا في المرتبة الرابعة بعدد 246 ترخيصاً، وباكستان خامساً بعدد 222 ترخيصاً.

وبحسب التقرير، تقدمت السعودية في عدد من المؤشرات الدولية التي تعكس متانة أدائها في البيئة الاقتصادية والاستثمارية، كما استقر ترتيبها في مراتب متقدمة لعدد من المؤشرات، ومن أبرزها: المرتبة الأولى في مؤشر الثقة في الحكومة، وكذلك الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات، وثقة المستهلك للاستثمار، وأيضاً مؤشر ثقة المستهلك، وتصدرت أيضاً مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي.

واستمراراً للجهود المتواصلة في سبيل دعم البيئة الاستثمارية في المملكة، وتحسين تجربة المستثمر، حققت وزارة الاستثمار عدداً من الإنجازات خلال الربع الثالث، من أبرزها إصدار 65 ترخيصاً لمقرات إقليمية، مقارنةً بنحو 57 في الربع الثاني من العام الحالي، ومعالجة 65 تحدياً أمام المستثمرين، وكذلك تقديم أكثر من 67 ألف خدمة عبر مراكز الاتصال، وما يزيد على 36 ألف خدمة من خلال مراكز الخدمة الشاملة بمعدل نمو 40 في المائة قياساً بالربع السابق.

البنية التشريعية والتنظيمية

وطبقاً للتقرير، ركزت جهود وزارة الاستثمار على توفير بيئة استثمارية آمنة وأكثر تنافسية، والعمل على تطوير أنظمة وإجراءات الاستثمار مع شركائها من الجهات الحكومية، وذلك استكمالاً للبنية التشريعية والتنظيمية، حيث تلعب تشريعات الاستثمار دوراً حاسماً في تعزيز البيئة الاستثمارية وجذب رؤوس الأموال إلى المملكة.

وتطرق التقرير إلى عدد من الأنظمة التي أقرتها الحكومة مؤخراً، بما فيها نظام الاستثمار المحدث، والسجل التجاري، ونظام الأسماء التجارية، وأيضاً نظام القياس والمعايرة.

تطورات الترفيه

وتحدث التقرير عن تطورات قطاع الترفيه في السعودية، وأنه أصبح إحدى الركائز الأساسية التي تسهم في تحقيق التطلعات الطموحة، حيث يهدف إلى تطوير قطاع ترفيهي مستدام يحسن جودة الحياة من خلال توفير أنشطة ترفيهية وثقافية متنوعة، بالإضافة إلى تطوير بنية تحتية متكاملة بما في ذلك إنشاء وجهات عالمية لجذب السياح من الخارج، ما يعزز السياحة الداخلية، ويرفع من مساهمة المنظومة في الاقتصاد غير النفطي، بما يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي.

وتمكن قطاع الترفيه من استقطاب الفعاليات الكبرى إلى المملكة لتصبح مركزاً ترفيهياً إقليمياً ودولياً، كما تسهم هذه الأحداث في توفير فرص عمل، وتدعم تنمية الصناعات الإبداعية والثقافية، ما يعزز من مساهمة المحتوى المحلي، طبقاً للتقرير.

وركز التقرير على دور برنامج «جودة الحياة»، أحد برامج «رؤية 2030»، في تعزيز قطاع الترفيه والهوايات، وجعل المملكة وجهة سياحية وجاذبة للفعاليات العالمية، إضافةً إلى تنويع خيارات الترفيه وزيادة فرص العمل، ما يعزز من جودة الحياة ويخلق فرصاً استثمارية واعدة.

ويهدف برنامج «جودة الحياة»، وتحديداً فيما يتعلق بالترفيه بحلول 2030، إلى تحقيق 6 في المائة زيادة إنفاق الأسر على إجمالي الترفيه، ورفع عدد الأماكن الترفيهية إلى 613 موقعاً، وما يزيد على 72 في المائة نسبة تمثيل العلامات التجارية العالمية.

الناتج المحلي الإجمالي

وأوضح التقرير أنه منذ انطلاق «رؤية 2030» حقق قطاع الترفيه تطوراً كبيراً وأرقاماً قياسية، ومن المتوقع أن تصل مساهمة المنظومة مع الجهات التي ترتبط مع نهاية العقد إلى 4.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وخلق 450 ألف فرصة عمل.

وحققت المنظومة في السعودية بقيادة الهيئة العامة للترفيه، خلال الأعوام الخمسة الماضية، عدداً من المنجزات أبرزها؛ وصول إجمالي عدد التراخيص إلى 2.189 ترخيصاً، وعائدات تتجاوز المليار ريال، وبلوغ عدد الشركات العاملة في هذا القطاع ما يزيد على 2.500 شركة، وعدد تصاريح مصدرة تتخطى 1.809 تصاريح.

ووفق تقرير وزارة الاستثمار، شهدت عدد التراخيص الاستثمارية الأجنبية المصدرة في نشاط الفنون والترفيه والاستجمام ارتفاعاً غير مسبوق في عامي 2023 و2024، مقارنةً بالسنوات السابقة، إذ بلغ عددها في الربع الثالث من العام الحالي 34 ترخيصاً، وبنسبة ارتفاع تقدر بـ13 في المائة قياساً بالربع السابق، وبلغت عدد التراخيص المصدرة منذ 2020 والفصل الثالث الماضي 303 تراخيص استثمارية.


مقالات ذات صلة

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

أكدت شركة «كي بي إم جي» العالمية على الدور المحوري الذي تلعبه السياسات الصناعية في السعودية لتحقيق «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة «هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية» بندر الخريف (واس)

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

ركزت السعودية على تحفيز الفئات المستهدفة في تبني المحتوى المحلي وإعطائه الأولوية، إلى جانب تحسين حوكمة عمليات الشراء الحكومية، ورفع كفاءة الأداء في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.