لاصقة صغيرة لمراقبة ضغط الدم

أول مستشعر غير جراحي يمكن ارتداؤه لقياس ضغط الدم بالموجات فوق الصوتية (جامعة كاليفورنيا سان دييغو)
أول مستشعر غير جراحي يمكن ارتداؤه لقياس ضغط الدم بالموجات فوق الصوتية (جامعة كاليفورنيا سان دييغو)
TT
20

لاصقة صغيرة لمراقبة ضغط الدم

أول مستشعر غير جراحي يمكن ارتداؤه لقياس ضغط الدم بالموجات فوق الصوتية (جامعة كاليفورنيا سان دييغو)
أول مستشعر غير جراحي يمكن ارتداؤه لقياس ضغط الدم بالموجات فوق الصوتية (جامعة كاليفورنيا سان دييغو)

طوّر فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا سان دييغو الأميركية، لاصقة تعمل بالموجات فوق الصوتية، بحيث يمكن ارتداؤها لمراقبة ضغط الدم بشكل متواصل.

ووفق دراستهم المنشورة، الأربعاء، في دورية «نيتشر بيوميديكال إنجينيرينج»، خضعت التقنية الجديدة للتحقق السريري الصارم والشامل على أكثر من 100 مريض، وتمثل «أول مستشعر غير جراحي يمكن ارتداؤه لقياس ضغط الدم بالموجات فوق الصوتية، وتتمتع بالقدرة على تحسين جودة مراقبة صحة القلب والأوعية الدموية، في كل من العيادة والمنزل».

قال المؤلف المشارك في الدراسة، ساي تشو، الذي تخرج مؤخراً بدرجة الدكتوراه في علوم وهندسة المواد في كلية جاكوبس للهندسة بجامعة كاليفورنيا سان دييغو: «إن قياسات ضغط الدم التقليدية التي تقتصر على توفير قيم ضغط الدم لمرة واحدة، يمكن أن تفوت أنماطاً حرجة من هذه القياسات».

وأضاف في بيان صادر الأربعاء: «تقدم لاصقتنا القابلة للارتداء تدفقاً مستمراً من البيانات على شكل موجة متصلة من ضغط الدم، مما يسمح لها بالكشف عن الاتجاهات التفصيلية في تقلباته».

ويذكر أن اللاصقة المبتكرة عبارة عن جهاز ناعم ومرن يلتصق بالجلد، بحجم طابع البريد تقريباً، وعند ارتدائها على الساعد، فإنها تقدم قراءات دقيقة في الوقت الحقيقي لضغط الدم في أعماق الجسم.

وتتكون اللاصقة من مادة المطاط السيليكوني التى تحتوي على مجموعة من المحولات الكهرضغطية -تحول الحركة إلى طاقة كهربية- الصغيرة المحصورة بين أقطاب نحاسية قابلة للتمدد، وترسل المحولات وتستقبل موجات فوق صوتية تتبع التغيرات في قطر الأوعية الدموية، التي يتم تحويلها بعد ذلك إلى قيم ضغط الدم.

كشف الجهاز الجديد عن نتائج مماثلة في الاختبارات لجميع مقاييس ضغط الدم وجهاز سريري آخر يتم إدخاله في الشريان لمراقبة ضغط الدم بشكل متواصل أيضاً. وفي حين كان الجهاز يمثل المعيار الذهبي لقياس ضغط الدم في وحدات العناية المركزة وغرف العمليات، فإنه شديد التوغل، ويحد من حركة المريض، ويمكن أن يسبب الألم أو الانزعاج، وفق نتائج الدراسة التى كشفت عن أن اللاصقة الجديدة «توفر بديلاً أبسط وأكثر موثوقية وفق اختبارات التحقق التي أجريت على المرضى في مختبرات قسطرة القلب ووحدات العناية المركزة».

وأجرى الباحثون اختبارات مكثفة للتحقق من سلامة اللاصقة ودقتها. إذ شارك ما مجموعه 117 شخصاً في دراسات قيّمت ضغط الدم عبر مجموعة واسعة من الأنشطة والإعدادات.

في إحدى مجموعات الاختبارات ارتدى سبعة مشاركين اللاصقة أثناء الأنشطة اليومية مثل ركوب الدراجات، ورفع الذراع أو الساق، وإجراء العمليات الحسابية العقلية، والتأمل، وتناول الوجبات، واستهلاك مشروبات الطاقة.

وفي مجموعة أكبر من 85 مشاركاً، تم اختبارها أثناء حدوث أي تغييرات في وضعية المريض، مثل الانتقال من الجلوس إلى الوقوف. وكانت النتائج مطابقة بشكل وثيق لتلك المأخوذة من أساور ضغط الدم الحالية في جميع الاختبارات.

وعلق شينغ شو، أستاذ في قسم الهندسة الكيميائية والنانوية في جامعة كاليفورنيا سان دييغو، وأحد باحثي الدراسة، قائلاً: «إن التقدم الكبير في إنجازنا هذا جاء من خلال التحقق من دقة وصحة قراءات هذه التكنولوجيا، وذلك بفضل عمل زملائنا الأطباء».

وأضاف: «يمكن أن تأتي قراءات ضغط الدم غير الدقيقة في كل مكان اعتماداً على عوامل مثل متلازمة المعطف الأبيض -الخوف عند دخول العيادات والمستشفيات- وارتفاع ضغط الدم المقنع، والأنشطة اليومية أو تناول الأدوية، مما يجعل من الصعب الحصول على تشخيص دقيق أو إدارة العلاج».

