«نومورا» تتوقع توقف «الفيدرالي» عن خفض الفائدة في ديسمبر

وسط تصاعد التضخم والضغوط السياسية

مبنى «الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«نومورا» تتوقع توقف «الفيدرالي» عن خفض الفائدة في ديسمبر

مبنى «الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

توقعت شركة «نومورا» أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لن يواصل خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في ديسمبر (كانون الأول)، لتكون بذلك أول شركة وساطة عالمية تشير إلى توقف دورة التيسير النقدي بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات.

وتتوقع «نومورا» الآن أن يقتصر خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي على تخفيضين بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعيه في مارس (آذار) ويونيو (حزيران) من عام 2025، مع إبقاء تقديرات الشركة لمعدل الفائدة الفيدرالية عند 4.125 في المائة طوال العام المقبل، وفق «رويترز».

وتتراوح حالياً الفائدة الأساسية لـ«الفيدرالي» بين 4.50 و4.75 في المائة، وكان البنك قد خفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في عام 2024.

في المقابل، يتوقع وسطاء عالميون آخرون مثل «غولدمان ساكس»، و«جيه بي مورغان» خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر المقبل.

وأشارت نومورا إلى أن قرار الفيدرالي بتوقف دورة خفض الفائدة في الشهر المقبل يعكس التصريحات المتشددة الأخيرة من صانعي السياسة النقدية، في ظل استمرار النمو الاقتصادي والتوقعات ببقاء التضخم مرتفعاً، مما يعزز إشارة البنك المركزي بعدم استعجاله في تخفيض الفائدة.

ويأتي هذا التوقع في وقت يشهد فيه الوضع السياسي تحولات كبيرة بعد فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية. وتسعى «وول ستريت» حالياً لمواءمة توقعاته بشأن ضغوط التضخم في العام المقبل مع سياسة الرئيس المنتخب في خفض الضرائب، وزيادة التعريفات الجمركية، وفرض قيود على الهجرة.

وقالت «نومورا» في مذكرة بتاريخ الجمعة: «نتوقع حالياً أن تدفع التعريفات الجمركية التضخم الفعلي إلى الارتفاع بحلول الصيف، مع ازدياد المخاطر التي تميل إلى توقف أطول في خفض الفائدة».

وأظهرت البيانات الأخيرة أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 2.6 في المائة في الـ12 شهراً حتى أكتوبر (تشرين الأول)، متجاوزة هدف «الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، لكنها تماشت مع توقعات الاقتصاديين.

وأشار المتداولون حالياً إلى فرصة بنسبة 34.7 في المائة لتوقف البنك المركزي عن خفض الفائدة في ديسمبر، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وتتوقع «نومورا» أن يستمر توقف خفض الفائدة الأميركية حتى مارس 2026 بعد التخفيف المحتمل في يونيو 2025.


مقالات ذات صلة

بعد انخفاضاته الحادة الأسبوع الماضي... الذهب يعاود ارتفاعه

الاقتصاد جزء من احتياطي الذهب في مجمع بنك البرتغال المحصّن في كاريغادو (رويترز)

بعد انخفاضاته الحادة الأسبوع الماضي... الذهب يعاود ارتفاعه

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين بعد التراجع الحاد الذي شهدته الأسبوع الماضي، لكن التوقعات بشأن تخفيضات أقل لأسعار الفائدة الأميركية حدّت من هذا التعافي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يحملون أكياس التسوق يسيرون داخل مركز تسوق «كينغ أوف بروسيا» (رويترز)

مبيعات التجزئة الأميركية تتفوق على التوقعات قليلاً في أكتوبر

ارتفعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة أكثر قليلاً من المتوقع في أكتوبر، لكن الزخم الأساسي للإنفاق الاستهلاكي بدا متعثراً مع بدء الربع الرابع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رزم من أوراق الدولار الأميركي في متجر لصرف العملات في سيوداد خواريز بالمكسيك (رويترز)

الدولار يسجل أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من شهر

سجل الدولار أكبر مكسب أسبوعي له في أكثر من شهر يوم الجمعة بدعم من توقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد سبائك ذهبية بمصنع «أرغور-هيرايوس» في ميندريسو بسويسرا (رويترز)

الذهب يواجه أسوأ أداء أسبوعي منذ أكثر من 3 سنوات

انخفض الذهب، يوم الجمعة، وكان في طريقه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي له منذ أكثر من 3 سنوات، متأثراً بارتفاع الدولار الأميركي وسط التوقعات بتقليص أقل لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يلقي كلمة في دالاس بولاية تكساس 14 نوفمبر 2024 (رويترز)

رئيس «الفيدرالي»: البنك سيخفض الفائدة بحذر وسط ضغوط التضخم المستمرة

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس إن البنك المركزي من المرجح أن يخفض سعر الفائدة الرئيسي تدريجياً وبحذر في الأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (دالاس)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)
أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)
TT

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)
أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر الذي قد يتيح للدول النامية الحصول على المزيد من الأموال لإنفاقها على الطاقة النظيفة والتكيف مع الظروف الجوية المتطرفة المرتبطة بالمناخ. وفي وقت دعا الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ سيمون ستيل الدول إلى «التوقف عن التمثيل والعودة إلى العمل الحقيقي»، قالت أذربيجان إن زعماء أكبر اقتصادات العالم يتعين عليهم تبني رسالة واضحة بشأن الحاجة إلى معالجة الاحتباس الحراري.