وأوضح: «ولهذا السبب كان من المهم للغاية بالنسبة لنا اختبار هذا الجهاز في مجموعة متنوعة من البيئات الواقعية والسريرية. يتخطى عدد من الدراسات التي أجريت على الأجهزة القابلة للارتداء هذه الخطوات أثناء التطوير، لكننا حرصنا على تغطية كل شيء»، وفق وصفه.

ويستعد فريق البحث لإجراء تجارب سريرية واسعة النطاق، كما يخطط لدمج تقنيات التعلم الآلي لتحسين قدرات الجهاز بشكل أكبر. وتُبذل جهود كذلك للتحقق من صحة إصدار لاسلكي يعمل بالبطارية للاستخدام طويل الأمد والتكامل السلس مع أنظمة المستشفيات الحالية.


مقالات ذات صلة

خفض ضغط الدم المرتفع يقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

خفض ضغط الدم المرتفع يقلل خطر الإصابة بالخرف

كشفت دراسة جديدة عن أن خفض ضغط الدم المرتفع يمكن أن يقلل من خطر إصابة الأشخاص بالخرف.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز تدعم صحة القلب بشكل عام (رويترز)

الموز والبروكلي والسبانخ... ما علاقتها بخفض ضغط الدم؟

كشفت دراسة حديثة أن زيادة تناول البوتاسيوم قد يكون لها تأثير أقوى في خفض ضغط الدم مقارنةً بتقليل مستويات الصوديوم وحده.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأغذية الغنية بالبوتاسيوم تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع (جامعة هارفارد)

البروكلي والموز لضبط ضغط الدم المرتفع

أفادت دراسة كندية بأن تناول أطعمة غنية بالبوتاسيوم، مثل البروكلي والموز، قد يكون أكثر فاعلية في خفض ضغط الدم المرتفع، من مجرد تقليل تناول الصوديوم (الملح).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تعدّ السكتة الدماغية ثالث سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم (رويترز)

ثالث مسبب للوفاة... طرق تقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة تساهم بتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتحسن صحة القلب والدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مكملات غذائية في أحد المتاجر (رويترز)

احذروها... 6 مكملات غذائية قد تضر بصحة قلبكم دون أن تدروا

إليكم 6 مكملات شائعة يمكن أن تسبب مشاكل قلبية خطيرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

أغنى 19 أسرة في أميركا أضافت تريليون دولار إلى ثرواتها العام الماضي

أغنى 19 أسرة في أميركا أضافت تريليون دولار إلى ثرواتها العام الماضي
TT
20

أغنى 19 أسرة في أميركا أضافت تريليون دولار إلى ثرواتها العام الماضي

أغنى 19 أسرة في أميركا أضافت تريليون دولار إلى ثرواتها العام الماضي

وفقاً لتحليل جديد، تضاعفت ثروات أغنى الأسر الأميركية تريليون دولار في عام 2024.

غنى فاحش غير مسبوق

حلل غابرييل زوكمان، الخبير الاقتصادي في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وكلية باريس للاقتصاد، هذه الزيادة الهائلة في الثروة، وشارك البيانات مع صحيفة «وول ستريت جورنال». ووجد أن أغنى الناس في الولايات المتحدة يسيطرون على كمية قياسية من إجمالي ثروة البلاد، وأن حصتهم من هذه الثروة تزداد بوتيرة متسارعة لم يسبق لها مثيل.

وفقاً للتحليل، ففي الماضي استغرق الأمر أكثر من 40 عاماً لكي تزداد حصة نسبة 0.00001 في المائة من الأميركيين الأعلى دخلا، من إجمالي الثروة من 0.1 في المائة في عام 1982 إلى 1.2 في المائة في عام 2023.، وفقاً لتقارير صحافية أميركية.

وتيرة ازدياد هائلة

ولكن في عام 2024، شهدت هذه النسبة - أو ثروات 19 أسرة - زيادةً في حصتها من إجمالي الثروة إلى 1.8 في المائة. وحسب البيانات، فقد بلغ إجمالي ثروة الأسر الأميركية كلها في عام 2024 نحو 148 تريليون دولار، وفقاً لزوكمان.

وقال زوكمان لصحيفة «وول ستريت جورنال»: «نرى هذا الارتفاع التدريجي، ثم، حديثاً جداً، تسارعاً كبيراً في ارتفاع حصة الثروة التي يمتلكها أصحاب الثروات الفائقة حقاً».

أسر ثرية: ماسك وزوكربيرغ وبيزوس

وتشمل الأسر الـ19 بعض الأسماء المألوفة، مثل إيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، وجيف بيزوس، وستيفن شوارزمان، ووارن بافيت. وتأتي حصتهم المتزايدة من إجمالي ثروة البلاد في الوقت الذي شهدت فيه الولايات المتحدة عدداً قياسياً من المليارديرات.

وكانت مجلة «فوربس» قد أصدرت قائمتها لمليارديرات العالم لعام 2025 في وقت سابق من هذا الشهر، حيث ضمّت أكثر من 3 آلاف ملياردير بثروات إجمالية تبلغ 16 تريليون دولار على الأقل، ما يجعلهم أكبر وأغنى فئة من المليارديرات على الإطلاق.

اقرأ أيضاً