وجاءت دعوة أذربيجان مستضيفة «كوب 29»، بينما يجتمع زعماء «مجموعة العشرين» في البرازيل لمناقشة قضية المناخ باعتبارها أحد البنود المدرجة على جدول الأعمال الذي يشمل الحرب في أوكرانيا وتوابع فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة. وفي باكو؛ حيث تجتمع 200 دولة، يعد الهدف الرئيسي هو الاتفاق على كيفية توفير تريليونات الدولارات لتمويل مشروعات المناخ، وسط تعثر المحادثات بشأن هدف تمويل جديد وخفض الانبعاثات. وقال رئيس مؤتمر المناخ مختار باباييف: «لا يمكننا النجاح من دونهم، والعالم يترقب سماعهم»، مضيفاً أنهم «يمثلون 85 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و80 في المائة من الانبعاثات».

رئيس المؤتمر مختار باباييف في مؤتمر صحافي (أ.ب)

وأضاف، في مؤتمر صحافي في باكو: «نحثهم على استغلال قمة مجموعة العشرين لإرسال إشارة إيجابية بشأن التزامهم بمعالجة أزمة المناخ. نريد منهم تقديم توصيات واضحة لتنفيذها في (كوب 29)». وحذر الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، الزعماء من إضاعة الوقت في «الخداع والمناورة». وقال: «لن نتمكن من إنجاز المهمة إلا إذا كانت الأطراف مستعدة للتقدم إلى الأمام بصورة متوازية، ما يقرّبنا من أرضية مشتركة»، مضيفاً: «لذا دعونا نتوقف عن الادعاء وننتقل إلى العمل الحقيقي».

الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ سيمون ستيل (أ.ب)

وأضاف في غرفة المندوبين في باكو بأذربيجان: «لن نتمكن من إنجاز المهمة إلا إذا كانت الأطراف مستعدة للتقدم بالتوازي، ما يقربنا من أرضية مشتركة. أنا أعلم أننا قادرون على إنجاز هذا».

لا تزال الأموال المخصصة للمناخ تشكل نقطة خلافية، تركز المحادثات في باكو على الحصول على المزيد من الأموال المخصصة للمناخ لتمكين البلدان النامية من التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، والتكيف مع تغير المناخ ودفع ثمن الأضرار الناجمة عن الطقس المتطرف. لكن البلدان متباعدة بشأن مقدار الأموال التي ستتطلبها هذه العملية. وقد حددت مجموعة من الدول النامية الأسبوع الماضي المبلغ بنحو 1.3 تريليون دولار، في حين لم تحدد الدول الغنية رقماً بعد.

وقدر الكثير من الخبراء أن الأموال اللازمة لتمويل المناخ تبلغ نحو تريليون دولار. وقال فوبكي هوكسترا، مفوض المناخ بالاتحاد الأوروبي، في مؤتمر صحافي: «نحن جميعاً نعلم أنه ليس من السهل أبداً في السياسة وفي السياسة الدولية التحدث عن المال، لكن تكلفة العمل اليوم، في الواقع، أقل بكثير من تكلفة التقاعس عن العمل». وأضاف: «سنستمر في القيادة للقيام بنصيبنا العادل وحتى أكثر من نصيبنا العادل، كما فعلنا دائماً». لكن هوكسترا أوضح أن «الآخرين لديهم مسؤولية المساهمة بناءً على انبعاثاتهم وبناءً على نموهم الاقتصادي أيضاً».

وعبّرت تيريزا أندرسون، المسؤولة العالمية عن العدالة المناخية في منظمة «أكشن إيد» الدولية، عن تشككها في نيات الدول الغنية. وقالت إن «القلق يكمن في أن الضغوط الرامية إلى إضافة البلدان النامية إلى قائمة المساهمين لا تهدف في الواقع إلى جمع المزيد من الأموال للدول التي تقع على خط المواجهة. إن الدول الغنية تحاول فقط توجيه أصابع الاتهام ولديها ذريعة لتوفير تمويل أقل. وهذه ليست الطريقة المناسبة لمعالجة الانهيار المناخي، وهي تشتت الانتباه عن القضايا الحقيقية المطروحة».